ميناء العقير
ميناء العقير | |
---|---|
المكان | |
البلد | السعودية |
المكان | الأحساء، المنطقة الشرقية |
التفاصيل | |
الإحصائيات | |
ميناء العقير هو ميناء بحري أثري يقع في محافظة الأحساء، في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. يبعد الميناء 65 كيلومتراً عن مدينة الهفوف ويقع غرب الخليج العربي. ميناء العقير هو أقدم ميناء بحري في المملكة العربية السعودية، حيث اتُخِذَ الميناءُ بوابةً بحريةً لمنطقة نجد.[1][2][3]
التسمية
تعود تسمية العقير نسبةً إلى قبيلة أجاروا أو عجيروا التي سكنت المنطقة في الألف الأول قبل الميلاد. ويُرجَح أن الاسم حُرّفَ إلى «عقير» بسبب عادة في اللهجة الخليجية بإبدال بعض الحروف. ومنها إبدال حرف القاف بحرف الجيم فيقال: عجير بدلاً من عقير، واسم عقير ذُكر في المصادر التارخية «أجير» بسبب عُجمةِ المُؤرخين. فمن كتبوه ونطقوه كانوا أعاجم فصَعُبَ عليهم نطق حرف العين. نتيجةً لذلك، جاءت عجير على الأشكال: أجير أو جير أو جيرا مقترنة بقبيلة أجارم، وهي بالعربية المحلية أصلها عجارو أو عجيريون سكان ساحل شرق الجزيرة قبل الميلاد من المصادر والنقوش المسمارية.[1][4]
التاريخ
كان شاطئ العقير يشكل قبل النفط الميناء الرئيسي للأحساء وللمناطق الداخلية من الجزيرة العربية، ووسيلة الاتصال بالعالم الخارجي لما وراء البحار الهند والصين، وسوقاً مهما ورئيسيا من الأسواق التجارية القديمة المطلة على الخليج من الناحية الغربية في فترة ما قبل الإسلام. وتقدر عدد الأحمال التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ثم إلى المناطق الأخرى ما بين 250 إلى 300 محل تحمل أصناف البضائع من الأخشاب والمواد الغذائية والبن والهيل والبهارات والملابس والعطور والبخور والصندل، حيث ترد من الهند والصين وإيران والعراق واليمن وحضرموت وعمان وتعود محملة بأهم منتجات الأحساء من التمور والدبس وفسائل النخيل وسعفها والصوف والمواشي، وبعض المنتجات اليدوية كالفخار والمشالح الأحسائية الشهيرة. تقلصت أهمية ميناء العقير التاريخي منذ 1377هـ - 1957م عندما بدأ العمل في إنشاء ميناء الدمام وخط السكة الحديد، وإنشاء طرق أقرب وأيسر لمصادر النفط المكتشف آنذاك وتسهيل نقله وإيصال ما يحتاجه من مواد وأيدي عاملة.
- ذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان أن العقير قرية على شاطئ بجوار هجر، وتبعد عن الهفوف عبر الطريق البري التجاري القديم حوالي 40 كيلاً.
- وصف صاحب المناسك ميناء العقير بأنه فرضة الصين وعمان والبصرة وهي من منابر البحرين منبر لبني الرجاف، ويعد العقير ميناء جنوب نجد لأنه أقرب ميناء لها يرتبط بطريق بري قديم يُعرف بدرب حوجان المتجه من الاحساء إلى نجد، ويتفرع إلى بيرين باتجاه جنوب الجزيرة العربية أو إلى الخرج فالرياض أو عبر درب المزاليج الذي يمر بالحني فأبو جفان فالخرج فالرياض.[5]
كان قبل اكتشاف البترول هو الميناء الرئيسي للمنطقة الشرقية وجنوب ووسط نجد، ولا تزال بعض الآثار موجودة إلى الآن بعد تحويله إلى معلما أثريا، كان الميناء في عهد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود مقرا لمقابلة الدبلوماسيين الأجانب وعقد الاتفاقيات وإجراء المفاوضات مع القوى الدولية السياسية في المنطقة. أهمها معاهدة العقير مع كوكس التي تعترف فيها بريطانيا بحكم ابن سعود للأحساء عام 1922م.
