القحطانية (سوريا)
القحطانية (قبور البيض سابقًا) بلدة سورية تقع في شمال شرقي محافظة الحسكة وهي مركز ناحية القحطانية التابعة لمنطقة القامشلي. تقع على بعد 30 كم إلى الشرق من مدينة القامشلي و 90 كم إلى الغرب من مدينة المالكية. يخترقها طريق رقم 6 الرابط بين القامشلي والمالكية. سميت بالقبور البيض نسبة إلى قبور المسيحيين الأوائل الذين سكنوا المنطقة. غير اسمها إلى القحطانية لإزالة الإيحاء السلبي للاسم السابق.
القحطانية | |
---|---|
القحطانية | |
الإحداثيات | |
تقسيم إداري | |
البلد | سوريا |
محافظة | الحسكة |
منطقة | القامشلي |
ناحية | القحطانية |
خصائص جغرافية | |
ارتفاع | 405 متر |
عدد السكان (إحصاء عام 2004) | |
المجموع | 16٬946 نسمة |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | +2 |
رمز المنطقة | الرمز الدولي: 963، رمز المدينة: |
الاسم
كانت تسمى قديمًا بالقبور البيض نسبة إلى قبور المسيحيين الأوائل الذين كانوا يطلون قبور موتاهم بالكلس الأبيض.
مراحل متقدمة
كانت تطلق عليها السلطات العثمانية اسم «السنجق» وهي كلمة تركية تعني اللواء، حيث اعتمدتها ضمن التنظيم الإداري وهذا يشير إلى ان الموقع كان مقرا لقيادة لواء عسكري يحكم التجمعات السكانية في هذه المنطقة.
الجغرافيا
تقع وسط سهل خصب. يقسمها نهر الجراح القادم من تركيا إلى قسمين. يحيط بالمدينة عدد من السدود التخزينية كسد الجوادية وسد مزكفت وسد باب الحديد، وهو ما ساهم في تعديل مناخ المنطقة. تطل من الجهة الشمالية على جبال طوروس ذات اللون الأزرق الخلاب والمنظر الجميل مما يكسبها أهمية سياحية كبيرة.
السكان
في عام 1927، هاجر إلى القرية حاجو آغا زعيم عشيرة هافيركا الكردية قادما من تركيا وبصحبته أكثر من 600 أسرة كردية.[1] حصلت هذه الهجرة وهجرات أخرى كثيرة شملت عشرات الآلاف من أكراد تركيا ومسيحييها (بأعداد أقل) في عهد الانتداب الفرنسي على سورية الذي شجع هجرة الأكراد إليها وآواهم وشغلهم[2] ضمن سياسته في استمالة الأقليات ضد الغالبية العربية لتسهيل السيطرة على البلاد وتقسيمها.[3]
تتميز المنطقة بتنوع عرقي مكوّن من العرب، إضافة إلى نسيج من السريان والآشوريين والأرمن حيث توجد كنائس عديدة وآثار تاريخية مسيحية في المنطقة، مع تواجد الكرد والإيزديين. لكن الغالبية العظمى هي من العرب اللذين عاشوا فيها منذ بدايات نشوئها. يعمل معظم سكان المدينة بالزراعة.
فيها العديد من الكنائس التي تتبع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وخاصة في قرى كركي شامو وقصروك وغردوكة وسليمان ساري ومحركان وخويتلة وغيرها.
فيها عدد من الدوائر الرسمية كالبلدية والكهرباء والمياه وشعبة التجنيد ومحكمة الصلح ومستوصف طبي ومصلحة الزراعة ودائرة اكثار البذار وعدد من المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية يتفرع عنها جنوبا طريق زراعي ماراً بمخفر شرطة طويل وتقع فيها محطة فرعية لقطار الشرق حلب – الموصل. أنشئت فيها مؤخراً صوامع لتخزين الحبوب يطل عليها شمالا جبل الازل الذي تباركت قممه وسفوحه بعشرات الأديرة التي أنشأها الرهبان السريان مثل دير مار أوكين ودير إبراهيم الكشكري ودير يوحنا الطائي.
