أفلح بن عبد الوهاب
افلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم هو الإمام الثالث لـ الرستميين نشأ في بيت علم وجاه فأبوه هو الإمام عبد الوهاب وجده عبد الرحمن هو مؤسس الدولة الرستمية ولعل عهده يعد أرقى عصور الدولة ثقافة وفكرا.
أفلح بن عبد الوهاب | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1 ألفية تيارت |
الوفاة | 1 ألفية تيارت |
مواطنة | رستميون |
الأولاد | |
الأب | عبد الوهاب بن عبد الرحمن[1] |
عائلة | رستميون[1] |
مناصب | |
إمام[2] | |
في المنصب 823 – 872 | |
في | رستميون |
إمام | |
في المنصب 824 – 872 | |
في | رستميون |
الحياة العملية | |
المهنة | سياسي |
حياته
مكان الولادة الشائع انه ولد في إحدى هذه المدن التابعة للإباضية في تيهرت بالمغرب الأوسط (الجزائر حاليًا). سنة الولادة تكون ما قبل حكمه أي 702 - 810 م.
تصدر الإمام للتدريس وإلقاء العلوم على اختلاف فنونها قبل أن يبلغ الحلم وكانت عليه أربع حلق وقيل سبع من طلبة العلم في شتى صنوف العلم من الفقه وعلم الكلام واللغة العربية والحساب والفلك وبهذا كان صاحب علم غزير ووصل مبلغا لا يدرك شأوه، وكان قد أخذ العلم عن أبيه وجده ومن عاصرهم من كبار العلماء حتى بلغ درجتهم وتفوق على بعضهم، انفرد بأقوال في علم الكلام وقد ترك أفلح عديد الرسائل كما أن له اهتمامات بالحديث وروايته جمعت في معتمد الإباضية في الحديث لم يكن شاعرا بقدر ما كان ناثرا وخطيبا لامعا.[3]
تولى الإمامة وبويع باسمها إمامًا للدولة الرستمية ما بين عام 832م - 871م.
الوفاة
في آخر دولته استأذنه ابنه أبو اليقظان محمد في الحج فأذن له وذهب، وبينما هو يسعى في الحرم الشريف، إذ أحاطت به رسل بني العباس وأخذ محفوظا تحت المراقبة إلى بغداد، وأودع السجن مع أخي الخليفة العباسي، فبلغ الإمام الخبر فاغتم، وبقي الإمام مكسور الخاطر كئيبا لا يطيب له مقام، ولا يهنأ له منام، لما أصاب قرة عينه ونخبة بنيه، إلى أن وافته المنية.
وقد قال ابن الصغير في ذلك : «وإن أفلح بن عبد الوهاب لما فقد ولده أبا اليقظان هذا وعلم أنه قد رفع إلى بغداد اشتد حزنه عليه وطال غمه به فلم يزل مهموما إلى أن وافته منيته وابنه محبوس ببغداد وذلك سنة مئتين وأربعين للهجرة 240 هـ» وعلى رأي المراكشي تكون وفاته 238هـ وكانت مدته في الخلافة خمسين سنة على قول ابن الصغير وقال أبو زكريا :«مكث في امامته ستين سنة واليا محسنا وإماما حسن السجية رؤوفا بالرعية لا يخاف في الله لومة لائم» وعلى رأيه تكون وفاته سنة 250هـ وقد ترك العلامة يعقوب والبنين الصالحين فكانوا كما ذكر ابن الصغير المالكي : ٠«وكان لأفلح أولاد قد بلغوا من السن والتجارب والممارسة ما يستحق به كل واحد منهم الإمامة».[4]
شعره
عرف في ميدان الشعر بقصيدة رائية يحث فيها على طلب العلم واكتسابه ويبجل فيها العلم والعلماء ويحط من قيمة الجهل والجهلة، لكن شعره كشعر كل الفقهاء يغلب عليه الطابع التعليمي.[5]
العلم أبقى لأهل العلم آثاراً | يريك أشخاصهم رَوحا وإبكاراً |
حيٌ وإن مات ذو علم وذو وَرَعِ | ما مات عبدٌ قضى من ذاك أطوارا |
وذو حياة على جهل ومنقصةٍ | كميت قد ثوى في الرمس أعصاراً |
لله عصبة أهل العلم إن لهم | فضلاً على الناس غُيابا وحُضاراً |
العلم علمٌ كفى بالعلم مكرمةً | والجهل جهلٌ كفى بالجهل إدبار |
العلم عند اسمه أكرم به شرفاً | والجهل عند اسمه أعظم به عارا |
يُشَرِفُ العلم للإنسان منزلةً | ويرفع العلم للإنسان أقدارا |
