بروسيا

بروسيا (بالألمانية: Preußen  استمع، بالبروسية القديمة: Prūsa، نقحرة: پغوسا) هو اسم كان يطلق بالأصل على المقاطعة الألمانية التي أطلق عليها لاحقاً اسم «بروسيا الشرقية». سميت المنطقة على اسم السكان الأصليين البروسيين ذوي الأصول البلطيقية. أصبحت منذ عام 1225 مركز دولة فرسان الرهبنة الألمانية (بالألمانية: Deutschordensstaat)، ثم قسمت إلى جزئين، أحدهما بدءاً من عام 1466 كبروسيا الملكية تحت سلطة التاج البولوني، والآخر منذ 1525 كإمارة بروسيا بعد علمنة ما تبقى من دولة الفرسان.[1] في عام 1618 ألحقت إمارة بروسيا بإمارة براندنبورغ الانتخابية.

بروسيا
Preußen
Prūsa
بروسيا
1525  1947
بروسيا
علم (1892–1918)
بروسيا
شعار (1701–1918)
الشعار الوطني : Suum cuique  (باللاتينية)
"لكل ما له"
بروسيا (الأزرق) في أقصى اتساعها، الدولة الرائدة في الإمبراطوية الألمانية

عاصمة كونيغسبرغ، برلين لاحقا
نظام الحكم ملكية
اللغة الرسمية الألمانية 
الديانة البروتستانتية، الكاثوليكية الرومانية
دوق 1
ألبرت الأول (الأول) 15251568
فريدريش الأول (الأخير) 16881701
ملك1
فريدريش الأول (الأول) 17011713
فيلهلم الثاني (الأخير) 18881918
رئيس وزراء1, 2
بول هيرتش (الأول) 19181920
هيرمان غورينغ (الأخير) 19331945
التاريخ
الفترة التاريخية أوائل عهد الازدهار في أوروبا وصولًا إلى التاريخ المعاصر
دوقية بروسيا 10 أبريل 1525
الاتحاد مع براندنبورغ 27 أغسطس 1618
مملكة بروسيا 18 يناير 1701
دولة بروسيا الحرة 9 نوفمبر 1918
القومية الاجتماعية 30 يناير 1934
قانون إلغاء بروسيا 25 فبراير 1947
المساحة
المساحة 297007 كيلومتر مربع 
السكان
السكان 41915040 (1939) 

اليوم جزء من
ملاحظات
1 إن رؤساء الدولة المذكورين هنا هما أول وأخر من استلم هذا المنصب المحدد.
2 إن منصب رئيس الوزراء (بالألمانية: Ministerpräsident) تم ابتداعه عام 1792 عندما كانت بروسيا لا تزال مملكة؛ ورؤساء الوزراء الظاهرون هنا هم أصحاب المنصب خلال عهد الجمهورية.

حكم براندنبورغ التي تأسست عام 1157 سلالة الهوهنتسلرن منذ سنة 1415. شملت أراضي براندنبورغ لدى اعتلاء الملك فريدريش العرش، إضافة إلى إمارة براندنبورغ الانتخابية وإمارة بروسيا، بوميرانيا القصوى، ماغدبورغ، ميندن-رافنسبورغ، إمارة مارك وإمارة كليفه.

اتسع نطاق التسمية ليشمل اسم بروسيا كافة أنحاء دولة براندنبورغ بعد أن نالت أسرة الهوهنتسلرن صفة المَلَكية لإمارة بروسيا عام 1701 وخلال هذه الفترة شهد اسم بروسيا تحولا جذريا بعد تنصيب الأمير الناخب فريدريش الثالث ملكا على عرش المملكة في بروسيا كفريدريش الأول وارتقت مملكة بروسيا إلى مرتبة قوة أوروبية عظمى، أزاحت مملكة النمسا القيصرية عن قيادة الدول الألمانية وأسست عام 1871 الإمبراطورية القيصرية الألمانية، التي أصبحت بروسيا العضو الاتحادي المسيطر فيها.

تحولت بروسيا بعد انهيار الملكية في ثورة تشرين الثاني 1918 إلى جمهورية ما لبثت الحكومة الإمبراطورية أن أسقطتها في ما عرف بضربة بروسيا سنة 1932. ثم جاءت نهاية بروسيا على يد الحلفاء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حين أمر مجلس قوات الاحتلال المتحالفة سنة 1947 بحل الدولة البروسية.[2] إلا أن تاريخ بروسيا شكل أرضية تقليدية لجمهورية ألمانيا الاتحادية المؤسسة سنة 1949. تتقاسم ألمانيا اليوم أراضي بروسيا (لعام 1871) مع ست دول أخرى من فرنسا إلى روسيا.

يُستخدم اسم «بروسيا» اليوم للدلالات التاريخية، الثقافية، أو الجغرافية، فقط. يؤمن بعض الناس أن بعض «القيم البروسية» المحددة كانت جزءًا من الأسباب التي أدت لنهوض دولتهم وبروزها كقوة عظمى، ومثال ذلك: التنظيم المثالي، الانضباط، التضحية، الدور الفعّال للقانون، الخضوع للسلطات، الموثوقية، الصبر والجلد، الصدق، التدبير، الانتظام، التواضع، والاجتهاد.[3]

براندنبورغ - بروسيا: (1618–1701)

بروسيا عام 1576 قبل الاندماج مع براندنبورغ.
برتقالي = براندنبورغ قبل 1608
أحمر = مكاسب 1608-1619
أخضر وأصفر = مكاسب 1640-1688

ورث الأمراء الناخبون ودوقات الأقاليم الحدودية (بالألمانية: Mark) الهوهنتسلريون في براندنبورغ سنة 1618 السلالة الدوقية - البروسية لأسرتهم بعد أن تلاشت. فحكموا منذ ذلك الحين كلا البلدين في اتحاد شخصي كانوا فيه تابعين لكل من القيصر الألماني وملك بولندا. ولكن الاتحاد بين البلدين لم يتم إلا بعد انتهاء حرب الثلاثين سنة حين نجح الأمير الناخب فريدريش فيلهلم بجمعهما على نحو فعال. إلا أن وصف «براندينبرغ - بروسيا» لم يستخدم بصورة منتظمة في الفترة الانتقالية من 1618 ولغاية إقامة مملكة بروسيا في العام 1701، وكذلك في إطار الاستمرارية من الإمارة الانتخابية براندنبورغ إلى مملكة بروسيا.[4]

حرب الثلاثين سنة: (1618–1648)

بقيت براندنبورغ - بروسيا لغاية سنة 1626 بمنأى عن حرب الثلاثين سنة. في الثالث من نيسان 1625 اندلعت الحرب الدانماركية - السكسونية السفلى،[5] التي تحالفت فيها الدانمارك مع إنكلترا وهولندا ضد الجامعة الكاثوليكية.[6] وبعد هزيمة الجيش الدانماركي في معركة دساو فتحت كافة مناطق الشمال الألماني أمام القوات القيصرية الألمانية. وهكذا أجبر الأمير الناخب على على فتح البلاد أمام القوات القيصرية. أحكمت القوات الكاثوليكية سيطرتها على الإقليم الحدودي، بينما فر الأمير الناخب إلى بروسيا الواقعة خارج سيادة الإمبراطورية الألمانية.

