أحمد الزرقا
أحمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد القادر الزرقا الحلبي مولدا الحنفي مذهبا (1285ـ1357هـ، 1868ـ1938م)، فقيه بلاد الشام، علّامة، أصولي متبحر، قاضي مدينة حلب وأمين الفتوى فيها.
أحمد الزرقا | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1868م سورية مدينة حلب / سوريا |
الوفاة | 1938م حلب |
الجنسية | سوري |
الأسرة والنشأة
ولد في أسرة أحبت العلم، وجعلت منه الهدف الأسمى في حياتها، فقد كان من توفيق الله لوالده الشيخ محمد أن صرفه عن العمل في التجارة إلى طلب العلم الشرعي، حتى غدا من كبار علماء حلب وفقهائها، وأسند إليه منصب أمانة الفتوى في حلب الشهباء، ثم عُين قاضياً للمدينة، ثم معاوناً لأمانة الإفتاء العام في القسطنطينية.
في هذه البيئة العلمية الصالحة، وفي أحضان ذلك العالم الجليل نشأ الشيخ أحمد، وتلقى مبادئ علومه على نخبة من الأساتذة والمربين، حيث تعلم تلاوة القرآن الكريم، وأطرافاً من العلوم العربية والشرعية، وما أن شبّ وأصبح قادراً على الاستفادة من والده، حتى لزمه وانقطع إليه، ينهل من علومه الثرة، وفتح الأب الشيخ قلبه وصدره لابنه وتلميذه الشاب، وراح يصبّ في صدره الرحب من علومه الغزيرة، إذ وجد فيه الاستعداد التام لتقبل ما يمليه عليه، بل وجد فيه من الاجتهاد في التحصيل ما أثار إعجابه فخصه بالعناية، وقرأ له أمهات الكتب في الفقه والحديث والتفسير ككتاب (رد المحتار على الدر المختار)، المعروف: (بحاشية ابن عابدين)، وهو من أعظم كتب الفقه عند الحنفية، وقد قرأه له كاملاً أكثر من مرتين خلال عشرين سنة، وكتاب (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع)، للإمام الفقيه أبي بكر الكاساني.[1]
ومما قرأه على والده أيضاً في الفقه الحنفي الكتاب الاستدلالي النافع العظيم: (تبيين الحقائق على كنز الدقائق) للإمام الفقيه الضليع البارع فخر الدين علي بن عثمان الزيلعي.[2]
صفاته
كان الشيخ وسيماً جميلاً، طويل القامة، لبَّاساً بحيث ما يدانيه في هذا الجانب أحد، ذكر عارفوه أنهم لم يروا أحسن مظهراً منه رحمه الله، وكان ذا هيبة عظيمة، وشيخوخة نيّرة كما قال الشيخ محمد الحامد وأضاف «ولكنك إذا خالطته، لمست فيه نفساً طيبة».
أما فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى فقد أطال في وصفه وذكر سجاياه ومما قاله: «كان جميل الطلعة، منّورَ الشيبة، وقوراً في مشيته، ومجلسه، وحديثه، لا تشبع العين منه رؤية ونظراً يتحلَّى بإباءٍ وشَمَمٍ ورجولة كاملة، وحَصَافةٍ وافرة إذا دعت الحاجة إلى الوقوف في وجه باطل أو مبطل، كان موقفه أثبت من الجبل الراسي في نصرة الحق، ودفع مُعاديه». وأضاف الأستاذ الشيخ محمد زين العابدين الجذبة فقال: «كان يجيب الملهوف ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، حتى عُرف بهذا وقصد من أجله».[2]
جهوده في التعليم
لما جاوز الشيخ محمد الزرقا الخامسة والسبعين من العمر، وأدركه تعب الشيخوخة، أسند وظائفه إلى ابنه الشيخ أحمد ــ وقد رأى فيه الأهلية لذلك ــ فحلَّ مكان أبيه في الجامع الكبير (الأموي) وفي المدرسة الشعبانية، وفي جامع آل الأميري (جامع الخير).
وفي مطلع العشرينيات من هذا القرن الميلادي، أنشأت مديرية الأوقاف الإسلامية بحلب، أول مدرسة شرعية نظامية في بناء مدرسة وقفية كبرى هي المدرسة الخسروية فعين الشيخ فيها أستاذاً لتدريس الفقه الحنفي في صفوفها العالية[3]
مؤلفاته
وعلى ما كان يتمتع به من العلم الغزير والمعرفة المنوعة، إلا أنه لم يترك لنا من الآثار المكتوبة سوى مؤلفه الوحيد: (شرح القواعد الفقهية) ولقد استفرغ منه جهده، وعمل فيه أكثر من عشرين عاماً، حيث كان يدرّس طلابه في (المدرسة الخسروية) كتاب (القواعد الفقهية) التي صدرت بها (مجلة الأحكام العدلية)، وهي تسع وتسعون قاعدة، كان الشيخ يعيد شرحها لطلابه الجدد كل عام، خلال هذه الفترة، حتى استقام له شرحها، فدوّنه في هذا الكتاب فكان بحق أفضل شرح لها حتى الآن
بعض من مواقفه
لما اضطر الشيخ إلى بيع مكتبته النفيسة التي كانت تضم نحو ألف مخطوط جاءته عروض من جهات أوربية، وكان سماسرتهم منتشرين في العالم الإسلامي يقتنصون الفرص لنقل تراث الأمة إلى الدول الغربية، وعرضت عليه أسعار مغرية -وهو في حاجة يومذاك- فأبى قبول هذه العروض وباع مكتبته كلها إلى المكتبة العامة في الإسكندرية في مصر، وكان السعر أدنى والفرق واضح.
طلابه
1-الشيخ مصطفى الزرقا.
2-الشيخ محمد عثمان بلال.
3-الشيخ محمد زين العابدين الجذبة.
4-الشيخ الأستاذ محمد الحكيم مفتي حلب سابقا.
5-الشيخ الأديب الداعية بكري رجب
6-الشيخ الدكتور معروف الدواليبي
7-الشيخ محمد الرشيد.
8-الشيخ محمد سعيد المسعود مفتي مدينة الباب.
9-الشيخ محمد الحامد الحموي
10-الفقيه الشيخ محمد السلقيني.
11-الفقيه الشيخ محمد نجيب خياطة شيخ القراء في حلب.
12-الشاعر والأديب عمر بهاء الدين الأميري.
13-الشيخ عبد الله خير الله مفتي قضاء جبل سمعان
14-الشيخ محمد الملاح.
15-الشيخ جمعة أبو زلام مفتي مدينة منبج.
16-الأستاذ الأديب الشيخ عيسى الخطيب العزازي
17-الشيخ أحمد الحصري عالم مدينة معرة النعمان
المصادر والمراجع
- "الشيخ أحمد الزرقا"، islamsyria.com، مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 19 أبريل 2022.
- "الشيخ أحمد الزرقا"، نسيم الشام، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 أبريل 2022.
- "الشيخ أحمد الزرقا"، نسيم الشام، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 أبريل 2022.
1- إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء، للشيخ راغب الطباخ.
2-مقدمة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة لكتاب شرح القواعد الفقهية.
3-كتاب «العلامة المجاهد الشيخ محمد الحمد» عبد الحميد طهماز.
4-مقدمة الأستاذ مجد مكي لكتاب الفتاوى للشيخ مصطفى الزرقا.
- بوابة الإسلام
- بوابة أعلام