أقباط المهجر
الشتات القبطي أو أقباط المهجر مصطلح يطلق على المصريين الأقباط المهاجرين خارج مصر ويقصد به الوجود القبطي خارج مصر. ويقدّر عدد الأقباط في مصر بين 5 إلى 8 ملايين[1][2][3][4] وثلاثة ملايين خارج مصر، أي في الشتات. ينتمي أغلب ٌاقباط المهجر إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويعيش حوالي خمسة ملايين من الأقباط في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا وبعض الدول الأفريقية الأخرى.
الهجرة
وفقاً لمصادر بدأ الشتات القبطي بالدرجة الأولى في عقد 1950 نتيجة للتمييز واضطهاد الأقباط والأوضاع الاقتصادية في مصر.[5][6][7][8] وبدأت أولى موجات هجرة الأقباط للخارج بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 مباشرة، ومع صدور قانون التأميم، لاسيما أن الأقباط كانوا أكثر المصريين ثراء، وبعد انتزاع بعض أملاكهم سارعوا للهجرة إلى دول أميركا وأوروبا وكندا،[9] ويرى المؤرخ الإسرائيلي مردوخاي نيسان أن الأقباط تأثروا بشدة بسياسات تأميم عبد الناصر، لأن العديد من الأقباط كانوا من بين المصريين الأكثر ثراءاً، على الرغم من أنهم كانوا يمثلون حوالي 10 إلى 20% من السكان.[10] بالإضافة إلى ذلك، وفقا لنيسان فقد قوضت سياسات عبد الناصر العربية الشعور القوي للأقباط حول هويتهم المصرية القبطية، والتي نتج عنها تأجيل تصاريح لبناء الكنائس وإغلاق المحاكم الدينية المسيحية.[10] ثم توالت الموجات مع اندلاع أي حادث له صبغة طائفية، وشهدت الفترة التي حكم الرئيس الراحل أنور السادات فيها العديد من موجات الهجرة، غير أنها زادت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لاسيما بعد تردي الأحوال الاقتصادية، بينما كان أيضًا سبب ظاهري آخر وهو المعاناة من الاضطهاد الديني.
ثلاثة أسباب يمكن وضعها ركائز رئيسية لأسباب هجرة المسيحيين، الأول ممثلة بالعامل الاقتصادي وتدهور الحالة المعيشية وهو بكل الأحوال يفتح مجالاً لهجرة عامة غير أنها أعلى في أوساط المسيحيين، العامل الثاني يتمثل «بالتفريق في المعاملة» بين المسيحيين وسواهم والثالث هو تصاعد الحركات الأصولية الإسلامية كما حصل أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن العشرين في مصر.[11][12] لا يزال الأقباط يحتفظون بالطقوس الشرقية كاملة، وتنظم شؤونهم الكنيسة ما يُعرف في الكنائس الشرقية عامة باسم «أبرشيات المغترب»، مثال على ذلك كل من الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية والكنيسة الفرنسية القبطية الأرثوذكسية وهي ضمن كنيسة الإسكندرية، ولكنها تعتبر مستقلة إدارياً.
الحياة في الشتات
الحضور في الشتات
مع زيادة أعداد الأقباط في الخارج تكون ما يمكن وصفه ب«اللوبي القبطي»، ضد السلطات المصرية، ومارس أقباط المهجر ضغوطاً قوية على الأنظمة الغربية، لإتخاذ مواقف متشددة ضد مصر، أثناء الحوادث ذات الصبغة الطائفية، حتى بات نظام حسني مبارك يقيم لهم وزنًا، ويخشى نفوذهم.
