فيلم وثائقي

الفلم الوثائقي أو التوثيقي هو فيلم يعرض فيه مخرجه حقيقة علمية أو تاريخية، أو سياسية، بصورة حيادية ودون إبداء رأي فيها.[1][2][3] والفيلم الوثائقي يحوي سردًا تاريخيًا أو سياسيًا لمواقف سجلت سابقًا، أو لنكبات أو حروب حصلت في الماضي أو الحاضر القريب.

ملصق فيلم فود إنك الذي ترشح للاوسكار لأفضل فيلم في عام 2008
فهرنهايت 911، فيلم وثائقي عن حرب غزو العراق عام 2003

الفرق بين الفيلم الوثائقي والتسجيلي

الوثائقي هو الذي ينضوي تحت شروط التوثيق الفعلية، أمّا التسجيلي فهو الذي يسجل ما يقع أمام الكاميرا. حيث بتحقيق فيلم وثائقي، فإن المخرج سيلتزم بالشروط الصارمة للفيلم، ولا يلجأ لإدخال عناصر خارجية، كتلقيح وتركيب، ولا إدارة الشخص في الفيلم كممثل كما نرى الحال منتشراً، الالتزام هنا هو بتحويل الفيلم إلى وثيقة صادقة مائة بالمائة وخالية من التركيب والتفعيل الجانبي.

الفيلم التسجيلي يستطيع أن يأخذ على عاتقه هذا المنوال من التفعيل، لأنه يريد أن يسجل طبيعة حياة ما، وربما يواجه اختيارات من نوع تخصيص العنصر البشري الأول في الفيلم بلقطة تركب شروطها خلال التصوير؛ كذلك فإن التسجيل يعني أن الكاميرا تصوّر لكي تسجّل وضعاً، وليس بالضرورة لتوثيق حقيقة معينة.

الغطاء المثالي لكلا النوعين هو «الفيلم غير الروائي»، على أساس أنه يشملهما معاً، وهو يشمل أيضاً الفيلم التجريبي، والفيلم الشعري، وأي فيلم يخلو من عنصر القصّة.

الاتجاهات الفنية

الاتجاهات الفنية (بالإنجليزية: Trend)‏ في إنتاج الفيلم الوثائقي أو التسجيلي ويقصد بها الاتجاهات التي يقوم المنتج بالاختيار فيما بينها لعرض فكرة الفيلم بشكل معين لتحقيق الأثر المنشود، وتتمثل فيما يلي:

الاتجاه الرومانسي

يعتمد هذا الإتجاه في مجال إعداد الفيلم التسجيلي وإخراجه على الاهتمام بحياة الفرد بشكل يتميز بحرية التعبير وتلقائيته، حيث تنشيء مشاهدة الفيلم إحساساً غنائياً عاطفياً لدى المشاهد . ويتناول المخرج التسجيلي في هذا الإتجاه موضوع فيلمه بعناية كبيرة ويتسامى بالمشاهد عن الحياة اليومية العادية المعتادة، ويدفعه إلى اكتشاف حياته بحساسيه أكبر . ويطلق على هذا الأسلوب أيضاً «الإتجاه الرومانتيكي الطبيعي» ، لتركيزه وتمجيده الواضح للطبيعة، واهتمامه الملحوظ بعلاقة الإنسان بالعالم الذي يحيط به .

وتتحدد أسس الإتجاه الرومانسي في مجال الفيلم التسجيلي فيما يلي:

  • أهمية معايشة الفنان أو المخرج التسجيلي للموضوع الذي يسجله ويصوره، والإحساس به لضمان تحقيق المعرفة الكاملة العميقة والإلمام الشامل بكل جوانب الموضوع الذي يعالجه ويصوره من خلال فيلمه .
  • موضوع الفيلم الذي ينبع من المكان الحقيقي الذي يدور فيه في الواقع بأشخاصه وأحداثه الحقيقية في الأصل دون اختلاف أو انفعال من مخرج الفيلم .

ويعتبر (روبرت فلاهرتي) رائدًا لهذا الاتجاه الذي بدأه بفيلم (نانوك ابن الشمال) 1922م، وفيه يتناول صراع الإنسان في القطب الشمالي ضد الطبيعة، من أجل كسب قوته، من خلال قصة أسرة من الإسكيمو، ويعتبر روبرت فولهارتى الأب الروحى لهذا الاتجاه حيث تمسك بتصوير كل أفلامه في مواقعها الأصلية حول النشاط اليومى للمجتمع الإنسانى في بيئة جديدة على المشاهد هذا بالإضافة إلى أنه لم يكن يعمل وفق قالب معد مسبقًا بحيث اعتمد على قوة الملاحظة، ومن أشهر أفلامه نانوك رجل الشمال والذي أنتجه في عام 1923 حيث يصور صراع إنسان القطب الشمالى مع الطبيعة القاسية التي يعيش فيها وذلك من خلال تناوله لحياة أسرة من منطقة الأسكيمو ومتابعة أوجه نشاطها.

