الأسود العنسي
عبهلة بن كعب بن غوث العنسي المذحجي المعروف باسم «الأسود» و«ذي الخمار» [1] وهو مدعٍ للنبوة، ووردت سيرته في تاريخ الطبري وكذلك في كتاب البداية والنهاية لابن كثير وكتب السيرة النبوية المختلفة، ولا يعرف الكثير عن وضع اليمن أيام الحكم الفارسي [2] ولقد كان سيدا على مذحج وبعض قبائل اليمن ولذلك سمي بالأسود وزاد أهل الأخبار فقالوا أن أمه سوداء [3][4][5] وتجاهل الإخباريون تفاصيل نسبه وكثيرا من حياته محاولة للتقليل من شأنه حاله حال كل من شابهه إلا أن المعروف أن عنس بطن من بطون مذحج [6][7] وطرد الفرس من اليمن وقاتل عامل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهرب معاذ بن جبل رضي الله عنه ولجأ إلى «بني السكون» أحد بطون كندة لإنه كان متزوجا منهم [8] واستولى على صنعاء ونجران وحضرموت والإحساء [9] تبعته قبائل من اليمن لتعصب فيهم إذ أنها رأت في الزكاة أتاوة يدفعونها لقريش [10] وصفت حركته بأول ردة في الإسلام [9] رغم عدم وجود دلائل على إسلامه فلم يذكر في أي من كتب السيرة أن الأسود العنسي أسلم ثم أرتد بل تكتفي بقول «أرتد من أسلم من مذحج» [3][5]
الأسود العنسي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | عبهلة بن كعب العنسي |
الوفاة | 11 هـ اليمن |
سبب الوفاة | اغتيل لادعائه النبوة |
قتله | فيروز الديلمي |
الديانة | خارج عن الإسلام مدعي للنبوة |
الحياة العملية | |
المهنة | داعية، وقائد عسكري، وحاكم |
خلفية تاريخية
تاريخ اليمن يكاد يكون مجهولا في الحقبة الساسانية. فاليمنيون حتى مقتل ذو نواس الحميري كانوا يدونون تاريخهم في النقوش وورد شيء يسير عن سيف بن ذي يزن في الكتابات المسندية [11][12] حكم الفرس اليمن فهم ساعدوا «ذو يزن» على طرد الأحباش الأكسوميين وإخضاع القبائل المسيحية في اليمن التي ثارت على حمير بدايات القرن السادس الميلادي [13] ثم استفرد أحد الساتراب الفرس بالحكم قرابة 598 ميلادية [14] وبقيت الأمور على هذا النحو حتى دخول أحد هولاء إلى الإسلام ويدعى باذان بن ساسان وخلع ولايته للفرس وتبع النبي محمد [15] وكان من «الأبناء» والأبناء هم فرس اختلطوا بأهل اليمن وكان الأسود العنسي لا يحبهم وعلاقته بهم سيئة على ماروى الرواة كونه رأى أنهم دخلاء على اليمن [16] وكانت تلك علاقة ومنظور العنسي لولاة النبي محمد فهو إعتبرهم دخلاء على اليمن كالفرس إذ قال لعمال النبي محمد [17]
عين الأسود أمراء يمنيين هم، ومعاوية ابن قيس، ويزيد بن محرم بن حصن الحارثي، ويزيد بن الأفكل الأزدي وقيس بن عبد يغوث وعلى «الأبناء» فيروز الديلمي أحد موالي حمير من الفرس وأصوله تعود إلى ديلم [18]
تنبؤه
تشير الروايات أنه كان مشعوذا يستعمل السحر لإقناع أتباعه ويغطي وجهه بخمار فلا يرى منه شيئا وكان له «شيطان» يأتيه بالإخبار يسمى بالملك إلا أن مصادر أخرى تشير إلى إدعاءه نبوة من «ذي السماء» (ذو سماوي) الإله اليمني القديم [13][19] وأعاد اسم «رحمن» الذي كان يزين أسماء ملوك اليمن القديم [20] وهو للصواب أقرب إذ يظهر من سلوك العنسي تعصبا لليمن وكراهية لكل ماهو قادم من خارجها [21] إضافة إلى ظهور حركات مثل حركة مسيلمة بن حبيب وطليحة بن خويلد الأسدي فكان مسيلمة نبي ربيعة وطليحة نبي مضر والعنسي نبي اليمن فكلهم فهم النبوة ملكا وسلطانا [22] استفحل الأمر العنسي وعظم شأنه بعد أن قتل باذان بن ساسان وطرد معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري الذي كان متواجدا في مأرب وسيطر على نجران وأصبح يهدد الدولة الإسلامية الناشئة. فكتب النبي محمد كتابا إلى المسلمين في اليمن يأمرهم بقتال العنسي.