أكثم بن صيفي التميمي
أكثم بن صيفي بن رباح الأسيدي العمروي التميمي[1] أشهر حكام العرب في الجاهلية على الإطلاق[2] واحد المعمرين فيها وكان يلقب حكيم العرب[3] كان أكثم سيد من سادات العرب شريفا حكيما وفارس شجاعا، ومستشارا خبيرا، أشار على قومه بني تميم في يوم الكلاب الثاني فأنتصروا نصر كبيرا على مذحج وحلفائها من أهل اليمن[4] وشارك في الغارت والمعارك والأيام مع قومه[5] وخرج في وفد بني تميم والعرب إلى ملوك فارس[6] وكان كل العرب تتقاضى عند أكثم بن صيفي ولاترد حكمه لشرفه ونزاهته وحكمته[7] وأكثم كان كاتب خطيب كانت الملوك تكاتبه وتبادل معهم الرسائل التي تحمل في سطورها الحكمة والنصيحة[8] ومن هؤلاء ملك هجر، وملك نجران، وكسرى وغيرهم من الملوك[9] كما أشترك في وفد العرب إلى كسرى عندما أستنقص الفرس من شأن العرب فخطب أمام كسرى وأبهره بفصحاته وحكمته[10] وقد عاش هذا الرجل ونشأ بين أفراد قبيلته وولد في قبيلة بني أسيد أحد قبائل بني تميم التي أشتهرت بالحكمة والشرف[11] وتعد قبيلة تميم من أكبر وأشهر قبائل العرب في الجاهلية وأشدها بأس وقوة وأمتازت بمكانة عالية لدى القبائل العربية الأخرى لكثرة عدد أفرادها حتى أمتلأت منهم البلاد وهي قبيلة مضرية أنتشرت في مناطق واسعة وكبيرة[12] وعندما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان في ذلك الوقت شيخا كبيرا أرسل إلى مكة وفد من قومه فيهم أبنه ورجلان من تميم ليأتوه بخبر النبي الجديد فلما عادو بخبر أثلج صدر أكثم بن صيفي جمع قومه وخطب فيهم يحثهم على اتباع النبي الجديد[13] فخرج قاصد مكة وتبعه مئة من قومه، فلما كان في الطريق قبل مكة جهد أكثم من شدة العطش ونفاد الماء وأشهد قومه أنه أسلم وأوصاهم بإتباع النبي ثم توفي[14] فأنزل الله تعالى وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [15]
أكثم بن صيفي التميمي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | أكثم بن صيفي الأسيدي العمروي التميمي |
الوفاة | سنة 630 في إحدى الصحاري قبل الوصول إلى مكة جهد أكثم |
سبب الوفاة | من شدة العطش ونفاد الماء |
اللقب | حكيم العرب |
نشأ في | نجد |
الديانة | الإسلام |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعر |
نسبه
- أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم[16] وكان يكنى أبا حفادة.[17] وقصائده وشعره تدل على بقائه وطول عمره طويلا فهو القائل
.[18]
وإن امراً عاش تسعين حجةً | إلى مائةٍ لم يسأم العيش جاهل | |
أتت مائتان غير عشر وفاتها | ذلك من مر الليالي قلائل |
حكمه وأقواله
أكثم بن صيفي كان يعد أشهر حكام العرب قبل الإسلام ومن رؤساء بني تميم البارزين وصنف أنه حكيم العرب بدون منازع.[19] فإذ أطلع المرء على حكمه التي قالها قبل زمن طويل أقر أنها تنفع في وقتنا الحاضر وتكون مثلا رائع ونهج مستقيما للحياة الصحيحة.[20] وقد كان أكثم من أفصح لعرب لسانا، وأعلم نسبأ، وأكثرهم ضربأ للأمثال والحكم.[21] كما وصف بـ الحكيم المشهور.[22] وأنه من الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء.[23] ومن بعض أقواله وحكمه الكثيرة:
إذا بالغت في النصيحة فتأهب للتهمة |
القرابة تحتاج إلى مودة، والمودة لاتحتاج إلى قرابة |
تباعدوا في الدار، تقاربوا في المودة |
