عيش شمسي

العيش الشمسي أو الرغفان الصعيدي، هو خبز كثيف من العجين المخمر يؤكل في مصر مصنوع من دقيق القمح. في صعيد مصر، يحل محل العيش البلدي كمصدر رئيسي محلي، على الرغم من أن هذا الأخير شائع أيضًا. الاسم مشتق من ممارسة ترك العجين يرتفع في الشمس. يتم خبز الخبز تقليديًا في المنزل في أفران فخارية مقببة ذات فتحات في الأعلى، على الرغم من أن هذا التقليد آخذ في التلاشي مع انتشار الخبز الجاهز بشكل متزايد. يعود أصل وتاريخ هذا الخبز إلى المصريين القدماء [1] يحل محل العيش البلدي كمصدر رئيسي محلي.[2][3][4][5]

عيش شمسي
معلومات عامة
المنشأ

تاريخ

الخبز الشمسي أحد موروثات الطعام المصري القديم، تكشف الجدران والمعابد المصرية القديمة ونقوشها أن المصري القديم أول من عرف طريقة تخمير الخبز، الذي يختص بصناعته الكهنة، بوصفه طعاماً مقدساً يستخدم في القرابين.[6]

نقش المصري القديم على جدران المعابد طريقة العجن والتقريص بشكل دائري كما هو عليه العيش الشمسي اليوم، ليقدم الخبز قرابين لإله الشمس رع لدى القدماء المصريين. الخبز في مصر القديمة تنوّعت ألوانه". كان الدقيق يخلط بالتوابل والملح، وأحياناً أخرى يخلط بالبيض والزبد، بل ويُحشى باللحوم والخضراوات.[7][8]

لا تخلو مائدة مصرية قديمة وإلا ويتقدمها الخبز، كونه طعاماً مقدساً لدى الآلهة طبقاً لمعتقدات المصري القديم، وخلال أغلب اكتشافات المقابر الملكية بوادي الملوك والملكات بمدينة الأقصر كان يعثر بالمقابر على كميات كبيرة من الخبز التي تشبه بشكل كبير جداً الخبز البلدي الصعيدي.[9][10]

طريقة الخبز

تمر بعدة مراحل تبدأ بالتخمير، وفيها يجري تنقية الدقيق من الشوائب والردة، وبعدها يُخلط بقليل من الماء الساخن وخميرة البرباسة، ثم يغطى بإناء محكم، لتكتمل عملية التخمير من الليل وحتى الصباح. ثم تبدأ عملية العجين عبر وضع الماء على الخميرة، وهو ما يتطلب قوة ونشاطاً لتناول العجين إلى أعلى ثم إعادته مرة أخرى إلى الإناء.[11]

بعد ذلك تأتي مرحلة تقريص العجين، أي تشكيله على هيئة دائرية، على ألواح دائرية مصنوعة من الطين، لتوضع بعد ذلك تلك الألواح في الشمس حتى يأخذ الخبز الخميرة النهائية من ضوء الشمس، خلال هذه المرحلة يتم نقش وتزيين الخبز بواسطة شوكة لعمل خط دائري حول قرص العجين. وفي المنتصف يُرسم الرقم 11 والخط الدائري، وهو موروث مصري قديم يرمز به إلى الإله رع الذي يوحي إلى قرص الشمس.

يتم تحديد شكل الخبز من خلال نمط الفرز الذي يتم بإبرة. الطريقة الشائعة للقيام بذلك هي عمل شقوق حول الحافة العلوية لخبز دائري. طريقة أخرى شائعة لعمل ذلك هي عمل شقوق على شكل هلال في العجين مما ينتج عنه خبز على شكل مثلث. يميل المسيحيون إلى تقطيع العجين بطريقة تحقق صليبًا خشنًا. تشبه أشكال الخبز تلك الموجودة في صور قرابين الخبز على لوحات المقابر التي تعود إلى مصر القديمة. على الرغم من أنه غير شائع في الوجه البحري، إلا أن بعض المخابز في القاهرة تصنعه خصيصًا لعملائها في صعيد مصر.

مميزات

يتميز العيش الشمسي بشكل ومذاق مختلف تماما عن باقي أنواع الخبز في العالم فهو يجمع بين مذاق الخبز الذي يتناغم مع أي طعام يتم تقديمه وبين الشكل المميز الذي يشبه الكيك الإسفنجي الهش، ويمنح الجسم قدر كبير من الطاقة والقوة ويعد هذا أغرب ما فيه فلا توجد هذه الخاصية في أي نوع آخر من الخبز.

وأثبتت التقارير الطبية الحديثة أن العيش الشمسي يمتلك فوائد صحية عديدة فهو مفيد لصحة القولون والجهاز الهضمي والجهاز المناعي ولم يجد الأطباء أي ضرر من تناوله على أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة مما جعلهم ينصحون بتناوله أكثر من الأنواع الأخرى.

مراجع

  1. Locavore Adventures، Rutgers University Press، 31 ديسمبر 2019، ص. 1–11، ISBN 978-0-8135-5227-9.
  2. Chazan, Michael؛ Lehner, Mark (1990)، "An Ancient Analogy : Pot Baked Bread in Ancient Egypt and Mesopotamia."، Paléorient، 16 (2): 21–35، doi:10.3406/paleo.1990.4530، ISSN 0153-9345.
  3. ""العيش الشمسي"... ما هو سر الرقم 11 في خبز الفراعنة؟"، اندبندنت عربية، 20 فبراير 2021، مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2022.
  4. MediaLabTeam!، "العيش الشمسي.. تراث فرعوني قديم احتكره صعيد مصر"، egyptiangeographic.com، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2022.
  5. "نوستالجيا| العيش الشمسي.. قصة خبز فرعونى احتكره الصعايدة والأفضل فى المذاق والصحة"، صدى البلد، 25 أكتوبر 2021، مؤرشف من الأصل في 28 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2022.
  6. "العيش الشمسي ماركة صعيدية مسجلة بالأقصر.. يرمز للإله رع عند الفراعنة.. المطرحة والبشكور والمقارص أهم أدوات تصنيعه"، صدى البلد، 23 نوفمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2022.
  7. Weintz, Aurelia، "Shamsi Bread"، Slow Food، Slow Food Foundation for Biodiversity، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  8. سامي, نيرفانا (27 أكتوبر 2020)، "العيش الشمسي قرابين الألهة التي تعلمنا وصفتها من جدران المعابد الفرعونية"، الميزان، مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2022.
  9. "العيش الشمسي.. من مصر الفرعونية إلى قرى الصعيد"، باب مصر، 14 مايو 2016، مؤرشف من الأصل في 2 فبراير 2022، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2022.
  10. "أطعمة فرعونية ما زالت موجودة بعصرنا الحديث.. البصارة والعيش الشمسى أبرزها"، اليوم السابع، 25 نوفمبر 2021، مؤرشف من الأصل في 25 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 31 يناير 2022.
  11. El-Behary, Hend (2015)، "Al-Shamsi "an ancient" bread still baked in upper Egypt"، Egypt Independent، مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.

انظر أيضًا

  • بوابة مصر
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.