في 6 تموز 1630 هبط الملك السويدي غوستاف أدولف مع 13،000 من جنوده على سواحل جزيرة أوزدم. وبدأت بذلك مرحلة جديدة في حرب الثلاثين سنة. أرغم الأمير الناخب على عقد تحالف مع السويد عندما دخلت القوات السويدية براندنبورغ في ربيع 1631.[7] لكن التحالف البروتستانتي تفتت بعد أن لحقت بالقوات السويدية شر هزيمة في معركة نوردلينغن في 6 أيلول 1634.[7] عقدت براندنبورغ تحالفا جديدا مع القيصر. وتنقلت الإمارة الحدودية الانتخابية بالتناوب بين احتلال العدو، و«الصديق». ما دعى الأمير الناخب جورج فيلهلم للانتقال ثانية إلى بروسيا، حيث توفي في الأول من كانون الأول سنة 1640 في كونيغسبرغ.[8]

خلف الأمير الناخب ابنه فريدريش فيلهلم على عرش براندنبورغ - بروسيا.[9] وكان هدفه الأولي في السياسة الأميرية يتمثل بإحلال السلام في البلاد. فحاول الأمير الناخب تحقيق ذلك عبر صلح مع السويد بدأ العمل به اعتبارا من 24 تموز 1641 لمدة سنتين. ونجح البراندنبورغيون تحيق اتفاق عبر المفاوضات مع المستشار السويدي أكسيل أوكنستيرنا في 28 أيار 1643، لعقد معاهدة يتم لإعادة السيادة على كامل البلاد للإمارة الانتخابية. إلا أن براندنبورغ بقيت حتى صلح وستفاليا 1648 تحت الاحتلال السويدي. وفي صلح وستفاليا حصلت براندنبورغ - بروسيا على بوميرانيا القصوى، والحق بالسيادة على مغدبورغ (التنفيذ في 1680) وإقطاعية هالبرشتادت العليا وإمارة ميندن بما يعادل مجموع مساحته حوالي 20،000 كيلومتر مربع.[10][11][12]

إعادة بناء الدولة وترسيخ مركزيتها: (1648–1701)

الأمير الناخب في معركة فيربرلين سنة 1675.

كانت براندنبورغ من أكثر الأراضي الألمانية المتضررة بحرب الثلاثين سنة. دمرت مساحات شاسعة من الأراضي وهجر سكانها.[13][14][15][16][17] لذلك اتبع الأمير الناخب فريدريش فيلهلم، الذي لقب لاحقا بالأمير الناخب الأعظم، بعد الحرب سياسة حذرة متأرجحة بين القوى العظمى، لتجنيب البلاد مستقبلاً أن تصبح لعبة بين القوى المؤثرة المجاورة.

فبنى جيشا محترفا قويا، جعل براندنبورغ محط آمال القوى الأوروبية للتحاف معها. ومكن ذلك الأمير الناخب من الحصول على منح مالية من عدة أطراف. وعمل على إنشاء بحرية براندنبورغية واتبع في السنوات اللاحقة سياسة استعمارية في غرب أفريقيا وغرب الهند. ثم أدخل براندنبورغ في مجال تجارة العبيد العالمية بعد تأسيس حصن فريدريشسبورغ الكبير في غانا اليوم عبر الشركة البراندنبورغية - الأفريقية.

بدأ فريدريش فيلهلم داخليا إصلاحات اقتصادية واطلق خطوات لزيادة عدد السكان على نطاق واسع لتطوير بلاده الضعيفة من الناحية الاقتصادية. فدعا، من بين أمور أخرى، عبر مرسوم بوتسدام - ردا على صدور مرسوم نانت من قبل الملك لويس الرابع عشر- آلاف الهوغينوتيين النازحين من فرنسا للإقامة في براندنبورغ - بروسيا.

نجح الأمير الناخب في سنة 1657 بموجب معاهدة ويلاو، بحل إمارة بروسيا من التبعية البولندية. واعترف في صلح أوليفا 1660 بسيادة الإمارة نهائيا. فكان هذا توطئة ضرورية لا غنى عنها لصعود الإمارة إلى مملكة ابان ملك ابن الأمير الناخب. ومع الانتصار في الحرب السويدية - البراندنبورغية (1674-1679) تمكنت الدولة من تعزيز قوتها، على الرغم من عدم وسع أراضيها. فجعل فريدريش فيلهلم في فترة ولايته من براندينبرغ الضعيفة نسبيا ثاني أقوى إقليم في أراضي الرايخ، بعد النمسا. فكان هذا هو الأساس لإعلان المملكة في وقت لاحق.[18]

مملكة بروسيا: (1701 - 1918)

عهد الملك فريدريش الأول: (1701 - 1713)

تتويج الأمير الناخب فريدريش الثالث ملكا على عرش بروسيا في كونيغسبرغ 1701 كفريدريش الأول.

لعبت الرتبة والسمعة والمكانة دورا سياسيا هاما في عصر الاستبدادية. لذلك استغل الأمير الناخب فريدريش الثالث (1688-1713) نيل إمارة بروسيا للسيادة من أجل السعي لإعلاء مكانتها لمملكة وبالتالي ارتقاءه شخصيا لمرتبة الملك. وبذلك حاول قبل كل شيء الحفاظ على درجة المساواة مع الأمير الناخب في سكسونيا، الذي كان في نفس الوقت، ملكا على بولندا، ومع الأمير الناخب في براونشفايغ - لونبورغ (هانوفر الانتخابية)، الذي كان وليا لعهد العرش الإنكليزي.

وبما أنه لا مكان لتاج آخر غير تاج الإمبراطور داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة سعى الأمير الناخب فريدريش الثالث لنيل الملكية لإمارة بروسيا، وليس للجزء المهم حقا من البلاد، «المارك» براندنبورغ. وافق الإمبراطور ليوبولد الأول أخيرا على أن يحمل فريدريش لقب الملك على إمارة بروسيا الواقعة خارج سيادة الإمبراطورية. وهكذا توج الأمير الناخب نفسه كفريدريش الأول في 18 كانون الثاني 1701 في كونيغسبرغ ملكا في بروسيا.[19]

كان تقييد اللقب الملكي بإضافة «في بروسيا» ضروريا لأن تسمية «ملك بروسيا» كان من الممكن ان تفهم على أنها مطالبة بكامل الأراضي البروسية. إذ ان كون فارميا (بالألمانية: Ermland) وغرب بروسيا (بمرلنيا) لا تزال قيد المتبوعية للتاج البولوني فقد كان من شأن ذلك أن يشعل الصراع مع الجارة، التي كان حكامها يحتفظون لنفسهم حتى 1742 بلقب «ملك بروسيا».[20] انتشر في اللغة الألمانية منذ عام 1701 وبشكل تدريجي استخدام مصطلح «مملكة بروسيا» للإشارة لكافة البلاد الخاضعة لحكم أسرة الهوهنتسلرن - سواء الواقعة داخل أو خارج الإمبراطورية الرومانية المقدسة. حواضر الدولة الهوهنتسلرية كانت العاصمة برلين والعاصمة الصيفية بوتسدام.

صب فريدريش الأول جل اهتمامه على امتلاك بطانة باذخة على النموذج الفرنسي، وقاد دولته بفعل حكومة الأمراء المحظيين الثلاث، إلى حافة الإفلاس المالي.[19] ولم يستطع تمويل حياة البذخ هذه في بلاطه إلا من خلال تأجير الجنود البروسيين للتحالف في حرب الخلافة الإسبانية.[21] وعندما توفي الملك فريدريش الأول في 25 شباط 1713، ترك وراءه جبال من الديون قدرت بعشرين مليون ثيلر.[22]

عهد الملك فريدريش فيلهلم الأول: (1713-1740)

جلسة تبغ لفريدريش فيلهلم الأول البروسي (1736).

