آن هايد

صورة آن و جيمس وابنتيهما، السيدة مريم والسيدة آن

بسبب ظهور بوادر حمل آن اضطر الزوجان للزواج.[21] في 3 سبتمبر1660 بعد استعادة النظام الملكي. وجرت مراسم الزواج مابين 11 ليلاً و 2 صباحاً في منزل ورسستر- بيت أبيها في ستراند – حيث حضر اللاحتفال كلاً من الدكتور جوزيف كراوثر وجيمس قسيس. حيث وصف السفير الفرنسي آن بأنها تتمتع بالشجاعة والذكاء، والحيوية كما أنها تستحق أن تُنتسب إلي السلالة الملكية.[22] وُلد تشارلز أول مولود للزوجين في أكتوبر من ذلك العام، ولكنه تُوفي بعد سبعة أشهر. في وقت لاحق ٌرزق الزوجان بسبعة أطفال ماري (1662–1694),جيمس (1663–1667), آن (1665–1714), تشارلز (1666–1667),إيدجر (1667–1671), هنريتا (1669-1669)، وكاثرين (1671-1671). جميع أبنائها الذكور واثنتين من بناتها ماتوا صغاراً.[23]
حتى بعد زواجهما رفض بعض المراقبين قرار الأمير بغض النظر عما كانوا قد وعدوه مُسبقاً.[24] حيث صرح صموئيل بيبس قائلاً عن الزواج بأن زواج دوق يورك مع هاث لم توافق عليه المملكة حيث كان الحصول علي موافقة المستشار صعب المنال . وبدونها لكان رجل عادي ولكن تم التعامل معها من قبل أشخاص آخرين.[25] بعد وفاة آن حاول الديوان الملكي العثور على زوجة جديدة لجيمس ولكن بائت جميع المحاولات بالفشل.[26] كما صور بيبيس جيمس أن يكون أباً مثاليا، ولكن الغريب أن آن وجيمس لم يتأثرا بوفاة ابنهما البكر.[27] كما وصف بيبيس آن بأنها المرأة الأكثر غروراً في العالم والأكثرإنفاقاً.[25] وحتى في ذهن صهر آن المستقبلي وليام الثالث وزواجه من ابنة عمه صوفي بالاتينات ظلت وصمة العار حتي ولادة هايدز.[28]

صورة آن قام برسمها ليلي عام 1670

شهدت آن مشاكل في حياتها الزوجية.[29] وصرحت بأنها لم تُعجب بقرارات المحكمة.[30] كان جيمس يقوم بمغازلة عشيقات شابة مثل أرابيلا تشرشل حيث أنجب العديد من الأطفال غير الشرعيين، من بينهم اثنان ولدوا خلال عمر آن.[31] لم تكن آن غافلة عن هذا حيث كتب بيبيس أن آن كانت غيورة وانتقدت جيمس كما كتب أن آن وجيمس كانا مشهورين بعرض مشاعر حبهم علناً مثل التقبيل وميل كل منهما للآخر. كتب بيبيس أيضا أنه عندما وقع جيمس في الحب مع السيدة تشيسترفيلد، اشتكت آن للملك تشارلز وأصرت أن السيدة تشيسترفيلد لابد لها من الرجوع إلى الريف، حيث ظلت هناك حتي وفاتها.[32][33]
أصبحت آن أقرب للكاثوليكية، التي تعرفت عليها هي وجيمس خلال فترة وجودهم في الخارج.[34][35] إعتنقت آن الكاثوليكية بعد عودتها علي الفور. صرح جون كالو قائلاً بأن آن صنعت أثراً كبيراًعلى تفكيره.[36] إعتنق جيمس الكاثوليكية أيضا ًبعد آن بثماني أو تسع سنوات لكنه لا زال يحضر الخدمات الإنجليكانية حتى 1676.[37][38] فَضَّل جيمس أن يتواصل مع الأشخاص البروتستانين مثل جون تشرشل[39] وزوجته التي أصبحت فيما بعد صديقة مُقربةً جداً من آن الصغرى ابنة السيده آن.[40][41] في ذلك الوقت عارض الملك تشارلز الكاثوليكية وأصر بأن أطفال جيمس ينبغي عليهم الالتزام بالديانة الإنجليكانية[42]، على الرغم من أنه إعتنق الكاثوليكية على فراش الموت.[43] أعتنق بنات آن وجيمس الباقيات علي قيد الحياة الإنجلكانيه.[44]

كانت آن مريضه لمدة 15 شهراً بعد ولادة ابنها الأصغر إدغار.[45] وقد أنجبت هنريتا عام1669وكاثرين في 1671.[46] لم تتعافي آن من ولادة كاثرين.[47] كما أنها أصيبت بسرطان الثدي[48] وتوفيت في 31 مارس 1671.[48][49] على فراش الموت حاول شقيقاها هنري وورانس جلب كاهن الكنيسة الإنجليكانية للتواصل الرباني ولكنها رفضت[47] وتلقت القربان من الكنيسة الكاثوليكية.[48] بعد يومين من وفاتها تم دفن جسدها المحنط في قبو ماري ستيوارت في دير وستمنستر الصورة هنري السابع.[50] وفي يونيو 1671 توفي نجل آن إدغارالوحيد الباقي علي قيد الحياه لأسباب طبيعية تليه كاترين في ديسمبر، كما أصبحت السيدة ماري وآن الوريثات لدوق يورك.[51]
بعد وفاة آن هايد قام ويليم ويسنج برسم صورة لها بتكليف من ماري المستقبلبيه الثانية لتُعلق فوق باب غرفة الملكة. كما قام برسم حديقة البيت في قصر وندسور.[52] بعد عامين من وفاة زوجة جيمس الأولى، تزوج بأميرة كاثوليكية ماري مودينا، التي أنجبت جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت الابن الوحيد والذي ظل علي قيد الحياه إلي أن وصل لسن البلوغ. أصبح جيمس ملك انكلترا، ايرلندا، واسكتلندا في 1685، ولكن خُلع أثناء الثورة المجيدة عام 1688. وبعد ذلك عُرض العرش بالبرلمان لإبنة آن الأكبر سناً ماري وزوجها وليام أورانج.[53] وبعد وفاة ماري في 1694 ووليام في 1702، أصبحت آن هايد الابنة الصغري ملكة الممالك الثلاث في عام 1707 والملكة الأولى للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى.[54]