تتربع المدينة وسط واحة خضراء من السهول الفسيحة ذات التربة الخصبة التي تقع ضمن الخط المطري المجاور لتركيا لذلك تتلقى هطولات مطرية كافية تؤدي إلى تحقيق مزارعيها لنسبة متقدمة في مجال المباريات الموسمية التي تجريها سنويا وزارة الزراعة بالتعاون مع اتحاد الفلاحين.
- تجاورها ثلاثة سدود هي سد مزكفت وسد الجوادية وسد باب الحديد، وهذا ما جعلها ان تنعم بمناخ لطيف وهواء عليل يميزها عن بقية المناطق المجاورة ناهيك عن مناظرها الخلابة التي تستهوي المصطافين في فصلي الربيع والصيف وهذا ما حدا بوزارة الداخلية أن تصنفها في عداد مناطق الاصطياف في محافظة الحسكة بالقرار رقم 685/لعام 1994.
لمحة تاريخية
كان يملك عقارات /قبور البيض/ قبل عام 1915 وبموجب اسناد تمليك عثمانية الشماس ملكي جرجس من اسرة ال / شاموشو/ المدياتية التي قضى الفرمان على جميع افرادها وعندما أصبحت سوريا تحت سلطات الانتداب تجاوزت فرنسا حقوق المالكين خلافا لكل الاسناد والوثائق القديمة وسجلت الأراضي بأسماء اخرين حماية لمصالحها الخاصة في المنطقة. كانت القحطانية قرية صغيرة دعيت اولاً / قبورالبيض / ودعاها السريان / قبري حيوري / وسماها الاكراد / تربى سبيى / هذا يعني إنها ليست كردية أساساً، بل ترجمة للتسمية العربية وأغلب الظن انها دعيت هكذا لان أضرحتها الواقعة على قارعة الطريق كانت مطلية بالكلس الأبيض فكانت بمثابة نقطة علام للمسافرين وعلى مر الزمن تميزت لدى الجميع بهذا الاسم.
في عام 1922 الحقت بالاراضي السورية باعتبارها جزءاً من الجزيرة السورية وقد تم ذلك على عدة مراحل ففي العام نفسه ضمت أولا الحسكة ورأس العين اللتين جعل منهما قضاء مركزه الحسكة ويتبع متصرفية دير الزور.
اتخذت القوات الفرنسية من موقع تل قيرو القريب من قرية حلوه مركزا لها واسست هناك قضاء دعي / قضاء كرو / الذي مالبث ان نقل إلى القامشلي بدا اعمار القحطانية بمطحنة في الجهة الشمالية ثم امها بعض البدو ساكني الخيام وراحوا يتحلقون حول نهر الجراح وفي عام 1926 تقاطرت إليها أسر عديدة هاربة من ظلم العثمانيين في تركيا أما الأسر السريانية التي أسهمت في وضع اللبنات الأولى في بنيان هذه البلدة فهي أسرة: حنا روتو - كلو هيريلو (كورية سعدو) – ملكي هبه – ملكي حوبو – يعقوب ايليا – حنا ايليا – موسى خزي – درويش عم احو درويش – موسى كورية – عيسى نعامة – القس مراد – مقسي ملكو – سليمان حداد – مورو شمعون – احو درويش – إبراهيم ملكي – ملكي نازكى، حدو اوسو. كما استقرت في القرية عائلات أرمنية وأخرى يزيدية واسرة آل حاجو التي كانت تعاني من خلاف قديم مع أسرة آل صاروخان وسعت فتملكت بعض القرى من بسط نفوذها في المنطقة. وقد ادت الكنيسة دوراً هاما ساعد في استقرار السكان ووفر لهم الطمانينة وشجعهم على بذل مزيد من الجهود لتطوير العمل الزراعي وزيادة نسب المحاصيل وظهر على الساحة مخاتير ينتمون إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. لان كانت القحطانية بلدة حديثة العهد إلا أن موقعها الجغرافي لم يكن خارجاً عن الساحة الحضارية فهي لا تبعد عن ليلان أكثر من 14 كم هذا التل الذي تألق شعاع مجده في الماضي البعيد وشهد حضارات باذجة منذ الالف الثاني قبل الميلاد عندما اتخذه / شمشي حدد/ الآرامي عاصمة له وهذا يؤكد ان المنطقة المحيطة بالتل كانت عبارة عن ميدان تربعت عليه اسس ذلك الصرح الكبير والذي ما زالت صحف التاريخ تتيه فخرا به بل كان لهذه المنطقة شرف الانتماء اليه لكن أحداث الزمن وتياراته الهوجاء قد سلبتها حقها واساءت إليها – دون الحق – إذ لم يترك لنا الزمن ما يشير إلى مدى اتساع تلك الرقعة الجغرافية التي زينتها عروش تلك الحضارات كما لم يمتعنا الدهر بأسماء مواقع مجاورة رديفة للتل (العاصمة). تخضع القحطانية في الوقت الحاضر لسيطرة وحدات حماية الشعب YPG منذ 2013 حيث استبدلت هذه الوحدات نظام التعليم السوري بمنهاج جديد وضعته بنفسها مع كادر تدريسي جديد.
