لاثالوثية

اللاثالوثية هي مذهب وشكل من أشكال المسيحية الذي يرفض عقيدة الثالوث بشكل يتعارض مع المسيحية التقليدية القائلة بأنَّ الله الواحد هو في ثالوث (الآب، الابن والروح القدس)، ويؤمن التوحيديون بأن ليسوع المسيح سلطة وقوة معنوية وليس إلهية. عُرفت بعض الجماعات الدينية التي ظهرت خلال الإصلاح البروتستانتي تاريخياً باسم الرافضة للتثليث، ولكنها لا تعتبر جزء من البروتستانتية في الخطاب الشعبي بسبب طبيعتها غير الثالوثية.

وفقاً للكنائس التي تعتبر قرارات المجامع المسكونية نهائية، فقد أُعلن عن عقيدة الثالوث بشكل نهائي كعقيدة مسيحية سائدة في المجامع المسكونية في القرن الرابع،[1][2] كما يوضّح قانون الإيمان الذي صيغ في مجمع نيقية عام 325،[3] وفي مجمع القسطنطينية الأول عام 381.[4]

من حيث عدد أتباعها، تشكل الطوائف اللاثالوثية أقلية بين المسيحية الحديثة. وبحسب مركز بيو للأبحاث عام 2010 هناك حوالي 28 مليون مسيحي في العالم الذين لا ينتمون إلى التقاليد المسيحية الثلاثة الكبرى.[5] أكبر الطوائف المسيحية اللاثالوثية هي كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة أو المورمون، وعقيدة الوحدة، وشهود يهوه، ولوز ديل موندو وإغليشا ني كريستو، على الرغم من وجود عدد من المجموعات الصغيرة الأخرى، بما في ذلك جماعة العلم المسيحي، والإخوة المسيحية، والكنيسة التوحيدية والوحدة، والجمعية العامة للتوحديين والكنائس المسيحية الحرة وغيرها.[6]

تختلف وجهات النظر بين هذه الطوائف على نطاق واسع في طبيعة الله ويسوع والروح القدس. لكن تجمع هذه الطوائف على تكريم يسوع وإغداق الكثير من الصفات الحميدة عليه، بيد أنه في تعليمهم كائن روحي قريب من الله ولكنه ليس هو،[7] وأيضًا قيامته كانت بشكل روحي أي غير جسدية،[8] كما يرفضون الدور المنسوب له في الخلاص لدى سائر المسيحيين،[9] إلى جانب إنكار أغلب هذه الطوائف وجود القيامة من القبر أو وجود جهنم.[10] منذ القرون الأولى ظهر عدد من المذاهب والفلسفات المسيحية التي ترفض التثليث، أشهرها الإبيونية والمرقيونية والموناركية والآريوسية التي ظهرت سنة 315؛[11] قبل تأكيد عقيدة الثالوث في مجمع نيقية عام 325 للميلاد، ومجمع القسطنطينية الأول عام 381، ومجمع أفسس عام 431.[12] وتجدد إحياء الحركات الرافضة لعقيدة التثليث لاحقاً في إطار جماعة الكاثار في القرن الحادي عشر حتى القرن الثالث عشر، ومع ظهور حركة التوحيدية في بولندا وترانسيلفانيا خلال عصر الإصلاح البروتستانتي من خلال تعاليم سرفيتوس وفاويستوس سوسينوس، وفي عصر التنوير في القرن الثامن عشر، ومن خلال بعض المجموعات التي نشأت خلال الصحوى الكبرى الثانية في القرن التاسع عشر.

التاريخ

المسيحية المبكرة

يرى معظم اللاثالوثيين أن العقيدة في أقدم أشكال المسيحية كانت لاثالوثية، وأن المسيحية المبكرة كانت إما موحدة بصرامة أو ثنائية، أو شكلية كما في حالة المونتانية، المرقيونية والغنوصية. بالنسبة لهم، تغيرت المسيحية المبكرة في نهاية المطاف بعد مرسوم الإمبراطور قسطنطين العظيم وعقوبته على أريوس، والذي تلاه في وقت لاحق إعلان من قبل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول في مرسوم تسالونيكي، cunctos populos في فبراير 380 أن المسيحية كما تم تعريفها في العقيدة النيقية هي الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية. بعد ذلك بسنة، أكد المجمع المسكوني الثاني ذلك في تنقيحه للعقيدة. يرفض اللاثالوثيون الإقرار بصحة عقيدة نيقية على أساس اعتمادها بعد ما يقرب من 300 سنة من حياة يسوع نتيجة الصراع داخل المسيحية المبكرة ما قبل نيقية وخلال تحول جذري في حالة المسيحية.

