السياقية
السياقية تصف مجموعة من وجهات النظر في الفلسفة تؤكد أهمية السياق الذي يقع فيه أي فعل أو قول أو تعبير، وتجادل أنّه لا يمكن فهم هذا العمل أو القول أو التعبير لا يمكن أن يفهم إلا نسبة لذاك السياق.[1][2][3] ترى وجهات النظر السياقية أن بعض المفاهيم الفلسفية المثيرة للجدل، مثل «معنى س» أو «معرفة ص» أو «السبب لـ ع»، وحتى «الحقيقة» و«الحق» ليس لها معنى سوى ضمن سياق محدد. بعض الفلاسفة يرون أن هذا الاعتماد على السياق قد يقود للنسبية، ولكن في أية حال، فإن الآراء السياقية في انتشار متزايد بين الفلاسفة.
في الأخلاقيات، ترتبط وجهات النظر «السياقية» بالأخلاقيات الظرفية، أو بالنسبية أخلاقية.
في نظريات العمارة، السياقية هي نظرية التصميم حيث المباني الحديثة تصنع لتنسجم مع التكوينات المدنية المعتادة في المدينة التقليدية.
نظرية المعرفة
مقدمة
في علم المعرفة، السياقية هي التعامل مع كلمة «يعلم» بأنها حساسة للسياق. التعابير الحساسة للسياق هي التي «تعبر عن افتراضات مختلفة نسبة للسياقات للمختلفة». على سبيل المثال، بعض الكلمات التي تعتبر حساسة للسياق دون جدل هي المشيرات مثل «أنا» و«هنا» و«الآن». بينما لكلمة «أنا» معنى لغوي ثابت في جميع السياقات، إلا أن من تشير إليه يختلف مع سياق الاستخدام. على نفس الشاكلة، فإن السياقيون المعرفيون يجادلون أن كلمة «يعلم» حساسة للسياق، معبرة عن علاقات مختلفة في السياقات المختلفة لاستخدامها.
ابتدعت السياقية، إلى حد ما، لتقويض بعض الحجج الشكوكية التي تبنى كما يلي:
1. أنا لا أعرف أني في موضع مشكوك س (مثلا، لا أعلم إن كنت دماغًا في وعاء)
الحل السياقي ليس لرفض أي فرضية، ولا لقول أن الاستنتاج لا يتبع، بل لربط صحة (3) بالسياق، وقول أنه بالإمكان رفض (3) في السياقات التي نطبق فيها معايير أخرى لقول ما نعلمه، كالمحادثات اليومية على سبيل المثال.
الاعتقاد الأساسي في المعرفة السياقية، بغض النظر عن أي سردية معرفية تنتمي إليها، هو أن إيعازات المعرفة حساسة للسياق. ندرك إذًا أنه في السياقات حيث معايير ادّعاء المعرفة عالية (مثلًا، في سياق شكّي) فإن قول أمر مثل «أعرف أن عندي ذراع» غير صحيح. ولكن قول نفس الافتراض في سياق حيث معايير ادّعاء المعرفة أدنى (مثلًا، في مقهى مع الأصحاب) فإنها تكون صحيحة ونفيها خاطئ. إذًا، يبدو أنه لا نفقد معرفتنا سوى في سياقات النقاش الفلسفي الشكوكي، بينما في خارج تلك السياقات نستطيع بصدق ادّعاء أنه لدينا معرفة.
ذلك أنه حين نوعز لشخصٍ ما المعرفة فإن السياق الذي نستخدم فيه كلمة «المعرفة» يحدد المعيار الذي توعز المعرفة بالنسبة أليه. يحافظ السياقيون على أن ادعاءاتنا للمعرفة في السياقات اليومية تبقى صحيحة رغم محاولات المشككين لإثبات قلّة أو عدم معرفتنا. ولكن إن استخدمت كلمة معرفة في سياق حيث تناقش الفرضيات الشكوكية، فإن المعرفة تعتبر شيئًا طفيفًا إن وجدت على الإطلاق. يستخدم السياقيون هذه الحجة لتفسير كيف تكون البراهين الشكوكية مقنعة وفي نفس الوقت الحفاظ على صحة ادّعاءاتنا اليومية لمعرفة الأشياء. من المهم التنبيه إلى أن هذه النظرية لا تسمح لمعرفة شيء ما في لحظة وعدم معرفته في أخرى، فهذا ليس مرض كحل معرفي. ما تقتضيه السياقية هو أن نفس المقولة قد تكون صحيحة في سياق وغير صحيحة في سياق آخر بمعايير أعلى لإيعاز المعرفة، بنفس الطريقة التي قد تستعمل بها كلمة «أنا» بشكل صحيح من قبل عدة أشخاص لتشير إلى أشخاص مختلفين في نفس الوقت.
ما يختلف مع السياق هو أهمية موضع الذات من الفرضية ليحتسب أنه «يعرفها». السيافية في نظرية المعرفة إذًا هي أطروحة معنوية عن كيفية عمل كلمة «يعرف» في اللغة، وليست نظرية في ما تتكون منه المعرفة أو التبرير. ولكن، يجمع منظّرو المعرفة السياقية مع آراء عن المعرفة لمعالجة ألغاز وقضايا معرفية كالشكوكية، مسألة جتير (بالإنجليزية: Gettier problem)، ومفارقة اليانصيب (بالإنجليزية: Lottery paradox).
سرديّات السياقيين عن المعرفة ازداد انتشارها في نهاية القرن العشرين، بالذات ردًا لمشكلة الشك.
مراجع
- "معلومات عن السياقية على موقع vocab.getty.edu"، vocab.getty.edu، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن السياقية على موقع britannica.com"، britannica.com، مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 2015.
- "معلومات عن السياقية على موقع jstor.org"، jstor.org، مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2019.
- بوابة أخلاقيات
- بوابة لسانيات
- بوابة فلسفة
- بوابة فلسفة العلوم