استرخاء
مقدمة
من حقائق الحياة الرئيسية أن كل إنسان يجرب الضغط النفسي أو التوتر أو القلق كجزء من وجوده. وتكون الخبرة بسيطة وتمر بسرعة في بعض الأحيان، وتكون مؤلمة في شدتها، وقد تستمر فترات طويلة.. وبالرغم من أن الناس جرّبوا هذه المشاعر على الدوام، يعتقد البعض أن طبيعة الحضارة والتكنولوجيا الراهنتين، قد تتسبب في تصاعد توترنا وقلقنا بمعدل أسرع من معدل قدرتنا على تدبرهما. ويستحيل معرفة مدى صحة هذا. ولكن الحقيقة الثابتة هي أن هذه الخبرات جزء من عيشنا. وقد طوّر علماء النفس طرقاً عديدة لمعالجة القلق والمشكلات المرتبطة به لدى الأشخاص الذين يطرقون أبوابهم للمساعدة. ويوجد أساليب كثيرة لتخفض الضغط النفسي والتوتر والقلق منها الاسترخاء الذي هو موضوعنا.[1]
تعريف الاسترخاء:
نقيض التوتر (عدم الاستقرار...[2] الاضطراب الانفعالي... القلق) الذي تصاحبه مظاهر لأبرز الضغوط التي تواجه الإنسان والتي يصاحبها زيادة في الأنشطة العضلية تتركز في الجبهة، الرقبة، المفاصل والركبتين، والعضلات الباسطة والظهر بل وحتى عضلات الأعضاء مما يضعف قدرة الشخص على التوافق والنشاط والتركيز، كالمعدة والقفص الصدري. وتنهار مقاومته على الاستمرار بنشاطاته اليومية حتى.
الاسترخاء: هو التوقف الكامل لكل الانقباضات والتقلصات العضلية المصاحبة للتوتر والاسترخاء يختلف عن الهدوء الظاهري أو حتى النوم، فكثيراً ما نجد شخصًا ما يرقد على سريره لساعات طويلة لكنه لا يكف عن إبداء عدم الاستقرار الحركي، والتقلب المستمر، والأفكار والصراعات النفسية.
ويعرف الاسترخاء بأنه ارتخاء العضلات وذلك يعني التوقف التام لكافة تلك الانقباضات العضلية فلا يكون للعضلة أي مقاومة للشد وتصبح ساكنة مسترخية.[3]
تمارين الاسترخاء
تهدف تمارين الاسترخاء إلى اكتساب الإدراك الحسي، لأن المشاعر والأحاسيس أمور غامضة وغير مميزة إلا أنه بعد تنفيذ بعض هذه التمارين تصبح الاحاسيس أكثر وضوحا وتحديدا، وخاصة إذا كان التمرين مستمر، ويجب على الموقف العام للعقل وهو ينجز التمارين أن يكون متساهلا، دون أن يحاول الإسراع والاندفاع، ويجب ان تنجز التمارين على
نحو جسدي بسهولة، وأسلوب فاتر بطيء، بحيث يبقى العقل منتبها تماما.[4]
الحالات التي تستفيد من تمارين الاسترخاء
يوجد عدد من الحالات التي تستفيد من مثل هذه التدريبات والجلسات.. ومنها حالات الشدة والضغط النفسي، وحالات القلق والتوتر العام والمخاوف والآلام العضلية المتنوعة
والحالات الوسواسية واضطرابات الوظيفة الجنسية وغيرها.[4]
ملاحظات هامة حول تمارين الاسترخاء
- التثاؤب: اضغط قليلا على مفصل الفك بشكل دائري بإصبعك ثم افتح فمك، وأترك فكك السفلي ينزل إلى أسفل ثم ابدأ بالتثاؤب أو ما يشبه التثاؤب.
- استرخاء اللسان: أترك لسانك يلامس الجانب الخلفي للأسنان السفلية وأتركه وحده يسترخي.
- الابتسام والتبسم: جرب ذلك عدة مرات.. ودع فتحتي الأنف تكبر وتأخذ هواء أكثر.
- الأنف: سد أحد فتحتي الانف بإصبعك وتنفس من الفتحة الثانية بعمق، ثم الفتحة الأخرى لعدة مرات.. وهذا يجعل تنفسك عميقا.
- الوجنتان: يمكنك تدليك وجنتيك بإصبعك وبحركة دائرية مقتربا من فتحة الأنف مع التنفس العميق.