مجمع نيقية الأول، يصور آريوس تحت أقدام الإمبراطور قسطنطين والأساقفة.

على الرغم من أن المعتقدات اللاثالوثية كانت هي المهيمنة بين بعض الشعوب—على سبيل المثال، اللومبارديين، القوط الشرقيين، القوط الغربيين والوندال—خلال مئات السنين، انتصرت عقيدة الثالوث في نهاية المطاف في الإمبراطورية الرومانية. يقول اللاثالوثيون عادة بأن المعتقدات اللاثالوثية المبكرة مثل الآريوسية، تم قمعها بشكل منهجي (في كثير من الأحيان إلى حد القتل).[13] بعد مجمع نيقية الأول، أصدر الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول مرسوما ضد كتابات آريوس والذي شمل حرق الكتب منهجيا.[14] وعلى الرغم من المرسوم، أمر قسطنطين بإعادة إدخال أريوس إلى الكنيسة، وإزالة الأساقفة (بما في ذلك أثناسيوس) الذين أيدوا تعاليم نيقية،[15] سمح للآريوسية أن تنمو داخل الإمبراطورية وتنتشر في القبائل الجرمانية على الحدود،[16] وتم تعميده بواسطة أسقف آريوسي، يوسابيوس النيقوميدي.[17] روج خلفاؤه الأباطرة المسيحيين للآريوسية، حتى مجئ ثيودوسيوس الأول إلى العرش في 379 ودعمه المسيحية النيقية.

في رسالة أثناسيوس الصادرة في 367 -عندما كانت الإمبراطورية الشرقية يحكمها الإمبراطور الآريوسي فالنس- حدد أثناسيوس الكتب التي تنتمي إلى العهد القديم والعهد الجديد، جنبا إلى جنب مع سبعة كتب أخرى يجب قراءتها؛ وقام باستبعاد ما اعتبره كتابات منتحلة.[18] تكتب إلين باجلز: «في 367، أثناسيوس، أسقف الإسكندرية المتحمس... أصدر رسالة طالب فيها الرهبان المصريين بتدمير كل الكتابات غير المقبولة، باستثناء تلك التي اعتبرها على وجه التحديد 'مقبولة' و'قانونية'—وتشكل تلك الكتب في الوقت الحاضر 'العهد الجديد'».[19][20]


ينظر اللاثالوثيون إلى العقيدة النيقية ونتائج مجمع خلقيدونية كوثائق سياسية ناتجة عن إخضاع العقيدة الصحيحة وفقا لمصالح الدولة من قبل قادة الكنيسة الكاثوليكية، حتى أن الكنيسة أصبحت في نظرهم امتدادا للإمبراطورية الرومانية. يؤكد اللاثالوثيون (سواء الشكليون (Modalists) أو الموحدون) أن أثناسيوس والآخرين في مجمع نيقية قد تبنوا الفلسفة والمفاهيم اليونانية الأفلاطونية ومزجوها في آرائهم حول الله والمسيح.[21]

كتب المؤلف هربرت جورج ويلز في The Outline of History: «نرى في الوقت الحاضر كيف تمزق العالم المسيحي بأكمله بالنزاعات حول الثالوث. لا يوجد دليل على أن رسل يسوع قد سمعوا عن الثالوث، ليس من يسوع على الأقل.»[22]

السؤال حول سبب كون عقيدة أساسية في الإيمان المسيحي مثل الثالوث لم ترد صراحة في الكتاب المقدس أو تدرس بالتفصيل من قبل يسوع نفسه كان ذو أهمية في القرن 16 للشخصيات التاريخية مثل ميغيل سيرفيت. في مجلس مدينة جنيف، وفي اتفاق مع كانتونات زيورخ وبرن وبازل وشافهاوزن، أدين سيرفيت وأمر بحرقه بسبب معارضته معمودية الأطفال.

