الموارد المائية في تونس
إن الطبيعة المناخية للبلاد التونسية المتميزة بالجفاف وشبه الجفاف والمرتبطة بالموقع الجغرافي للبلاد يجعل مواردها المائية متغيرة حسب الفصول وحسب المناطق، حيث أن معدل كمية الأمطار في السنة لا يتعدى 90 مم في أقصى الجنوب ويصل إلى 1500 مم في أقصى الشمال الغربي.[1][2]
ورغم هذه العوامل الطبيعية التي من شأنها أن تحدّ من كمية الموارد المائية فلقد تمكّنت البلاد التونسية من تلبية الطلب المتزايد على هذه الموارد في جميع القطاعات حتى في الفترات المتميزة بالجفاف، إذ أن الإرادة السياسية مكّنت من وضع خطّة متكاملة لتنمية الموارد المائية بالاعتماد على الطرق الحديثة والإدارة الرشيدة لهذه الموارد.
وفي هذا النطاق تمّ تزويد كل السكان بالمناطق الحضرية بالماء الصالح للشراب وبنسبة (70%) من السكان بالوسط الريفي.[3]
وتكتسي مسألة «إدارة الطلب على المياه» أهمية قصوى في السياسة المائية على المدى القريب والبعيد وذلك لتلبية كل الحاجيات وخاصة فـي المجـال الفلاحي االذي يمثل المستهلك الأكبر للمــوارد المائيــة (72%).
ومن الآليات الأساسية التي ترتكز عليها هذه السياسة: الاقتصاد في الماء وتثمين هذا المورد مع ترشيد مختلف إستعمالاته.
الموارد المائية في أرقام
حسب آخر تقييم للموارد المائية (سنة 2000) تبلغ كمية الموارد الجملية بالبلاد التونسية 4825 مليون متر مكعب (مم3) وتنقسم إلـى 2700 مم3 بالنسبة للمياه السطحية و 2125 مم3 بالنسبة للمياه الجوفية.
• الموارد المائية السطحية
يبلغ معدّل الأمطارالسنوية التي تنزل على البلاد التونسية 230 مم. يتميز نظام هطول هذه الأمطار بالتغير حسب الفصول والمناطق حيث أن مصادر المياه السطحيــة في أقصى الشمال تمثل 36 % من الموارد السطحية الجملية رغم أن هذه المنطقة لا تمثل إلّا جزءا ضئيلا من مساحة البلاد (3 %) (خارطة خطوط تساوي معدل الأمطار).
أمّا عن باقي مصادر المياه السطحية بالشمال التونسي فهي تمثل 46 % أي ما يقارب 1230 مم3 في السنة من جملة الموارد. وهي متأتية من أحواض «مجردة» و«الوطن القبلي» و«مليان». أمّا عن أحواض الوسط والممثلة بأحواض «نبهانة» و«مرق الليل» و«زرود» والتي تمثل 62% من المساحة الجملية للبلاد فإن الموارد الصادرة عن هذه المناطق لاتتجاوز 12 % من الموارد المائية السطحية أي ما يعادل 320 مم3 بالسنة. أمّا منطقة الجنوب التي تبلغ مساحتها حوالي ثلثي مساحة البلاد فإنها تمتاز بمحدودية مواردها المائية السطحية بمعدل لا يتعدى 6% من الموارد الجملية أي حوالي 190 مم3 سنويا.
وتعتبر نسبة 2700 مم3 كمعدل موارد سطحية تمّ احتسابه بعد 50 عام من رصد الكميات التي سجلت في هذه الفترة.
ويمكن تعبئة 2170 مم3 من المعدل أي ما يساوي 85 % من جملة الموارد. وقد توصلت حاليا الخطّة العشرية لتنمية الموارد المائية من تعبئة 1800 مم3 وذلك باستكمال إنجاز السدود الكبرى والسدود الجبلية والبحيرات الجبلية (خارطة مواقع السدود الكبرى).
• الموارد المائية الجوفية
حسب تقييم سنة 2000 تبلغ نسبة الموارد المائية الجوفية 2125 مم3 منقسمة إلى 745 مم3 متأتية من الخزّانات السطحية و 1380 مم3 من الخزانات العميقة مع العلم وأن 650 مم3 من الموارد المائية الجوفية العميقة غير متجددة.
أمّا عن نسب الموارد الجوفية حسب المناطق الطبيعية للبلاد فتحتوي منطقة الشمال أكثر من النصف (55 %) من الطبقات القليلة العمق أما في الوسط لا تتجاوز هذه النسبة 30 % ويحتوي الجنوب على 15 % منها.
وبالنسبة للموارد الجوفية العميقة فتوجد خاصة في منطقة الجنوب حيث تمثل 58 % من جملة الموارد.
وتبلغ نسبة إستغلال الموارد الجوفية القليلة العمق في سنة 2000، 780 مم3 يقع استغلالها عن طريق ما يقارب 90.000 بئر سطحية مجهزة بمحركات حرارية أو كهربائية. وتبلغ نسبة إستغلال الموارد الجوفية العميقة 1100 مم3 عبر أكثر من 3500 بئر عميقة مستعملة في عدّة قطاعات خاصة منها القطاع الفلاحي وقطاع الماء الصالح للشراب.
الموارد المعبئة
(مليون متر مكعب)
الموارد القابلة للتعبئة
(مليون متر مكعب)
الموارد الجملية
(مليون متر مكعب)
المياه السطحية
%105
الجوفية
%80
العائدات العميقة
%86
ولنجاح السياسة المائية التي تهدف إلى التعبئة القصوى للموارد المائية المتوفرة والعمل على تنمية هذه الموارد بمزيد الاستكشافات وتدقيق التقييمات تمّ وضع شبكات رصد ومتابعة متكوّنة من:
- شبكة رصد الأمطار وتحتوي على 800 محطة قياس.
- شبكة القياسات الهيدرومترية وتحتوي على 80 محطة قيس أساسية و 100 نقطة قياس.
- شبكة التنبؤ بفياضان الأودية للتحكم في الوقت المناسب في مخاطر الفيضانات وتحتوي على 60 محطّة قياس أوتوماتيكية و12 محطّة مجهزة بآلات إستشعار عن بعد.
- شبكة رصد مناسيب المياه الجوفية وتحتوي على 2000 بئر سطحية و 1100 بئر مراقبة.
- شبكة رصد نوعية المياه الجوفية وتحتوي على 1200 نقطة.
مصارد
- "الموارد المائية في تونس"، Fanack المياه، مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 08 مايو 2021.
- "المياه في تونس.. شح واستنزاف عشوائي "خطير""، سكاي نيوز عربية، مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 08 مايو 2021.
- "شبح الجفاف يهدد التونسيين بالعطش"، اندبندنت عربية، 26 فبراير 2020، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 08 مايو 2021.
- بوابة ماء
- بوابة تونس