أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي
الإمام الفقيه المحدّث أبو العباس ضياء الدين أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر الأنصاري الأندلسيّ القرطبي المالكي، ولد سنة 578هـ في قرطبة, وعُرف بابن المزيِّن، رحل مع أبيه من الأندلس وهو صغير، إلى فاس وتلمسان، ثم الإسكندرية، والمدينة ومكّة، والقدس.[1]
ضياء الدين أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | قرطبة |
تاريخ الوفاة | 656هـ |
اللقب | أبو العباس القرطبي |
المذهب الفقهي | أهل السنة والجماعة |
الحياة العملية | |
العصر | القرن السادس للهجرة |
المنطقة | الإسكندرية |
نظام المدرسة | مدرسة الحديث |
المهنة | عالم مسلم |
مجال العمل | علم الحديث |
أعمال بارزة | الإعلام بما في دين النصارى |
مؤلف:أبو العباس القرطبي - ويكي مصدر | |
شيوخه
أبو الحسن علي بن محمد اليحصبي، أبو محمد عبد الله بن سليمان بن حوط الله، أبو إبراهيم عوض بن محمود تقي الدين، أبو الحسين مرتضى بن العفيف المقدسي، أبو الفضل بن الحباب، أبو ذر بن محمد بن مسعود الخشني، أبو الصبر أيوب بن محمد الفهري البتي، أبو القاسم عبد الرحمن بن عيسى بن الملجوم الأزدي، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي.
تلاميذه
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن فرح القرطبي، أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، أبو الحسن بن يحيى القرشي.
مؤلفاته
- المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم.[2]
- تلخيص صحيح مسلم.
- مختصر البخاري.
- كشف القناع عن حكم مسائل الوجد والسماع.
- كتاب شرح التلقين.
- كتاب في أصول الفقه.
- جزء حديثي في إظهار إدبار من أباح الوطأ في الأدبار. وغيرها.
- زجر المفتري على أبي الحسن الأشعري. قال الإمام تاج الدين السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى: "وهذه الرسالة صنفها الإمام العلامة ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي، وقد وقع في عصره من بعض المبتدعة هجو في أبي الحسن فألفها، ردا على الهاجي المذكور، وبعث بها إلى شيخ الإسلام تقي الدين أبي الفتح ابن دقيق العيد، إمام أهل السنة، وقد كانت بينهما صداقة، ليقف عليها، فوقف عليها وقرظها بما سنحكيه بعد الانتهاء منها. وهي:[3]
أسير الهوى ضلت خطاك عن القصد | فها أنت لا تهدى لخير ولا تهدي | |
سللت حساما من لسانك كاذبا | على عالم الإسلام والعلم الفرد | |
تمرست في أعراض بيت مقدس | رمى الله منك الثغر بالحجر الصلد | |
ضلالك والغي اللذان تألفا | هما أورداك الفحش من مورد عد | |
هما أسخنا عين الديانة والهدى بما | نثرا من ذم واسطة العقد | |
هما أضرما نارا بهجوك سيدا | ستصلى بها نارا مسعرة الوقد | |
وما أنت والأنساب تقطع وصلها | وما أنت فيها من سعيد ولا سعد | |
خطوت إلى عرض كريم مطهر | أرى الله ذاك الخطو جامعة القد | |
أيا جاهلا لم يدر جهلا بجهله | أتعلو ثغور القاع في قنن المجد | |
لقد طفئت نار الهوى من علومكم | إلى لتقدح نار هديك من زندي | |
أصخ لصريخ الحق فالحق واضح | فلم لا تصخ أصميت سمعا عن الرعد | |
وطهر عن الإضلال ثوبك إنه | لأدنس مما مسه وضر الزند | |
فيا قعديا عن معالي أولي النهى | ويا قائما بالجهل ضدان في ضد | |
أفق من ضلال ظلت توضع نحوه | وتسرع إسراع المطهمة الجرد | |
وصح رويدا إن دون إمامنا | سيوف علوم سلها الله من غمد | |
لأيدي شيوخ حنكتهم يد الهدى | وأيدي كهول في غطارفة مرد | |
يصولون بالعلم المؤيد بالتقى | وقد لبسوا درع الهدى محكم السرد | |
إذا برزوا يوم الجدال تخالهم | أسود شرى لا بل أجل من الأسد | |