تصف موسوعة الدين والأخلاق المراحل الخمس التي أدت إلى صياغة عقيدة الثالوث:[23]

  1. قبول وجود يسوع السابق (قبل مولده) (أفلاطونية وسطى) كلوغوس، كوسيط بين الله والكون المخلوق. تم قبول عقيدة اللوغوس من قبل المدافعين وغيرهم من آباء القرن الثاني والثالث الميلادي، مثل القديس جاستن، هيبوليتوس، ترتليان، إيرينيئوس، إكليمندس الإسكندري، أوريجانوس، Lactantius، وفي القرن 4 من قبل آريوس;
  2. عقيدة توليد الابن من الآب كما تم توضيحها من قبل أوريجانوس في جهوده الرامية إلى دعم ثبات الله الوجودي، تم تبني العقيدة من قبل أثناسيوس بابا الإسكندرية;
  3. قبول فكرة أن ابن الله هو من نفس طبيعة والده (homoousios). أعلن هذا الرأي في العقيدة النيقية، التي تذكر على وجه التحديد أن ابن الله هو غير قابل للتغيير مثله مثل والده
  4. قبول أن الروح القدس أيضا متساوي أنطولوجيا باعتباره الأقنوم الثالث في الثالوث والمصطلح الثالوثي النهائي في تعاليم الآباء الكبادوكيين;
  5. إضافة «والابن» إلى العقيدة النيقية، قبلت ذلك الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

بعد الإصلاح البروتستانتي

بحلول 1530، بعد الإصلاح البروتستانتي، وحرب الفلاحين الألمانية من 1524-1525، كانت مناطق واسعة من شمال أوروبا بروتستانتية، وبدأت أشكال من اللاثالوثية تطفو على السطح بين بعض مجموعات «الإصلاح الراديكالي» خاصة تجديدية العماد. كان أول لاثالوثي إنجليزي هو جون أسهيتون (1548)، كاهن أنجليكي. كانت محاكمة سيرفيت (1553) علامة واضحة على ظهور ملحوظ لبروتستانت لاثالوثيين. على الرغم من ذلك كانت الكنائس اللاثالوثية المنظمة الوحيدة هي Polish Brethren (الذين طردوا من بولندا 1658) والكنيسة التوحيدية في ترانسيلفانيا (تأسست عام 1568). سمح قانون عقيدة الثالوث 1813 بالعبادة اللاثالوثية في بريطانيا. في الولايات المتحدة، كانت الآراء الآريوسية والموحدة موجودة أيضا بين بعض المجموعات المليارية والـAdventist، على الرغم من أن الكنيسة الموحدة بدأت في التراجع في الأعداد والنفوذ بعد عقد 1870.[24][25]

نقاط المعارضة

يؤكد المسيحيون اللاثالوثيون ذوو الآراء الآريوسية أو شبه الآريوسية أن الأدلة الكتابية تدعم عقيدة التبعية أو التراتبية (الترتيب التنازلي) (بالإنجليزية: Subordinationism)‏، وهي العقيدة التي تنص على خضوع الابن كليًا للأب وتَفوّق الأب على الابن في كل الجوانب. ويعترفون بمرتبة الابن العالية عند الله، ولكن يقولون أن الأب لا يزال أعظم من الابن في كل الأمور.

مع الاعتراف بأن الآب والابن والروح ضروريون في الخلق والخلاص، يقولون أن هذا في حد ذاته لا يؤكد أن الثلاثة متساوون. كما يؤكدون أن الله هو الوحيد المذكور صراحة بأنه «واحد» في الكتاب المقدس، وأن الثالوث، الذي يعني حرفيا «مجموعة من ثلاثة» ينسب شراكة متساوية لله وليس مذكورا بصراحة في الكتب المقدسة. تُجمِع هذه الطوائف على تكريم يسوع وإغداق الكثير من الصفات الحميدة عليه، بيد أنه في تعليمهم كائن روحي قريب من الله ولكنه ليس هو،[7] وأيضًا قيامته كانت بشكل روحي أي غير جسدية،[8] كما يرفضون الدور المنسوب له في الخلاص لدى سائر المسيحيين،[9] إلى جانب إنكار أغلب هذه الطوائف وجود القيامة من القبر أو وجود جهنم.[10]

الدعم الكتابي

يرى نقاد عقيدة الثالوث أنه بالنسبة لأحد التعاليم الأساسية مثل الثالوث، يفتقر الثالوث إلى الدعم الكتابي الصريح. يؤكد أنصار الثالوث أنه على الرغم من أن العقيدة لم تذكر مباشرة في العهد الجديد، إلا أن تفسير العناصر الواردة فيه يشتمل على عقيدة الثالوث والتي تمت صياغتها لاحقا في القرن 4.