برز عدد من أقباط المهجر في كافة المجالات وسطع نجم عدد من أقباط المهجر ووصل بعضهم إلى مراكز مرموقة أمثال بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، ومجدي يعقوب وهو من أبرز جراحي جراحة القلب وأطلق عليه لقب ملك القلوب،[13] وفايز ساروفيم رجل أعمال وملياردير وهو مالك ورئيس مجلس إدارة شركة فايز ساروفيم وشركاه (Fayez Sarofim & Co) ودينا باول مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشئون التعليم والثقافة، وهي أيضًا نائب وكيل وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية العامة والشئون العامة، وإبراهيم عويس وهو عالم اقتصاد، خبير دولي، وبروفسور في جامعة جورج تاون الأمريكية ورامي مالك وهو ممثل أمريكي،[14] من أصول مصرية قبطية معروف بدور إليوت ألدرسون في مسلسل السيد روبوت على شبكة يو إس إيه نيتورك. أكسبه أداؤه في المسلسل جائزة اختيار النقاد للأفلام لأفضل ممثل وجائزة إيمي، وكذلك ترشيحات لجوائز من بينها غولدن غلوب لأفضل ممثل في مسلسل درامي وغيرهم.
ديموغرافيا وإنتشار
أكبر الجاليات القبطية في المهجر (أرقام تقديرية):
- الولايات المتحدة تترواح أعدادهم بين 200,000 إلى مليون نسمة.[15][16][17][18][19]
- كندا يترواح بين حوالي 200,000 إلى مليون.[20]
- أستراليا حسب احصائية سنة 2003 حوالي 100,000.[21][22]
هناك أيضًا امتداد قبطي تاريخي في: ليبيا،[23] السودان، إثيوبيا، إريتريا ومناطق أخرى من أفريقيا.
أما الامتداد الحديث ففي: سوريا، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت،[24] الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة[25]، كندا، أستراليا، بوليفيا، البرازيل، السويد، ألمانيا ومناطق أخرى من العالم.
مشاهير
- بطرس بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة.
- مجدي يعقوب، وهو من أبرز جراحي جراحة القلب.
- دينا باول، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون التعليم والثقافة.
- حيسدي جرجس، ملاكم في كيك بوكسينغ حصل على عدة ألقاب.
- مايكل مينا، الحائز على جائزة الشيف الأمريكية، ومؤلف كتب طبخ.
- أسعد قلادة، مخرج تلفزيوني شكلت مسلسلاته التلفزيونية زائرا يوميا لأجيال من الاميركيين منذ أكثر من ربع قرن.
- مجدي إسحاق، طبيب متخصص في جراحة العظام ورئيس الجمعية الطبية المصرية في بريطانيا.
- رامي مالك، ممثل أميركي من أصول مصريَّة قبطيَّة ترشح لجائزة الغولدن غلوب، وفاز بجائزة إيمي لأفضل ممثل.[26][27]
- مينا مسعود، مثل ومغنى كندي من أصل مصري.
مراجع
- تقرير أمريكى: المسلمون يمثلون 95% من سكان مصر.. و«الأقليات الدينية» لا تتجاوز 5%، المصري اليوم، 9 أكتوبر 2009 نسخة محفوظة 28 يناير 2010 على موقع واي باك مشين.
- Miller, Tracy, المحرر (2009)، Mapping the Global Muslim Population: A Report on the Size and Distribution of the World’s Muslim Population (PDF)، مركز بيو للدراسات، ص. 17 (pdf page 20)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 أكتوبر 2009
{{استشهاد}}
: الوسيط غير المعروف|شهر=
تم تجاهله (مساعدة) - كتاب حقائق العالم، 2005 نسخة محفوظة 25 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- "أطلس معلومات العالم العربي" من إصدار المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية بفرنسا، تحرير كل من فيليب فاريج ويوسف كرياج ورفيق البرستاني
- Seteney Shami, "'Aqualliyya/Minority in Modern Egyptian Discourse" in Words in Motion: Toward a Global Lexicon (eds. Carol Gluck & Anna Lowenhaupt Tsing: Duke University Press, 2009), p. 168.
