المقاومة اليونانية

المقاومة اليونانية (باليونانية:Εθνική Αντίσταση، "المقاومة الوطنية") مصطلح عام يطلق على عدد من المجموعات المسلحة وغير المسلحة من جميع ألوان الطيف السياسي الذي قاوم احتلال دول المحور لليونان في الفترة بين عامي 1941 و1944، خلال الحرب العالمية الثانية. تُعد واحدة من أقوى حركات المقاومة في أوروبا الخاضعة للاحتلال الألماني النازي.[1]

المقاومة الوطنية
جزء من حملة البلقان (الحرب العالمية الثانية) في الحرب العالمية الثانية والمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور
خريطة للاحتلال الثلاثي بواسطة ألمانيا، إيطاليا, و بلغاريا في 1941–44
معلومات عامة
التاريخ إبريل1941 – أكتوبر 1944
(حتي مايو 1945 في بعض الجزر الألمانية، متضمنة كريت)
البلد اليونان 
الموقع اليونان
النتيجة تحرير بعض أجزاء اليونان و تأسيس "اليونان الحرة"

الدعم لإنتصار <nowiki>حلفاء الحرب العالمية الثانية

صعود EAM/جيش التحرير الشعبي اليوناني  والمراحل الأولي من الحرب الأهلية اليونانية
المتحاربون
 Germany

 Italy
 Bulgaria
الدولة الهيلينية (1941–1944)

المقاومة اليونانية
القادة
Günther Altenburg
Hermann Neubacher
Walter Schimana
ألكسندر لوهر
هيلموث فيلمي
Pellegrino Ghigi
Carlo Geloso
Andon Kalchev
Georgios Tsolakoglou
Konstantinos Logothetopoulos
Ioannis Rallis
Georgios Poulos
Napoleon Zervas
Georgios Kartalis
Dimitrios Psarros
Komninos Pyromaglou
Kostas Perrikos
Aris Velouchiotis
Stefanos Sarafis
Georgios Siantos
ماركوس فافيادس
Andreas Tzimas
Evripidis Bakirtzis
Alexandros Svolos
Eddie Myers
Chris Woodhouse
باتريك لي فيرمور
Bill Stanley Moss
القوة
الجيش الألماني EDES/EOEA

EAM/جيش التحرير الشعبي اليوناني 
EKKA/5/42 Regiment
EOK وmany minor groups
Greek Armed Forces in the Middle East
منظمة تنفيذ العمليات الخاصة

أصولها

عجّل غزو ألمانيا النازية (وحليفتيها إيطاليا وبلغاريا) اليونان واحتلالها إياها من عام 1941 حتى 1944، في نهضة حركات المقاومة في اليونان. شقت إيطاليا الطريق بمحاولة غزوٍ من ألبانيا في عام 1940، والتي صدّها الجيش اليوناني. بعد الغزو الألماني، واحتلال أثينا وسقوط كريت، فرّ الملك جورج الثاني وحكومته إلى مصر، حيث أعلنوا حكومة في المنفى اعترف عليها الحلفاء. حث البريطانيون الملك إلى درجة كبيرة لتعيين وزراء وسطيين معتدلين؛ وكان اثنين فقط من وزرائه أعضاءً في الحكومة الاستبدادية التي حكمت اليونان قبل الغزو الألماني. رغم ذلك، ادعى البعض في المقاومة اليسارية أن الحكومة غير شرعية بحُكم جذورها في الحكم الاستبدادي خاصة ايوانيس متاكساس من عام 1936 حتى 1941.

شكّل الألمان حكومة يونانية تعاونية، ترأّسها الجنرال جورجيوس تسولاكوغلو، قبل الدخول إلى أثينا. خدم بعض الضباط رفيعي المستوى من النظام اليوناني السابق للحرب الألمان في مناصب شتى. افتقرت هذه الحكومة، رغم ذلك، إلى الشرعية والدعم، لكونها تابعة كليًا لسلطات الاحتلال الألماني والإيطالي، وفقدت مصداقيتها لعجزها عن منع تمليك الكثير من أراضي مقدونيا اليونانية وغرب تراقية لبلغاريا. تضعضعت الحكومة التعاونية وقوى الاحتلال أكثر بسبب إخفاقها في منع حدوث المجاعة الكبرى، وبلوغ معدل الوفيات ذروته في شتاء 1941 – 1942، ما تسبب بأذى كبير لسكان اليونان المدنيين.