لم يكن ابن فريدريك الأول، فريدريك فيلهلم الأول، محبا للبذخ كأبيه، بل كان ذا شخصية اقتصادية وعملية. فعمد إلى تخفيض نفقات البلاط إلى أدنى حد ممكن. وألغى كل ما هو فاخر في البلاط أو غير من استخدامه. هدفت جميع تدابير التقشف التي اتبعها الملك إلى تطوير جيش قوي رأى فيه قاعدة لنفوذه في الداخل والخارج.[23] أكسبته هذه السياسة لقب «ملك الجنود». ولكن على الرغم من كنيته، فقد خاض فريدريش فيلهلم الأول حربا لمرة واحدة فقط في فترة ولايته، وهي الحملة القصيرة في الحرب الشمالية العظمى خلال حصار شترالزوند. تلك الحملة التي كسبت فيها بروسيا جزءا من منطقة بوميرانيا الغربية من السويد، ورفعت بشكل واضح من أهمية بروسيا الدولية.[24]

أحدث فريدريش فيلهلم الأول ثورة في النظام الإداري، بما في ذلك تأسيس الهيئة العامة، التي كانت بمثابة وزارة للاقتصاد والمالية والداخلية. وهكذا شجع المركزية في البلاد التي كانت لم تزل مجزأة إقليميا، وأنشأ لها مؤسسة حكومية موحدة. ونجح الملك عبر السياسات التجارية والاقتصادية [25]، وتشجيع الصناعة الحرفية والتبادل التجاري، والإصلاحات الضريبية، بمضاعفة العائدات الحكومية السنوية. ثم فرض التعليم الإلزامي بغية تنمية المهارات اللازمة،[26] وانشأ كراسي التعليم الاقتصادي في الجامعات البروسية التي كانت الأولى من نوعها في أوروبا.[26] شجع الملك الناس من جميع أنحاء أوروبا للاستيطان في مقاطعاته ذلات الكثافة السكانية المنخفضة في إطار سياسة تنمية بشرية واسعة.

ترك فريدريش فيلهلم الأول لدى وفاته في سنة 1740،[24] استقرارا اقتصاديا وماليا وراءه. إلا أن الجانب المظلم من ولايته تمثل بعسكرة قوية للحياة في بروسيا.[27]

عهد الملك فريدريش الثاني: (1740-1786)

لوحة من سنة 1886 تُظهر الملك فريدريش الثاني في إحدى رحلاته الاستطلاعية متفقدا حصاد البطاطا.

ورث فريدريش الثاني، الذي لقب فيما بعد فريدريش الأكبر، في 31 أيار 1740 عرش أبيه.[28] أمر في أول سنة من حكمه الجيش البروسي باجتياح سيليزيا. ونجح في ثلاث حروب (1740-1763) بتأمين احتلال بروسيا لسيليزيا. صعدت أسرة هوهنتسلرن بعد نهاية حرب السبع سنوات، المواتية لبروسيا عام 1763، إلى مرتبة القوة الخامسة في أوروبا. وكانت حروب فريدريش الكبير سببا للازدواجية بين بروسيا والنمسا للهيمنة في الرايخ. شجع فريدريش الأكبر التوسع في استيطان أراضي براندنبورغ - بروسيا، مثل إقليم وادي نهر الأودر. واحتلت التنمية البشرية في المناطق الواقعة إلى الشرق من نهر الإلبه والقليلة السكان مقاما أولا على جدول أعماله السياسي. منع الملك فريدريش الذي كان مثالا للسلطة المطلقة المستنيرة، التعذيب، وقلص الرقابة، ووضع الأسس لقانون الأراضي البروسية العام وجلب بسياسته الدينية المتسامحة وحرية الاعتقاد الكاملة المزيد من اللاجئين البروتستانتيين إلى البلاد.[29][30]

سعى فريدريش إلى جانب النمسا وروسيا، إلى تقسيم بولندا.[31] وفي التقسيم الأول بسنة 1772 الحقت بروسيا البولندية، وإمارة فارميا الأسقفية بمملكة بروسيا.[32] مما شكل ممرا مهما بالنسبة لفريدريش بين بروسيا الشرقية وبوميرانيا. وبما أن الإمارة البروسية السابقة ضمت بمجملها إلى براندينبرغ - بروسيا، أصبح بإمكان فريدريش الثاني الآن تسمية نفسه «ملك بروسيا» إلى أن توفي في 17 آب سنة 1786 في قصر سانسوسي.

ركود ونهاية الإقطاعية البروسية: (1786 - 1807)

في عام 1786 اعتلى فريدريش فيلهلم الثاني (1786-1797) ابن شقيق فريدريش عرش المملكة البروسية. وترسخت بطانة من العشيقات وأصحاب الحظوة في البلاط الملكي لأول مرة في التاريخ البروسي. ونمت برلين في سنوات عقد التسعينات من القرن الثامن عشر بشكل ملحوظ. استقبلت أخبار الثورة الفرنسية هنا كما في جميع أنحاء المملكة بإيجابية في وسط المثقفين والطبقات الوسطى المتعلمة التي كانت في طريقها نحو المزيد من القوة. في عام 1794 أصدر قانون الأراضي البروسية العام. وهو التشريع الشامل الذي بوشر بالعمل عليه بالفعل في عهد فريدريش الثاني.[33]

خارجيا أجبر تحالف بروسيا مع الدولة العثمانية، النمسا عام 1790 على عقد سلام منفصل في حرب التحالف الروسي النمساوي ضد تركية. واصل فريدريش فيلهلم الثاني سياسة تقسيم بولندا. في التقسيم الثاني والثالث لبولندا (1793 و1795) أمنت بروسيا لنفسها مناطق إضافية وصولا إلى وارسو، فنشأت المقاطعات الجديدة بروسيا الجنوبية (1793)، وبروسيا الشرقية الجديدة وسليزيا الجديدة (1795). فازداد عدد السكان البولنديين بمقدار 2.5 مليون بفعل التوسع هذا. إلا أن هذه المناطق فقدت بعد هزيمة بروسيا سنة 1806.[33]

معاهدة تيليسيت للسلام سنة 1807 (بني).

تقاربت النمسا وبروسيا خلال عهد الثورة الفرنسية.[34] وهكذا عقدت النمسا وبروسيا في 7 فبراير 1792 تحالفاً دفاعياً بينهما. أعلنت فرنسا في وقت لاحق، في 20 أبريل 1792، الحرب على النمسا وبروسيا. إلا أن القوات النمساوية والبروسية انسحبت من فرنسا بعد حملة لم تقد بشكل حاسم. ونتيجة لذلك، تمكنت القوات الفرنسية من التوغل في بلاد الراين. استمرت مشاركة بروسيا في أول حرب للتحالف ضد فرنسا الثورية حتى اتفاقية سلام بازل لعام 1795، ثم خرجت لأكثر من عقد من التحالف المناهضة لفرنسا. في 16 تشرين الثاني 1797 توفي فريدريش فيلهلم الثاني، وخلفه ابنه فريدريش فيلهلم الثالث (1797-1840).

اندلعت الحرب مجددا سنة 1806 حين فشلت المفاوضات مع فرنسا حول تقسيم مناطق النفوذ في ألمانيا. ولحقت ببروسيا هزيمة مدوية في معركة يينا وأورشتد على يد قوات نابليون الأول. شكلت هذه الهزيمة أيضا سقوط الدولة البروسية القديمة، كما وجدت حتى ذلك الوقت. خسرت الدولة في معاهدة تيلزيت للسلام سنة 1807 نحو نصف أراضيها، منها كل المناطق غربي نهر الإلبه والمناطق التي حصلت عليها بروسيا ابان التقسيم الثاني والثالث لبولندا. وأرغمت بروسيا فضلا عن ذلك على عقد تحالف مع فرنسا.

