البعث بعد الموت

البعث هو مفهوم العودة إلى الحياة بعد الموتموت وقيامة يسوع، هو أحد الامثلة على البعث وهو محور المسيحية. كمفهوم ديني، فإن البعث يستخدم في حالتين مميزتين: الاعتقاد في البعث الفردي للأرواح وهو جاري ويحدث ومثال ذلك هو (المسيحية المثالية)، والاعتقاد الآخر يتمثل في بعث الأموات في نهاية العالم. البعث بعد الموت والايمان بالاخرة هو معيار أساسي للإيمان في الأديان الإبراهيمية.[1]

لوح يصور قديسين يبعثون من الموت.

يُعتبر موت يسوع وقيامته محور تركيز المسيحية. تنشأ مناقشات اللاهوت المسيحية من المسألة المتعلقة نوع القيامة الحقيقي - إما قيامة روحية بجسد روحي في الجنة، أو قيامة مادية بجسد بشري مُستعاد. يعتقد معظم المسيحيين أن قيامة يسوع من الأموات وصعوده إلى السماء كانا في جسم مادي، وتعتقد أقلية صغيرة جدًا أنها كانت روحية.[2][3][4]

من الناحية الدينية

الأديان القديمة في الشرق الأدنى

يرد مفهوم البعث في كتابات بعض الأديان القديمة غير الإبراهيمية في الشرق الأوسط. تشير بعض الكتابات المصرية والكنعانية الموجودة إلى آلهة تموت وتُبعث مثل أوزوريس وبعل. يذكر السير جيمس فريزر في كتابه الغصن الذهبي هذه الآلهة التي تموت وتُبعث، لكن، وفقًا لعلماء مختلفين، فإن العديد من أمثلته تُحرف المصادر،[5][6] يتخذ تريغفيه ماتينغر موقفًا أكثر إيجابية، ويزعم في كتابه الأخير أن بند القيامة والعودة إلى الحياة ملحوظ لدى بعل الأوغاريتي، وملقرت، وأدونيس، وأشمون، وأوزوريس وتموز.[7]

الدين اليوناني القديم

أصبح عدد من الرجال والنساء خالدين جسديًا بعد قيامتهم من الموتى في الديانة اليونانية القديمة. قتل زيوس أسقليبيوس، ليُعاد إحيائه ويُحوّل إلى إله رئيسي. وبعد مقتل أخيل، انتزعته أمه الإلهية ثيتيس من محرقة جنازته، وأعادته إلى الحياة، وجلبته إلى حياة خالدة إما في ليوسي أو سهول إليسيون أو جزر المباركين. ويبدو أن ميمنون، الذي قتله أخيل، لقي مصيرًا مماثلًا. يُعد كلًا من ألكميني، وكاستور، وهيرقل ومليكرتس من الشخصيات التي اعتبرت أحيانًا أنها بُعثت إلى خلود جسدي. ووفقًا لتاريخ هيرودوت، عُثر في البداية على حكيم القرن السابع قبل الميلاد أريستياس من بروكونيسوس (مرمرة حاليًا) ميتًا، ثم اختفت جثته من غرفة مغلقة. وجد لاحقًا أنه لم يبعث فحسب بل اكتسب الخلود أيضًا.[8]

يُعتقد أيضًا أن العديد من الشخصيات الأخرى، مثل قسم كبير من الذين قاتلوا في حروب طروادة وطيبة، ومينلاوس، وعالم الحرب التاريخي كليوميديس من أستيباليا، أصبحوا خالدين جسديًا، ولكن دون أن يموتوا أساسًا. في الواقع، تضمن الخلود في الدين اليوناني دائمًا اتحادًا أبديًا للجسد والروح. كانت الفكرة الفلسفية للروح الخالدة اختراعًا لاحقًا، لكنه لم يحدث تقدمًا في العالم اليوناني أبدًا، رغم تأثيره. ويمكن أن يشهد حتى في العصر المسيحي، ولا سيما من خلال بيانات الفلاسفة المختلفين حول المعتقدات الشعبية، حفاظ المؤمنين اليونانيين التقليديين على اقتناعهم بأن بعض الأفراد بُعثوا من الموت وأصبحوا خالدين جسديًا وأنه بالنسبة لنا، يمكننا نتطلع فقط إلى الوجود كأرواح منفصلة وميتة.[9][10]

أنكر الفلاسفة اليونانيون عمومًا هذا الاعتقاد الديني التقليدي في الخلود الجسدي. قدم الفيلسوف الأفلاطوني الأوسط فلوطرخس في كتابه حياة رجال لامعين (حياة موازية) في القرن الأول، في فصله عن رومولوس سردًا للاختفاء الغامض والتأليه اللاحق لهذا الملك الأول لروما، وقارنه بالمعتقدات اليونانية التقليدية مثل القيامة والخلود الجسدي لألكميني وأريستياس من بروكونيسوس، «لأنهم يقولون أن أريستيس توفي في ورشة عمل قصّار، وعندما أتى أصدقاؤه لتفقده كانت جثته قد اختفت؛ وبعد ذلك قال بعضهم، من القادمين من الخارج، إنهم قابلوه أثناء سفره نحو كروتون». استهزأ فلوطرخس علانيةً بهذه المعتقدات التي حملتها الديانة اليونانية القديمة التقليدية، وكتب: «العديد من هذه المستبعدات التي يذكرها كتّابك الرائعين، تُعرف مخلوقات خالدة طبيعيًا».

