تسلل
التسلل هو أحد قوانين لعبه كرة القدم، وينص على أنه إذا كان اللاعب في موقف تسلل عند لمس الكرة أو تمريرها من قبل زميله في الفريق، فإن هذا اللاعب يعتبر خارج نطاق اللعبة ويصبح غير فعّال. يعتبر اللاعب متسللا إذا كان أقرب إلى خط المرمى من الكرة ومن اللاعب قبل الأخير من الفريق المنافس (في معظم الأحيان يكون حارس مرمى الفريق المنافس هو أخر لاعب، واللاعب قبل الأخير هو آخر مدافع)، وهذا ينطبق فقط إذا كان اللاعب في نصف الملعب الخاص بالخصم.[1]
تجدر الإشارة إلى وجود اختلاف ما بين أن يكون اللاعب في «حالة تسلل» أو أن يرتكب اللاعب «مخالفة تسلل»، فوجود اللاعب في حالة تسلل لا يعني أنه قام بمخالفة التسلل. يعتبر اللاعب مرتكباً لمخالفة التسلل عندما يكون أولاً في حالة تسلل، وأن يكتسب ميزة بكونه في هذه الحالة، كأن يتم تمرير الكرة له مباشرة، أو أن يتدخل لإعاقة مدافعي الخصم.
يحد قانون التسلل من مدى تقدم لاعبي الفريق المهاجم عند اللاعبين المشاركين في اللعب. كما ويتم إلغاء الأهداف التي تسجل بوجود مخالفة تسلل.
تم إقرار عام 2005 بأن جسد اللاعب كاملاً يتدخل في اللعبة ولا يحسب اللاعب متسللاً في حال كان لاعب الفريق الخصم متدخلاً بما ذكر.
التطبيق
يتم تطبيق قانون التسلل في ثلاث خطوات: أولاً الوقوع في وضعية التسلل، ثم ارتكاب مخالفة التسلل، ومن ثم إصدار عقوبة التسلل.
وضعية التسلل
يعتبر اللاعب متسللاً إذا توفرت ثلاثة شروط: أولاً، أن يكون اللاعب في نصف الملعب الخاص بالفريق المنافس. ثانياً، أن يكون اللاعب أقرب إلى خط مرمى الفريق المنافس من الكرة. وثالثاً، أن يكون بين اللاعب وبين خط المرمى لاعب واحد فقط من الفريق المنافس، وليس بالضرورة أن يكون هذا اللاعب هو حارس المرمى، فمن الممكن أن يكون آخر لاعب أمام المهاجم هو أحد مدافعي الفريق المنافس. إذا كان المهاجم بنفس مستوى الكرة أو خلفها، فإنه لا يعتبر متسللاً ولا تحتسب ضده مخالفة تسلل.
تضمنت طبعة عام 2005[1] من قوانين اللعبة على قرار جديد صادر من مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم ينص على أنه إذا كان أي جزء من رأس اللاعب أو جسده أو أقدامه أقرب إلى خط المرمى من الكرة ومن لاعب الخصم قبل الأخير فإنه يعتبر متسللاً. أما إذا كانت الأيدي هي الأقرب فلا يعتبر كذلك. لا يعتبر اللاعب متسللاً إذا كان قد استلم الكرة مباشرة من ركلة ركنية، أو من ركلة مرمى، أو من رمية تماس، حتى لو كانت شروط التسلل قد توفرت. وهذا الحال لا ينطبق على الركلات الحرة المباشرة والركلات الحرة غير المباشرة.
مخالفة التسلل
لا يعتبر اللاعب مرتكباً لمخالفة التسلل لمجرد وجوده في وضعية التسلل، وإنما يعتبر كذلك إذا أصبح جزء فعّال من اللعبة عن طريق:
- التداخل مع اللعب
- اللعب أو لمس الكرة.
- التداخل مع الخصم
- منع الخصم من لعب الكرة عن طريق حجب رؤية اللاعب أو تشتيت الخصم عمدا.
- الحصول على ميزة بأن يكون في موقف تسلل
- لعب الكرة بعد ارتدادها من أحد قوائم المرمى، أو من حارس المرمى، أو من أي لاعب من لاعبي الخصم.
تحتسب مخالفة التسلل عند تمرير الكرة وليس عند استلامها، فمن المسموح أن يستلم اللاعب الكرة من أحد زملائه وهو في وضعية تسلل بشرط أن لا يكون كذلك لحظة تمريرها.
عقوبة التسلل
تتمثل عقوبة التسلل بإيقاف اللعب من قِبل الحكم وإعطاء ركلة حرة غير مباشرة للفريق المنافس في المكان الذي كان يتواجد به اللاعب المتسلل عند قيام زميله بتمرير الكرة أو لمسها. كما ويتم إلغاء أي هدف تم تسجيله بعد وقوع مخالفة التسلل.
