غميضة

الغُمَّيْضَة [1][2] لعبة يلعبها الأطفال بالاختباء والبحث. حيث يبدأ أحدهم بالعد ووجهه على الحائط بينما يختبئ باقي الأطفال وبعد أن ينتهي من العد يذهب للبحث عنهم، وعندما يرى أحدهم يقبض عليه فيخرجه من اللعبة وتستمر إلى أن يتم إخراج جميع المتسابقين.

طفلة موريتانية تعد ووجهها للحائط قبل أن تبدأ البحث

تسميات محلية

يكاد من الصعب جمع كل التسميات المحلية للعبة لكونها أساساً لعبة قديمة قد يتشارك بها كل البشر، وكما بحال كل اللغات الأخرى فلها تسميات محلية منها الثابت ومنها المتغير. وأكثر اسمائها شيوعاً في العربية الغميضة وهي الكلمة التي ترد في المعاجم والقواميس. بينما في سوريا تسمى بلعبة الطمّيمة وفي الأردن وفلسطين الطمّاية والغماية[3][4] وفي مصر الاستغمّاية وفي السعودية المغبى أو الغميمة وفي الخليج اللبيدة[5] وغيرها من الأسماء المحلية.[6]

في الحقيقة، قد يكون هنالك أكثر من اسم في نفس المكان، مثلاً في سوريا، هي الغميضة والطميمة والطوامة والطويمة[7] وكذلك المستخبايّة [8]، بينما في مصر فهي الاستغماية وحتى «خلاويص لسه»، بينما في المغرب فنجد من اسمائها كاش كاش.[6]

قواعد اللعبة

أطفال يلعبون لعبة الغميضة في أذربيجان

تختلف قواعد اللعبة من مكان لآخر وحتى بنفس المنطقة يكون لها تنويعات مختلفة، لكن يمكن إجمال مفاهيمها الأساسية كما يلي:[8]

  • يقوم اللاعب الرئيس بمهمة العد، مغمضاً عينيه أو مواجهاً لجدار، بينما يختبأ بقية اللاعبين
  • بعد انتهاء العد التنازلي، يقوم اللاعب الرئيس، العَدَّاد، بالبحث عن بقية اللاعبين المختبأين
  • حين اكتشاف اللاعبين يخسرون ويخرجون من اللعبة
  • يكون الفائز إما اللاعب الرئيس إن تمكن من اكتشاف الجميع أو اللاعب\اللاعبين الذي يحسن الاختباء فلا يكتشف

قواعد فرعية

رسم أوروبي قديم لثلاثة أطفال يلعبون الغميضة في الغابة

ببعض الأماكن، يُضاف الركض إلى اللعبة عند الفئات العمرية الأعلى، فيكون مكان التغميض والعد، بمثابة حيز آمن للاعبين، ومن يسرع ويصل إليه قبل أن يلمسه العداد أو يراه يكون بمأمن من الاكتشاف فلا يخسر اللعبة. وأحياناً، يحاول اللاعب الرئيس اكتشاف الجميع كي ينتقل من دور العداد إلى دور الاختباء، أي يلقي بالمهمة إلى غيره، وبقواعد أخرى يستمر هو بكونه العداد لعدة دورات.

بقواعد أخرى، يقوم اللاعب الرئيس، العَدَّاد، باخراج اللاعبين إما بالرؤية فقط أو باللمس، وفي الأردن وبفلسطين[3]، يستخدم اللاعب الرئيس لفظة «كُمَّسْتِيْر»[arabic-abajed 1] مع اسم اللاعب المكتشف لاعلانه اكتشافه واخراجه من اللعبة.