وليام باركلي، من كنيسة اسكتلندا، يقول: «من المهم والمفيد تذكر أن كلمة الثالوث في حد ذاتها ليست في العهد الجديد. صحيح حتى أن نقول أن عقيدة الثالوث ليست عقيدة مباشرة في العهد الجديد. بل هي استنتاج وتفسير لفكر ولغة العهد الجديد.»[26] تذكر الموسوعة الكاثوليكية الجديدة: «إن عقيدة الثالوث المقدس لا تذكر [صراحة] في [العهد القديم]»، «صياغة 'إله واحد في ثلاثة أقانيم' لم يتم إعلانها [من قبل مجمع] ... حتى نهاية القرن 4.»[27] وبالمثل، تذكر موسوعة Encarta: «العقيدة لا تذكر صراحة في العهد الجديد، حيث كلمة الله دائما تشير إلى الآب تقريبا. ... تم استخدام مصطلح trinitas لأول مرة في القرن 2، من قبل اللاهوتي ترتليان، ولكن تم تطوير هذا المفهوم في سياق المناقشات حول طبيعة المسيح... في القرن 4، تم تشكيل العقيدة أخيرا».[28] Encyclopædia Britannica تذكر: «لا كلمة الثالوث ولا العقيدة الصريحة تظهر في العهد الجديد، ولم ينوي يسوع وأتباعه معارضة ما ذكر في العهد القديم:» اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (Deuteronomy 6:4). ... تطورت العقيدة تدريجيا على مدى عدة قرون من خلال العديد من القضايا الجدلية. ... بحلول نهاية القرن 4، تحت قيادة باسيليوس قيصرية، غريغوريوس النيصي، غريغوريوس النزينزي، أخذت عقيدة الثالوث إلى حد كبير الشكل الذي ظلت عليه منذ ذلك الحين."[29] يذكر Anchor Bible Dictionary ما يلي: «لا يوجد في العهد الجديد المفارقة الثالوثية القائلة بالتعايش بين الآب والابن والروح داخل وحدة إلهية.»[30]

على الجانب الآخر، يكتب المؤرخ الكاثوليكي جوزيف ف. كيلي: «ربما الكتاب المقدس لا يستخدم كلمة 'الثالوث'، ولكنه يشير إلى الله الآب في كثير من الأحيان؛ إنجيل يوحنا أكد ألوهية الابن، وتعتبر عدة كتب في العهد الجديد الروح القدس إلهيا. لم يخالف اللاهوتيون القدماء تعليم الكتاب المقدس بل سعوا إلى تطوير تضميناته. ... أرغمت حجج آريوس القوية المسيحيين الآخرين على صقل تفكيرهم حول الثالوث. في اثنين من المجامع المسكونية، نيقية في 325 والقسطنطينية في 381، قامت الكنيسة ككل بتعريف الثالوث بالطريقة التي تعتبر مألوفة لنا الآن وهي العقيدة النيقية. هذا مثال على تطوير العقيدة. الكتاب المقدس ربما لا يستخدم كلمة 'الثالوث'، ولكن عقيدة الثالوث لا تتعارض مع الكتاب المقدس.»[31]

أسئلة حول ألوهية يسوع

تفسر الطوائف اللاثالوثية الآيات الواردة في الكتاب المقدس والتي يعتمد عليها المسيحيون في برهنة ألوهة المسيح أو قيامته من بين الأموات بشكل رمزي مجازي،[32] وفي الوقت ذاته يعتمد اللاثالوثيون على عدة آيات للبرهان من الكتاب المقدس أن المسيح ليس إلهًا، كصلاته إلى الآب قبيل آلامه،[33] وكونه لا يعلم موعد يوم القيامة،[34] إضافة إلى الرسالة الأولى إلى كورنثس 15/ 27-28 حيث يذكر صراحة خضوع الابن للآب في اليوم الأخير، في حين يرى التفسير الكاثوليكي في هذا الخضوع، خضوع جسد يسوع وانتفاءه لتمام الرسالة التي اتخذ جسدًا من أجلها.[35]