مر ألسيستيس بالقيامة لمدة ثلاثة أيام، لكنه لم يحقق الخلود.[11][12]

لم يُفقَد التشابه بين هذه المعتقدات التقليدية وقيامة يسوع لاحقًا لدى المسيحيون الأوائل، إذ قال جاستن الشهيد: «عندما نقول... يسوع المسيح، معلمنا، صُلب ومات، وقام مرة أخرى، وصعد إلى الجنة، لا نقترح شيئًا مختلفًا عما تؤمنون به بالنسبة للذين تعتبروهم أبناء زيوس». (الدفاع الأول. 21).

المراجع

  1. "Gregory of Nyssa: "On the Soul and the Resurrection:" However far from each other their natural propensity and their inherent forces of repulsion urge them, and debar each from mingling with its opposite, none the less will the soul be near each by its power of recognition, and will persistently cling to the familiar atoms, until their concourse after this division again takes place in the same way, for that fresh formation of the dissolved body which will properly be, and be called, resurrection"، Ccel.org، مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2019.
  2. Symes, R. C.، "According to Paul of Tarsus, the resurrection transformed Jesus into the Christ, the Son of God and Savior of the world. Christ's resurrected body was not a resuscitated physical body, but a new body of a spiritual/celestial nature: the natural body comes first and then the spiritual body (1 Cor. 15:46). Paul never says that the earthly body becomes immortal."، religioustolerance.org، مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 2016.
  3. The Watchtower Society claims that Jesus was not raised in His actual physical human body, but rather was raised as an invisible spirit being—what He was before, the archangel Michael. They believe that Christ's post-Resurrection appearances on earth were on-the-spot manifestations and materializations of flesh and bones, with different forms, that the Apostles did not immediately recognize. Their explanation for the statement "a spirit hath not flesh and bones" is that Christ was saying that he was not a ghostly apparition, but a true materialization in flesh, to be seen and touched, as proof that he was actually raised. But that, in fact, the risen Christ was, in actuality, a divine spirit being, who made himself visible and invisible at will. The Christian Congregation of Jehovah’s Witnesses believes that Christ’s perfect manhood was forever sacrificed at Calvary, and that it was not actually taken back. They state: "...in his resurrection he ‘became a life-giving spirit.’ That was why for most of the time he was invisible to his faithful apostles... He needs no human body any longer... The human body of flesh, which Jesus Christ laid down forever as a ransom sacrifice, was disposed of by God’s power."—Things in Which it is Impossible for God to Lie, pages 332, 354.
  4. "Resurrection Theories"، Gospel-mysteries.net، مؤرشف من الأصل في 30 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 مايو 2013.
  5. جوناثان زد. سميث "Dying and Rising Gods" in Mircea Eliade (ed.) The Encyclopedia of Religion: Vol. 3. New York: Simon & Schuster Macmillan 1995: 521-27.
  6. Sir جيمس فريزر (1922). The Golden Bough: A Study in Magic and Religion Ware: Wordsworth 1993.
  7. Mettinger, Riddle of Resurrection, 55-222.
  8. Endsjø, Greek Resurrection Beliefs, 54-64; cf. Finney, Resurrection, Hell and the Afterlife, 13-20.
  9. Rohde, Psyche, 335-489.
  10. Endsjø, Greek Resurrection Beliefs, 21-45, 64-72.
  11. Transactions of the American Philological Association، Scholars Press، 124، 1994، ISSN 1533-0699 https://web.archive.org/web/20200627224436/https://books.google.com/books?id=GAQ8AAAAMAAJ، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2019، And it should be remembered that Alcestis is not immortal — she and Admetus must eventually die their fated deaths. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  12. Euripides (2003)، Luschnig, C. A. E. (المحرر)، Euripides' Alcestis، Oklahoma series in classical culture، Norman, Oklahoma: University of Oklahoma Press، ج. 29، ص. 219، ISBN 9780806135748، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2019، [...] Alcestis' resurrection and restoration to her home [...] once the three days pass that it will take for Alcestis to be cleansed of her obligations to the Netherworld [...]
  • بوابة المسيحية
  • بوابة الإسلام
  • بوابة اليهودية
  • بوابة موت
  • بوابة الأديان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.