بحث علمي

البحث العلمي أو البحث أو التجربة التنموية هو أسلوب منظم في جمع المعلومات الموثوقة وتدوين الملاحظات والتحليل الموضوعي لتلك المعلومات باتباع أساليب ومناهج علمية محددة بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد لها، ومن ثم التوصل إلى بعض القوانين والنظريات والتنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر والتحكم في أسبابها.[1] أيضا هي وسيلة يمكن بواسطتها الوصول إلى حلِّ مشكلة محددة، أو اكتشاف حقائق جديدة عن طريق المعلومات الدقيقة. البحث العلمي هو الطريق الوحيد للمعرفة حول العالم، فالبحث العلمي يعتمد على الطريقة العلمية، والطريقة العلمية تعتمد على الأساليب المنظمة الموضوعة في الملاحظة وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث وتكوين الفرضيات. هي خطوات منظمة تهدف إلى الاكتشاف وترجمة الحقائق. هذا ينتج عنه فهم للأحداث والاتجاهات والنظريات ويعمل على وجود علم تطبيقى من خلال القوانين والنظريات. كلمة بحث من الممكن أن تعرف على أنها مجموعة من المعلومات المحددة ودائماً ما تكون مرتبطة بالعلم وطرق العلم المختلفة. ويستخدم البحث العلمى لإنشاء أو تأكيد الحقائق أو للتأكيد مرة أخرى على نتائج لأعمال سابقة، أو لحل مشاكل قائمة أو جديدة، أو لدعم مبرهنة أو تطوير نظرية جديدة. كما قد يكون مشروع بحثي للتوسع في مشاريع سابقة بنفس المجال. ولاختبار صحة الأدوات، أو الإجراءات، أو التجارب، قد تعتمد البحوث على تكرار عناصر من مشاريع سابقة، أو على تكرار المشروع كله. الأهداف الرئيسية للبحوث الأساسية (مقارنة بالبحوث التطبيقية) هي توثيق، واكتشاف، وتأويل، و/أو بحث وتطوير أساليب ونظم لترقي المعرفة الإنسانية. مناهج البحث تعتمد على فلسفة العلوم، والتي تختلف اختلافا كبيرا ما وبين الإنسانيات والعلوم.

بحث علمي
صنف فرعي من
جزء من
يمتهنه
فروع

هناك أشكال عديدة للبحث منها البحوث العلمية والبحوث الإنسانية والبحوث الفنية، وبحوث الأعمال التجارية والاقتصادية والاجتماعية، والبحث الممارس، الخ.

نشأة البحث العلمي

أول من استخدم هذا المنهج لأساليب البحث هم علماء النفس والاجتماع في القرن التاسع عشر إذا يذكر بعض الدارسين أن أحد علماء النفس ويدعى إرنست فيبر كان أول من حاول قياس نماذج محددة من السلوك البشري في الأربيعينيات من ذلك القرن ممهدا الطريق لآخرين تبعوه في استخدام الطريقة ذاتها. ويمكن القول بأن تلك المحاولات الأولى هي التي قادت إلى تأسيس معرفي جيد أدى في بداية القرن العشرين إلى وسم الخطوط العريضة لمعالم البحث العلمي في الدراسات الإنسانية. في تلك المرحلة المبكرة من نشأة هذا النوع من البحوث كانت معظم طرق القياس مقصورة على نماذج محدودة من السلوكيات وذلك نظرا لمحدوية أساليب التحليل وبدائيتها حيث اقتصرت معظم تلك الجهود على استخدام طرق الإحصاء الوصفي المعروف بضعفه في تقرير نتائج بحثية يعتد بها. لم يدم الأمر طويلا بعد ذلك إذا قام علماء الإحصاء بابتكار طرق جديدة ودقيقة في أساليب التحليل عرفت فيما بعد بالإحصاء الاستنتاجي فتحت الباب على مصراعيه للباحثين للدخول في دراسة تفصيلات أكثر واستطاعت تقديم نتائج أدق من ذي قبل وأصبح بالإمكان مع هذا المنهج الإحصائي الجديد أن يتعرف الباحثون على معلومات دقيقة وقيمة في بحوثهم مهما كان حجم مجتمع الدراسة وذلك من خلال النتائج التي يحصلون عليها من العينة ولقد كان لنجاح الدراسات النفسية والاجتماعية في توظيف أسلوب البحث العلمي لخدمتها أثر كبير في توجبه معظم الدراسات الإنسانية إلى الأخذ بهذا النهج.[2]

أهمية البحث العلمي

يعتبر البحث العلمي أهم أداة لمعرفة حقائق الكون والإنسان والحياة، ويتيح البحث العلمي للباحث الاعتماد على نفسه في اكتساب المعلومات، كما أنه يسمح للباحث الاطلاع على مختلف المناهج واختيار الأفضل منها ويجعل من الباحث شخصيةً مختلفة من حيث التفكير والسلوك، والانضباط، والحركة.