ومع ذلك فقد شكلت نهاية «الإمبراطورية الرومانية المقدسة» في 1806 تحت ضغط نابليون، نقطة لتأسيس «مملكة بروسيا» لا تقتصر على بروسيا بالمعنى الضيق، ولكن تشمل براندنبورغ أيضا التي كانت حتى ذلك الوقت إمارة حدودية ثم إمارة انتخابية ترجع سيادتها في النهاية للملك أو القيصر الألماني للإمبراطورية الرومانية المقدسة، وغيرهما من الأقاليم التابعة لأسرة الهوهنتسلرن.[33]

إصلاحات الدولة وحرب التحرير: (1807-1815)

خيالة الدفاع القومي البروسي في حروب التحرير.

تقلصت بروسيا سنة 1807 لمجرد دولة هامشية في الحجم والوظيفة. وأصبحت تعاني من الاحتلال الفرنسي وأجبرت على تحمل نفقات القوات الأجنبية، وتقديم تعويضات كبير لفرنسا.[35] لكن شروط السلام المجحفة هذه أدت أيضا إلى تجديد حال الدولة بهدف تغيير هذه الظروف. فاستوجب ذلك إصلاح الدولة البروسية بشكل جذري لخوض معركة مستقبلية من أجل التحرير والانتصار فيها. حدثت الإدارة الحكومية بإصلاحات شتاين - هاردنبرغ وذلك بقيادة فرايهر فوم شتاين، شارنهورست، وهاردنبرغ. ألغيت القنانة عن الفلاحين عام 1807، والإدارة الذاتية للمدن سنة 1808، ومنحت حرية التجارة عام 1810. أعاد فيلهلم فون همبولت العائد من بعثة إلى روما هيكلة قطاع التعليم وأسس عام 1809 أول جامعة برلينية ما زالت تحمل اسمه لليوم.[36] أتمت إصلاحات الجيش التي بدأت في 1813 بفرض التجنيد الإلزامي [37]

وقع الفريق في الجيش البروسي غراف يورك والفريق أول في الجيش الروسي هانس فون ديميتش اتفاقا للهدنة في تاوروغن في 30 كانون الأول 1812 بين بروسيا وروسيا بعد هزيمة "الجيش الكبير" في روسيا. وقد تصرف يورك من تلقاء نفسه دون أوامر من ملكه. وتقرر في اتفاقية تاوروغن أن يسحب يورك قواته البروسية من التحالف مع الجيش الفرنسي. واعتبر ذلك في بروسيا بداية الثورة ضد السيادة الفرنسية. كان 300،000 جندي بروسي (ما يعادل 6 بالمئة من عدد السكان) يقفون على أهبة الاستعداد في 20 آذار 1813 عندما أطلق الملك فريدريش فيلهلم نداءه المؤرخ في 17 آذار 1813 «إلى شعبي» في صحيفة سيليزيا يدعو إلى النضال من أجل التحرير. وفرض التجنيد الإجباري طوال فترة المواجهة. فحملت القوات البروسية وزرا كبيرا في الانتصار النهائي والحاسم على نابليون في ظل قيادة المشير بلوخنر وغنيزناو في معركة واترلو.[38]

من الانبعاث إلى ثورة آذار: (1815 - 1848)

بروسيا بعد موتمر فيينا 1815 (أزرق داكن).
ثوار مبتهجون بعد معارك المتاريس في برلين، بتاريخ 18 آذار 1848.
قمع الجمعية الوطنية البروسية بالعنف.

استعادت بروسيا في مؤتمر فيينا عام 1815 الجزء الأكبر من أراضيها السابقة. وإضيف إليها بقية ولاية بومرنيا الدنيا السويدية، والجزء الشمالي من مملكة سكسونيا، ومقاطعتي الراين ووستفاليا. بنيت في المقاطعات الجديدة في الغرب حصون ضخمة بكوبلنز، وكولونيا ومندن، وذلك على الطراز البروسي الجديد لتأمين السيادة البروسية. وبينما احتفظت بروسيا بمقاطعة بوزنان البولندية سابقا، إلا أنها فقدت مناطق لحساب روسيا كانت قد احتلتها في التقسيم الثاني والثالث لبولندا. تشكلت مملكة بروسيا منذ ذلك الحين من كتلتين منفصلتين من البلاد في شرق وغرب ألمانيا. وأصبحت بروسيا عضوا في الاتحاد الألماني.

لم يف فريدريش فيلهلم الثالث أبدا بالوعد الذي قطعه لشعبه أثناء حرب التحرير بإنشاء دستور للبلاد.[39] وخلافا لمعظم الولايات الألمانية الأخرى، لم تتشكل في بروسيا مؤسسة وطنية لتمثيل الشعب. وأنشئت مجالس إقليمية بدلا من مجلس نواب موحد لمجمل بروسيا،[40] ظنت الحكومة الملكية أنها بذلك ستتمكن من عرقلة تطلعات ليبرالية نحو ملكية دستورية ومشاركة ديمقراطية في الحكم. وعلى صعيد السياسة الخارجية، هدف «التحالف المقدس» الذي عقده فريدريش فيلهلم الثالث مع قيصر الإمبراطورية الروسية وإمبراطور النمسا إلى قمع الديموقراطية في جميع أنحاء أوروبا.

لكن رغبة الحكومة الملكية بمكافحة الليبرالية والديمقراطية وفكرة توحيد ألمانيا، وقفت حيالها قيود اقتصادية قوية.[41] فقد كانت الوحدة الاقتصادية الألمانية من صميم مصلحة بروسيا نظرا لتقسيم أراضيها بعد عام 1815. فكانت المملكة من القوى المحركة للإتحاد الجمركي الألماني الذي أصبحت عضوا فيه عام 1834.[42]

ومع نجاح تجربة الاتحاد الجمركي وضع المزيد والمزيد من مؤيدي وحدة ألمانيا آمالهم في أن تأخذ بروسيا بزمام قيادة الاتحاد الألماني بدلأً عن النمسا. لكن الحكومة البروسية لم تحبذ العمل من أجل الوحدة السياسية الألمانية.

خيب فريدريش فيلهلم الرابع (1840-1861) الآمال التي كان قد أيقظها لدى الليبراليين والمؤيدين لتوحيد ألمانيا، لدى اعتلائه عرش بروسيا. ولم يخف الملك الجديد كراهيته لصناعة دستور ومجلس نيابي لعموم بروسيا.

كانت الموافقة على التكلفة المالية الكبيرة لبناء خط السكة الحديدية الشرقي المطلوب من جانب الجيش تتطلب تخصيص موارد الميزانية من جميع المحافظات. لهذا انعقد في ربيع 1847 المجلس النيابي الموحد. وأوضح الملك في كلمته الافتتاحية بما لا يقبل اشك أن المجلس سيكون أداة لمنح الأموال فقط وأنه لا يريد أن يرى نقاشا حول المسائل الدستورية. إلا أن الغالبية العظمى من المجلس لم تكن مهتمة بحق التصديق على الميزانية فقط، بل أرادت أن يتعدى الأمر ذلك إلى المراقبة النيابية للمالية العامة أيضا وإلى المطالبة بالدستور، مما دفع السلطة لحل المجلس بعد وقت قصير. وهكذا وقفت بروسيا قبيل اندلاع ثورة آذار أمام أزمة دستورية.