كتب ريمون براون (1928-1988) وهو قس كاثوليكي وثالوثي أن كل من Mark 10:18 Matthew 27:46, John 20:17, Ephesians 1:17, 2 Corinthians 1:3, 1 Peter 1:3, John 17:3, 1 Corinthians 8:6, Ephesians 4:4-6, 1 Corinthians 12:4-6, 2 Corinthians 13:14, 1 Timothy 2:5, John 14:28, Mark 13:32, Philippians 2:5-10 ، 1 Corinthians 15:24-28 هي «نصوص يبدو أنها تعني أن كلمة» الله«لا تستخدم لوصف يسوع» وهي «أدلة سلبية غالبا ما يتم التغاضي عنها نوعا ما في العرض الكاثوليكي للموضوع»؛ بينما Gal 2:20، سفر الأعمال 20:28, John 1:18, Colossians 2:2, 2 Thessalonians 1:12, 1John 5:20, Romans 9:5 ، 2 Peter 1:1 هي «نصوص فيها، بسبب المتغيرات النصية أو بناء الجملة، استخدام» الله«لوصف يسوع مشكوك فيه»؛ بينما Hebrews 1:8-9, John 1:1, John 20:28هي «نصوص من الواضح فيها أن يسوع يُدعَى» الله"".[36]

الحوار بين الأديان

عقيدة الثالوث هي جزء لا يتجزأ من بين الخلافات الدينية مع الديانات الإبراهيمية الأخرى وهي اليهودية والإسلام؛ الأولى ترفض رسالة يسوع الإلهية تماماً، والأخيرة تقبل يسوع كإنسان نبي وكالمسيح ولكن ليس ابن الله، على الرغم من قبول الولادة العذرية. أدى رفض عقيدة الثالوث إلى مقارنات بين اللاهوت اللاثالوثي وبين اليهودية والإسلام.

في عام 1897 في Jewish Quarterly Review، يصف مونتيفيوري التوحيدية المسيحية كجسر بين اليهودية والمسيحية السائدة، ووصفها بأنها «مرحلة من اليهودية» و«من المسيحية» في نفس الوقت.[37]

في الإسلام مفهوم الثالوث مرفوض تماماً حيث تدعو الآيات القرآنية عقيدة الثالوث شركاً.[38] كان يُنظَر إلى الإسلام في بداياته كشكل مختلف من الآريوسية -وهي هرطقة بالنسبة للأرثوذكسية والكاثوليكية- من قبل الإمبراطور البيزنطي في القرن السابع. في القرن الثامن اعتبر العديد من الآريوسيين في إسبانيا محمد نبياً. في منتصف القرن السادس عشر، كان يُشتَبه في أن العديد من التجديديين السوسنيين الموحدين لديهم ميول إسلامية. أشاد السوسنيون بالإسلام، على الرغم من أنهم رأوا أن القرآن يحتوي على أخطاء، بسبب الاعتقاد بوحدانية الله. زعم بلال كليلاند أن «كاتب مجهول» في «رسالة بشأن عقيدة الثالوث والتجسد» (1693) ذكر أن عدد أتباع الإسلام الأكبر وتفوقه العسكري جاء من الحفاظ على العقيدة الصحيحة أكثر من المسيحية السائدة.[39]

الأصول الوثنية المزعومة للثالوث

المصريون القدماء، والذين يعتبر تأثيرهم على الفكر الديني القديم عمقا، عادة ما رتبوا الآلهة والإلهات في مجموعات من ثلاثة: بعض الأمثلة لذلك ثالوث أوزيريس، إيزيس، وحورس،[40] وثالوث آمون، موط وخونسو. وقد كان مفهومهم للثالوث يمتد لجميع الجوانب الأخرى تقريبا.[40][41] وقد رأى المصريون الدور المادي والميتافيزيقي للثالوث، حيث لكل اتحاد قوة ثالوثية وطبيعة ثنائية.[41]

