أندرو كارنيغي

أندرو كارنيغي (بالإنجليزية: Andrew Carnegie. وُلد في 25 نوفمبر 1835، وتوفي في 11 أغسطس 1919) كان فاعل خير وصناعيًّا أميركيًّا إسكتلنديًّا. كان كارنيغي رائد توسع صناعة الصُّلب الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، وصار من أغنى الناس في تاريخ أمريكا. وصار رائدًا في العمل الخيري هنالك، وفي الإمبراطورية البريطانية أيضًا. في آخر 18 سنة من حياته أخرج 350 مليون دولار (وهذا كان 90% من ثروته، ويساوي 65 مليار دولار إذا قيس بسعره في 2019، بناء على النسبة المئوية للناتج المحلي الإجمالي) لجامعات ومؤسسات وجمعيات خيرية. في 1889 كتب مقالة «إنجيل الثروة»، داعيًا الأثرياء إلى استعمال ثرواتهم في تحسين المجتمع، وحاضًّا على عمل الخير.[4][5]

أندرو كارنيغي
(بالإنجليزية: Andrew Carnegie)‏ 

معلومات شخصية
الميلاد 25 نوفمبر 1835(1835-11-25)
دمفرلين
الوفاة 11 أغسطس 1919 (83 سنة)
لينوكس، ماساتشوستس
سبب الوفاة ذات الرئة القصبية 
مكان الدفن مقبرة سليبي هالو
مواطنة الولايات المتحدة 
الديانة إلحاد
عضو في الجمعية الأمريكية للفلسفة[1] 
الزوجة لويز ويتفيلد كارنغي 
الأولاد
إخوة وأخوات
الحياة العملية
المهنة فاعل خير،  وشخصية أعمال ضخمة ،  واقتصادي،  وصناعي  ،  وتاجر،  ورائد أعمال،  وكاتب[2] 
اللغات الإنجليزية[3] 
التيار وطنية 
الجوائز
الدكتوراه الفخرية من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك   (1910) 
التوقيع
المواقع
IMDB صفحته على IMDB 
أندرو كارنغي

وُلد في مدينة دنفيرملين الإسكتلندية، وفي 1848 قدِم الولايات المتحدة مع والديه وهو في الثانية عشرة من عمره. اشتغل أولًا مشغِّل تلغرافات، وبحلول الستينيات كانت له استثمارات في السكك الحديدية ومَنامات القطارات والجسور ورافعات النفط. وزاد ثروته ببيع السندات، جامعًا المال للمشاريع الأمريكية في أوروبا. أنشأ في بيتسبرغ شركة كارنيغي للصلب، التي باعها لجون بيربونت مورجان في 1901 مقابل 303,450,000 دولار، وصارت «شركة الصُّلب الأمريكية». ومِن ثَم تخطى جون روكفلر وصار هو أغنى أغنياء أمريكا في الأعوام اللاحقة.[6]

كرَّس كارنيغي بقية حياته للأعمال الخيرية الواسعة، ولا سيما المكتبات المحلية والسلام العالمي والتعليم والبحث العلمي. وبثروته التي جمعها أنشأ قاعة كارنيغي في نيويورك، وقصر السلام، وأسَّس: مؤسسة كارنيغي في نيويورك، ومؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ومؤسسة كارنيغي للعلوم، وصندوق ائتمان كارنيغي لجامعات اسكتلندا، وصندوق ائتمان كارنيغي البطولي، وجامعة كارنيغي ميلون، ومتاحف كارنيغي في بيتسبرغ، وغيرها.

سيرته

أندرو كارنيغي ابن مارغريت موريسون كارنيغي ووِليام كارنيغي. أنجباه في دنفيرملين باسكتلندا، في كوخ نسَّاجين تقليدي ليس فيه إلا غرفة كبيرة واحدة تشغل نصف الدور الأرض -الذي جاورتْهم فيه أسرة النسَّاج-، فكانت هذه الغرفة غرفة للمعيشة والأكل والنوم. سُمِّي أندرو على اسم جده لِأبيه. وفي 1836 انتقلت الأسرة إلى منزل أكبر في شارع إدغار (مقابل حديقة ريد)، بعدما زاد طلب البروكار الدمشقي الذي كان يَرتزق به أبوه. تعلَّم في المدرسة الحُرة (Free School) في دنفيرملين، وهي مدرسة أهداها إلى المدينة فاعلُ الخير آدم رولاند.[7][8]

