المركز المصري للدراسات الاقتصادية

المركز المصري للدراسات الاقتصادية ECES، هو مؤسسة مستقلة غير ربحية، تعمل على التنمية الاقتصادية في مصر. تجري بحوث سياسية واقتصادية دولية، بدعم الغرفة التجارية الأمريكية في مصر.

التأسيس

أسسه جمال مبارك عام 1992، وأطلق عليه المطبخ الرئيسي لبلورة سياسات الاقتصاد الكلي واختبارها وتقديمها للحكومة، ويلاحظ المراقبون أنه لم يتم إصلاح أي من القطاعات الاقتصادية إلا وسبق ذلك وضعه على الأجندة السنوية لمؤتمرات ومناقشات المركز. ويضم ضمن أعضاء مجلس ادارته نخبة رجال الأعمال والوزراء في مصر.[1]

والأمثلة على ذلك كثيرة وموثقة، من اتفاقيات التجارة العالمية «الجات» إلى تحرير سعر الصرف وإصلاح الضرائب والجمارك وسياسة استهداف التضخم، بل وإصلاح الهيئة القومية للبريد ، وإذا راجعنا الأجندة السنوية لخطة عمل المركز للعام 2007 والمعتمدة من أعضاء مجلس إدارته، نجد أن أبرز موضوعاتها هي ذاتها التي عرضها المؤتمر السنوي للحزب الوطني الذي عقد بداية نوفمبر 2007، ومنها التوظيف والإنتاجية والفقر، والتضخم والعوامل المحددة لمستويات الأسعار وإمكانات استخدام الطاقة النووية في مصر، والمشاركة بين القطاعين العام والخاص في تقديم الخدمات الاجتماعية.

ولا يقف الأمر عند مؤتمر سنوي، بل تتوازى أجندة المركز مع الخطة العامة للدولة، فإذا نظرنا إلى الأبحاث التي اهتم بها المركز في السنوات الاخيرة نجد نتائجها أو توصياتها تتردد على مسامعنا يوميا من المؤسسات والهيئات الرسمية، مثل السياسة الصناعية والاستدامة المالية وتطوير وإعادة هيكلة الدعم ودعم دور القطاع الخاص وحوكمة الشركات والاندماج الاقتصادي والإقليمي وتفعيل دور القطاع غير الرسمي وإعادة توزيع الدخل وتطوير القطاع الصحي وتحسين كفاءة استخدام موارد الطاقة في مصر. كل ذلك لم يأت من فراغ؛ فإذا نظرنا إلى أعضاء مجلس الإدارة وهم المعنيون بوضع الاجندة السنوية للمركز بل والممولون للابحاث والدراسات الاقتصادية الآن، سنعرف حل اللغز. لقد ظل المركز يمول نشاطات من عدة مصادر منها منحة الوقف التي حصل عليها طبقا لاتفاق بين الحكومة المصرية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومن مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز أبحاث التنمية الدولية ومركز المشروعات الدولية لكن التمويل بالكامل أصبح مصريا. إن القائمين على إدارة المركزهم توليفة من قيادات القطاعين العام والخاص وكلمة السر بين هذين هي جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية وأمين السياسات بالحزب الوطني، الذي أعطى وجوده للمركز دفعة وثقلا ودورا منذ التأسيس. كان الأمر مجرد اقتراح وأمنية للدكتور طاهر حلمي شريك مؤسسة بيكر و ماكنزى الأمريكية الشهيرة للاستشارات القانونية، وكان الهدف كما يروي حلمي الذي عاش في الولايات المتحدة سنوات طويلة وكان والده وزيرا في إحدى الحكومات الناصرية، أنه نظر إلى مستودعات الأفكار الموجودة في أمريكا المعروفة بـ((خلية تفكير)، وكيف تساعد متخذي القرار وواضعي السياسات الكلية في الدولة باتخاذ قرارات منطلقة من أبحاث ودراسات علمية تم عرضها على جمهور واسع من المعنيين وتقليب النظر فيها وتعديلها للتوافق مع اتجاهات النقاش الغالبة. ولاحظ غيابها في مصر، فاقترح هذه الفكرة على أصدقاء وفي مقدمتهم جمال مبارك وكان عمره وقتها 28 عاما ولم يكن يشغل أي منصب سياسي في الدولة، وانما كان اقتصاديا يعمل في المؤسسات المصرفية العالمية بلندن، والدكتور إبراهيم كامل رئيس مجموعة كاتو أروماتيك، باعتبارهما صاحبي فكر اقتصادي ويشجعان التحول إلى اقتصاد السوق الح.