الطرق التجارية التي تمر بالميناء
- طريق البصرة-البحرين-عدن-جدة-الجار
- الطريق المؤدي إلى الهند والصين والشرق الأقصى
- التجارة مع بلاد فارس
- التجارة مع الهند
- التجارة مع بلاد الصين والشرق الأقصى
- التجارة مع افريقيا.[6]
كان الميناءُ مقرَ مقابلةِ الموفدين البريطانيين وفيه أقيمت المفاوضات مع الحكومة البريطانية. ففي عام 1334هـ/1915م اتجه الملك عبد العزيز إلى العقير حيث عقد في مينائه مع السير بيرسي كوكس ممثل الحكومة الإنجليزية معاهدة العقير الشهيرة بتاريخ 18 صفر 1334هـ الموافق 26 ديسمبر 1915م. كما قرر الملك عبد العزيز أن يكون ميناء العقير مكانًا للاجتماع بالمندوبين الإنجليز لمناقشة الحدود بين نجد وشرقي الأردن والعراق، ونتج عن ذلك توقيع ما يسمى ببروتوكول العقير عام 1341هـ/1922م.[1][4][7]
في بداية الدولة السعودية، ازدهر النشاط الاقتصادي في الميناء حتى قرابة سنة 1365هـ/1945م، فأُنشئت الجمارك والجوازات والفرضة ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بوزهمول. بعد اكتشاف النفط في بقيق والظهران، تراجعت أهمية العقير لوجود طرق حديثة معبدة وبناء عدد من الموانئ الحديثة قريبة من منابع النفط والأسواق التجارية في المنطقة الشرقية.[1]
بدأ دور ميناء العقير يتقلص عام 1377هـ /1957م بعد بدء العمل على إنشاء ميناء الدمام وخط السكة الحديد. حيث بدأ البحث عن طرق أقرب وأسهل لمصادر النفط المكتشف آنذاك، وذلك لتسهيل نقله وما يحتاج إليه من مواد وتسهيل وصول العاملين فيه لمناطق العمل بيسر وبأقل تكلفة.[1][4]
الآثار
عثر على أوان فخارية مكتملة تنتمي للفترة الساسانية المبكرة وقطع فخارية باللون الفيروزي والزيتوني والأخضر الغامق، وفخار مطلي بطينة كريمية وفخار مزجج وعليه زخارف غير بارزة تزينها تشكيلات نباتية. كما عثر على فخار مزجج بالأزرق الفاتح من الداخل والفيروزي من الخارج وزخرفته بارزة قوامها أشكال نباتية، وعثر على جزء من طين الخزف ذي اليدين المعدني ملون زيتوني من الخارج به خطوط صفراء غامقة وهذه النماذج الفخارية تعود لفترة إسلامية مبكرة أغلبها عباسي. كما عثر على مجموعة من الفخار السرفين الناعم الملمس ومجموعة فخار بمختلف الألوان وهي أخضر وأزرق بعضها يعود إلى القرن الثالث والرابع الهجريين، وعثر على قطعة حجر عليها خربشات، ودينار سك في عهد الدولة الطولونية، وقد أثبتت هذه المعثورات الحقب التاريخية حسب المباني المكتشفة حيث تعود الفترة الأولى للعصر العباسي المبكر، وتعود الفترة الثانية للقرن العاشر الهجري وهي فترة الصراع التاريخي بين الغزاة البرتغاليين وبين حكام الأحساء من آل جبور
عرضت معثورات من مواقع العقير والجرهاء ترجع إلى عصر الجرهاء في الفترة من 500 إلى 400 قبل الميلاد، إضافة إلى عرض خرائط تبيّن الطرق التجارية البرية والبحرية في الجزيرة العربية وما حولها.[8]
العمارة والمخطط
المعالم الأثرية والتاريخية
- مبنى الجمارك.
- الفرضة.
- مبنى القلعة.
- مبنى الخان.
- مبنى برج أبو زهمول.[9]
المحاور المؤدية للعقير عبر الطرق البرية
- المحور الشمالي طريق شاطئ نصف القمر/العقير
- المحور الغربي طريق العيون/العقير
- المحور الجنوبي طريق سلوى/العقير.[10]
أقسام الميناء
- مكتب الجمارك
- مكتب الجوازات والفرضة
- مبنى الخان
- مبنى الإمارة
- والحصن والمسجد وعين الماء
- برج بوزهمول [11]
ساحل الأحساء
يقسم ساحل الأحساء إلى قسمين: • ساحل خليج سلوى والعقير الذي يبدأ من دوحة ظلوم شمالاً حتى نقطة الحدود السعودية القطرية بالقرب من مركز سلوى، ويعتبر ساحل سلوى هو أكثر أجزاء الساحل الشرقي استقامة باستثناء بعض الرؤوس الصغيرة والخلجان التي أهمها رأس صياح وخليج العقير ودوحة حماه. • ساحل خور العديد الذي يبدأ من نقطة الحدود السعودية القطرية الجنوبية في الطرف الشمالي من خور العديد حتى دوحة دويهين مشكلاً شبه جزيرة العديد ثم ساحل دوحة دويهين حتى نقطة الحدود مع الإمارات العربية، ويفصل بين ساحل شبه جزيرة العديد الشمالي والجنوبي مرتفعات صخرية تعرف بجبال العديد تحيط بها السبخات والأراضي الرملية المنخفضة المتصلة بصحراء ببالربع الخالي]] من الغرب.