أعمال المقاومة الأولى

رغم وجود حادثة غير مثبتة مقرونة بإيفزون كونستانتينوس كوكيديس في يوم احتلال الألمان لأثينا، لكن أول فعل مقاومة مثبت في اليونان وقع في ليل 30 مايو 1941، قبل نهاية معركة كريت حتى، وقتما تسلّق طالبان شابان هما أبوستولوس سانتاس، طالب حقوق، ومانوليس غليزوس، طالب في كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة أثينا، الواجهة الشمالية الغربية للأكروبوليس ومزقا راية الصليب المعقوف التي كانت سلطات الاحتلال قد وضعتها هناك.

قامت أولى حركات المقاومة الأوسع في شمال اليونان، حيث ضمت بلغاريا أراضٍ يونانية. حدثت أول انتفاضة جماهيرية حول بلدة دراما في شرق مقدونيا، ضمن منطقة الاحتلال البلغاري. كانت السلطات البلغارية قد اتبعت سياسات بَلغَرة واسعة النطاق، ما سبب رد فعل لدى الشعب اليوناني. في ليل 28 – 29 سبتمبر من عام 1941 انتفض شعب دراما وضواحيها. قمع الجيش البلغاري هذه الثورة ضعيفة التنظيم، وردّ بإعدام أكثر من ثلاثة آلاف شخص في دارما وحدها. قُدر أن خمسة عشر ألف يوناني قُتلوا على يد جيش الاحتلال البلغاري في بضع الأسابيع التالية وتعرضت قرى بأكملها في الريف إلى نيران الرشاشات والنهب. تُعتبر بلدة دوكساتو وقرية كوريستي اليوم مدينتي شهداء رسميًا.

في الوقت نفسه، نُظمت مظاهرات ضخمة في مدن مقدونيا اليونانية على يد المدافعين عن شمال اليونان (واي في إي)، وهي منظمة يمينية، احتجاجًا على ضم بلغاريا أراضٍ يونانية.

ظهرت المجموعات المسلحة المؤلفة من أندراتيس («رجال حرب العصابات») للمرة الأولى في جبال مقدونيا في أكتوبر من عام 1941، وأسفرت المواجهات المسلحة الأولى عن مقتل 448 مدني في أعمال انتقامية أجراها الألمان، ما نجح في حد النشاط المسلح إلى درجة كبيرة لبضع الأشهر اللاحقة.[2] مع ذلك، ألّبت هذه الأفعال العنيفة، إلى جانب نهب الألمان موارد اليونان الطبيعية، اليونانيين ضد المحتلين أكثر.

تأسيس مجموعات المقاومة الأولى

أدى الافتقار إلى حكومة شرعية وخمول الطبقة السياسية المُنشأة إلى خلق فراغ في السلطة وعنَى فقدان نقطة تجمع للشعب اليوناني. فرّ معظم الضباط والمواطنين الذين أرادوا الاستمرار في القتال إلى الشرق الأوسط الخاضع للسيطرة البريطانية، أما الذين بقيوا فكانوا غير واثقين من إمكانياتهم ضد الفيرماخت. نتج عن هذا الوضع خلق عدة ترتيبات جديدة، حيث كانت مؤسسة فترة ما قبل الحرب غائبة في معظمها، ما فرض دور مقاومة القوى المحتلة.

بدأت أولى مجموعات المقاومة بالظهور بعد عدة أشهر من بداية احتلال اليونان، مثل منظمة غريفاس العسكرية، التي تأسست في يونيو من عام 1941، ومنظمة «حرية»، بقيادة الكولونيل ديميتريوس بساروس، المؤسسة في يوليو من عام 1941. أُسست منظمة «اللجنة السامية للنضال الكريتي» (أيه إي أيه كيه) في يونيو من عام 1941 أيضًا، بُعيد انتهاء معركة كريت.

كانت أول مؤسسة مقاومة كبرى يجري تأسيسها هي جبهة التحرير الوطنية (إي أيه إم)، التي وصل عدد أعضائها بحلول عام 1944 إلى أكثر من 1,800,000 عضو (كان تعداد سكان اليونان نحو 7,500,000 آنذاك). نُظمت إي أيه إم على يد الحزب الشيوعي اليوناني (كيه كيه إي) وغيره من الأحزاب الأصغر، بينما رفضت الأحزاب السياسية الكبرى في فترة ما قبل الحرب المشاركة سواء في إي أيه إم، أو في أي حركة مقاومة. في 16 فبراير 1942، منحت إي أيه إم الإذن لخبير شيوعي اسمه أنثاناسيوس (ثاناسيس) كلاراس (الذي اعتمد الاسم المستعار آريس فيلوشيوتيس) لمعاينة إمكانيات حركة مقاومة مسلحة. رغم أن الإعلان عن تأسيسها جرى في أواخر عام 1941، لكن أعمالًا عسكرية لم تحدث حتى عام 1942، حينما نشأ جيش تحرير الشعب اليوناني (إي إل أيه إس)، وهو القوات المسلحة خاصة إي أيه إم.

