الحرب الفارسية البرتغالية

الحرب الفارسية-البرتغالية حرب وقعت بين عامي 1507م و 1622م وضمت الإمبراطورية البرتغالية ومستعمراتها ومملكة هرمز من جهة، أمام الإمبراطورية الصفوية في بلاد فارس بمساعدة مملكة إنجلترا في الجهة المقابلة. في هذه الحقبة أحكمت البرتغال سيطرتها على مملكة هرمز لمدة تزيد عن مئة عام وعلى البحرين لمدة تزيد عن 80 عام، كما سيطرت على بعض الجزر والموانئ الأخرى مثل قشم وبندر عباس. انتهى الصراع بعد انتصار الشاه الصفوي عبّاس الأول على البرتغاليين في البحرين وإجبارهم على الحرب في الخليج.

وصل البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك إلى جزيرة هرمز في شهر سبتمبر من عام 1507م. احتلت البرتغال مملكة هرمز من عام 1515م حتى 1622م. شاركت مملكة هرمز كمستعمرة برتغالية في غزو البحرين عام 1521م الذي أنهى حكم الجبور على أرخبيل الخليج العربي.

بعد فشل البرتغاليين في السيطرة على البصرة في محاولات عديدة، طلب الباشا منهم الحماية[1] من الحاكم الصفوي عبّاس الأول، وبعد ذلك بقي البرتغاليون في المدينة والمنطقة كتجار منطقة حرة وكجيش تحالف حامي. لاحقاً في 1622م سيطر الصفويون على هرمز بمساعدة الإنجليز، وحاولوا طرد البرتغاليين من باقي أراضي الخليج، باستثناء خليج عمان. تحالف البرتغاليون في العقود اللاحقة مع أفراسياب، باشا البصرة، ضد الفرس الذين فشلوا أكثر من مرة في السيطرة على مدينة البصرة.[1]

السيطرة البرتغالية على هرمز

كانت السيطرة البرتغالية على هرمز نتيجة لخطة ملك البرتغال مانويل الأول التي هدفت إلى عرقلة التجارة الإسلامية في المحيط الهندي عبر السيطرة على عدن لإيقاف التجارة عبر الإسكندرية، والسيطرة على هرمز لإيقاف التجارة عبر بيروت، والسيطرة على ملقا للتحكم بالتجارة مع الصين.[2] أرسل أسطول بولاية تريستان دا كونا للسيطرة على الحصن الإسلامي في سقطرى بهدف التحكم بمدخل البحر الأحمر. تم ذلك في عام 1507م وانطلق بعدها الجزء الرئيسي من الأسطول تجاه الهند، مع بقاء بعض السفن تحت حكم ألبوكيرك.[3]

خالف ألبوكيرك الأوامر وغادر للسيطرة على جزيرة هرمز.[3] حصل على طاعة الملك المحلي لملك البرتغال وعلى التفويض لبناء حصن باستخدام العمالة المحلية.[4] بدأ بناء الحصن في 24 أكتوبر عام 1507م، وخطط في البداية لإبقاءه تحت الحماية العسكرية، لكنه لم يتمكن من الحفاظ عليه نتيجة للمقاومة المحلية ولانشقاق العديد من قباطنه البرتغاليين للهند.[3][4][5]

السيطرة على البحرين

شاركت مملكة هرمز كمستعمرة برتغالية في غزو البحرين عام 1521م الذي أنهى حكم الجبور على أرخبيل الخليج العربي. كان الحاكم الجبري خاضعاً لمملكة هرمز، إلى أن رفض الحاكم الجبري مقرن بن زامل دفع الجزية المفروضة من قبلها، مما أشعل شرارة الغزو تحت ولاية القائد البرتغالي أنطونيو كوريا.[6] قامت القوات البرتغالية بمعظم القتال بينما تابع الأدميرال الهرمزي الريس خرافو الأحداث كمتفرج غير مهتم.[7] حكم البرتغاليون البحرين عبر سلسلة من الحكّام الهرمزيين. لكن الهرمزيون السنّيون لم يحظوا بمحبة سكّان البحرين الشيعة الذين عانوا من الاضطهاد الديني[8]، مما دفعهم للثورة، وانتهى الحكم البرتغالي عام 1602م بعدما قام الحاكم الهرمزي الذي كان من عائلة ملك هرمز[9] بإعدام أبناء العائلات البحرينية القيادية.[10]

الفتح الفارسي الثاني

في عام 1602م بأمرٍ من عبّاس الأول، تمكّن الجيش الفارسي تحت قيادة إمام قلي خان من طرد البرتغاليين من البحرين.[11]

في عام 1612م احتلّت الإمبراطورية البرتغالية مدينة جمبرون، وبعد حاولي عامين (في 1615م) سيطر عبّاس الأكبر على المدينة بعد معركة بحرية مع البرتغاليين وغيّر تسميتها لبندر عبّاس. في 1622م استعاد عبّاس هرمز من البرتغاليين بمساعدة أربع سفن إنجليزية في ما يعرف بفتح هرمز.