يقول بعض اللاثالوثيين[من؟] أن الارتباط بين عقيدة الثالوث واللاهوتيين المصريين المسيحيين من الإسكندرية يشير إلى أن اللاهوت الإسكندري، الذي يركز بقوة على ألوهية يسوع، عمل على إدخال تراث مصر الديني الوثني إلى المسيحية. يتهمون الكنيسة بتبني التعاليم المصرية بعد تكييفها مع التفكير المسيحي عن طريق الفلسفة اليونانية.[42]

يقول لاثالوثيون[من؟] أن تطور فكرة الثالوث كان مبنيا على أساس التأثر بالوثنية اليونانية والأفلاطونية، بما في ذلك العديد من المفاهيم الأساسية من فلسفة أرسطو مع دمجها في الله الخاص بالكتاب المقدس. على سبيل المثال، يؤكدون أن أرسطو قال: «كل الأشياء ثلاثة: دعونا نستخدم هذا الرقم في عبادة الآلهة. لأنه، كما تقول الفيثاغورية: everything and all things are bound by threes, for the end, the middle, and the beginning have this number in everything, and these compose the number of the Trinity».[43][44] بيد أن تلك الكلمات المنسوبة إلى أرسطو تختلف في بعض الأشياء عن ما تم نشره كالنص الأصلي للفيلسوف باليونانية،[45][46][47] والذي يغفل «دعونا نستخدم هذا الرقم في عبادة الآلهة»، ولا تدعمها ترجمة أعمال أرسطو من قبل علماء مثل ج. ل. ستوكس، توماس تايلور وبرتلمي سانت هيلار.[48]

بعض اللاثالوثيين[من؟] يلاحظون أيضا أن الفيلسوف اليوناني أفلاطون آمن بـ"threeness" في الحياة وفي الكون. في أحد مؤلفات أفلاطون (Phaedo)، يقدم كلمة "triad" (في اليونانية τριάς)،[49] والتي ترجمت كـ«الثالوث». وقد تم تبني ذلك من قبل مسيحيي القرن الثالث والرابع كمعادل تقريبا لـ «الآب والكلمة والروح».[50] يؤكد المسيحيون اللاثالوثيون أن هذه المفاهيم وهذا التبني جعلوا من الثالوث عقيدة من خارج الكتاب المقدس.[بحاجة لمصدر]

يقول مايكل باربر في «هل على المسيحية التخلي عن عقيدة الثالوث؟»: «مجرد بحث سطحي حول أصوله [الثالوث] يكشف كم هو متجذر بعمق في الوثنية. داعمو الثالوث هم على علم بهذه الحقائق مثلهم مثل رافضيه».[51]

التأثيرات الهلنستية

ناقش الكاهن الأنجليكاني ماكسويل ستانيفورث في مقدمة كتابه عام 1964 التأثير العميق للفلسفة الرواقية على المسيحية:

«مرة أخرى في عقيدة الثالوث، يجد المفهوم الكنسي للأب والكلمة والروح أصله في الأسماء الرواقية المختلفة للوحدة الإلهية. وهكذا فإن سينيكا، كاتبا عن» السلطة العليا«التي تشكل الكون، يقول:» هذه القوة التي نطلق عليها أحيانًا اسم الله القدير، وفي بعض الأحيان الحكمة المعنوية، وأحيانا الروح القدس، وأحيانًا المصير«. كان على الكنيسة فقط رفض آخر هذه المصطلحات للوصول إلى تعريفها المقبول للطبيعة الإلهية؛ في حين أن التأكيد الإضافي» هؤلاء الثلاثة هم واحد«، والذي يراه العقل الحديث متناقضًا، كان مألوفا لأولئك المطلعين على المفاهيم الرواقية.»[52]

