التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة المخروطية

التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة المخروطية، يُعرف أيضًا بالطبقي المحوري المخروطي، هو تقنية تصوير طبية تتكون من تصوير مقطعي محوسب بالأشعة السينية، بحيث تكون حزمة الأشعة السينية متباعدة وتشكل مخروطًا.[1]

التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة المخروطية

من أنواع تصوير مقطعي محوسب،  وعلم أشعة رونتجن ،  وتصوير تشخيصي طبي 
ن.ف.م.ط. D054894

تزايدت أهمية التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة المخروطية في تشخيص وعلاج العديد من الحالات مثل زراعة الأسنان وأمراض الأنف والأذن والحنجرة والجراحة العظمية والأشعة التداخلية وغيرها، ويعد التصوير المقطعي المحوسب أيضًا أداة مهمة في العلاج الشعاعي الموجه بالصور للأورام الخبيثة.

يدور الماسح الضوئي المخروطي أثناء تصوير الأسنان حول رأس المريض، ويلتقط ما يقرب من 600 صورة منفردة، أما بالنسبة للأشعة التداخلية، يوضع المريض على الطاولة بحيث تقع المنطقة المطلوبة في مجال حزمة الأشعة المخروطية، وبعد أخذ الصور يقوم برنامج المسح بجمع البيانات وإعادة بنائها، فينتج صورًا رقمية ثلاثية الأبعاد من البيانات التشريحية التي يمكن معالجتها وتشكيلها باستخدام برامج متخصصة. يشترك التصوير المقطعي المحوسب في العديد من أوجه التشابه مع التصوير المقطعي المحوسب التقليدي، ولكن هناك اختلافات مهمة، خاصة عند إعادة تشكيل الصورة النهائية بواسطة الكمبيوتر.[2][3] وصف التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة المخروطية على أنه المعيار الذهبي لتصوير منطقة الفم والوجه والفكين.

تاريخ

تصوير الفم والوجه والفكين

طور الدكتور يوشينورو آراي في اليابان والدكتور بييرو موزو في إيطاليا في أواخر التسعينيات وبشكل مستقل تقنية الأشعة المخروطية لتصوير منطقة الفم والوجه والفكين. ظهر أول نظام تجاري لهذا الغرض في السوق الأوروبية في عام 1996 وعرف باسم نيو توم 9000، ودخل السوق الأمريكية في عام 2001 على يد الشركة الإيطالية كوانتيتاتف راديواوجي.[4][5]

العلاج الشعاعي

طُورت الأشعة المقطعية المخروطية للاستخدام التشخيصي في أجهزة العلاج الشعاعي للأورام لأول مرة في أواخر تسعينيات القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، وأصبحت مثل هذه الأنظمة شائعة منذ ذلك الحين.[6][7]

التطبيقات

علاج جذور الأسنان

يتمتع التصوير المقطعي المحوسب المخروطي بميزات تشخيصية هامة عند استخدامه خلال علاج جذور الأسنان، إذ يوضح الشكل ثلاثي الأبعاد الميزات التشريحية الدقيقة لقناة جذر الأسنان التي لا تستطيع الصور البانورامية العادية أو الصور داخل الفم إظهارها.[8]

أكدت الجمعية الأمريكية لطب الأسنان أن هناك العديد من الحالات التي يعتبر فيها التصوير المقطعي المخروطي هو الخيار المناسب، ولا يمكن مقارنة أو استخدام الصور البانورامية أو الصور داخل الفم بصور الطبقي المخروطي في هذه الحالات.[9]

زراعة الأسنان

توفر صور الأشعة المخروطية للأسنان معلومات قيمة عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لعمليات زراعة الأسنان الجراحية. تقترح الأكاديمية الأمريكية لأشعة الفم والوجه والفكين استخدام الأشعة المقطعية المخروطية كأسلوب مفضل للتقييم قبل عمليات زراعة الأسنان الجراحية.[10]

تقويم الأسنان

يقدم التصوير المقطعي المحوسب المخروطي صورًا ثلاثية الأبعاد وغير مشوهة للأسنان، ويمكن استخدامها لتحديد وضع كل الأسنان بدقة، وتوجيه جذر الأسنان والتركيبات الشاذة خلال وضع تقويم الأسنان، ولا تستطيع الصور الشعاعية ثنائية الأبعاد تحقيق هذه النتائج.[11]

طب العظام

يقدم التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة التقليدية صورًا دقيقة وغير مشوشة للأطراف. تتمثل إحدى مزايا هذه الطريقة عند استخدامها في طب العظام بقدرتها على التقاط صور للأطراف السفلية بوضعيات خاصة ودقيقة تعتبر ذات أهمية قصوى في التشخيص والتخطيط الجراحي خصوصًا لكسور القدم والكاحل.[12][13]