آثارها في العصر الحديث
كانت قد جرت محاولات عديدة لمعرفة موقع التل واستمرت جهود علماء الآثار بحثا عنه حتى اكتشفه عام 1878 / هرمز رسام الآشوري الذي كان ضمن بعثة أمريكية برئاسة البروفيسور هارفي وايس مكلفة بإجراء مسح لكافة التلال الأثرية المنتشرة ما بين الموصل وحلب. وبعد أن أنجز مهمته وضع كتابا ضمنه مذكراته وخبراته وملاحظاته في مجال الآثار، فقدم وصفا عن رحلته التي قام بها وهو يمتطي ظهر دابة عبر خلالها قرية دمير قابو (حاليا باب الحديد) – قبور البيض التي يدعوها / كبور البيض / ويذكر جسرها الخشبي على نهر الجراح حيث بات ليله في قرية /دوكر / القريبة من القحطانية وهناك سئل عما إذا كانت ثمة اثار حضارات قديمة ويقال ان / هارفي ويس / استفاد من مذكرات الآشوري التي كانت دليلا ساعده في أعمال التنقيب فيما بعد.
نشوء كنيسة السيدة العذراء مريم
ما ان استقر السريان في بلدتهم حتى باشروا في عام 1928 ببناء كنيسة صغيرة بمساحة 7×3م من اللبن الترابي على اسم السيدة العذراء وذلك بتوجيه من المثلث الرحمات المطران يوحنا عباجي وبهمة المتنيح القس مراد بن القس ايليا ثم جرى توسيع وترميم الكنيسة في عام 1949 وفي 1962 وعلى اثر تصدع بناء الكنيسة من جراء الفيضان جرى ترميمها باللبن الترابي والخشب ومع البلوك والاسمنت وعلى الطراز المعماري الحديث بهمة المجلس الملي أثناء تولي السيد بولس سمعان حردو امانة سره وبرعاية الاب الخوري سليمان حنو واشراف مطران الابرشية حيث اكتمل عام 1993 وجاء البناء جميلاً متناسقاً يشبه في شكله الهندسي بناء كنيسة القديس مار قرياقس في القامشلي.
مصادر
- قبور البيض حسب المصادر السريانية
- قبور البيض (تربسبي) حسب المصادر الكردية
- قبور البيض في الموقع الرسمي للقحطانية
- مذابح سيفو 1915 م
مراجع
- Fevret, Maurice؛ Gibert, André (1953)، "La Djezireh syrienne et son réveil économique"، Revue de géographie de Lyon (باللغة الفرنسية) (28): 1–15، مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2012.
- Dawn Chatty (2010)، Displacement and Dispossession in the Modern Middle East، Cambridge University Press، ص. 230–232، ISBN 978-1-139-48693-4، مؤرشف من الأصل في 8 سبتمبر 2020.
- Yildiz, Kerim (2005)، The Kurds in Syria : the forgotten people (ط. 1. publ.)، London [etc.]: Pluto Press, in association with Kurdish Human Rights Project، ص. 25، ISBN 0745324991، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2020.
- بوابة تجمعات سكانية
- بوابة سوريا