- العيون: أنظر إلى المدى البعيد عدة لحظات.. ثم إلى المدى لالقريب.. لعدة مرات. ثم أغمض عينيك وأنظر إلى أعلى ثم إلى أسفل ثم إلى الخلف.. وهذه الوضعية تريح العينين وتجعلها مستقرة مسترخية.[4]
مراحل وإجراءات عملية الاسترخاء
2- اختر غرفة هادئة مظلمة، أو شبه مظلمة وتأكد من هدوء المكان، وخلوه من المشتتات.
3- استلق في وضع مريح على أداة لا يوجد بها أجزاء نافرة أو ضاغطة على بعض أجزاء الجسم.
4- ليس بالضرورة أن تكون مستلقيًا، بل يمكن البدء وأنت جالس في وضع مريح.
5- في البداية ابدأ بتدريب عضو واحد، كما في الخطوات التالية
- أغلق راحة يدك اليمنى بإحكام
-لاحظ أن عضلات اليد ومقدمتها تنقبض وتتوتر وتشتد
-بعد ثوان معدودة، ابسط يدك وأرخها وضعها في مكان مريح
-لاحظ أن العضلات بدأت تسترخي وتثقل
-كرر التمرين لمرات.
6- بعدها انتقل تدريجيا بتفكيرك إلى بقية عضلات الجسم، الفك، العنق، الكتفين، الظهر، البطن. والساقين والقدمين. ركز على كل عضو على حدة (الشدة والإرخاء) مع التكرار المستمر لكل عضو حتى تصل إلى حالة الاسترخاء التام، لتنخفض أي تقلصات أو انقباضات في كل الأعضاء حاول أن يتخلل التدريب بين عضو وأخر فترة راحة من 10 إلى 15 ثانية.
7- تنفس أثناء التمرين بعمق، واملأ رئتيك بالهواء بهدوء وأخرجه بهدوء، فالتنفس العميق يساعد على تحقيق الاسترخاء.
8- من المهم في الاسترخاء، التركيز وتصفية العقل من أي تفكير سلبي حتى لا تشعر بالتوتر فتشتد أعصابك، وان لم تستطع فحاول تخيل صور المواقف الجميلة بحياتك.
9- في نهاية نصف ساعة ستجد انك قد استرخيت تمامًا، وستشعر بالفرق بين مرحلة الاسترخاءوالوضع المعتاد والفرق المحسوس سيشجعك على ممارسة الاسترخاء بشكل منتظم لمدة نصف ساعة ومع تكرار التجربة ستجد انك تحتاج إلى وقت اقل للقيام به.
مراجع
- ووكر, سي (2003)، تعلم أن تسترخي (ترحمة جمال خطيب)، الرياض: مكتبة العبيكان.
- Zandt, Daniel، "Deep Relaxation Meditation: Guidance & Best Picks"، Stillmind.org، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 20 نوفمبر 2016.
- بنسون, هربرت (2011)، فن الاسترخاء (ترجمة رفيف غدار)، لبنان: الدار العربية للعلوم ناشرون.
- خطاب, محمد (2016)، [علم نفس سيكولوجية الادراك والتنمية البشرية وتطبيقاتها]، القاهرة، المكتب العربي للمعارف.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من قيمة|مسار=
(مساعدة)
شروط الاسترخاء
- الصدق.
-البعد عن العنف.
- القدرة على سرد الحوادث كما هي، وهذا يتطلب عدم الخوف.
- نظافة الجسد الداخلية والخارجية.
- النظر للحياة بدون حزن وألم [1]
التوقيت المناسب للاسترخاء
كل فرد يقرر التوقيت الذي يناسبه بعد ضغط الحياة اليومية وضغوط العمل اليومي.
ما هو الوقت الذي لا يجب الاسترخاء فيه: بعد تناول الطعام مباشرة.
أما من يتناول أدوية وفي حالة علاج دوائي: يجب استشارة طبية قبل البدء في برنامج الاسترخاء. [1]
أهم التغيرات التي تحدث نتيجة الاسترخاء
- تقل عملية التحول الغذائي في الجسم.
- ينتظم معدل نبض القلب.
- ينتظم معدل التنفس.
- ينتظم استهلاك الجسم للأكسجين.
- يقل التوتر العضلي.