بعد حوارات اتفقوا على إقامة المركز واختيار اسم له والرمز إليه «E C E S »، ثم ضموا إليهم مجموعة من رجال الأعمال كمؤسسين ـ أصبح لبعضهم ثقل حكومي بعد ذلك ـ مثل أحمد المغربي رئيس شركة اكور للفنادق وقتها ووزير الإسكان الآن ورجل الأعمال محمد فريد خميس والدكتور مصطفى خليل رئيس الوزراء الأسبق وأول من تولي رئاسة المركز، وتلاه في رئاسته طاهر حلمي، لمدة 13 عاما ثم جلال الزوربة (رئيس اتحاد الصناعات) وهم جميعا من المؤسسين.

ويقول حلمي «في التسعينات، كنا في مرحلة انتقالية مهمة، وهي التحول من الاقتصاد الاشتراكي إلى الحر والذي سيقوده بطبيعة الحال القطاع الخاص، وكان لا بد ليتم ذلك من عمل دراسات وأبحاث اقتصادية دقيقة تتبع جميع المناهج والأطر العالمية من المنحاز إلى الضد، وترصد كيفية تطبيق ما وصلت إليه الدول المتقدمة والتي سارت قبلنا على طريق التقدم والنمو على المجتمع المصري واختيار ما يناسبه أي انه «مطبخ للدراسة».

ويعضد مصدر مطلع ما ترصده الدوائر المتابعة فيقول: «إن الملاحظ بشكل جيد لنشاط المركز وأجندته السنوية ومدى توازيها مع اجندة الدولة، يري ان المركز هو المطبخ الرئيسي والأساسي لواضعي السياسات الاقتصادية في الدولة المصرية في الفترة الأخيرة».

لقد حل المركز المصري بذلك محل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لمؤسسة الأهرام، حيث كان المطبخ الخلفي لصانعي السياسات منذ نشأته في الستينات وإلى منتصف الثمانينات، لكن خفت دوره نسبيا حاليا. يتردد طاهر حلمي في الجزم بهذا المنطق، قائلا «لم يطلب منا ان نكون المطبخ للدولة، وحتى لو كان الأمر كذلك، فلن يكون المركز وحده».

وبالرغم من نجاح المركز في مساعدة متخذي القرار السياسي بشأن الإصلاح الاقتصادي «الليبرالي» الجاري وعمل تعاون مع المؤسسات والمراكز البحثية العالمية الموجودة في أعرق الجامعات ذات الصيت العالمي من حيث المعاصرة والدقة العلمية مثل جامعات هارڤرد وأكسفورد... بل والتعاون مع اقتصاديين حائزين على نوبل في الاقتصاد، إلا أن المركز اخفق في عدم دراسة موضوعات مهمة كان لا بد من دراستها قبل وقت مضى كما يقول أيضا أحد قادته مثل: «التعليم والتدريب، التنمية المجتمعية، زيادة الفجوة بين الاغنياء والفقراء». كما ان المركز يتجنب الخوض في قضايا الإصلاح السياسي بشكل مباشر بدأ المركز بمجموعة قليلة من رجال الأعمال والاقتصاديين في مجلس الإدارة، إلا انه الآن يضم كوكبة من رجال الأعمال والتنفيذيين في الدولة مثل رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ومحمد منصور وزير النقل، وأخيه ياسين منصور الرئيس التنفيذي لمجموعة «المنصور والمغربي للتنمية والاستثمار»، بالإضافة إلى محمد تيمور رئيس مجلس الإدارة الآن خلفا لجلال الزوربة، وهو رئيس «هيرميس» سابقا ومؤسسها ورئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، وهناك أيضا عمر مهنا نائب رئيس مجلس إدارة المركز وهو رئيس الغرفة الأميركية للتجارة بالقاهرة ورئيس مجلس إدارة مجموعة السويس للأسمنت، ويتولى موقع أمين الصندوق السياسي الوفدي المعارض منير فخري عبد النور.

ووراء هذا المشهد العريض لإدارة المركز، نخبة من أفضل الباحثين وأستاذة الاقتصاد في الجامعات المصرية والأجنبية. «من يملك يحكم، فكيف لنا أن نصدق أن دراسات المركز لا تخدم رجال الأعمال فقط، خاصة وأنهم واضعو أجندته وممولوه؟ هناك دائما شعرة معاوية التي نحافظ عليها لتربط بين مصداقيتنا واستقلالنا وبين من يدفعون من أعضاء مجلس الإدارة». هكذا تقول الدكتورة هناء خير الدين المديرة التنفيذية للمركز المصري للدراسات الاقتصادية حاليا وأستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة، وتضيف: اننا مركز بحثي مستقل في الابحاث والدراسات التي نقوم بها، ولا نخرج بنتائج «لطيفة» محببة لأذن من يدفع، ولكن نتائجنا البحثية مستقلة وواقعية ومنطقية وتصب في المصلحة العامة وليست الخاصة لمجموعة بعينها. و«لكن بالطبع من الضروري التنسيق بين الباحثين وأعضاء مجلس الإدارة، والدليل على استهدافنا المصلحة العامة للوطن كله الأبحاث التي تهتم بالمنظور الاجتماعي الاقتصادي مثل الفقر وسوء توزيع الأجور وغياب العدالة وانتشار البطالة وقضايا التشغيل، كما أن جميع المناقشات في المؤتمرات العلمية يتم فيها الاستماع لأكثر من اتجاه سياسي، وأنتم كصحافيين بالذات شهود على ذلك وسمعتم قوة النقد الذي وجهه اليساريون من أمثال الدكاترة جودة عبد الخالق ومصطفى كامل السيد وابراهيم العيسوي وغيرهم إلى سياسات الحكومة وإلى عمليات التحرير الاقتصادى في ندواتنا».

