الجريمة في السويد

تُحدّد الجريمة في السويد في قانون العقوبات السويدي وغيره من القوانين السويدية والنصوص التشريعية.[1][2]

أفاد المجلس الوطني السويدي لمكافحة الجريمة أن عدد الجرائم المبلغ عنها في السويد تزايد عند إحصاءها منذ خمسينيات القرن العشرين، وذلك يتوافق مع ما حدث في مختلف الدول الغربية خلال الحقبة التي تلت الحرب، والتي يُذكر أنها تُعزى إلى العديد من العوامل، كالتغييرات الإحصائية والتشريعية وزيادة وعي الشعب حول الإبلاغ عن الجريمة.[3]

الإجراءات القانونية

تحقق السلطات المعنية في أحداث الجريمة عند ارتكابها، ويُعرف ذلك بالتحقيق الأولي الذي يتولى ضابط شرطة أو مدع عام مهمة القيام به.[4] يتعين على الشرطة السويدية والنيابة العامة تسجيل جميع الجرائم التي يُبلَغ عنها ومقاضاة مرتكبيها.[5][6][7] يُعرف المدعون العامون بأنهم محامون توظفهم هيئة الادعاء السويدية، وهي منظمة مستقلة كليًا لا تعتمد على المحاكم أو الشرطة، ولا تخضع لتوجيه من وزارة العدل (أي تدخل وزاري يُعتبر غير دستوري في واقع الأمر).[8]

يتعين على المدعي العام الالتزام بقيادة التحقيقات الأولية في جريمة ما وتوجيهها بنزاهة وموضوعية، واتخاذ القرارات التي تخص مسائل الادعاء، والمثول أمام المحكمة للنظر في الدعاوى الجنائية. يحق للمشتبه بهم الاستعانة بمحام للدفاع العام، إما أثناء مرحلة التحقيق الأولي أو أثناء المحاكمة. يحق للمشتبه به كذلك استعراض الأدلة التي جمعها مكتب المدعي العام، ويُسمح له كذلك أن يطالب الشرطة بإجراء المزيد من التحقيقات، إذا رأى في ذلك ضرورة. يقرر المشرف على التحقيق الأولي إمكانية تنفيذ هذه التدابير أم لا.[9]

في حالة الجرائم ذات الخطورة الأقل، فإنه وفي حال اعتراف المشتبه به بارتكاب الجريمة مع اتضاح العقوبة التي يجب انفاذها، يمكن للمدعي العام أن يصدر ما يُعرف بأمر العقوبة بإجراءات موجزة.[10][11] قد يؤدي التحقيق الأولي غير المنتهي إلى صدور قرار المدعي العام بمقاضاة شخص على الجريمة. ذلك يعني إجراء محاكمة في المحكمة المحلية.[4] يمكن للشخص الذي جرت إدانته والمدعي العام وضحية الجريمة الطعن في حكم المحكمة المحلية في محكمة الاستئناف.[12]

موثوقية نظام العدالة الجنائية

في الدراسة الاستقصائية السويدية للجريمة عام 2013، أفاد ستة من أصل عشر مشاركين شملهم الاستطلاع إلى أنهم يثقون كثيرًا في نظام العدالة الجنائية ككل، وأن الشرطة تحظى بذات الموثوقية الكبيرة. أفاد ما يزيد قليلًا عن نصف إجمالي ضحايا الجريمة الذين شملهم الاستطلاع (57%) أن تجربتهم مع الشرطة كانت إيجابية بشكل عام، وأفاد واحد من كل سبعة تقريبًا أن التجربة كانت سلبية.[13]

فساد

عمومًا، يتسم مستوى الفساد في السويد بأنه منخفض للغاية.[14] يُعتبر الهيكل القانوني والمؤسسي في السويد فعالًا في مكافحة الفساد، وتتميز الأجهزة الحكومية بدرجة عالية من الشفافية والنزاهة والمساءلة.[15]

