اضطراب نقص الطبيعة

اضطراب نقص الطبيعة عبارة صاغها ريتشارد لوف في كتابه «الطفل الأخير في الغابة» وهي تعني أن البشر، ولا سيما الأطفال، يقضون وقتًا أقل في الهواء الطلق[1] مما يؤدي إلى مجموعة واسعة من المشاكل السلوكية.[2] لا يتم التعرف على هذا الاضطراب في أي من الأدلة الطبية للاضطرابات النفسية، وقد صرح ريتشارد لوف بأن «اضطراب نقص الطبيعة لا يُقصد به أن يكون تشخيصًا طبيًا، وإنما هو بمثابة وصف لأثر الابتعاد عن العالم الطبيعي».[3]

اطفال يلعبون في مجرى مائي

بين لوف أن أسباب هذه الظاهرة تشمل مخاوف الأبوين، وقيود الوصول إلى المناطق الطبيعية، وإغراء الأجهزة الإلكترونية.[4] أحدثت الأبحاث الحديثة تباينًا إضافيًا بين انخفاض عدد زيارات المتنزه القومي في الولايات المتحدة وزيادة استعمال (استهلاك) الوسائط الإلكترونية من قبل الأطفال.

[5]

بحث اضطراب نقص الطبيعة

أمضى ريتشارد لوف عشر سنوات في السفر حول الولايات المتحدة والتحدث إلى الآباء والأطفال، في كل من المناطق الريفية والحضرية، عن تجاربهم في الطبيعة. ولاحظ أن أهم الاسباب لاضطراب نقص الطبيعة هو ما يقوم به الوالدين «بتخويف الأطفال من الغابة والحقول».[6] أكد ريتشارد لوف على اهيمة جعل الأطفال يخرجون إلى الطبيعة ومثال ذلك التعليم الخارجي، أو بإرسال أطفال صغار إلى رياض الأطفال في الغابات أو مدارس الغابات.[7] تشير الدراسات التي أجراها باحثون آخرون في جميع أنحاء العالم إلى أن النشاط البدني والتعرض للطبيعة مهمان للصحة الجيدة،[8][9][10] حيث تشير الآثار الإيجابية إلى الصحة العقلية والرفاهية المرتبطة بالبيئات الطبيعية، ويمكن أن تقلل من الحزن والعواطف السلبية.

أسباب نقص اضطراب الطبيعة

من أهم الاسباب التي أكد عليها ريتشارد لوف أن الوالدين قد يقومون بحماية الأطفال إلى درجة أن هذه الحماية تصبح مشكلة وتعطل قدرة الطفل على الاتصال بالطبيعة. كذلك الخوف المتزايد للوالدين من أي خطر غريب قد يواجهة الأطفال في الطبيعة.[11] يبقي الأطفال في الداخل وعلى الكمبيوتر بدلا من استكشاف في الهواء الطلق. ويعتقد لوف أن هذا قد يكون السبب الرئيسي في اضطراب نقص الطبيعة، حيث يتمتع الآباء بقدر كبير من السيطرة والتأثير في حياة أطفالهم.

وأيضا فقدان المناطق الطبيعية المحيطة في الحي المحيط بالطفل والمدينة.وكذلك هنالك بعض المنتزهات الطبيعية تضع قيود خوفا من ان يقوم أحد الأطفال بتخريب ممتلاكاتها؛ يتساءل لوف عن تكلفة تلك الحماية على علاقة أطفالنا بالطبيعة.[11] كذلك قضاء المزيد من الوقت في الداخل. مع ظهور الكمبيوتر وألعاب الفيديو لديهم المزيد والمزيد من الأسباب للبقاء بالداخل - ينفق الطفل الأمريكي العادي 44 ساعة في الأسبوع مع الوسائط الإلكترونية.[11]

آثار

أكد لوف إن تأثيرات اضطراب نقص الطبيعة على أطفالنا سيكون مشكلة في المستقبل.[12] يمكن أن تؤدي إلى تعرض الجيل الأول لخطر الإصابة بعمر أقصر من حياة آبائهم.[13] قد تحدث اضطرابات نقص الانتباه والاكتئاب. «إنها مشكلة لأن الأطفال الذين لا يحصلون على وقت طبيعي يبدون أكثر عرضة لمشاكل القلق والاكتئاب والعجز». يقترح لوف أن الذهاب إلى الخارج والوجود في مكان هادئ يمكن أن يساعد بشكل كبير في التخلص من معظم مشكلات الطفل.

يساهم عدم التعرض للضوء الساطع (في المستويات الخارجية) بين الأطفال في قصر النظر بسبب نقص الإشارات الكيميائية الناتجة لمنع استطالة العين خلال مرحلة النمو.[14][15]

المراجع

  1. Marilyn Gardner, "For more children, less time for outdoor play: Busy schedules, less open space, more safety fears, and lure of the Web keep kids inside", Christian Science Monitor, June 29, 2006 نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. Diane Swanbrow "U.S. children and teens spend more time on academics", The University Record Online, The University of Michigan. نسخة محفوظة 02 يوليو 2007 على موقع واي باك مشين.
  3. Stiffler, Lisa (6 يناير 2007)، "Parents worry about 'nature-deficit disorder' in kids"، Seattle Post-Intelligencer، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  4. "Is There Anybody Out There?"، Conservation، 8 (2)، أبريل–يونيو 2007، مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2008.
  5. Elizabeth Dickinson (2013)، "The Misdiagnosis: Rethinking "Nature-deficit Disorder""، Environmental Communication: A Journal of Nature and Culture، doi:10.1080/17524032.2013.802704، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  6. Kellert, Stephen R. (ed.) (1993)، The Biophilia Hypothesis، Island Press، ISBN 1-55963-147-3. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول= has generic name (مساعدة)
  7. Hodgkinson, Tom (2009)، The Idle Parent: Why Less Means More When Raising Kids، Hamish Hamilton، ص. 233، ISBN 978-0-241-14373-5، مؤرشف من الأصل في 24 مايو 2010.
  8. Pretty, J.؛ Angus, C.؛ Bain, M.؛ Barton, J.؛ Gladwell, V.؛ Hine, R.؛ وآخرون (2009)، Childhood and Health iCES Occ Paper 2009-2 FINAL.pdf "Nature, childhood, health and life pathways" (PDF)، University of Essex، مؤرشف من الأصل (PDF) في 23 نوفمبر 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  9. Kuo, F. E. (2010)، "Parks and other green environments: essential components of a healthy human habitat" (PDF)، National Recreation and Park Association، مؤرشف من الأصل (PDF) في 16 سبتمبر 2018.
  10. Townsend, M.؛ Weerasuriya, R. (2010)، "Beyond blue to green: The benefits of contact with nature for mental health and well-being"، Melbourne, Australia، مؤرشف من الأصل في 9 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  11. Outside Agitators by Bill O'Driscoll, Pittsburgh City Paper نسخة محفوظة 14 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين.
  12. Last Child In The Woods Interview نسخة محفوظة 2009-01-26 على موقع واي باك مشين. by Claus von Zastrow, Public School Insights
  13. Jim Barlow, "", News Bureau نسخة محفوظة 18 أغسطس 2015 على موقع واي باك مشين.
  14. American Academy of Ophthalmology (01 مايو 2013)، "Evidence Mounts That Outdoor Recess Time Can Reduce the Risk of Nearsightedness in Children"، مؤرشف من الأصل في 04 أكتوبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 07 أكتوبر 2013.
  15. "New research an eye opener on cause of myopia"، 01 يونيو 2011، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 07 أكتوبر 2013.
  • بوابة علم النفس
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.