إعلان مخالفة التسلل
يعتمد الحكم في تطبيق قانون التسلل بدرجة كبيرة على حكم الراية، والذي يكون بشكل عام متواجد بنفس مستوى إما اللاعب قبل الأخير من الفريق المدافع أو الكرة، وهذا يعتمد على أيهما أقرب إلى خط مرمى نصف الملعب الخاص بالحكم. يعلن حكم الراية عن وقوع مخالفة التسلل عن طريق رفع رايته بشكل مستقيم ومن دون حركة، وبعد أن يتم إيقاف اللعب، يقوم بتوجيه الراية على نحو يدل على مكان وقوع المخالفة:
- إلى الأسفل بزاوية 45 درجة: يدل على أن المخالفة وقعت في ثلث الملعب القريب من حكم الراية.
- إلى الأمام بشكل متوازي مع الأرض: يدل على أن المخالفة وقعت في الثلث الأوسط من الملعب.
- إلى الأعلى بزاوية 45 درجة: يدل على أن المخالفة وقعت في ثلث الملعب البعيد عن حكم الراية.
تعتبر مهمة حكم الراية فيما يتعلق بمخالفات التسلل صعبة، وذلك لحاجة الحكم لمواكبة الهجمات والهجمات المرتدة، والنظر في أي اللاعبين الذين يقفون في وضعية تسلل عند لعب الكرة، ومن ثم تحديد ما إذا قام اللاعب المتسلل بالاشتراك باللعب. كما وتزداد صعوبة مهمة حكم الراية بفعل تأثير ظاهرة "التقصير النظري"، والتي تحدث عندما يكون الحكم ليس بنفس مستوى المدافع والمسافة بينهما مختلفة بشكل كبير عن المسافة ما بين الحكم والمهاجم. وتؤدي هذه الظاهرة إلى ازدياد نسبة الوقوع في الاحكام الخاطئة من قِبل حكم الراية. يعتقد بعض الباحثين أن الأخطاء التحكيمية المتعلقة بمخالفة التسلل «لا مفر منها بصرياً».[2] كما أن هنالك العديد من النقاشات حول ما إذا كان الإنسان أو الوسائل التكنولوجية لديها القدرة على كشف التسلل بشكل دقيق وبسرعة كافية تساعد على اتخاذ القرار في الوقت المناسب.[3] في بعض الأحيان لا يكون بمقدور الحكم إبقاء جميع اللاعبين المنتشرين داخل الملعب في مجاله البصري.[4]
تاريخ التسلل
يعود تاريخ قانون التسلل إلى قوانين كرة القدم التي وضعت أوائل القرن التاسع عشر في المدارس الإنجليزية العامة. وكانت حينها أكثر صرامة من القانون الحالي. فقد كان اللاعب يعتبر متسللاً لمجرد وجوده أمام الكرة. كان قانون التسلل وقتها يشبه لحد كبير قانون التسلل الحالي في لعبة الرغبي، الذي ينص على أن أي لاعب يقف بين الكرة ومرمى الفريق المنافس يعتبر متسللاً.
طبق قانون التسلل الحالي في العام 1974 وتم تطبيقه في بطولات كأس العالم.
مصيدة التسلل
هي خطة دفاع تكتيكية تهدف لإيقاع لاعبي الفريق المهاجم في وضعية تسلل. ابتكرت هذه الخطة في بدايات القرن العشرين من قِبل فريق نوتس كاونتي الإنجليزي[5] واعتمدت في وقت لاحق من قبل المدرب الأرجنتيني أوزفالدو زوبلديا.[6] لتطبيق مصيدة التسلل يتحرك مدافعوا الفريق بشكل منسّق ومفاجئ بعكس اتجاه اللاعب المهاجم ليصبح خلفهم قبيل أن يمرر زميله له الكرة وبالتالي فإنه يكون في وضعية تسلل. يتطلب تطبيق مصيدة التسلل وجود تنسيق وتوقيت دقيق بين لاعبي الدفاع، فأي خطأ يقوم به أحد المدافعين قد يؤدي لفشل المصيدة مما يؤدي لانفراد اللاعب المهاجم بحارس المرمى.
المصادر
- قوانين اللعبة - 2011/2012 نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Errors in judging 'offside' in football نسخة محفوظة 19 أبريل 2010 على موقع واي باك مشين.
- An offside position in football cannot be detected in zero milliseconds نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Can the human eye detect an offside position during a football match نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- The Question: Why is the modern offside law a work of genius نسخة محفوظة 22 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.
- FIFA.com نسخة محفوظة 06 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- بوابة كرة القدم
- بوابة تحكيم رياضي