فوائد لعبة الغميضة

يقدم الخبراء بعضاً من فوائد لعبة الغميضة [9][10] يمكن اجمالها بأن لها فوائد اجتماعية وادراكية وحركية للأطفال كبقية الألعاب الحركية، فعند صغار السن (تحت 4 سنوات) تعلمهم اللعبة مفهوم «ديمومة الأشياء» (Object permanence) أي أن الأشياء تبقى موجودة حتى لو لم يتمكن الطفل من رؤيتها.[11] كذلك للعبة ارتباط برغبات الفرد. فللأطفال رغبة بالاستكشاف، وعندهم رغبة فطرية للبحث والتعلم. وتثير اللعبة الشعور بالانكشاف، أي حين يُعثر على الطفل مختبئاً فأن ذلك يولد لديه شعوراً بالأهمية وتلقي الاهتمام والمودة. وتكون فوائدها عند صغار الأطفال والرضع مطابقة لفوائد للعبة التي تكرر فيها الأم تغطية وجهها بكفيها وما شابه.

تفيد الغميضة الأطفال بكونها بمثابة تحضير ووصل بين عالمي الطفولة والبلوغ، فهم يتعلمون حل النزاعات بين اللاعبين ويتعلمون تبادل الأدوار، ويتعلمون مهارات العمل بالفريق (أي العمل مع الجماعة).[12] وللعبة أيضاً فوائد بتعليم الأطفال مهارات حل المشكلات ومهارات التخطيط. وزيادة على ذلك، فأن للعبة آثار صحية لارتباط اللعبة بالركض والحركة البدنية، إضافة لتعلم الأطفال لمهارة التوازن وتنسيق الحركة خصوصاً خلال مناوراتهم لتجنب القبض عليهم في اللعبة.

الملاحظات

  1. لربما تعود أصل هذه اللفظة (كمستير) إلى لفظة كيف الحال بالإسبانية (بالإسبانية: ?cómo está¿)‏ أو إلى الإيطاليّة (بالإيطالية: Come stai?)‏ أو لربما للغة الفرنجية التي كانت مستخدمة بمدن بلاد الشام الساحلية بالقرن التاسع عشر (وهي لغة مزيج من الإسبانية والإيطالية والعربية واليونانية).

اقرأ أيضاً

المراجع

  1. «لُعْبَةَ الغُمَّيْضَةِ : لُعْبَةُ جَمَاعَةٍ مِنَ الأَطْفَالِ ، قَائِمَةٌ عَلَى أَنْ تُغْمَضَ فِيهَا عَيْنَا طِفْلٍ وَيَتَنَادَوْنَ عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ، وَيُحَاوِلُ أَنْ يَقْبِضَ عَلَى أَحَدِهِمْ ، وَعِنْدَمَا يُمْسِكُ بِهِ يَحِلُّ مَحَلَّهُ ، وَهَكَذَا دَوَالَيْكَ.» عبد الغني أبو العزم، معجم الغني، مادة (غُمَّيْضَةٌ). نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. المسلط, صالح هواش (1999)، من تراث الجزيرة السورية، دمشق: دار الحكمة للطباعة والنشر، ص. 207.
  3. "ألعاب شعبية أردنية"، www.petra.gov.jo، مؤرشف من الأصل في 22 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  4. "الطميمة (الغماية) -"، بلاطة البلد، مؤرشف من الأصل في 03 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  5. "اللبيدة.. لعبة كويتية قديمة - القبس الإلكتروني"، القبس الإلكتروني، مؤرشف من الأصل في 03 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  6. "هل تصبح هذه الألعاب من الماضي؟"، رصيف22، مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  7. "الثقافة الشعبية"، www.folkculturebh.org، مؤرشف من الأصل في 13 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  8. خلوف, ناجح (2012)، تراث منطقة صافيتا والساحل السوري (PDF)، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق: الهيئة العامة السورية للكتاب، مؤرشف من الأصل (PDF) في 26 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 3.12.2017. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  9. Carper, Alison، "The Importance of Hide-and-Seek"، Opinionator (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 03 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  10. "Cognitive development - Tips and tricks - Educatall"، Educatall (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 04 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  11. "Why Playing Hide-and-Seek is Good for Your Child -"، Child Development Institute (باللغة الإنجليزية)، 18 مايو 2015، مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  12. "Hide and Seek"، Psychology Today (باللغة الإنجليزية)، اطلع عليه بتاريخ 03 ديسمبر 2017.
  • بوابة ألعاب تقمص أدوار
  • بوابة ألعاب
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.