شاطئ العقير
يمتاز ساحل العقير بأنه شاطئ رملي بطول الساحل بأشكاله المتعرجة مما يعطي شكلاً طبيعياً وجميلاً يضيق ويتسع في بعض المناطق وتتخله مناطق سبخية وهي عادة تقع في الجزر وأشباه الجزر التي تكونها مياه الخليج، وتتناثر الأعشاب والنباتات الطبيعية أو البحيرات والألسنة المتفرعة من الخليج العربي وقد يصل طولها إلى 12 كم ويتراوح عرضها من 1.5 كم- 2.5 كم ويبلغ عمق الماء تقريباً 6 أمتار وهذه الخلجان تؤدي إلى تغيير زوايا التربة للشاطئ مما يعطي إمكانيات بصرية مختلفة. ويمتد على طول ساحل العقير سهل ساحلي منخفض يتميز باتساعه يتراوح عرضه بين 6-16كم ولا يمكن تمييز أي مظهر تضاريسي بارز ما عدا الكثبان الرملية الممتدة بشكل طولي بالإضافة إلى السبخات (من الطمي والطين والرمل الوحلي) التي تتخل هذه الكثبان وبعض الحافات الصخرية بالقرب من العقير.
الصيانة والترميم
قامت الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف بالتعاون مع إدارة التعليم بمحافظة الاحساء بعملية تسجيل وتوثيق وترميم مباني ميناء العقير عن طريق إحدى المؤسسات الوطنية لمباني الخان والأمارة والحصن والمسجد، وشملت العملية ترميما شاملا لجدران المباني المتضررة مع مراعاة وهدم وبناء الجدران التي لايمكن ترميمها واستبدال الأسقف المنهارة والضعيفة وتأهيل الموقع بشكل عام ليصبح أحد روافد السياحة في المملكة، كما يشمل المشروع تسجيل وتوثيق الميناء بشكل كامل بالطرق العلمية ومتابعة أعمال الترميم وما يتم اكتشافه من جراء أعمال التنقيب للمباني.
معرض الصور
انظر ايضاً
مراجع
- "ميناء العقير أول ميناء بحري بالمملكة.. و الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الاحساء"، وزارة السياحة، مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 أكتوبر 2020.
- "ميناء العقير التاريخي"، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2019.
- الدمام الماضي والحاضر، صالح محسن فهد القعود، ط1، 1422هـ، ص146.
- "ميناء العقير.. الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء"، www.al-jazirah.com، مؤرشف من الأصل في 6 أغسطس 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 أكتوبر 2020.
- العقير ميناء هجر وجنوب نجد، خالد أحمد الفريدة، وليد عبدالله الحسين، متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي، إمارة المنطقة الشرقية، 1418هـ/1998م، ص5-6.
- العقير وأدواره التاريخية والتجارية والسياحية، سعد بن عبدالرحمن الناجم، خالد بن أحمد الفريدة، ط1،الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء، 1428هـ/2007م، ص31-35.
- "ثقافي / دارة الملك عبدالعزيز توثق تاريخ ميناء العقير وكالة الأنباء السعودية"، www.spa.gov.sa، مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 أكتوبر 2020.
- الأحساء, اليوم- (15 أغسطس 2020)، "«العقير».. ميناء تاريخي على ضفاف الأحساء"، alyaum، مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 أكتوبر 2020.
- العقير ميناء هجر: مرجع سابق، ص13-18
- أهمية شبكات الطرق في التنمية السياحية لشاطىء العقير بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، نجاح بنت مقبل القرعاوي، سعد بن ناصر الحسين، جامعة الملك سعود، الرياض، 1424هـ/2002م، ص16-21.
- "ثقافي / دارة الملك عبدالعزيز توثق تاريخ ميناء العقير"، مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2019.
وصلات خارجية
- بوابة السعودية
- بوابة التاريخ
- بوابة ملاحة
- بوابة عالم بحري