كان خاله جورج لاودر زعيمًا سياسيًّا اسكتلنديًّا، وقد أثر فيه عميقًا إذ أطلعه في طفولته على كتابات روبرت بِرْنز، وأبطال اسكتلنديين تاريخيين مثل روبرت بروس ووليام والاس وروب روي. وكان لجورج هذا ابن اسمه أيضًا جورج لاودر، نشأ مع كارنيغي وصار فيما بعد شريكه. عندما كان كارنيغي في الثالثة عشرة كان أبوه يمر بأوقات عصيبة في اشتغاله بالنسج اليدوي، وما زاد الطين بلة أن البلد شهد مجاعة. فساعدت أمه الأسرة بأن عاونت أخاها الإسكافي، وباعت في متجرها اللحوم المحفوظة، فصارت هي التي تعول الأسرة حينئذ. وللخروج من المأزق قررت الأسرة الاقتراض من جورج لاودر، والانتقال إلى أليغيني في بنسلفانيا في 1848، أملًا في حياة أفضل. هذه الهجرة كانت ثاني هجرة له من دنفيرملين، فقد كانت الأولى إلى إدنبرة لرؤية الملكة فيكتوريا.[9][10][11][12]

في سبتمبر 1848 بلغ هو وأسرته منزلهم الجديد الميمون. في أربعينيات القرن التاسع عشر كان سكان أليغيني في ازدياد؛ زادوا من نحو 10,000 إلى 21,262. وقد كانت المدينة صناعية مزدهرة، تُنتج منتجات عديدة، منها الصوف والقطن.[13][14] أصبحت العبارة «صُنع في أليغيني» المستخدمة على هذه المنتجات المتنوعة وغيرها أكثر شعبية بصورة متزايدة. أما بالنسبة لوالده، فإن الظروف الواعدة لم توفر له بعد ثروة جيدة. لم يكن التجار مهتمين ببيع منتجه، وقد كافح هو نفسه لبيعه بمفرده. في نهاية المطاف، حصل الأب والابن على عروض للعمل في نفس مصنع القطن المملوك لإسكتلندي، مصانع قطن آنكور. كان أول عمل لكارنيغي في عام 1848 كصبي مكّوك يغيّر بكرات الخيط في مصنع للقطن لمدة 12 ساعة في اليوم، لستة أيام في الأسبوع في مصنع قطن في بيتسبرغ. كان أجره الأولي 1.20 دولارًا أمريكيًا في الأسبوع (35 دولارًا بحلول تضخم عام 2019).

ترك والده عمله في مصنع القطن بعد فترة وجيزة، وعاد إلى نوله كمعيل مرة أخرى. لكن كارنيغي لفت انتباه صانع البكرات الإسكتلندي جون هي الذي عرض عليه عملًا مقابل 2.00 دولارًا في الأسبوع (59 دولارًا بحلول تضخم عام 2019). في سيرته الذاتية، يتحدث كارنيغي عن المصاعب السابقة التي كان عليه أن يقاسيها في هذا العمل الجديد.

بعد ذلك بوقت قصير، احتاج السيد جون هي، وهو رجل إسكتلندي وصاحب مصنع للبكرات في مدينة أليغني، إلى صبي، وسألني عما إذا كنت سأعمل لخدمته. ذهبت، وتلقيت دولارين في الأسبوع. ولكن العمل هناك كان في البداية شاقًّا أكثر من العمل في المصنع. كان عليّ أن أشغّل محركًا بخاريًا صغيرًا وأضرم مرجلًا في قبو مصنع المكوك. كان هذا مرهِقًا بالنسبة لي. وجدت نفسي ليلة تلو الأخرى، جالسًا في الفراش أجرّب مقاييس ضغط البخار، خوفًا من أن يكون البخار في إحدى المرات منخفضًا جدًا فيتذمّر العمال في الأعلى من عدم حصولهم على الطاقة الكافية، أو أن يكون البخار مرتفعًا جدًا فينفجر المرجل.

السكك الحديدية

في عام 1849، أصبح كارنيغي مرسال تلغراف في مكتب بيتسبرغ التابع لشركة أوهايو تلغراف، مقابل 2.50 دولارًا في الأسبوع (77 دولارًا بحلول تضخم عام 2019) بعد توصية من خاله. كان عاملًا مجدًّا ويحفظ جميع مواقع شركات بيتسبرغ ووجوه الرجال المهمين. كوّن العديد من المعارف بهذه الطريقة. أولى أيضًا اهتمامًا شديدًا بعمله، وتعلّم بسرعة تمييز الأصوات المختلفة التي تصدرها إشارات التلغراف الواردة. طوّر قدرته على ترجمة الإشارات عن طريق السمع، دون استخدام قصاصة الورق، وفي غضون عام رُقّي إلى مشغّل. نمّى العقيد جيمس أندرسون تعليم كارنيغي وشغفه بالقراءة، إذ عمل على فتح باب مكتبته الشخصية المكونة من 400 مجلدًا للصبية العاملين كل ليلة سبت. كان كارنيغي مستعيرًا دائمًا للكتب و «رجلًا عصاميًا» في ازدهاره الاقتصادي وتطوره الفكري والثقافي. كان ممتنًًا جدًا للعقيد أندرسون على استخدام مكتبته لدرجة أنه «قرّر -إذا أصبح يومًا ما ثريًّا- [أن يتعهّدها] كي يتسنّى للفتيان الفقراء الآخرين فرصة مماثلة لتلك التي ندين بها لذلك الرجل النبيل». سرعان ما أُتيحت له الفرص لاستحقاقه واستعداده للعمل المجدّ ومثابرته ويقظته.