ثاني أكبر منظمة كانت عصبة الجمهوريين الوطنيين اليونانية (إي دي إي إس) الفينيزيلية، بقيادة ضابط عسكري سابق، هو الكولونيل نابوليون زيرفاس، والجنرال الجمهوري المنفي نيكولاس بلاستيراس رئيسًا اعتباريًا.

المقاومة في الجبال – أندارتيكو

اليونان بلاد جبلية، ولها باع طويل تراثي في الأندارتيكو («حرب العصابات»)، يعود إلى أيام الكليفتس (اللصوص) (عصابات الأشرار المعادية لتركيا) في الفترة العثمانية، الذين غالبًا ما كانوا يستمتعون بحالة البطل الشعبي. في أربعينيات القرن العشرين، كان الريف فقيرًا، ولم تكن شبكة الطرقات متطورة بصورة جيدة، وغالبًا ما كانت سيطرة الدولة خارج المدن تُطبق على يد الدرك اليوناني. لكن بحلول عام 1942، ونتيجة لضعف الحكومة المركزية في أثينا، كان الريف يخرج عن سيطرتها تدريجيًا، في حين كانت مجموعات المقاومة قد كسبت تنظيمًا صارمًا وواسع النطاق يضاهي نظيره خاصة الدولة الرسمية وأكثر فاعلية منه.

انظر أيضًا

المراجع

  1. Spyros Tsoutsoumpis, History of the Greek Resistance in the Second World War: The People's Armies (Manchester University Press, 2016) online review نسخة محفوظة 14 يناير 2021 على موقع واي باك مشين.
  2. Mazower (2001), p. 87-88

المصادر

  • R. Capell, Simiomata: A Greek Note Book 1944-45, London 1946
  • Eudes, Dominique (1973)، The Kapetanios: Partisans and Civil War in Greece, 1943-1949، ترجمة John Howe، New York and London: Monthly Review Press، ISBN 978-0-85345-275-1، مؤرشف من الأصل في 25 مارس 2020.
  • Clogg, Richard (1986)، A Short History of Modern Greece، Cambridge University Press، ISBN 978-0-521-33804-2
  • N.G.L. Hammond, Venture into Greece: With the Guerillas, 1943-44, London, 1983. (Like Woodhouse, he was a member of the British Military Mission)
  • Hammond, N. G. L. (1991)، "The Allied Military Mission in Northwest Macedonia, 1943-44"، Balkan Studies: Biannual Publication of the Institute for Balkan Studies، 32 (1): 107–144، ISSN 2241-1674، مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 2017.
  • Howarth, Patrick (1980)، Undercover, the men and women of the Special Operations Executive، Routledge، ISBN 978-0-7100-0573-1
  • Drez, Ronald J. (2009)، Heroes Fight Like Greeks: The Greek Resistance Against the Axis Powers in WWII، Ghost Road Press، ISBN 978-0-9816525-9-7
  • Mark Mazower (2001)، Inside Hitler's Greece: The Experience of Occupation, 1941-44، United States: Yale University Press، ISBN 978-0-300-08923-3.
  • Papastratis, Prokopis (1984)، British policy towards Greece during the Second World War, 1941–1944، Cambridge University Press، ISBN 978-0-521-24342-1
  • Perdue, Robert E., Jr. (2010)، Behind the lines in Greece : the story of OSS Operational Group II، Bloomington, IN: AuthorHouse، ISBN 9781449067892، مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2013.
  • Shrader, Charles R. (1999)، The Withered Vine: Logistics and the Communist Insurgency in Greece, 1945-1949، Greenwood Publishing Group، ISBN 978-0-275-96544-0.
  • Woodhouse, Christopher Montague (2002)، The Struggle for Greece, 1941–1949، C. Hurst & Co. Publishers، ISBN 978-1-85065-487-2
  • Reginald Leeper, When Greek Meets Greek: On the War in Greece, 1943-1945
  • United States Army Center of Military History, German Antiguerrilla Operations in The Balkans (1941-1944) Washington DC: United States Army.
  • Hondros, John L. (1983), Occupation and Resistance: The Greek Agony, New York: Pella Publishing

روابط خارجية

  • بوابة الحرب
  • بوابة الحرب العالمية الثانية
  • بوابة اليونان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.