المراجع

  1. Olson, Roger E؛ Hall, Christopher Alan (2002)، The Trinity، ISBN 9780802848277، مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  2. Olson, Roger E (أبريل 1999)، The Story of Christian Theology، ISBN 9780830815050، مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  3. Lohse, Bernhard (1966)، A Short History of Christian Doctrine، ISBN 9781451404234، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  4. Geanakoplos, Deno John (1989)، Constantinople and the West، ISBN 9780299118846، مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  5. المسيحية في العالم: تقرير حول حجم الطوائف مسيحية الأخرى وتوزعهم في العالم نسخة محفوظة 20 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. Halsey, A. (13 أكتوبر 1988)، British Social Trends since 1900: A Guide to the Changing Social Structure of Britain (باللغة الإنجليزية)، Palgrave Macmillan UK، ص. 518، ISBN 9781349194667، his so called 'non-Trinitarian' group includes the Jehovah's Witnesses, Mormons, Christadelphians, Apostolics, Christian Scientists, Theosophists, Church of Scientology, Unification Church (Moonies), the Worldwide Church of God and so on.
  7. بدعة شهود يهوه، مرجع سابق، ص.117
  8. بدعة شهود يهوه، مرجع سابق، ص.55
  9. بدعة شهود يهوه، مرجع سابق، ص.31
  10. بدعة شهود يهوه، مرجع سابق، ص.22
  11. بدعة شهود يهوه، مرجع سابق، ص.9
  12. von Harnack, Adolf (01 مارس 1894)، "History of Dogma"، مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 15 يونيو 2007، [In the 2nd century,] Jesus was either regarded as the man whom God hath chosen, in whom the Deity or the Spirit of God dwelt, and who, after being tested, was adopted by God and invested with dominion, (Adoptionist Christology); or Jesus was regarded as a heavenly spiritual being (the highest after God) who took flesh, and again returned to heaven after the completion of his work on earth (pneumatic Christology)
  13. نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  14. "In addition, if any writing composed by Arius should be found, it should be handed over to the flames, so that not only will the wickedness of his teaching be obliterated, but nothing will be left even to remind anyone of him. And I hereby make a public order, that if someone should be discovered to have hidden a writing composed by Arius, and not to have immediately brought it forward and destroyed it by fire, his penalty shall be death. As soon as he is discovered in this offense, he shall be submitted for capital punishment." - Edict by Emperor Constantine against the Arians. Athanasius (23 يناير 2010)، "Edict by Emperor Constantine against the Arians"، Fourth Century Christianity، Wisconsin Lutheran College، مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2012.
  15. Litfin, Bryan M (01 أكتوبر 2007)، Getting to Know the Church Fathers، ISBN 9781441200747، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  16. Frassetto, Michael (2003)، Encyclopedia of Barbarian Europe، ISBN 9781576072639، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  17. Kaatz, Kevin (2012)، Early Controversies and the Growth of Christianity، ISBN 9780313383595، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  18. "NPNF2-04. Athanasius: Select Works and Letters"، مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  19. إلين باجلز، سر إنجيل توماس (راندوم هاوس، 2003)، n.p.
    "Athanasius,+the+zealous+bishop"&source=bl&ots=unXWU7aJPc&sig=zzREpVJnvIgLLPmg55fONbDlCXI&hl=en&sa=X&ei=YB7_U7LiOM_pggTCtoLoCg&ved=0CCsQ6AEwAw نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  20. "NPNF2-04. Athanasius: Select Works and Letters"، Ccel.org، 13 يوليو 2005، مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 يناير 2012.
  21. David Bernard's The Oneness of God, Word Aflame Press, 1983, (ردمك 0-912315-12-1). pgs 264-274. نسخة محفوظة 29 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  22. Wells, H. G. (n.d.)، The Outline of History: being a plain history of life and mankind، Forgotten Books، London, UK: The Waverley Book Company، ج. 2، ص. 284، ISBN 9781440082269، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020.
  23. و. فولتون "الثالوث" ، موسوعة الدين والأخلاق، تي & تي كلارك، 1921، Vol. 12, p. 459.
  24. Unitarians face a new age: the report of the Commission of Appraisal. American Unitarian Association. ed. Frederick May Eliot, Harlan Paul Douglass - 1936 "Chapter III CHURCH GROWTH AND DECLINE DURING THE LAST DECADE Year Book data permit the calculation of growth or decline in membership for 297 Unitarian churches which existed throughout the last decade and ..."
  25. Charles Lippy (2006), Faith in America: Changes, Challenges, New Directions, p.2. Quote: "However, when the national interest in novel religious forms waned by the mid- nineteenth century, Unitarianism and Universalism began to decline. For the vast majority of religious bodies in America, growth continued unabated."