بعد الانتفاضة الشعبية في جنوب غرب ألمانيا وصلت الثورة في 18 آذار 1848 إلى برلين في نهاية المطاف. أصدر فريدريش فيلهلم الرابع أوامره للقوات المسلحة بالانسحاب من المدينة، بعد أن كان في بادئ الأمر قد أمر بإطلاق النار على المنتفضين، وبدا الآن على استعداد للخضوع لمطالب الثوار. التأم المجلس النيابي مرة أخرى لإعلان تأسيس الجمعية الوطنية البروسية التي انعقدت من 22 أيار لغاية شهر أيلول 1848 في معهد سينغ ببرلين. وكلف التاج البروسي الجمعية الوطنية البروسية بمهمة المشاركة معه في صياغة الدستور. إلا أن الجمعية الوطنية لم توافق على مشروع الدستور الحكومي، بل صاغت عبر ميثاق فالدك مسودة خاصة بها. ثم اندلعت الثورة المضادة بسبب السياسة الدستورية للجمعية الوطنية البروسية : حلّت الجمعية وفرض الدستور من طرف الدولة. حافظ الدستور المفروض على بعض العناصر من الميثاق، لكنه بالمقابل أرجع صلاحيات مركزية للتاج من جديد. ولعب النظام الانتخابي المفروض والمؤلف من طبقات ثلاث دورا بالغ الأهمية في تشكيل الثقافة السياسية ببروسيا حتى عام 1918.

حقق أنصار الدولة الألمانية القومية الكبرى والشاملة للأقاليم الألمانية في النمسا، تقدماً مبدئيا خلال أعمال الجمعية الوطنية في فرانكفورت. ولكن نظرا لأن النمسا لم تكن راغبة في نبذ المناطق غير الألمانية، تقرر في النهاية الاتفاق على ما عرف بالحل الألماني الصغير، أي الاتفاق في ظل القيادة البروسية. لكن الديمقراطية والوحدة الألمانية فشلت سنة 1849، عندما رفض فريدريش فيلهلم الرابع التاج الإمبراطوري، الذي عرض عليه من قبل الجمعية الوطنية. وأخمدت الثورة في جنوب غرب ألمانيا نهائياً، بمساعدة من القوات البروسية.

من الثورة إلى الإمبراطورية القيصرية: (1849 - 1871)

انضمت بروسيا للإتحاد الألماني ،الذي أعيد تأسيسه، بعد محاولتها الفاشلة للهيمنة السياسية على ألمانيا في بداية خمسينات القرن التاسع عشر بمساعدة من الاتحاد الإيرفورتي.[43] واكتسبت خلال حقبة الرجعية مكانة على قدم المساواة مع النمسا. وقام التعاون من جانب اثنين من أكبر الولايات الألمانية أساسا لخدمة قمع التطلعات الديمقراطية والمساعي الداعية لتحقيق الوحدة الألمانية. اعتلى الملك فيلهلم الأول العرش البروسي في 1861. وسعى مع وزير الحرب رون لإجراء إصلاح عسكري رأى خدمة أطول، ورفع لمستوى تجهيزات الجيش البروسي. رفضت الأغلبية الليبرالية في مجلس النواب البروسي «اللاندتاغ» الذي كان يحتفظ بحق مناقشة وإقرار الموازنة العامة للدولة، منح الأموال اللازمة. حدثت أزمة دستورية هدد الملك خلالها بالتنازل عن العرش. لكنه قرر عام 1862، تعيين أوتو فون بيسمارك رئيسا للوزراء كملاذ أخير. كان بيسمارك من اشد انصار الملكية وحق الملك بالسيادة المطلقة، فحكم لسنوات في فترة الأزمة ضد الدستور وضد البرلمان، وبدون ميزانية قانونية. أدرك بيسمارك أن التاج البروسي لن يحظى بتأييد الشعب إلا إذا التزم بقيادة مساعي الوحدة الألمانية. فخاضت بروسيا بقيادته ثلاث حروب أدت إلى نيل الملك فيلهلم تاج الإمبراطورية الألمانية.

حرب الوحدة الأولى: الحرب الألمانية - الدانماركية

أدت محاولة الحكومة الدانماركية ضم إمارة شليزفيغ وفصلها عن منطقة هولشتاين، عبر ما سمي دستور تشرين الثاني، وخلافا لأحكام بروتوكول لندن لسنة 1852، إلى اندلاع الحرب بين ألمانيا بقيادة بروسيا والنمسا من جهة والدانمارك من جهة أخرى وذلك سنة 1864.[44][45] أجبر التاج الدانماركي في مؤتمر فيينا للسلام، على التنازل عن إمارات شليزفيغ وهولشتاين ولاونبورغ بعد انتصار قوات الاتحاد الألماني. وأدارت النمسا وبروسيا الإمارات في البداية بصورة مشتركة.[46]

حرب الوحدة الثانية: الحرب البروسية - النمساوية

بروسيا بعد الحرب البروسية - النمساوية 1866 (أزرق داكن).

شب نزاع بين بروسيا والنمسا حول مستقبل شليزفيغ وهولشتاين وإدارتهما وذلك بعد وقت قصير من انتهاء الحرب مع الدانمارك. إلا أن السبب الأعمق كان السعي من أجل الهيمنة على الاتحاد الألماني.[47] نجح بسمارك في إقناع الملك فيلهلم بالحل العسكري رغم تردد الملك الذي تمسك بالوفاء للنمسا لفترة طويلة. وانضم إلى صف بروسيا في الحرب بعض الدويلات الألمانية الشمالية والتورينغية إضافة إلى المملكة الإيطالية.[48]

انتصرت القوات البروسية بقيادة الفريق أول هلموت فون مولتكه على القوات النمساوية في معركة كونيغراتس الحاسمة في 3 تموز 1866. تمكنت بروسيا في معاهدة براغ للسلام في 23 آب 1866 من إملاء شروطها وضم مملكة هانوفر والإمارة الانتخابية هيس - كاسيل وإمارة ناسو ومدينة فرانكفورت الحرة وكل شليسفيغ - هولشتاين. فأصبحت جميع الأراضي البروسية تقريبا مترابطة بفضل هذه المكتسبات. تقرر حل الاتحاد الألماني رسميا في اتفاقية السلام في براغ، بعد أن كان قد تفكك على أرض الواقع بسبب الحرب. وخرجت النمسا من ألمانيا.[47]

كانت بروسيا قد أقامت مع دويلات إلى الشمال من خط نهر الماين الاتحاد الألماني الشمالي وذلك خمسة أيام قبل اتفاق السلام. وتطور الاتحاد من تحالف عسكري في البداية إلى دولة تهيمن عليها بروسيا بعد أن أعطي له دستور عام 1867 من قبل الأطراف المشاركة. اتخذ الدستور الذي صاغته بسمارك النقاط الأساسية للدستور المزمع تقديمه للإمبراطورية الألمانية المنشودة. وأجبر ما تبقى من ولايات الجنوب ذات السيادة على الدخول في تحالفات للحماية مع بروسيا.[47]

وانهى بسمارك الأزمة الدستورية البروسية عبر مشروع قانون العفو (بالألمانية: Indemnitätsvorlage [الألمانية]) الذي أعطى مجلس النواب البروسي حق التصديق على قوانين الميزانية.

حرب الوحدة الثالثة: الحرب الألمانية - الفرنسية

تسمية فيلهلم الأول قيصراً على الرايخ الثاني في قصر فرساي، 18 كانون الثاني 1871.