إحصاءات الجريمة

بدأت السويد تسجيل إحصاءات الجريمة الوطنية في عام 1950، وبقيت طريقة تسجيل الجريمة كما هي دون تغيير حتى منتصف ستينيات القرن العشرين، حيث أدخلت الشرطة السويدية إجراءات جديدة على عملية إحصاءات الجريمة، والتي جرى تقديمها على أنها تفسير جزئي للزيادة التاريخية في تقارير الجريمة.[3] في عام 1974، أصبح المجلس الوطني السويدي لمكافحة الجريمة وكالة حكومية مكلفة بإصدار إحصاءات رسمية حول الجريمة ونشر المعرفة المرتبطة بها.[16] في أوائل تسعينيات القرن العشرين، جرى العمل بنظام جديد للإبلاغ عن الجرائم، ما يعني أن الضوابط اليدوية أصبحت أقل شيوعًا، وأدى ذلك إلى زيادة إضافية في عدد الجرائم المبلغ عنها.[17]

في يناير 2017، رفضت حكومة لوفين طلب عضو البرلمان ستافان دانيلسون المتمثل بتحديث إحصائيات المجلس الوطني السويدي لمكافحة الجريمة حول الجريمة فيما يتعلق بالخلفية الوطنية أو خلفية المهاجر الجاني، كما حدث سابقًا في عام 1995 و2005 وفات أوانه في عام 2015.[18]

وفقًا لاستطلاع الجريمة السويدي لعام 2013 الذي أجراه المجلس الوطني السويدي لمكافحة الجريمة، انخفض معدل التعرض للجريمة في الفترة من 2005 إلى 2013.[19] منذ عام 2014، أشارت تقارير صادرة عن المجلس الوطني السويدي لمكافحة الجريمة إلى حدوث زيادة في نسبة التعرض لبعض فئات الجرائم، بما في ذلك الاحتيال وبعض جرائم الممتلكات والجرائم الجنسية وفقًا لاستطلاع الجريمة السويدي لعام 2016.[20] استمر ارتفاع نسبة الجرائم التي تُصنّف ضمن التهديدات والمضايقات والاعتداء والسرقة في حتى عام 2018.[21] تعزى زيادة نسبة الإبلاغ عن الجرائم الجنسية جزئيًا إلى حملات تشجيع الإبلاغ، مقترنة بتغييرات في القوانين التي وسعت نطاق التعريف القانوني للاغتصاب.[22]

تتناقض الأرقام المتعلقة بالاحتيال والأضرار التي لحقت بالممتلكات (باستثناء سرقة السيارات) مع أعداد الجرائم المبلغ عنها في إطار هذه الفئات والتي بقيت ثابتة تقريبا خلال الفترة 2014- 2016.[23] يعكس عدد الجرائم الجنسية المبلغ عنها بوضوح الأرقام الواردة في استطلاع الجريمة السويدي لعام 2016، وتتجلى كذلك الأضرار المتعلقة بسرقة السيارات إلى حد ما.[24][25] على الرغم من النمو السكاني، بقي عدد الإدانات حتى عام 2013 يتراوح بين 110,000 و130,000 خلال العقد الأول من القرن والواحد والعشرين –وهو ما يشكل انخفاضًا منذ سبعينيات القرن العشرين، حيث بلغ عدد الإدانات نحو 300,000.[26]