في عام 1622م عندما استعاد الفرس مملكة هرمز، كانت الإمبراطورية البرتغالية واحدة من أكبر وأقوى الإمبراطوريات في العالم. هزيمة البرتغاليين كان لها تبعات كثيرة من ضمنها الهزيمة في حرب مومباسا والسيطرة على حصن يسوع من قبل إمام مسقط بدعم من ملك الفرس.

مع السيطرة العربية/البلوشية على أهم مراكز قوة البرتغال في حصن يسوع على جزيرة مومباسا (الواقعة حالياً في كينيا) عام 1698م تنازلت البرتغال أو خسرت معظم أراضيها في شرق أفريقيا للبريطانيين. اعترف البريطانيون بالإمبراطورية الفارسية كالحاكم الوحيد على الخليج كاملاً وذكر ذلك في المادة 5 من المعاهدة الأولية للصداقة والتحالف عام 1809م. تم تعديل هذا الاعتراف في المفاوضات اللاحقة من بينها المعاهدة النهائية للصداقة والتحالف عام 1812م ومعاهدة طهران عام 1814م، ومثّل إطار العمل الأساسي في العلاقات الانجلو-فارسية على مدى الخمسين سنة اللاحقة.

المراجع
  1. "IRAQ iv. RELATIONS IN THE SAFAVID PERIOD – Encyclopaedia Iranica"، www.iranicaonline.org، مؤرشف من الأصل في 26 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 24 يونيو 2020.
  2. William (2000)، Malabar Manual (باللغة الإنجليزية)، Asian Educational Services، ISBN 978-81-206-0446-9، مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2019.
  3. G. R. (02 أغسطس 1990)، The New Cambridge Modern History: Volume 2, The Reformation, 1520-1559 (باللغة الإنجليزية)، Cambridge University Press، ISBN 978-0-521-34536-1، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  4. Henry Morse (2000)، Albuquerque (باللغة الإنجليزية)، Asian Educational Services، ISBN 978-81-206-1524-3، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  5. Bailey Wallys (1977)، Foundations of the Portuguese Empire, 1415-1580 (باللغة الإنجليزية)، U of Minnesota Press، ISBN 978-0-8166-0782-2، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  6. Sanjay (29 أكتوبر 1998)، The Career and Legend of Vasco Da Gama (باللغة الإنجليزية)، Cambridge University Press، ISBN 978-0-521-64629-1، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  7. James Silk (1829)، Travels In Assyria, Media, And Persia, Including A Journey From Bagdad By Mount Zagros, To Hamadan, The Ancient Ecbatana, Researches In Ispahan And The Ruins Of Persepolis, And Journey From Thence By Shiraz And Shapoor To The Sea-Shore: Descripton Of Bussorah, Bushire, Bahrein, Ormuz, And Muscat, Narrative Of An Expedition Against The Pirates Of The Persian Gulf, With Illustrations Of The Voyage Of Nearchus, And Passage By The Arabian Sea To Bombay (باللغة الإنجليزية)، Henry Colburn، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  8. Juan Ricardo (28 يونيو 2002)، Sacred Space and Holy War: The Politics, Culture and History of Shi'Ite Islam (باللغة الإنجليزية)، Bloomsbury Academic، ISBN 978-1-86064-736-9، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  9. Charles (1985)، Pirate Coast (باللغة الإنجليزية)، International Book Centre، ISBN 978-0-86685-003-2، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  10. Curtis E. (1983)، Life and Land Use on the Bahrain Islands: The Geoarchaeology of an Ancient Society (باللغة الإنجليزية)، University of Chicago Press، ISBN 978-0-226-46906-5، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020.
  11. Cole, Juan R. I. (1987)، "Rival Empires of Trade and Imami Shiism in Eastern Arabia, 1300-1800"، International Journal of Middle East Studies، 19 (2): 177–203، ISSN 0020-7438، مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 2020.
  • بوابة إيران
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.