كلام الأطباء في الاسترخاء
الجميع يعاني من الإجهاد النفسي والتوتر نتيجة للضغوط اليومية، وفي محاولة لمعرفة أسرع وأنجح السبل الكفيلة بمنحنا الاسترخاء والراحة نستعرض فيما يلي آراء الأخصائيين والباحثين والمدربين البارزين الذين أجرت معهم مجلة «فيتسن» الأمريكية حوارا حول هذا الموضوع ملخصه الآتي:
- التأمل: فالجلوس في هدوء وغلق العيون واستحضار صور مبهجة وذكريات سعيدة له مفعول قوي في إبطاء ضربات القلب السريعة وخفض ضغط الدم مما يجعلك تشعر براحة أكبر من الاسترخاء من المفضل أن تمارس هذه الطريقة مرتين يوميًا لأنها تساعد على التركيز والتخلص من التوتر.
- اليوجا: للتخلص من الإجهاد والإرهاق ولمزيد من الطاقة مارس اليوجا وستشعر بتحسن بعد مرور عشر دقائق فقط، كما ستشعر أن النشاط والحيوية قد انتشرت في جسدك، هذا ما أكدته الباحثة «سنيدي لي» في نيويورك مؤلفة كتاب «اليوجا» دليل للممارسة اليومية.
- حمام عطري: إن الاسترخاء في مغطس من الماء الدافئ بعد إضافة بضع قطرات من زيت عطري يعد أسهل وأفضل الطرق لإراحة الذهن والجسم والتخفيف من أمراض الحالات العصبية والعلماء اليوم يؤكدون فوائده، وفي دراسات أجراها الباحثون في كلية الطب في جامعة ميامي الأمريكية أظهروا أن رائحة الزيت العطري تساعد على الشعور بالنعاس والاسترخاء وتحسن المزاج، وهو ما أكدته أخصائية العلاج بالأعشاب ومؤلفة كتاب «دليل العائلة» للعلاج بالأعشاب.
- أشعة الشمس: الخروج والتنزه تحت أشعة الشمس له فوائد كثيرة ويقول بعض الباحثين: إن الدراسات التي أجرتها أثناء علاج المصابات بالاكتئاب أظهرت أن التعرض لأشعة الشمس ثلث ساعة يوميًا يحسن المزاج ويقلل من الرغبة في تناول المواد الكربوهيدراتية مما يساعد على ضبط عدد الوحدات الحرارية التي تتناولها يوميًا كذلك فإن الضوء الطبيعي يعزز من انسياب الدم في الدماغ فيجعلك تشعر بالراحة واليقظة في ذات الوقت .[1]
خاتمة
في نهاية هذا المقال حاولنا أن نبين لك أن الاسترخاء آلية فطرية داخل كل إنسان. واستجابة الاسترخاء هي هبة طبيعية يمكن لأي شخص منا أن يستثيرها ويتعلمها. فهي تستثار إذا خُصص لها وقت وبذل لها جهدٌ واعٍ. وإذا نظرنا إلى استجابة الاسترخاء كآلية تعاكس بفعالية بعضًا من التأثيرات السيكولوجية والفسيولوجية المؤذية لمجتمعنا فإن الممارسات المنتظمة لاستجابة الاسترخاء قد يكون لها مكان هام في حياتك. إذا كنت تستحث هذا الاستجابة بانتظام، وتجعلها جزءًا من وجود اليومي، فإن المواقف التي تنشط جهاز العصبي السمبثاوي يمكن أن تعاكس بعملية تتيح لجسمك أن يخفض نشاط الجهاز العصبي وستستخدم ببساطة آلية جسدية فطرية لمعاكسة تأثيرات آلية أخرى. وإن مجتمعنا لا يهتم كثيرًا بأهمية الاسترخاء لأنهم يتصورن الشخص الذي يأخذ وقتًا للراحة بأنه غير منتج وكسول. وفي الواقع نحن بحاجة إلى هذه الاستجابة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن عالمنا يتغير بسرعة متزايدة. [3]
المراجع
- بوابة علم النفس
- رسلان, شاهين (2013م)، [الصحة النفسية الاسترخاء مفتاح الصحة النفسية]، القاهرة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من قيمة|مسار=
(مساعدة) - رسلان, شاهين (2013م)، [الصحة النفسية الاسترخاء مفتاح الصحة النفسية]، القاهرة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من قيمة|مسار=
(مساعدة)