المراجع

  1. "The Swedish Penal Code" (PDF)، Government of Sweden، مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 أكتوبر 2014، اطلع عليه بتاريخ 15 يوليو 2014.
  2. "Law 1994:458"، Lagen.nu، مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 2022.
  3. "Rapport 2008:23 - Brottsutvecklingen i sverige fram till år 2007" (PDF) (باللغة السويدية)، Brå، ص. 38, 41، مؤرشف من الأصل (PDF) في 31 يناير 2022، اطلع عليه بتاريخ 15 يوليو 2014، I Sverige har den registrerade brottsligheten precis som i övriga västvärlden ökat kraftigt under efterkrigstiden. [...] Vid mitten av 1960-talet införde Polisen nya rutiner av statistikföring en vilket har framförts som en delförklaring till den kraftiga ökningen, i synnerhet i början av denna period (Brå 2004). [...] Detta beror sannolikt främst på att toleransen mot vålds- och sexualbrott har minskat i samhället. Att man i samhället tar våld på större allvar demonstreras inte minst genom att synen på olika våldshandlingar skärpts i lagstiftningen (ibid. samt kapitlet Sexualbrott)
  4. "Trials in criminal cases"، Supreme Court of Sweden، مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2014.
  5. Von Hofer (2000)، "Crime Statistics as Constructs: The Case of Swedish Rape Statistics"، European Journal on Criminal Policy and Research، 8 (1): 77–89، doi:10.1023/A:1008713631586.
  6. Våldsbrottsligheten: Ökande, minskande eller konstant? Ett diskussionsunderlag (PDF) (باللغة السويدية)، جامعة مالمو، 2007، ISBN 978-91-7104-207-1، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 يوليو 2014.
  7. "Duty to prosecute"، The Swedish Prosecution Authority، مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2014.
  8. "The Swedish Prosecution Authority"، The Swedish Prosecution Authority، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2010، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2014.
  9. "Suspect"، The Swedish Prosecution Authority، مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2014.
  10. "Trials in criminal cases"، Supreme Court of Sweden، مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2022، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2014.
  11. "Summary punishment"، The Swedish Prosecution Authority، مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2014.
  12. "Appealing a criminal case"، Supreme Court of Sweden، مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2014.
  13. "The Swedish Crime Survey 2013" (PDF)، Brå، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 16 يوليو 2014.
  14. "Motståndskraft, oberoende, integritet – kan det svenska samhället stå emot korruption?" (PDF)، Transparency International Sweden، Transparency International Sweden، مؤرشف من الأصل (PDF) في 03 ديسمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2013.
  15. "Snapshot of the Sweden Country Profile"، Business Anti-Corruption Portal، GAN Integrity Solutions، مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2013.
  16. "About Brå"، The Swedish National Council for Crime Prevention، مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 مايو 2014.
  17. "Rapport 2008:23 - Brottsutvecklingen i sverige fram till år 2007" (PDF) (باللغة السويدية)، Brå، ص. 61، مؤرشف من الأصل (PDF) في 16 فبراير 2022، اطلع عليه بتاريخ 16 يوليو 2014، Den stora ökningen av antalet anmälda brott sedan början 1990-talet förklaras i huvudsak av det anmälningssystem som polisen då införde
  18. Nyheter, SVT، "Krav på att Brå tar fram statistik över brott och ursprung"، svt.se (باللغة السويدية)، مؤرشف من الأصل في 1 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2017.
  19. "The Swedish Crime Survey 2013 - English summary of Brå report 2014:1" (PDF)، The Swedish National Council for Crime Prevention، ص. 5, 7، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 15 يوليو 2014.
  20. Command؛ Hambrook؛ Wallin؛ Westerberg؛ Stri؛ Hvitfeld (2017)، "Swedish Crime Survey 2016 - English summary of 2016 Brå report 2017:1" (PDF)، The Swedish National Council for Crime Prevention، Stockholm: Brottsförebyggande rådet (Brå)، 2017 (2)، ISSN 1100-6676، URN:NBN:SE:BRA-697، مؤرشف من الأصل (PDF) في 2 أغسطس 2022.
  21. "Swedish Crime Survey"، www.bra.se (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 2 أغسطس 2022، اطلع عليه بتاريخ 20 يناير 2020.
  22. Regeringskansliet, Regeringen och (23 فبراير 2017)، "Facts about migration and crime in Sweden"، Regeringskansliet، مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 2022، اطلع عليه بتاريخ 16 ديسمبر 2017.
  23. "Here are Sweden's crime stats for 2016"، مؤرشف من الأصل في 7 فبراير 2022، اطلع عليه بتاريخ 06 مارس 2017.
  24. "Rape & Sexual Offences"، bra.se، 16 يناير 2017، مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  25. "Sexual Offences"، Brottsrummet، مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2017، اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  26. "Personer lagförda för brott" (PDF) (باللغة السويدية)، Brå، ص. 5، مؤرشف من الأصل (PDF) في 8 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 15 يوليو 2014.
  • بوابة السويد
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.