كان بسمارك قد أقنع نابليون الثالث من قبل بالتغاضي عن سياسته تجاه النمسا والمجر عبر وعود غامضة بأنه قد يترك لوكسمبورغ لفرنسا.[49] لكن فرنسا سرعان ما واجهت قوة بروسيا الصاعدة التي تبرأت من وعودها الإقليمية السابقة.[49] تصاعدت حدة التوتر بعد الجدل الذي شب حول ترشيح الأمير ليوبولد فون هوهنتسولرن - زيغمارينغن الكاثوليكي للعرش الأسباني إلى أن أعلنت الحكومة الفرنسية الحرب على بروسيا في نهاية المطاف.[50] وشكل هذا الإعلان قيام «حالة التحالف» بالنسبة لدول جنوب ألمانيا كبافاريا وفورتمبرغ وبادن وإلى الجنوب من خط الماين هيس - دارمشتات المستقلة.

وجد أمراء الجنوب الألماني أنفسهم مضطرين للانضمام للإتحاد الألماني الشمالي بعد الانتصار السريع للقوات الألمانية في الحرب مع فرنسا وما تلاها من حماسة قومية في جميع أنحاء ألمانيا. فتأسس الرايخ الألماني بنسخة ألمانية مصغرة كما كان متفقاً عليه بمشروع الجمعية الوطنية 1848/49. وأعلن الملك فيلهلم الأول قيصراً للإمبراطورية في قاعة المرايا في قصر فرساي في 18 كانون الثاني 1871 في الذكرى السنوية السبعين بعد المئة لتتويج الملك فريدريش الأول. وفقدت مملكة بروسيا بذلك سيادتها لصالح الامبراطورية الألمانية الجديدة، وانتقلت زعامتها السابقة للاتحاد الألماني الشمالي إلى الإمبراطورية.[51]

في الإمبراطورية الثانية: (1871-1918)

كان ملك بروسيا يشكل دوما في نفس الوقت القيصر الألماني وغالبا مستشار الرايخ أي رئيس الوزراء. خاض بسمارك ما سمي بالصراع الثقافي بين 1871 و1887 من أجل تقليص نفوذ الكاثوليكية السياسية في بروسيا. لكن مقاومة السكان الكاثوليك ورجال الدين، وخاصة في بلاد الراين وفي الأراضي البولندية السابقة،[52] اضطرت بسمارك لانهاء المواجهة بدون نتيجة حاسمة.[53] رافقت سياسة الألمنة الصراع الثقافي في المناطق التي تقطنها غالبية بولونية في بروسيا الشرقية.

خلف فريدريش الثالث فيلهلم الأول في آذار 1888 وكان يعاني من مرض خطير فحكم 99 يوما فقط قبل أن يتوفى.[54] اعتلى فيلهلم الثاني العرش في حزيران في «عام القياصرة الثلاثة». فسرح بسمارك في 1890،[55] وبدأ بتحديد سياسة البلاد بنفسه إلى حد كبير. ظل الترابط الوثيق قائما بين السياسة البروسية والسياسة الإمبراطورية إلى أن تنازل القيصر فيلهلم الثاني عن العرش في أعقاب ثورة تشرين الثاني 1918. أما التاج الملكي البروسي فقد احتضنته قلعة الهوهنتسلرن بجوار بلدة هخينغن حتى اليوم.[56]

جمهورية بروسيا: (1918 - 1933)

علم الجمهورية البروسية.
بروسيا بعد الحرب العالمية الأولى(بالأزرق الداكن).

تخلى فيلهلم الثاني عن عرش قيصر ألمانيا وعن عرش بروسيا بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة الألمانية في تشرين الثاني. وبذلك انتهت وحدة الأمر الواقع بين بروسيا والرايخ الألماني كما كانت منذ زمن بسمارك. أعلنت البلاد دولة مستقلة داخل اتحاد الرايخ وحصلت عام 1920 على دستور ديمقراطي.[57]

طالت التنازلات الإقليمية المفروضة على ألمانيا بحسب معاهدة فرساي مناطق بروسية حصرا باستثناء إقليم الألزاس واللورين الذي تشكل بعد الحرب الألمانية الفرنسية وأجزاء من ولاية بافاريا بالاتينيت: وهذه المناطق هي أويبن - مالميدي التي ألحقت ببلجيكا، وشمال شليسفيغ إلى الدانمرك، وبلاد هولتشين إلى تشيكوسلوفاكيا. كما فقدت بروسيا، لصالح بولونيا، أجزاء كبيرة من الأراضي التي حصلت عليها جراء تقسيم بولونيا وكذلك سيليسيا العليا الشرقية. ومنحت مدينة دانتسيغ صفة المدينة المستقلة تحت إدارة عصبة الأمم ووقعت مملاند تحت احتلال قوات الحلفاء. لم تعد لبروسيا الشرقية صلة برية مع باقي أراضي الرايخ، كما كان الحال قبل تقسيم بولونيا، وانحصر التواصل معها عبر القوارب (خدمة بروسيا الشرقية البحرية) أو عن طريق الجو أو عن طريق السكك الحديدية عبر الممر البولوني الآمن. كما تشكل إقليم السار الذي خضع لإدارة عصبة الأمم 15 عاما إلى حد كبير من مناطق بروسية محتلة.

شكل ضم جمهورية فالدك النمو الوحيد لبروسيا في فترة جمهورية فايمار. كانت هذه الدولة الصغيرة قد فقدت جزءاً من سيادتها لصالح بروسيا اثر توقيع عقد اندماج مع بروسيا عام 1868. ألحق قضاء بيرمُنت الفالدكي بمقاطعة هانوفر البروسية من قبل وذلك بعد استفتاء جرى عام 1921. أدى إلغاء بروسيا لعقد الاندماج بعد مرور خمس سنوات إلى مشاكل مالية كبيرة في الجزء المتبقي من فالدك الذي ضم في نهاية المطاف عام 1929 إلى مقاطعة هيسن - ناسو البروسية.

حكمت حكومات تحالفات فايمار في بروسيا أيضا في الفترة من 1919 إلى 1932 (الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الحزب الديمقراطي الألماني، وحزب الوسط)، وانضم إليها حزب الشعب الألماني من 1921 حتى 1925. وخلافا لما حدث في بعض الولايات الأخرى للإمبراطورية، فإن غالبية الأحزاب الديمقراطية لم تكن في خطر في الانتخابات التي جرت في بروسيا حتى 1932. حقق البروسي الشرقي أوتو براون، الذي يعتبر حتى اليوم واحدا من أمهر السياسيين الاشتراكيين في جمهورية فايمار والذي حكم من عام 1920 إلى 1932 بدون انقطاع تقريبا، مع وزير داخليته كارل زيفرينغ العديد من الإصلاحات الريادية التي أصبحت لاحقا مثابة للجمهورية الاتحادية.[58] شملت هذه الإصلاحات إجراءات حجب الثقة البناءة، التي لا تسمح بإسقاط رئيس الحكومة إلا إذا كان ذلك يترافق في الوقت نفسه مع انتخاب رئيس وزراء جديد. أمكن بهذه الطريقة لحكومة الولاية البروسية البقاء في موقعها طالما لم تتحق أغلبية إيجابية في اللاندتاغ، أي أغلبية لأحزاب المعارضة التي تنوي حقا التعاون فيما بينها لتأليف حكومة جديدة.