[28] والأمثال هي حكمة العرب قبل الإسلام وفي الإسلام، و بها كانت تعرض كلامها فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق.[29] ويستدل استخدام القران الكريم للأمثال في خطابة الناس ومحاجة المشركين كما قال تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ .[30] وأكثم بن صيفي هو أحد أشهر الحكماء العرب في ذكر الأمثال، وهي تبين حكمته وفطنته وعقله، التي نالت إعجاب غير العرب، حيث قال له كسرى لو لم يكن للعرب غيرك لكفى.[31]
أمام كسرى
قلل الفرس من شان العرب فبعث العرب وفد منهم على راسهم أكثم بن صيفي التميمي وهو أول من تكلم منهم فقال أمام كسرى ملك الفرس إن أفضل الأشياء أعاليها وأفضل الملوك أعمها نفعا، وخير الأزمنة أخصبها، وأفضل الخطباء أصدقها، الصدقة منجاة، والكذب مهواة، والشر مركب وطيء، والعجز مفتاح الفقر، وخير الأمور الصبر، إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي، من فسدة بطانته كان كالغص بالماء، شر البلاد لا أمير لها، وشر الملوك من خافه البرى، خير الأعوان من يعمل بالنصيحة، الصمت حكم وقليل فأعله فتعجب كسرى منه وقال له ويحك يا أكثم ما أحكمك وأوثق كلامك، لو لم يكن للعرب غيرك لكفى[32] وهكذا كان أكثم من الخطباء البلغاء الفصحاء ليس في قومه فقط، بل عند جميع العرب، وعند غيرهم من الأمم.[33]
وفاته
توفي سنة 9 هجريًا الموافق 630 ميلاديًا.[34]
مراجع
- (1) أبن دريد: الأشتقاق ص204.
- (2) ابن حبيب: المحبر ص 423.
- (3) السجستاني: المعمرون والوصايا ص 14
- (4) أبو عبيدة: النقائض بين جرير والفرزدق ج1 ص136.
- (5)أبو عبيدة: النقائض بين جرير والفرزدق ج1 ص137.
- (6) السجستاني: المعمرون والوصايا ص 14.
- (7) الأصفهاني: الأغاني ج15 ص73.
- (8) الأصفهاني: الأغاني ج15 ص74.
- (9) أبو عبيدة: النقائض بين جرير والفرزدق ج1 ص137.
- (10) الأصفهاني: الأغاني ج15 ص73.
- (11) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج5 ص635.
- (12) ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 210.
- (13) السجستاني: المعمرون والوصايا ص121.
- (14) الجاحظ: البيان والتبيان ج3 ص255.
- (15) سورة النساء أية 100.
- (16) أبن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 210.
- (17) االسجستاني: المعمرون والوصايا ص21.
- (18) الجاحظ: البيان والتبيان ج3 ص255.
- (19) أبن قتيبة: المعارف، تحقيق ثروت عكاشة، القاهرة 1960 31/1.
- (20) الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس ص 252/8.
- (21) السجستاني: المعمرون والوصايا ص22.
- (22) جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام،بيروت 1978 ص 635/5.
- (23) الألوسي: بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب، شرح محمد الأثري، القاهرة، 1432 هـ، 308/1.
- العسكري: جمهرة الأمثال 161/2.
- العسكري: جمهرة الأمثال 313/2.
- العسكري: جمهرة الأمثال 326/2.
- العسكري: جمهرة الأمثال 435/1.
- العسكري: جمهرة الأمثال 493/1.
- السيوطي، أبو بكر جلال الدين، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق محمد جاد، علي البجاوي، القاهرة، 234/1
- سورة العنكبوت أية 43.
- أبن عبد ربه: العقد الفريد 12/2
- أبن عبد ربه: العقد الفريد ص 12/2.
- الملاح هاشم: الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام، الموصل، 1994، ص 405.
- الزركلي, خير الدين (2002)، الأعلام (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. مج2، ص. 6.
- بوابة أعلام
- بوابة أدب عربي