  1. تأويل نتائج البحث.
  2. التطبيق العملي لنتائج البحث.
  3. الخدمة المثبتة في المكتبة.
  4. البحث الشخصي.
  5. يقدم البحث العلمي مقترحات لحل مشكلة أو ظاهرة معينة.[3]
  6. تقودنا الأبحاث العلمية إلى التعرف على المجتمعات الأخرى، وزيادة المعرفة، والثقافة.[3]

أهداف البحث العلمي

الإنسان دائما ما يسعى إلى البحث عن كل ماهو جديد في جميع المجالات وأهمها المجال العلمي، فعملية البحث العلمي لها أهداف أهمها:

الوصول إلى حقائق جديد

من الممكن أن تكون تلك الحقائق الجديدة موجودة من قبل ولكن لم تكتشف بعد فيأتي الباحث العلمي وبمنهجية محددة يختبر تلك الحقائق ومتغيراتها ليصل إلى حقيقة كلية جديدة.

التنبؤ بالمستقبل

معرفة المستقبل من خلال التنبؤ العلمي والمعرفة والتحليل الاستباقي للمشكلات ومتغيراتها وذلك لا يحدث إلا من خلال اتباع الباحثين للمناهج والأساليب العلمية الصحيحه[4]

تقديم حلول قوية للمشكلات

الابتكار والتجديد

زيادة المعرفة المكتسبة للبشرية

أشكال البحوث

البحث العلمي يعتمد على تطبيق المنهج العلمي الذي يسخر الفضول. هذا البحث يقدم المعلومات العلمية والنظريات لتفسير الطبيعة وخصائص العالم. فإنه يجعل التطبيقات العملية الممكنة. ويتم تمويل البحث العلمي من جانب السلطات العامة، ومن خلال المنظمات الخيرية والمجموعات الخاصة، بما في ذلك العديد من الشركات. ويمكن تقسيم البحث العلمي في تصنيفات مختلفة وفقا للأكاديمية والتخصصات التطبيقية. البحث العلمي هو المعيار المستخدم على نطاق واسع للحكم على مكانة مؤسسة أكاديمية، مثل كليات إدارة الأعمال، ولكن يجادل البعض بأنه تقييم غير دقيق للمؤسسة.[5]

البحث في الإنسانيات ينطوي على أساليب مختلفة مثل التأولية والسميوطيقية، وبطريقة مختلفة، علوم النسبوية. علماء العلوم الإنسانية، عادة، لا يبحثون عن الجواب الصحيح ولكن يستكشفون القضايا والتفاصيل التي تحيط بها. المهم هو السياق. ويمكن أن يكون السياق اجتماعي أو تاريخي أو سياسي أو ثقافي أو عرقي. من أمثلة البحث في الإنسانيات هو البحث التاريخي، والذي يتجسد في المنهج التاريخي. المؤرخون يستخدمون المصادر الأولية وغيرها من الأدلة للتحقيق من موضوع ما بمنهجية، ومن ثم، كتابة تاريخها في شكل أحداث من الماضي.

البحث الفني، وينظر إليه كـ«بحث القائم على الممارسة»، وهو يشكل من البحث حول الأعمال الإبداعية ويكون الموضوع هو البحث والمبحوث عنه بنفس الوقت. ويوفر شكلا بديلا للأساليب العلمية البحتة للبحث عن المعرفة والحقيقة.

النشر الأكاديمي

النشر الأكاديمي هو نظام ضروري في مجال البحث إذ يتيح للأكاديميين مراجعة البحث فيما يعرف بـ«مراجعة الأقران» ومن ثم جعلها متاحة لجمهور أوسع. يختلف النظام على نطاق واسع من مجال إلى آخر، وهو دائم التغير في أغلب الأحيان ولو ببطء. تنشر معظم الأعمال الأكاديمية كمقال في دورية أو بشكل كتاب. وهناك أيضا مجموعة كبيرة من البحوث تنشر على شكل أطروحة أو رسالة أكاديمية. ويمكن الاطلاع على هذه الأشكال من البحوث في قواعد بيانات مخصصة للأطروحات والرسائل.