العلم درٌ له فضل ولا أحد | في الناس يحصي لذاك الدر مقدارا |
للعلم فضل على الأعمال قاطبةً | عن النبي رُوينا فيه أخبارا |
يقول طالب علم بات ليلته | في العلم أعظم عند الله أخطارا |
من عابدٍ سنة لله مجتهدا | صام النهار وأحيى الليل أسهارى |
وقال إن مداد الطالبين على | ثيابهم وعلى القِرطاسِ أسطارا |
مثل دم الشهداء المكرمين | فضل فأكرم بأهل العلم أخيارا |
وقال هم يرثون الأنبياء كذا | فيهم رُوينا أحاديثاً وأخبار |
أكرم بهم من ذوي الفضل المبين لهم | إرث النبوة في أيديهم صارا |
الكاشفين معاني كل مشكلةٍ | والمظهرين خفي الغمض إظهارا |
أُشدد إلى العلم رَحلاً فوق راحلةٍ | وصِل إلى العلم في الآفاق أسفارا |
واصبر على دَلجِ الأغساق معتسفاً | مهامه العرض أحزانا وأقطارا |
حتى تزور رجالا في رواحلهم | فضلٌ فأكرم بأهل العلم زُوُارَا |
والطف بمن أنت منه العلمَ مقتبسٌ | جدد له كل يومٍ منك إبرارا |
فاللطف مستَخرجٌ منه فوائده | وكن لصولته إن صال صبارا |
فصدر ذي العلم إن راجعته حرِجٌ | فقد برى الله هذا الخلق أطوارا |
وارصد خواطر ساعات النشاط له | إذا أردت لبعض القول تكرارا |
وأحسن الكشف عن علم تطالبه | والزم دراسته سرا وإجهارا |
ولا تكن جامعا للصحف تخزنها | كالعير يحمل بين العير أسفارا |
يا من فضيلة نِعمَ الذخر تورثه | في نفسك اليوم إن أحسنت آثارا |
وإن هممت بخير الناس تألفهم | ألفت بالعلم أبراراً وأخيارا |
اطلب من العلم ما تقضي الفروض به | واعمل بعلمك مضطرا ومختارا |
واطلبه ما عشت في الدنيا ومدتها | لموقف العرض ألا تُورَد النارا |
واجعله لله لا تجعله مفخرةًا | ولا ترائي به بدوا وحُضارا |
تَعساً لكل مراءٍ غير مقتصد | وقد تقلد آثاما وأوزارا |
يصطاد بالعلم أموال العباد كما | يصطاد مقتنص بالباز أطيارا |
لو كان في فلوات الأرض معترضا | وللدراهم في الأسواق طرارا |
ولا تخادع بما تبديه خالقنا | فالله يعلم ما تخفيه إضمارا |
مولاك يعلم ما تخفي الصدور فلا | يكن لك الحِلم من مولاك غرار |
ولا تداهم إذا ما قلت مسألةً | أضررت بالدين إن داهمت إضرار |
واجعل لنفسك حظا من مذاكرةٍ | مع الصديق إذا استوحشت أسمارا |
وانشط لعلمك إذ لا بد من ملل | ولا تكن من جميع الناس فرارا |
وعاشر الناس وانظر من تعاشره | قصدا ولا تكثرن الصحب إكثارا |
فَرُب مكثر صحب لا يزال يرى | لنفسه قرناء السوء أشرارا |
الخير في الناس معدوم وفاعله | إلا القليل وذاك القِلُ قد بارا |
وكن بربك لا بالناس معتصما | كفى بربك رزاقا وغفارا |
خير العباد عباد الله إن له | لطفا خفيا يرد العسر إيسارا |
سبحانه صمد لا شيء يشبهه | أقررتُ لله بالتوحيد إقرارا |
المصادر والمراجع
- المحرر: غودرون كريمر و Kate Fleet — الناشر: دار بريل للنشر — ISBN 978-90-04-17853-3 — Encyclopaedia of Islam — تاريخ الاطلاع: 15 أبريل 2021
- المحرر: غودرون كريمر و Kate Fleet — الناشر: دار بريل للنشر — ISBN 978-90-04-17853-3 — Encyclopaedia of Islam
- الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية، سليمان باشا الباروني. نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- أخبار الإئمة الرستميين، ابن الصغير المالكي.
- موسوعة الشعر الجزائري، مجموعة اساتذة من جامعة منتوري، دار الهدى، الجزائر، 2002، الجزء الأول، ص 645.
http://www.hukam.net/family.php?fam=56
- بوابة السياسة
- بوابة أعلام
- بوابة الجزائر