ابن عصفور الإشبيلي
أبو الحسن علي بن مؤمن بن محمد بن علي بن أحمد النحوي الحضرمي الإشبيلي، [1][2] حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس؛[3] أخذ العربية والأدب عن أبي الحسن الدباج وأبي علي الشلوبين، واختص به كثيراً، روى عنه الحسن بن عبد الرحمن بن عذرة[4]، كان ماهرا في علم العربية، ريان من الأدب، حسن التصرف، من أبرع من تخرج على أبي علي الشلوبين وأحسنهم تصنيفا في علوم اللسان.[4] من آثاره كتاب المقرب في النحو، والممتع في التصريف.
ابن عصفور الإشبيلي | |
---|---|
كتاب المقرب لابن عصفور الإشبيلي | |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | علي بن مؤمن بن محمد بن علي بن أحمد النحوي |
الميلاد | 597 هـ / 1200م597 هـ / 1200م قالب:بيانات بلد الأندلس إشبيلية |
الوفاة | سنة669 هـ / 1270م تونس |
الجنسية | أندلسي |
الديانة | الإسلام |
الحياة العملية | |
الاسم الأدبي | ابن عصفور الإشبيلي |
الحركة الأدبية | اللغة و النحو |
المهنة | مدرس اللغة العربية |
أعمال بارزة | كتاب الممتع في التصريف |
بوابة الأدب | |
ولادته ونشأته الأولى
ولد ابن عصفور في إشبيلية سنة 597 هـ[2][4] - | 1200م[5]، خلال عصر الدولة الموحدية بالأندلس، وقيل ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة من الهجرة النبوية الشريفة، كان شهيد الذكر، رفيع القدر، أصبر الناس على المطالعة، لايمل من ذلك، ما يؤخذ عنه غير النحو، ولا تأهل لغير ذلك. جمع بين الحفظ والإثقان، والتصور وفصاحة اللسان. هو حافظ متصور لما هو حافظ له، قادر على التعبيرعن محفوظه، وهذه هي الغاية، وهي أن يكون المرء حافظا له متصورامعتبرا، وقلَّ أن يجمع مثل هذا إلا الآحاد.[6]
ٱخذ النحو عن الذجاج والشلوبين، لازم هذا الأخير عشر سنين؛ إلى أن ختم عليه كتاب سيبويه[7]، في نحو السبعين طالبا، وكل من قرأ على أبي علي الشلوبين ببلده نجب.[1] ثم كانت بينهما منافرة ومقاطعة[3]، توجه بعدها للاشتغال مدة، فأقرأ النحو بإشبيلية، وشريش، ومالقة، ولورقة، ومرسية0 [7]، وأقبل عليه الطلبة وعلا ذكره، وصار له مجلس علم يختلف إليه الطلاب، والعلماء يٱخذون عنه، ويفيدون منه0
تجول وسكن ثغري أنفا وأزمور أخرى[4]، وأوطن باخرة تونس، فعرف بها قدره، ودخل مراكش0[4] وارتحل إلى العدوة واستوطن بجاية، وكان بها أستاذا للأمير يحي برد الله ضريحه.سافر مرة أخرى إلى حاضرة إفريقية فحظي بها عند المستنصر بالله وكان أحد خواص مجلسه، وقبل انتقال الإمارة إليه كان يقرأ عليه، وقد قرأ عليه خلق كثير وانتفعوا بعلمه، وكل من قرأ عليه وظهر من أصحابه فمن المبرزين.[1]
ثم اتصل ابن عصفور بأمراء زمانه، فكان يخدم الأمير عبد الله بن أبي بكر الهناني. وٱلف كتابه المشهور في النحو المقرب، بإشارة من الأمير أبي زكرياء يحي بن ٱبي محمد عبد الواحد بن ٱبي بكر، كما ألف كتابه الضرائر بإشارة من الخليفة المستنصر بالله. طاف المغرب كله، وأقام بتونس شاغلا للطلبة، وكان يملي من صدره، وله اختصاص بالأمير أبي عبد الله بن زكرياء بن أبي حفص.[8]
مؤلفاته
للابن عصفور كتب في مختلف الأجناس الأدبية وكل ما يتعلق باللغة، فهو لم يقتصر على مجال واحد، فتراه يكتب في النحو والصرف ويشرح دواوين شعرية، كديوان المتنبي، وشرح الأشعار الستة الجاهلية. كما تدل تآليفه النحوية على أن له مشاركة في علم المنطق ولأجل ذلك حسن إيراده فيها تقسيما وحدودا[1]، باستعمال حجة ثابتة ودامغة، فيليق كلامه مقدما على كلام غيره من المعبرين من النحاة.[1]
- أما عن باقي مؤلفاته فهي:
- كتاب المقرب في النحو[7][9]؛يقال أن حدوده كلها مأخوذة من الجزولية، وزاد فيها ما ٱورد على الجزولية[2] 0
- كتاب الممتع في التصريف[3][9] 0
- كتاب مختصر المحتسب[2][3] 0
- كتاب المفتاح[2] 0
- كتاب الهلال0[2]
- كتاب الأزهار[2] 0
- كتاب إنارة الدياجي[2] 0
- كتاب مختصر الغرة[2] 0
- كتاب المقنع[9] 0
- كتاب ضرائر الشعر0
- كتاب مفاخرة السالف والعذار[2] 0
- كتاب البديع[2] 0