أنشأت معظم المجالات الأكاديمية مجلات خاصة بها ومنافذ أخرى للنشر، من خلال العديد من الدوريات الأكاديمية والتي قد تكون متعددة التخصصات إلى حد ما. وتهتم هذه الدوريات بنشر عمل من مجالات عدة متميزة أو بمجالات فرعية. تختلف أنواع المنشورات التي تنمي المعرفة والبحث اختلافا كبيرا بين الحقول؛ من الطباعة إلى النشر الإلكتروني. وعادة تخضع كل الدراسات المنشورة إلى حد ما لتقييم صحتها أو موثوقيتها من أجل منع نشر أي نتائج غير مثبتة.[6]

خطوات إجراء البحوث

غالبا ما يجري البحث باستخدام نموذج هيكل الساعة الرملية البحثية.[7] نموذج الساعة الرملية يبدأ مع طائفة واسعة من مواضيع البحث، ثم يركز على المعلومات المطلوبة من خلال «أسلوب المشروع» (تماما مثل عنق الساعة الرملية)، ثم يتوسع البحث بالمناقشة وبالنتائج. تتمثل الخطوة الأولى في إجراء العمل البحثي في تسليط الضوء على مشكلة. الخطوة الثانية هي إعداد مقترح بحثي لاقتراح حلول للمسألة التي تم إبرازها[8]. الخطوات الرئيسية في إجراء البحوث هي:[9]

  • تحديد مشكلة البحث
  • استعراض الأدب المكتوب حول الموضوع
  • تحديد الغرض من البحث
  • تحديد أسئلة البحث والفرضيات المحددة
  • قم بإعداد اقتراح بحث
  • جمع البيانات
  • تحليل وتفسير البيانات
  • تقديم التقارير وتقييمات البحوث

طرق ومناهج البحث العلمي

الدراسة الاستقرائية

الدراسة الاستقرائية (وتعرف أيضاً بالدراسة الاستنتاجية والاستدلالية) هي دراسة جوهرها استنباط قصد النص المراد دراسته من خلال النص نفسه ودون الحاجة لكتب أخرى تفسر أو تشرح النص. وقد شاع فن الدراسة الاستقرائية قديماً ولكنه عاد للظهور مرة أخرى في العصر الحديث، ويستخدم هذا النوع من الدراسات بشكل موسع في مجال علوم الرياضيات.

المنهج الوصفي

ويعرف بأنه استخدام القدر المتاح من البيانات في تفسير ظاهرة معينة، ثم استغلال نتائج هذا الاستخدام في تفسير هذه الظاهرة موضوعياً.

منشورات

غلاف العدد الأول الصادر في 4 نوفمبر 1869

يتخصص النشر الأكاديمي بالبحوث والمنح العلمية. ينشر معظم العمل الأكاديمي على شكل مقالات في دوريات أو شكل أطروحات علمية. ومن أهم المنشورات العلمية في القرن العشرين والواحد والعشرين هي مجلة نيتشر.

انظر أيضًا

المصادر والمراجع

مصادر
  1. أشرف حسين محروس، قاعة بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.
  2. أحمد شلبي، كيف تكتب بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1976.
  3. عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977.
مراجع
  1. دليل فراسكاتي: الممارسة القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة). 27 مايو 2012 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث الاعلامية.الرياض،1431
  3. "أهمية البحث العلمي | المرسال"، www.almrsal.com، مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 نوفمبر 2018.
  4. "تعريف البحث العلمي واهميته ومنهج البحث العلمي واهدافه - أكاديمية الوفاق"، أكاديمية الوفاق، 30 ديسمبر 2017، مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 20 نوفمبر 2018.
  5. ج. سكوت أرمسترونج وتاد سبيري (1994)، "p/,m مدرسة الأعمال: البحث مقابل التدريس" (PDF)، الطاقة & البيئة، 18 (2): 13–43، مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2010.
  6. . سكوت أرمسترونغ وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية 70: 361-364
  7. تروخم، و.م.ك. مجموعة معرفة أساليب البحث (2006)
  8. سعيد, دكتور يوسف (03 مارس 2021)، "مقترح البحث"، دولة قطر، منح ممولة بالكامل، اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2022.
  9. كريسويل، ج.و. (2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)

وصلات خارجية

  • بوابة الجامعات
  • بوابة علوم
  • بوابة فلسفة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.