- "Diaspora, Copts in the" at The A to Z of the Coptic Church (ed. Gawdat Gabra: Scarecrow Press, 2009), pp. 91-92.
- Afe Adogame, The African Christian Diaspora: New Currents and Emerging Trends in World Christianity (A & C Black, 2013), p. 72.
- Ken Parry, The Blackwell Companion to Eastern Christianity (John Wiley & Sons, 2010), p. 107.
- "هجرة الأٌقباط.. دوافع إقتصادية يعززها الخوف من حكم الإسلاميين"، مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 مايو 2013. نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- Nisan, Mordechai (2002)، Minorities in the Middle East، McFarland، ص. 144، ISBN 978-0-7864-1375-1.
- مصائر مجهولة في بلاد مضطربة، موقع الأب ألكسندروس أسعد، 24 نوفمبر 2011. نسخة محفوظة 20 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
- المسيحيون العرب، تاريخ عميق وحاضر قلق، الجزيرة الوثائقية، 24 نوفمبر 2011. نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Sir Magdi Yacoub FRS - King of hearts"، مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2007.
- "Mr Robot's Rami Malek: 'The world is in chaos – and all we do is hyperconsume' / Television & radio / The Guardian" en، مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 ديسمبر 2019.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير صالح|script-title=
: missing prefix (مساعدة) - 2009 American Community Survey, U.S. Census Bureau "All Egyptians including Copts 197,160" نسخة محفوظة 21 نوفمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- According to published accounts and several Coptic/US sources (including the US-Coptic Association), the Coptic Orthodox Church has between 700,000 and one million members in the United States (c. 2005–2007). "Why CCU?"، Coptic Credit Union، Accessed June 21, 2009، مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 2018.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - Akladios Website/Links For Church/Copticsflocktowelcome.doc "Coptics flock to welcome 'Baba' at Pittsburgh airport"، Pittsburgh Tribune (2007)، Accessed June 21, 2009، مؤرشف من الأصل في 11 فبراير 2012.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة)، تحقق من قيمة|مسار أرشيف=
(مساعدة) - "State's first Coptic Orthodox church is a vessel of faith"، JS Online (2005)، Accessed June 21, 2009، مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 2011.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - "Coptic Diaspora"، US-Copts Association (2007)، Accessed June 21, 2009، مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 2007، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
و|تاريخ=
(مساعدة) - إجراءات أمنية إستثنائية تسبق إحتفالات "اقباط العالم" بعيد الميلاد نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- In the year 2003, there was an estimated 70,000 Copts in New South Wales alone: – Parliamentary Debates, Parliament of NSW – Legislative Council, 12 November 2003, page Page: 4772: – Coptic Orthodox Church (NSW) Property Trust Amendment Bill
- The Coptic Orthodox Diocese of Sydney & its Affiliated Regions – Under the Guidance of His Grace Bishop Daniel نسخة محفوظة 21 مارس 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- Tore Kjeilen، "Looklex Encyclopedia: 1% of Libya's population (6.1 million) adhere to the Coptic Orthodox faith"، I-cias.com، مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2010.
- Kuwait نسخة محفوظة 21 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- Copts number at least 20,000 in Britain middle school ireland marriages family at middlekilleavy.com نسخة محفوظة 21 يناير 2009 على موقع واي باك مشين. plus another 5,000 – 10,000 Copts who are directly under the British Orthodox Church (1999 figures) نسخة محفوظة 08 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
- Berk, Philip (14 يوليو 2016)، "Rami Malek on how Mr Robot changed his life"، Star2.com، مؤرشف من الأصل في 2 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 18 سبتمبر 2016.
- رامي مالك يحضر "إيمي" رفقة فتاة.. فلماذا استغرب الأميركيون؟ نسخة محفوظة 01 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
انظر أيضًا
- بوابة مصر
- بوابة المسيحية
- بوابة ليبيا
- بوابة السودان
- بوابة أفريقيا