لم تجلب انتخابات 24 نيسان 1932 غالبية إيجابية، لكنها أعطت الحزب الشيوعي الألماني وحزب العمال القومي الاجتماعي الألماني المتطرفان عددا من المقاعد أكبر من جميع الأطراف الأخرى سويا (انظر الجدول أدناه). لم يتحقق أي ائتلاف قابل للحكم في مجلس النواب، لذلك ظلت الحكومة السابقة في منصبها كحكومة تصريف أعمال. فأعطى هذا الوضع مستشار الرايخ فرانتس فون بابن، فرصة القيام بما سمي «ضربة بروسيا». وبهذا الانقلاب خلعت الحكومة الامبراطورية بموجب مرسوم 20 تموز 1932 الحكومة الإقليمية في بروسيا بذريعة فقدانها السيطرة على النظام العام في بروسيا واستلم فون بابن بنفسه كمفوض للرايخ، السلطة في جمهورية بروسيا وسط ترحيب الجزء الأكبر من جهاز الدولة. وهكذا اسقطت أهم الحكومات الديمقراطية في الرايخ الألماني.[59] سهلت «ضربة بروسيا» في وقت لاحق استيلاء أدولف هتلر على السلطة بعد نصف عام، حيث اتيحت له أدوات السلطة التابعة للحكومة البروسية منذ البداية، لا سيما جهاز الشرطة.

انتخابات

نتائج انتخابات 1919-1933
سنة 1919 1921 1924 1928 1932 1933
الاختصار بالألمانية اسم الحزب  % مقاعد  % مقاعد  % مقاعد  % مقاعد  % مقاعد  % مقاعد
SPD الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني 36,4 145 25,9 109 24,9 114 29,0 137 21,2 94 16,6 80
Zentrum حزب الوسط الألماني 22,3 94 17,9 76 17,6 81 15,2 71 15,3 67 14,1 68
DDP/DStP الحزب الديمقراطي الألماني 16,2 65 5,9 26 5,9 27 4,4 21 1,5 2 0,7 3
DNVP حزب الشعب القومي الألماني 11,2 48 18,0 76 23,7 109 17,4 82 6,9 31 8,9 43
USPD الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني المستقل 7,4 24 6,4 27        
DVP حزب الشعب الألماني 5,7 23 14,0 59 9,8 45 8,5 40 1,5 7 1,0 3
DHP الحزب الألماني الهانوفري 0,5 2 2,4 11 1,4 6 1,0 4 0,3 1 0,2 2
SHBLD ديمقراطية الفلاحين والمزارعين الشليسفيغية والهولشتانية 0,4 1          
KPD الحزب الشيوعي الألماني   7,5 31 9,6 44 11,9 56 12,3 57 13,2 63
WP حزب الرايخ للطبقة الوسطى   1,2 4 2,4 11 4,5 21    
Polen الحزب البولوني   0,4 2 0,4 2      
NSFP الحزب القومي الاجتماعي الحر     2,5 11      
NSDAP حزب العمال القومي الاجتماعي الألماني       1,8 6 36,3 162 43,2 211
CNBL حزب الفلاحين والريفيين القومي المسيحي       1,5 8    
VRP حزب الرايخ للعدالة والتنمية       1,2 2    
DVFP الحزب الألماني الشعبي الحر       1,1 2    
CSVD خدمة الشعب الاجتماعية المسيحية         1,2 2 0,9 3
ما ينقص ال 100 % يعود إلى الاحزاب غير الممثلة في مجلس النواب.

القومية الاجتماعية ونهاية بروسيا: (1933 - 1947)

المستشار المنتخب هتلر مصافحا رئيس الرايخ هيندنبرغ في يوم بوتسدام.

أصبح هيرمان غورينغ مفوضاً للرايخ لدى وزارة الداخلية البروسية بعد تعيين هتلر مستشارا للرايخ. وبهذا امتلك النازيون لدى استيلاءهم على الحكم، سلطة حكومة الولاية البروسية التنفيذية. وأقيم ما يسمى يوم بوتسدام بعد أسابيع قليلة في 21 آذار 1933، حين افتتحت أولى جلسات الرايخستاغ المنتخب حديثا في 5 آذار بحضور رئيس الرايخ باول فون هيندنبورغ وبشكل ذي مغزى في كنيسة حامية بوتسدام، التي تحوي مدافن الملوك البروسيين. هدف الحدث الدعاية الذي احتفل فيه هتلر والحزب النازي «بزواج بروسيا القديمة من ألمانيا الفتية» لكسب ود الملكيين البروسيين والقوميين الألمان للدولة النازية ولحمل المحافظين في الرايخستاغ على الموافقة على قانون التمكين (بالألمانية: Ermächtigungsgesetz) المقرر طرحه بعد يومين للتصويت.

أضعفت بروسيا وسائر الولايات الألمانية في الدولة النازية بدءا من سنة 1933. لم تحل الولايات رسميا بفعل القانون المتعلق بإعادة تنظيم الرايخ في 30 كانون الثاني 1934 وقانون حكام الرايخ في 30 كانون الثاني 1935 لكنهما سلبا منهم سلطة الحكم الذاتي. فإديرت حكومات الولايات من قبل حكام الرايخ الذين كان يعينهم مستشار الرايخ. نالت التصنيفات الإقليمية الحزبية (بالألمانية: Gau) في موازاة ذلك أهمية متزايدة، وكان مديرها يعين بدوره من قبل القائد (بالألمانية: Führer) ومستشار الرايخ (بالألمانية: Reichskanzler)، الذي كان أيضا رئيس الحزب النازي. وتمادت هذه السياسة المناهضة للفيدرالية لأبعد من ذلك في بروسيا حيث دمجت جميع الوزارات الإقليمية تقريبا بالوزارات الامبراطورية المعنية منذ عام 1934. ولم تبق إلا وزارة المالية البروسية، وإدارة الأرشيف وعدد من سلطات البلد الأخرى التي ظلت مستقلة حتى عام 1945. وأصبح حاكم الرايخ في بروسيا رسميا أدولف هتلر نفسه. غير أن هيرمان غورينغ مارس صلاحياته كرئيس للحكومة البروسية.

لم تتغير مساحة بروسيا بقدر لا يكاد يذكر من 1933 حتى 1945. ولكن حدثت تغييرات صغيرة في بعض المناطق في أعقاب قانون هامبورغ الكبرى. ثم توسعت بروسيا في 1 أبريل 1937، في جملة أمور، لتضم مدينة الهانزه الحرة لوبيك. لم تُضم المناطق البولونية التي احتلت خلال الحرب العالمية الثانية إلى المناطق المجاورة للبروسيا رغم أنها كانت بروسية في السابق، بل الحقت بالتصنيفات الحزبية النازية الإقليمية.

كفت بروسيا عام 1945 نهائيا وبحكم الأمر الواقع عن الوجود مع نهاية الهيمنة النازية، وتقسيم ألمانيا إلى مناطق الاحتلال، والتنازل الفعلي عن لجميع الأراضي الواقعة شرقي أنهار أودر ونايسه في إقليم لاوزتس للإدارة السوفياتية والبولندية.[60] لكنها ظلت موجودة قانونيا بمقاطعاتها إلى جانب الولايات التي شكلت حديثا، لحين حلها في 25 فبراير 1947.[61] وانتزعت بعض المناطق من بلاد بروسيا من أجل تشكيل ولايات جديدة، حيث تقرر رسميا عبر قانون مجلس قيادة الحلفاء رقم 46 حل ما تبقى من الدولة البروسية، على أساس أنها كانت «مرتعا للعسكرية والرجعية في ألمانيا»، وبالتالي تحميلها مسؤولية الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وورد في بيان المجلس:

إن دولة بروسيا التي كانت دائما مرتعا للعسكرية والرجعية في ألمانيا لم يعد لها وجود في الواقع. إن مجلس القيادة، وبما يعكس المصلحة في الحفاظ على السلم والأمن للشعوب، وتلبية للرغبة في ضمان استعادة الحياة السياسية في ألمانيا على أساس ديمقراطي، يعتمد القانون الآتي : المادة 1 : تحل دولة بروسيا، وحكومتها المركزية وجميع السلطات الخاضعة لها.