العلاج الشعاعي الموجه بالصور

يعد العلاج الشعاعي الموجه بالصور شكلًا من أشكال العلاج الشعاعي الخارجي للأورام الخبيثة. يوضع المريض بحيث تكون الأعضاء المستهدفة بالعلاج في وضع يسمح بوصول حزم الأشعة العلاجية إليها، وذلك بهدف تحقيق أفضل نتائج مع تقليل تعرض الأعضاء القريبة للأشعة. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب المخروطي قبل العلاج وأثناءه للتأكد من أن المنطقة المستهدفة بالعلاج في مكانها الدقيق.[14]

المراجع

  1. Technical Description of CBCT from University of Manchester. Citing: "Clinical applications of cone-beam computed tomography in dental practice"، Journal of the Canadian Dental Association، 72 (1): 75–80، فبراير 2006، PMID 16480609، مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2020.
  2. Hatcher DC (أكتوبر 2010)، "Operational principles for cone-beam computed tomography"، Journal of the American Dental Association، 141 (Suppl 3): 3S–6S، doi:10.14219/jada.archive.2010.0359، PMID 20884933.
  3. "C-arm cone-beam CT: general principles and technical considerations for use in interventional radiology"، Journal of Vascular and Interventional Radiology، 19 (6): 814–20، يونيو 2008، doi:10.1016/j.jvir.2008.02.002، PMID 18503894.
  4. Venkatesh, Elluru؛ Elluru, Snehal Venkatesh (02 ديسمبر 2017)، "Cone beam computed tomography: basics and applications in dentistry"، Journal of Istanbul University Faculty of Dentistry، 51 (3 Suppl 1): S102–S121، doi:10.17096/jiufd.00289، ISSN 2149-2352، PMC 5750833، PMID 29354314.
  5. Molteni, R (2014)، "Oral and Maxillofacial Radiology"، في Budinger, Thomas؛ Brahme, Anders (المحررون)، Comprehensive Biomedical Physics (باللغة الإنجليزية)، Amsterdam: Elsevier، ص. 112، ISBN 9780444536327.
  6. Herrmann, H.؛ Seppenwoolde, Y.؛ Georg, D.؛ Widder, J. (ديسمبر 2019)، "Image guidance: past and future of radiotherapy"، Der Radiologe، 59 (S1): 21–27، doi:10.1007/s00117-019-0573-y، PMC 6914710، PMID 31346650.
  7. Thwaites, David I؛ Tuohy, John B (07 يوليو 2006)، "Back to the future: the history and development of the clinical linear accelerator" (PDF)، Physics in Medicine and Biology، 51 (13): R343–R362، doi:10.1088/0031-9155/51/13/R20، PMID 16790912، مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 ديسمبر 2020.
  8. Scarfe, William C.؛ Levin, Martin D.؛ Gane, David؛ Farman, Allan G. (2009)، "Use of Cone Beam Computed Tomography in Endodontics"، International Journal of Dentistry، 2009: 634567، doi:10.1155/2009/634567، ISSN 1687-8728، PMC 2850139، PMID 20379362.
  9. "Cone Beam-Computed Tomography in Endodontics" (PDF)، www.aae.org، Summer 2011، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 أكتوبر 2019.
  10. New AAOMR Guidelines on CBCT Use in Implant Planning نسخة محفوظة 2017-02-05 على موقع واي باك مشين.
  11. "Practical applications of cone-beam computed tomography in orthodontics"، Journal of the American Dental Association، 141 (Suppl 3): 7S–13S، أكتوبر 2010، doi:10.14219/jada.archive.2010.0361، PMID 20884934، مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 2014.
  12. Richter, Martinus؛ Seidl, Bernd؛ Zech, Stefan؛ Hahn, Sarah (سبتمبر 2014)، "PedCAT for 3D-imaging in standing position allows for more accurate bone position (angle) measurement than radiographs or CT"، Foot and Ankle Surgery، 20 (3): 201–207، doi:10.1016/j.fas.2014.04.004، ISSN 1268-7731، PMID 25103709.
  13. Lintz, François؛ Welck, Matthew؛ Bernasconi, Alessio؛ Thornton, James؛ Cullen, Nicholas P.؛ Singh, Dishan؛ Goldberg, Andy (09 فبراير 2017)، "3D Biometrics for Hindfoot Alignment Using Weightbearing CT"، Foot & Ankle International (باللغة الإنجليزية)، 38 (6): 684–689، doi:10.1177/1071100717690806، ISSN 1071-1007، PMID 28183212، S2CID 7828393، مؤرشف من الأصل في 12 يوليو 2021.
  14. O'Neill, Angela G M؛ Jain, Suneil؛ Hounsell, Alan R؛ O'Sullivan, Joe M (ديسمبر 2016)، "Fiducial marker guided prostate radiotherapy: a review"، The British Journal of Radiology، 89 (1068): 20160296، doi:10.1259/bjr.20160296، PMC 5604907، PMID 27585736.
  • بوابة طب
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.