وإن نطقوا مدت يد الله سرهم | بما سرهم في الدين يالك من مد | |
هم أوردونا أبحرا من علومهم | مفجرة من غير جزر ولا مد | |
هم القوم فاحطط رحل دينك عندهم | لتنشد دين الله في موطن النشد | |
يجيئون إن جاءوا بآيات ربهم | وتأتيهم إن جئت بالآي عن مرد | |
لشتان ما بين الفريقين في الهدى | كشتان ما بين اليزيدين في الرفد | |
ضللتم عن التقوى وظلل هديها | علينا بفيء وارف الظل والبرد | |
فنحن بها في روضة من هداية | مفتحة الأزهار فائحة الورد | |
تميس بها أعطافنا ثنى حلة | خلوقية الأردان سابغة البرد | |
نشاهده حسنا ونجنيه طيبا | ونشرب كأس الفضل من غير ما جهد | |
وراءك عن هذا المحل فإنه | محل جلال لست منه على حد | |
ودونك فالبس برد جهلك مائسا | بعطفيك في الإغواء يا عابد البد | |
فإن كنت بالتجسيم دنت فعندنا | أسنة علم في مثقفة صلد | |
زعمت بأن الله شيء مجسم | تبين رويدا ما أمامة من هند | |
فإن كان مسلوب انتهاء جعلته | بقاذورة الأجساد والميت واللحد | |
وفي الكلب والخنزير والوزغ والهبا | وفي مثل هذا النوع يا واجب القد | |
وفى البق والبرغوث والذر والذي | أجل وأدنى منه في القد والعد | |
وفي حشرات الأرض والترب والحصى | ضلالة ما رواكه شيخك النجدي | |
وفي سائر الموجود يا أخبث الورى | مقالا تعالى الله يا ناقض العهد | |
وإن كان لا سلب انتهاء جعلته | أقل من المخلوق في زعمك المردي | |
وقلت إله العرش في العرش كونه | وأني لمحدود بمن جل عن حد | |
فحددته من حيث أنكرت حده | ويلزمك التخصيص في العمق والقد | |
ويلزم أن الله مخلوق خالق | لقد جئت في الإسلام بالمعضل الأد | |
وقلت لذات الله وصف تنقل | وحالة قرب عاقبت حالة البعد | |
وخيلت ذات الله في أعين الورى | لمحسوسة الأجسام أخطأت عن عمد | |
وحددت تكييفا وكيفت جاهلا | أقست على حاليك في العكس والطرد | |
وأنكرت تشبيها وشبهت لازما | وأثبت ضد العقل في منتفى الضد | |
حللت عرى الإسلام من عقدك الذي | تدين فجاء الحل من قبل العقد | |
وزيفت في نقد اعتقادك فاغتدى | وقد جاء زيف الدين من قبل النقد | |
سللت حسام الغي في غمدك الهدى | فسلك من دين الهداية بالغمد | |
بنيت ضلالا إذ هددت شريعة | فأسست بنيان الضلالة بالهد | |
مددت لسانا للإمام فقصرت | يد الرشد فالتقصير من جانب المد | |
كذا عن طريق الدين يا أخفش الهدى | وصرح بما تخفي عن الدين من ضد | |
فقد وضحت آثار غيك في الورى | كما وضحت في سوءة خصيتا قرد | |
بتبيين هذا الحبر من نور علمه | دجى عقلك الهاوي وأقوالك الربد | |
فرد معانيك الخبيثة علمه | وغادرها في الجهل صاغرة الخد | |
وسل حساما من بيان فهومه | فرد سيوف الغي مفلولة الحد | |
وأبدى علوما ميزت فضل فضله | كتمييز ذي البردين والفرس الورد | |
فجاءت مجيء الصبح والصبح واضح | وسارت مسير الشمس والشمس في السعد | |
وفاضت ففاضت أنفس من عداته | وغاضت وما غاضت على كثرة الورد | |
وآضت رياض العلم مطلولة الثرى | بسح غمام الفضل منسكب العهد | |
وجادت بنشر الدين في عالم الهدى | فجاءت بنشر لا العرار ولا الرند | |
من الحكم اللاتي تضوع عرفها | فعد عن الورد المضاعف والند | |
سللن سيوف الحق في موطن الهدى | فغادرن صرعى الملحدين بلا لحد | |
وأيدن دين الله في أفق العلا | بلا منصل عضب ولا فرس نهد | |
وشيدن أعلام الحقائق في الورى | فلله منها من تجن وما تبدي | |
ومجدن ذات الله تمجيد عالم | بما يستحق الله من صفة المجد | |
وكذبن دعوى كل غاو مجسم | بما رد من قول له واجب الرد | |
وأمضين حكم النقل والعقل فاحتوى | كلام إمام الحق مجدا على مجد | |
معان إذا جاشت ميادين فضلها | أخذن بأعناق الأنام إلى الرشد | |
وإن كنت عدليا يحكم عقله | برد مراد الله عن بعض ما قصد | |