- كتاب السلك والعنوان ومرام اللؤلؤ والعقيان[9]؛وهو رجز في النحو مع الشرح:الرباط 0264
- كتاب إيضاح المشكل[5] 0
- كتاب شرح الإيضاح[1] 0
- منظومة في النحو[9] 0
- مقدمة في النحو وشرحها0
- كتاب سرقات الشعراء[2] 0
- كتاب شرح الجزولية[3] 0
- كتاب شرح الجمل، وقيل له ثلاثة شروح0
- كتاب شرح كتاب سيبويه0
- كتاب شرح أبيات الإيضاح[1] 0
- كتاب شرح المتنبي[7] 0
- كتاب شرح الأشعار الستة[2][3]، ولم يكمله0
- كتاب شرح المقرب[7]، لم يكمله0
- كتاب شرح الحماسة[2]، لم يكمله0
أقوال العلماء فيه
- قال ابن الزبير:لم يكن عنده ما يؤخذ عنه سوى العربية ولا تأهل لغير ذلك0
- قال في ترجمته ابن عبد الملك المراكشي صاحب الذيل والتكملة:من أبرع من تخرج على أبي علي الشلوبين وأحسنهم تصنيفا في علوم اللسان0
- رثاه القاضي نصر الدين بن المنير بقوله:
أسند النحو إلينا الدؤلي | عن أمير المؤمنين البطل[3] | |
بدأ النحو علي وكذا | قل بحق ختم النحو علي[3] |
وفاته
تضاربت الروايات وآراء المؤرخين والعلماء الذين ترجموا له، حول الصورة التي مات عليها، وحتى السنة التي توفي فيها. ذكر صاحب فوات الوفيات: كان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يدعي أنه لم يزل يرجم بالنارنج في مجلس الشراب إلى أن مات، [2] وذلك في سنة تسع وستين وستمائة وتابعه في ذلك السيوطي، والصفدي، والذهبي وغيرهم؛ في تحديد الحالة التي مات عليها.واختلف الرواة في تحديد سنة وفاته، فقيل في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة 663هـ|1263م، وأغلب المصادر حددتها في 669هـ|1270م.
ذكر المؤرخ محمد بلخوجة في العددين الخامس والسادس من مجلة شمس الإسلام في 1937 الرواية التالية:[10]
« | قصة ابن عصفور الإشبيلي، فإنه لما دخل ذات يوم (سنة 666 هـ/1267 م) على السلطان محمد المستنصر الحفصي وهو ببستانه المعروف برياض أبي فهر بأريانة، قال له السلطان معجبا ببذخ دولته وقوة شوكته: «قد أصبح ملكنا عظيما»، فأجابه الشيخ ابن عصفور بقوله: «بنا وبأمثالنا»، فأثرت هذه العبارة في نفس السلطان ولكنه كظم غيضه، فلم وادعه الشيخ بعد حين وهمّ بالانصراف، أسرّ السلطان لبعض حاشيته بدفعه في جابية البستان عند مروره بها، وهكذا كان، وبسبب ذلك لاقى الشيخ حتفه، ومن هذه الحكاية وأمثالها يظهر صدق ابن خلدون في قوله إن العلماء أبعد الناس عن السياسات. | » |
مصادر
-
- أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبد الله الغبريني:عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية؛تحقيق عادل نويهض، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط2، أبريل 1979
- الصفدي، صلاح الدين خليل بن ايبيك: الوافي بالوفيات؛ تحقيق أحمد الأرناووط_تركي صطفى، مج 22 ، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان، ط1، 2000
- السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن:بغية الوعاة؛تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ج2، ط2، دم، 1979
- المراكشي، عبد الملك:الذيل و التكملة؛تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، مج5، لبنان، 1965
- بروكلمان، كارل:تاريخ الأدب العربي؛مج5، دار المعارف، ط5، القاهرة، (دز)
- أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبد الله الغبريني:عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية؛تحقيق عادل نويهض، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط2، أبريل 1979
- الكتبي، محمد بن شاكر: فوات الوفيات و الذيل عليها؛تحقيق إحسان عباس، مج3، دار صادر، بيروت، 1974
- BOLGHA
- بروكلمان، كارل:تاريخ الأدب العربي؛مج5، دار المعارف، ط5، القاهرة، دز
- محمد بن الخوجة، صفحات من تاريخ تونس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الصفحة 409، 1986.
انظر أيضًا
- بوابة علوم اللغة العربية
- بوابة أدب عربي
- بوابة أدب
- بوابة الأندلس
- بوابة أعلام
- بوابة اللغة العربية
- بوابة لسانيات