بدءًا من عام 1853، عندما كان كارنيغي يبلغ من العمر 18 عامًا تقريبًا، قام توماس أ. سكوت من شركة بنسلفانيا ريلرود بتوظيفه كسكرتير/ مشغّل تلغراف براتب قدره 4.00 دولارات في الأسبوع (123 دولارًا بحلول تضخم عام 2019). قبِل كارنيغي العمل في السكك الحديدية حيث رأى هناك آفاقًا أوسع للتطور الوظيفي واكتساب الخبرة مقارنة بشركة التلغراف. في سن 24، سأل سكوت كارنيغي عما إذا كان بإمكانه تولّي الإشراف على القسم الغربي من شركة بنسلفانيا ريلرود. في 1 ديسمبر 1859، أصبح كارنيغي رسميًا المشرف على القسم الغربي. وظّف كارنيغي بعد ذلك شقيقه توم، البالغ من العمر ستة عشر عامًا، ليكون سكرتيرته الشخصية ومشغّل التلغراف. لم يوظّف كارنيغي شقيقه فحسب، بل وظّف أيضًا قريبته ماريا هوغان، لتصبح أول مشغّلة تلغراف في البلاد. بصفته مشرفًا، تقاضى كارنيغي راتبًا قدره 1500 دولارًا سنويًا (43000 دولار بحلول تضخم عام 2019). كان عمله في شركة بنسلفانيا ريلرود مرحلة مفصلية لنجاحه لاحقًا. كانت السكك الحديدية أولى الشركات الكبرى في أمريكا، وكانت شركة بنسلفانيا واحدة من أكبر الشركات بينها. تعلّم كارنيغي الكثير عن الإدارة ومراقبة التكاليف خلال هذه السنوات، واستفاد من سكوت على وجه الخصوص.

معرض صور

المصدر

روابط خارجية

مراجع

  1. وصلة : مُعرِّف قاعدة بيانات الأسماء الملحوظة (NNDB)
  2. المحرر: تشارلز دودلي وارنر — العنوان : Library of the World's Best Literature — العمل الكامل مُتوفِّر في: https://www.bartleby.com/library/bios/
  3. المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسيةhttp://data.bnf.fr/ark:/12148/cb124591714 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  4. listed at 372 billion 2014 USD by Jacob Davidson, time.com The 10 Richest People of All Time نسخة محفوظة 13 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين. "Rockefeller gets all the press, but Andrew Carnegie may be the richest American of all time. The Scottish immigrant sold his company, U.S. Steel, to J. P. Morgan for $480 million in 1901. That sum equates to slightly over 2.1 percent of U.S. GDP at the time, giving Carnegie an economic power equivalent to $372 billion in 2014." "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 9 فبراير 2020.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  5. Andrew Carnegie's Legacy نسخة محفوظة 20 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. Hawke, David Freeman (1980)، John D. The Founding Father of the Rockefellers، Harper & Row، ص. 210، ISBN 978-0060118136، مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 2020.
  7. أندرو كارنيغي, pp. 23–24.
  8. The Edinburgh Magazine and Literary Review, Sept 1819
  9. أندرو كارنيغي, pp. 54–59, 64–65.
  10. "Andrew Carnegie: The railroad and steel magnate who played his more imperative role as a Philanthropist"، Vintage News، مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 2019.
  11. أندرو كارنيغي, pp. 37–38.
  12. Nasaw, David (2006)، Andrew Carnegie، New York: Penguin Group، ص. 24، ISBN 978-1-59420-104-2، مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 2020.
  13. Nasaw, David (2006)، Andrew Carnegie، New York: Penguin Group، ص. 34، ISBN 978-1-59420-104-2، مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 2020.
  14. Jack McKee, "The North Side Story", in North Side Directory Chamber of Commerce Members 1960–61
  • بوابة أعلام
  • بوابة إسكتلندا
  • بوابة الاقتصاد
  • بوابة الولايات المتحدة
  • بوابة صناعة
  • بوابة علم المكتبات والمعلومات
  • بوابة قطارات
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.