والمعروف أن المركز يعقد منذ سنوات لقاء سنويا مع الصحافيين والإعلاميين والمثقفين بالتعاون مع شعبة المحررين الاقتصاديين بنقابة الصحافيين المصريين.

إن المهمة الرئيسية للمركز كما تقول الدكتورة هناء تتمثل في مساندة جهود التنمية في مصر من خلال إعداد ونشر الدراسات التطبيقية حول سياسات الإصلاح الملائمة للواقع المصري.

يعتزم المركز إصدار سلسلة مطبوعات جديدة تحت عنوان «الإحصاءات الاقتصادية» التي لا تزال تشكل معاناة حقيقة أمام المستثمرين ومجتمع الأعمال، بسبب غياب البيانات والمعلومات ذات الجودة والتي يمكن الوثوق بها وبناء قرارات على أساسها، حيث سيقدم المركز بيانات ومعلومات مختصرة حول الجوانب المختلفة للاقتصاد المصري.

أعضاء مجلس الإدارة

ماجدة قنديلالمدير التنفيذي
أمنية حلمينائب المدير لبحوث الاقتصادية
مصطفى خليلرئيس وزراء مصري سابق
معتز الألفيرئيس شركة الكويت للأغذية (أمريكانا)
جلال الزوربارئيس شركة النيل للملابس
محمد فريد خميسرئيس مجموعة النساجون الشرقيون
رائد يحيىمدير شركة مصر أمريكا للسجاد
شفيق بغداديرئيس شركة فريش فودز

أعضاء المركز

جمال مباركالمدير التنفيذي لمد إنڤست، لندن
أحمد عزرئيس مجموعة عز
عادل اللبانالرئيس التنفيذي ومدير البنك الأهلي المتحد، البحرين
علاء عرفةالرئيس والرئيس التنفيذي لشركة سويس گارمنتس
أحمد بهجترئيس مجموعة بهجت
أحمد المغربيوزير الاسكان المصري السابق
رشيد محمد رشيدوزير التجارة المصري السابق
فاروق البازمدير مركز الاستشعار عن بعد، جامعة بوسطن، الولايات المتحدة
أحمد جلالمستشار في البنك الدولي
حمزة الخوليرئيس والرئيس التنفيذي لشركة فيرست أربيان للتنمية والاستثمارات.
أيمن لاظمدير أسكا المالية للاستشارات.
عمر مهنارئيس مجموعة اسمنت السويس
حازم حسنرئيس مجموعة حازم حسن للاستشارات.
منير عبد النوروزير السياحة المصري.
محمد تيموررئيس شركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية.
50pxعبد العزيز حجازيرئيس وزراء مصر سابقا، وعضو فخري في المركز
عبد السلام الأنوررئيس مجلس إدارة مصرف إتش إس بي سي
علاء الدين سبارئيس شركة بلوت المالية القابضة
حسن عبد اللهنائب رئيس ومدير البنك العربي الأفريقي الدولي
حاتم مصطفىرئيس مجموعة نيموس
هشام مكاويرئيس ب پ مصر
ابراهيم المعلمرئيس دار الشروق للطبع والنشر
محمد العريانالرئيس التنفيذي لپيمكو العالمية للاستثمارات
محمد منصوررئيس مجموعة منصور للسيارات، مصر
محمد شفيق جبررئيس ومدير مجموعة أرتوك للاستثمارات والتنمية
مجدي إسكندرالمدير السابق لادارة تنمية القطاع الخاص في البنك الدولي
نصيف ساويرسالرئيس التنفيذي لاوراسكوم للانشاءات
ياسين منصوررئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة المنصور والمغربي للاستثمارات والتنمية
ياسر الملوانيرئيس والرئيس التنفيذي لإي إف جي هرمس القابضة
طاهر حلميشريك في مؤسسة بيكر وماكنزي القانونية

مصادر ووصلات خارجية

الهامش

  • بوابة مصر
  • بوابة السياسة
  • بوابة الاقتصاد
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.