  26. Barclay, William (01 نوفمبر 1998)، The Apostles' Creed، ISBN 9780664258269، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  27. الموسوعة الكاثوليكية الجديدة (1967) المجلد الرابع عشر ص.299
  28. جون ماكواري, "الثالوث" Microsoft Encarta Reference Library 2005. © 1993-2004 شركة مايكروسوفت. 31 مارس 2008.
  29. "الثالوث" ، موسوعة بريتانيكا. استرجاع في 31 مارس 2008.
  30. Jouette M. Bassler, "God in the NT", The Anchor Bible Dictionary, Doubleday, New York 1992, 2:1055.
  31. Kelly, Joseph F (2006)، An Introduction to the New Testament for Catholics، ISBN 9780814652169، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  32. بدعة شهود يهوه، مرجع سابق، ص.125
  33. لوقا 22/ 39-44
  34. مرقس 32/13
  35. مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص. 675
  36. Raymond E. Brown (01 ديسمبر 1965)، "Does the New Testament Call Jesus God? - Theological Studies"، Theological Studies، 26 (4): 545–573، doi:10.1177/004056396502600401.
  37. Montefiore, C. G. (18 يونيو 2016) [January 1897]، "Unitarianism and Judaism in Their Relations to Each Other"، The Jewish Quarterly Review، 9 (2): 240–253، JSTOR 1450588، You [Unitarian Christians] have relations and points of connexion with Judaism on the one side, and with orthodox Christianity on the other. You are in a position of vantage to absorb the permanent elements of truth and value lying at your right hand and at your left. For, looked at from one point of view, though you might yourselves deny it, you constitute a phase of Judaism; looked at from another, though many Christians deny it, you are a phase of Christianity. The paradox of the one assertion to some of yourselves is no greater than the paradox of the other to many beyond your pale
  38. The Holy Qur'an، 4:171.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: location (link)
  39. Cleland, Bilal، "Islam and Unitarians"، Tell me about Islam، مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 16 يونيو 2016.
  40. Lachtane, Karima (17 مارس 2013)، Magic in Ancient Egypt: I am the resurrection (باللغة الإنجليزية)، Karima Lachtane، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  41. Gadalla, Moustafa (02 ديسمبر 2016)، Ancient Egyptian Roots of Christianity, Expanded 2nd Edition (باللغة الإنجليزية)، Moustafa Gadalla، ISBN 9781931446754، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  42. 'At times he forms one of a trinity in unity, with Ra and Osiris, as in Fig. 87, a god with the two sceptres of Osiris, the hawk's head of Horus, and the sun of Ra. This is the god described to Eusebius, who tells us that when the oracle was consulted about the divine nature, by those who wished to understand this complicated mythology, it had answered, "I am Apollo and Lord and Bacchus," or, to use the Egyptian names, "I am Ra and Horus and Osiris." Another god, in the form of a porcelain idol to be worn as a charm, shows us Horus as one of a trinity in unity, in name, at least, agreeing with that afterwards adopted by the Christians—namely, the Great God, the Son God, and the Spirit God.'—Samuel Sharpe, Egyptian Mythology and Egyptian Christianity, 1863, pp. 89-90. نسخة محفوظة 25 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  43. "How Ancient Trinitarian Gods Influenced Adoption of the Trinity"، United Church of God، 22 يوليو 2011، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2015، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  44. مايكل باربر - هل يجب على المسيحية التخلي عن عقيدة الثالوث ؟ - Nov 1, 2006 - الجزء الثالث - صفحة 78.
    نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  45. "Περί Ουρανού/1"، مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  46. "ARISTOTE : Traité du Ciel (livre I - texte grec)"، مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2015.
  47. "Bekker edition of Aristotle's works, volume II, p. 211"، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2014، اطلع عليه بتاريخ 10 سبتمبر 2017.
  48. McKirahan, Richard D. (1999)، "Review"، The Philosophical Review، 108 (2): 285–287، JSTOR 2998305.
  49. Phaedo 104e.
  50. Course of Ideas, pp 387-8.
  51. Barber, Michael (2006-11)، Should Christianity Abandon the Doctrine of the Trinity? (باللغة الإنجليزية)، Universal-Publishers، ISBN 9781581129403، مؤرشف من الأصل في 7 فبراير 2019. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  52. Aurelius, Marcus (1964)، Meditations، London: دار بنجوين للنشر، ص. 25، ISBN 978-0-14044140-6، مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2017.

انظر أيضاً

  • بوابة المسيحية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.