وإمضاء ما يختاره العبد من هوى | فحكم إله العبد دون هوى العبد | |
وتجحد تشفيع الرسول وأنه | يرى الله يوم الحشر أف لذي الجحد | |
وتنفى صفات الله جل جلاله | وتزعم أن الآي محدثة العهد | |
وتلزم إيجابا على الله فعله | لأصلح ما يرضى وأفضل ما يجدي | |
فجانب هاتين الطريقين علمه | كما جانب القيسي في النسب الأزدي | |
وقال بإثبات الصفات وذاتها | وسلب صفات النفس عن صمد فرد | |
فمن موجب يوما على الله حكمه | ومن ذا الذي يحتج إن هو لم يهد | |
ومن ذا الذي يقضي بغير قضائه | ومن ذا الذي عن قهر عزته يحدي | |
وهل حاكم في الخير والشر غيره | إذا شاء أمرا لم ترده يدا رد | |
هو الله لا أين ولا كيف عنده | ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد | |
ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى | يخالف حالا منه في القرب والبعد | |
فمن قبل قبل القبل كان وبعده | يكون بلا حصر لقبل ولا بعد | |
تنزه عن إثبات جسم وسلبه | صفات كمال فاقف رسمي أو حدي | |
تبارك ما يقضيه يمضي وما يشا | يكون بلا بدء عليه ولا بد | |
تقدس موصوفا وعز منزها | وجل عن الأغيار منسلب الفقد | |
هو الواجب الأوصاف والذات فاطرح | سواها من الأقوال فهي التي تردي | |
هو الحق لا شيء سواه فمن يزغ | ضلالا فإنا لا نزيغ عن القصد | |
هو الفاعل المختار ليس بموجب | لشيء من المخلوق في أنفس الفرد | |
وليس إله الخلق علة خلقه | ولكن فعل الله علية الوجد | |
ولا نسبة بين العباد وبينه | وهل علة إلا مناسبة تجدي | |
هو الواصل النعاب لطفا بضعفه | على فقده من أمه صلة الوجد | |
هو الخالق الأشباح في ظلم الحشا | هو الكافل الطفل الرضيع لدى المهد | |
أدر له من جلدتين لبانه | ولولاه لم يسق اللبان من الجلد | |
فهذى فصول من أصول كثيرة | على قصر النظم المقصر عن قصدي | |
وإلا ففي أبحاثه وعلومه | غوامض أسرار تلوح لذي الرشد | |
أيجحد فضل الأشعري موحد | وما زال يهدي من معانيه ما يهدي | |
من الكلم اللاتي قصمن بحدها | عرى باطل الإلحاد كالصارم الهندي | |
فيا جاحدا هذا الإمام محله | من العلم والإيمان والعمل المجدي | |
هي الشمس لا تخفى على عين مسلم | سوى مقلة عمياء أو أعين رمد | |
فوالله لولا الأشعري لقادنا | ضلالكم الهادي إلى أسوأ القصد | |
جزى الله ذاك الحبر عنا بفضله | جزاء يرقيه ذرى درج الخلد | |
وحمدا لربي فهو مهديه للورى | ولله أولى بالجميل وبالحمد |
أين حطت مطايا هذا الجاهل الغبي، والمبطل الغوي، والملحد البدعي:
أنخ لي إلى مغناه يا بارق الهدى | فقد وقدت بين الحشا نار هجرة | |
وصلني بتعريف محل قراره | لأوصله مني إدامة هجره | |
وأصليه من فكري بذاكي ذكائه | أقلبه منه على حر جمره | |
وأهديه من داجي الضلال بنير | ينير له عندي السرى وجه فجره[4] |
وفاته
توفي أبو العباس القرطبي في الرابع من ذي القعدة من عام 656هـ, ودفن بالإسكندرية.
المصادر
- ترجمة الإمام الفقيه المحدّث أبو العباس ضياء الدين أحمد القرطبي نسخة محفوظة 13 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
- almarkaz.ma :مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- طبقات الشافعية الكبرى للتاج السبكي. نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- رسالة: زجر المفتري على أبي الحسن الأشعري. نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
المراجع
- الوافي بالوفيات (7/295)
- تذكرة الحفاظ (4/1438).
- بوابة علوم إسلامية
- بوابة أعلام
- بوابة الأندلس
- بوابة الإسلام
- بوابة الفقه الإسلامي
- بوابة فكر إسلامي
- بوابة شعر
- بوابة اللغة العربية
- بوابة الحديث النبوي
- بوابة القرآن
- بوابة التاريخ الإسلامي