الاتجاه الواقعي

ليست الواقعية مجرد تقديم الشخصيات المألوفة والشائعة والموضوعات المستمدة من الطبيعة والواقع فحسب، وإنما هي تكشف أيضاً عن فردية البشر وتشابههم مع الجماهير الأخرى في آن واحد. والواقعية في الفن تنبه الناس إلى جمال الطبيعة والبشر وتهتم أساساً بتصوير العلاقات الاجتماعية التي ينشغل بها الناس والقوى التي تتحكم فيهم والروابط والمصالح المشتركة بينهم. ويستمد الإتجاه الواقعي في مجال الفيلم التسجيلي مادته من الواقع المباشر لحياة المدن والقرى والأزقة والمصانع والأسواق والمستشفيات، إلى غير ذلك من الأماكن في محاولة لإبراز ما يكمن تحت السطح وإلقاء الضوء على الأسباب والمسببات، وهو بذلك يتولى خلق الشعر وإيجاده في ميدان لم يسبق لشاعر أن طرقه من قبل، حيث تبدو مادة الواقع العادي بعيدة عن أن تكون موضوعاً لعمل فني، وهي بهذا لا تحتاج إلى الذوق السليم فحسب، وإنما تحتاج أيضاً إلى الإلهام الفني أي أنها تحتاج إلى جهد شاق خلاق ينفذ إلى الأعماق كما يصدر عن تأثير عميق.

ولهذا يمكننا القول أنه بظهور الاتجاه الواقعي في مجال الفيلم التسجيلي أمكن تصوير الإنسان ومشكلاته وقضاياه في مواجهة الحياة العادية اليومية وجنون المدينة بتناقضاتها العديدة، أي أن الاتجاه الواقعي يمثل أنقى درجات الواقعية في مجال الفيلم التسجيلي.

ويعطى مثالاً على هذا النوع الفيلم الفرنسي (لا شيء غير الزمان) في عام 1926، للمخرج لكانتي، وهو أول فيلم عن حياة مدينة باريس يكشف من خلاله إمكانية التعبير عن واقع المدينة بكل تناقضاته.

الإتجاه السيمفوني

تتمثل فلسفة الإتجاه السيمفوني في النظر إلى السينما كفن يشبه الموسيقى من حيث اعتماد كل منهما وقيامهما على عنصر الحركة. وإذا كان عنصر الحركة في الموسيقى يعبر عنه بأنه حركة الصوت في الزمان. فإن الحركة في السينما هي حركة الضوء في الزمان والمكان. وعلى هذا التشابه بين كل من الموسيقى والسينما يقوم أساس الاتجاه السيمفوني الذي يهدف إلى تقديم مشاهد الفيلم في توالٍ حركي شبيه بحركات السيمفونية الموسيقية، ويتطلب هذا الإتجاه من مخرج الفيلم ومصوره ذوقاً فنياً عالياً، وحساً تصويرياً مرهفاً يعتمد على استخدام الايقاعات المتغيرة السرعة والمؤثرات الخاصة طوال الفيلم مستغلاً في ذلك حركة المجاميع والكتل في خلق الإيقاع الحركي وإيجاده داخل البناء الفيلمي.

سينما الحقيقة

وهدفها اكتشاف العالم وتوسيع نطاق الواقع الممكن تصويره. وقد ساعد على تطوير هذا الاتجاه وسرعة انتشاره اكتشاف الكاميرا السينمائية 16 مم، التي تتصف بخفة الوزن وسهولة الحمل وإمكانية تسجيلها لعنصري الصوت والصورة معاً، مما ساعد على تصوير الأحداث الجارية وقت حدوثها بما يصاحبها من صوت حقيقي مباشر. وبذلك وفرت الكاميرا 16 مم ميزتين أساسيتين كان لهما أثر واضح في مجال استخدام السينما في الإعلام والأخبار وهما:

  • تسجيل الحدث في تلقائية دون أي تدخل في صياغته.
  • الوجود في قلب الحدث وإمكانية تسجيل أدق تفاصيله.

وقد ساعد التقدم الكبير لتكنولوجيا آلات التصوير السينمائي والتطور السريع في تحسين المواد الأولية للأفلام، على تمكين مخرجي اتجاه «سينما الحقيقة» من عمل مجموعة أفلام تسجيلية على درجة كبيرة من الصدق والمباشرة.

وقد ظهر عام 1922 على يد المخرج الروسي ديزيجا فرتوف، في شكل جريدة سينمائية بعنوان (كينو برافدا)، وكانت تتناول ما يجري من تغيير في المجتمع السوفييتي، في تلك الفترة من عام 1922 إلى عام 1924، فكانت المعادل السينمائي لجريدة (برافدا) الإخبارية.

وسائط العرض

طرق عرضه كثيرة، وإن كان العرض التلفازي هو السائد. ويمكن مشاهدة الفيلم الوثائقي:

  • على القنوات الفضائية.
  • على شاشات السينما.
  • على أشرطة فيديو.
  • أقراص سي.دي
  • أقراص دي.في.دي
  • بث حي أو تنزيل كملف عبر الإنترنت.

مقالات ذات صلة

وصلات خارجية

مراجع

  1. "social impact campaigns"، www.azuremedia.org، مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 23 يونيو 2016.
  2. Larry Ward (Fall 2008)، "Introduction" (PDF)، Lecture Notes for the BA in أنظمة راديو-تلفاز-فيلم (RTVF)، California State University, Fullerton (College of communications)، 375: Documentary Film & Television: 4, slide 12، مؤرشف من الأصل (PDF) في 03 سبتمبر 2006. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  3. "oed.com"، مؤرشف من الأصل في 15 مارس 2020.
  • بوابة فنون
  • بوابة تلفاز
  • بوابة سينما
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.