[23] تظاهر فيروز بالولاء للأسود العنسي، وعمل وغيره عنده في مناصب الدولة وأرسل إليه عامر بن شهر أمير همدان، وذي ظليم، وذي كلاع وغيرهم من أمراء اليمن يشاورونه قتال العنسي فطلب منهم فيروز الانتظار [24]
مقتله
كان العنسي "متزوجا" من زوجة باذان الفارسي "إزاد" والظاهر أنه أخذها كراهية وسبيا [25] شاورها فيروز في أمر العنسي فوافقت وأتفقوا على حيلة لدخول قصره. قامت "آزاد" الفارسية بسقي العنسي بالخمر حتى سكر ونام. فأنتهز فيروز الفرصة ودخل غرفة العنسي وآزاد واقفة بانتظاره فطعن فيروز الأسود وهو نائم فسمع الحراس صراخه فسألوا عما يحدث فأجابتهم آزاد:"النبي يوحى إليه" فمات العنسي وأذن المسلمون في صنعاء لصلاة الفجر وأعلنوا الخبر. أورد الرواة أن النبي محمد قال:"قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين.قيل: ومن؟ قال: فيروز، فيروز " [25][26]
مصادر
- Islam Web نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ص 1940
- الطبري 3: 187
- تاريخ إبن خياط ص 116
- فتوح البلدان - البلاذري ص 111
- المؤرخون العرب وحركة الردة حتى القرن الرابع الهجري دراسة تاريخية منهجية جامعة النجاح الوطنية نابلس
- جمهرة النسب لابن الكلبي ج 1
- ظاهرة الردة في المجتمع الإسلامي الأول ص159
- الكامل في التاريخ - ذكر أخبار الأسود العنسي باليمن عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير
- تاريخ اليمن في الإسلام ص96-104.
- CIH 596
- Ryckmans 515
- علي (جواد) : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام. دار الحرية، بيروت ط 1، 1983
- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 8 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- "ص464 - كتاب الإصابة في تمييز الصحابة - باب - المكتبة الشاملة"، مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2021.
- البلاذري، فتوح "113 وما بعدها"
- تاريخ الذهبي ج 3 ص 15
- الزركلي، خير الدين. فَيْرُوز الدَّيْلَمي. موسوعة الأعلام.
- الاسطوره والتراث - سيد القمني - (1999)
- A. F. L. Beeston: Studies in the History of Arabia. Vol. II, Pre-Islamic Arabia. Proceedings of the 2nd International Symposium on Studies of Arabia, 13th-19th April 1979. Riyad 1984, S. 149 ff.
- تاريخ الطبري ج 3 ص 299
- السهيلي: الروض الأنف 7/445، 446.
- "الكامل في التاريخ"، مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 31 مايو 2020.
- تاريخ الطبري، (ج: 2 ص: 224 وما بعدها الذهبي، سير أعلام النبلاء، سير الخلفاء الراشدون، تحقيق بشار عواد، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1417هـ/ 1996م، ص 28-32
- الكامل 2/202.
- خليفة بن خياط 1/117.
- بوابة شبه الجزيرة العربية
- بوابة أعلام
- بوابة اليمن
- بوابة الإسلام