—مجلس قيادة الحلفاء في 25 شباط 1947[2]

تجاهل منطق مجلس القيادة هذا، التقاليد الدستورية للبلاد وكذلك حقيقة أن بروسيا كانت حصنا للديمقراطية في جمهورية فايمار ولغاية «ضربة بروسيا»، والدور البارز الذي قامت به النخبة البروسية (كشتاوفنبرغ مثلا) في المقاومة.

كانت قد أُتم تشكيل ولايات جديدة في كافة الأراضي الألمانية الغربية المحتلة في الوقت الذي حلت فيه بروسيا. وحصلت أقاليم سكسونيا - أنهالت وبراندنبورغ في المناطق الشرقية المحتلة سوفياتياً على مرتبة الولاية رغم أنهما لم تكونا مقاطعتين رسميتين في بروسيا.

إرث بروسيا في الحاضر

لا تزال جوانب عديدة من الإرث البروسي حية على الرغم من حل الدولة البروسية السياسي في عام 1947 وذلك في كثير من جوانب الحياة اليومية أو الثقافية أو الرياضية وحتى في الأسماء المتداولة.[62] وتعطي المجالات التالية مثالا لتأثير بروسيا على ألمانيا:

الاتحاد

القصر الرئاسي البروسي، مقر المجلس الاتحادي الألماني.
  • أصبحت برلين باعتبارها عاصمة لدولة بروسيا عام 1871 عاصمة الامبراطورية الألمانية أيضا، وبناء على هذا التقليد أيضا في عام 1990 العاصمة الاتحادية لألمانيا. واتخذت العديد من المؤسسات الاتحادية مراكز لها في المباني والمؤسسات البروسية السابقة، كما المجلس الاتحادي في القصر الرئاسي البروسية.
  • وسام الحرب البروسي «الصليب الحديدي» بشكله المعدل هو رمز الجيش الاتحادي الألماني.
  • يستند انسحاب النمسا من رابطة الدولة الألمانية في أعقاب تأسيس الدولة القومية الألمانية من 1871 على السياسة البروسية. فقد كان الحل الألماني الأصغر «حلا بروسيا أكبر» (بحسب أوغست بيبل).

الولايات

  • سكسونيا - إنها الولاية الوحيدة حاليا التي يتضمن شعارها العقاب البروسي.[63] وبالإضافة إلى ذلك يتضمن الشعار الكبير لبادن - فورتمبرغ شعار أسرة الهوهنتسلرن.[64]
  • يشكل نموذج الحكومة والإدارة البروسية مثابة قوية لمجموعة متنوعة من المؤسسات السياسية على الصعيد الإقليمي، مثل منصب رئيس الوزراء، والمحافظات، والمديريات الريفية، والأقضية والروابط الإقليمية (روابط المقاطعات سابقا).
قصر شارلوتنبورغ، سنة 2007.

الجمعيات الكنسية

  • انبثق اتحاد الكنائس الإنجيلية من الكنيسة الإنجيلية للاتحاد، وهي اتحاد للكنائس الإنجيلية البروسية القديمة التي كانت أقاليمها موجودة ضمن الأراضي البروسية قبل عام 1866.

الثقافة

  • تضم مؤسسة التراث الثقافي البروسي واحدة من أكبر مجموعة مقتنيات وأكثرها شمولية في العالم.[65]
  • تدير مؤسسة القصور والحدائق البروسية في برلين وبراندنبورغ (SPSG) أكثر من 20 قلعة وحديقة من العهد البروسي وأجزاء واسعة من الإرث الثقافي العالمي المتمثل بقصور بوتسدام وقصر شارلوتنبورغ.[66]
  • تقدم مؤسسة التجارة البحرية البروسية منح لكتاب من شرق أوروبا، وتدعم مشاريع البحوث ونشر الكتب، وتقدم دعم شراء لمتاحف برلين وتمنح جائزة مسرح برلين سنويا.

الرياضة

  • تحمل العديد من الأندية الرياضية الألمانية اسم بروسيا بالصيغة الألمانية، مثل برويسن مونستر،[67] وبي اف سي برويسن.
  • كذلك تستخدم الصيغة اللاتينية في بعض أسماء الأندية مثل بروسيا دورتموند (باللاتينية: Borussia Dortmund) أو بروسيا مونشنغلادباخ.
  • علاوة على ذلك، فإن لباس الفريق القومي الألماني لكرة القدم يتألف من اللونين البروسيين الأبيض والأسود.

أسماء أماكن

  • مدينة برويسيش ألدندورف في قضاء ميندن - لوبكه
  • بلدة برويسيش شتروهن (من أحياء مدينة رادن) في قضاء ميندن - لوبكه
  • محطة برويسن للقطارات في لونن قرب دورتموند

جمعيات طالبية

ميزات

دولة بروسيا في المقارنة

يرتبط أمر غير طبيعي بنشوء الدولة البروسية، مقارنة مع دول أوروبية أخرى مثل فرنسا أو إنكلترا. إذ لم تكن الدولة، التي تأسست عام 1701، تمثل نتيجة لنمو ثقافي أو خلاصة لتطور تاريخي لشعب ما. افتقدت بروسيا الحوافز الطبيعية الهامة لعملية بناء الأمة، وهي تنظيم ودمج (تآزر) مناطق متصلة جغرافياً، حيث كانت الأراضي منتشرة بشكل متفرق وعلى نطاق واسع. فكانت الدولة البروسية نتاج إرادة قوة عدد صغير من الرجال الطموحين فقط.[68]

وحسب الأطروحة فأن الدول الأخرى النامية بصورة طبيعية، تكيّف نفسها بما يتناسب مع احتياجات المجتمع. ولكن بالمقابل في بروسيا شكّلت الدولة المجتمع وفقا لاحتياجاتها، حيث كانت الظروف الملائمة لقيام الدولة مفقودة تماما. فكانت النتيجة جهاز شبه مثالي للسلطة غير مسبوق في التاريخ. تفوق من خلال القوة والقدرة التنظيمية على جيرانه لعدة قرون، وأسس بالتالي لنجاح نموذج الدولة البروسية. كان إنشاء الامبراطورية الألمانية في 18 كانون الثاني 1871، محاولة لنقل النموذج البروسي إلى بقية ألمانيا. لكن هذه المحاولة أثبتت فشلها وانتهت أخيرا بسقوط بروسيا والامبراطورية الألمانية الحديثة المنشأ.[69]

الروح البروسية

يقوم نموذج الدولة البروسية شكلاً معيناً من القيم الأخلاقية تعرف بشكل عام باسم الروح البروسية التي دخلت أيضاً في تكوين بعض الاساطير عن بروسيا.[70] ترتبط صور نمطية ببروسيا عن الفضائل البروسية المتأثرة بالقيم البروتستانتية (الأسر الكالفينية الحاكمة) كقيم مثل الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح من جهة. في حين تشير الصورة النمطية المعاكسة إلى النزعة العسكرية، والتسلط والامبريالية العدوانية وإلى سياسة رجعية متجذرة في مناهضة الديمقراطية. رغم أن بروسيا خاضت حروبا أقل من فرنسا أو بريطانيا على سبيل المثال.[71] صورة بروسيا اليوم في العلوم التاريخية هي أكثر تنوعا بكثير مما قد توحيا به هاتين الصورتين النمطيتين، بل يشار هنا إلى التطور التاريخي الطويل والمعقد لهذه الدولة.

"كانت بروسيا والنازية في تباين مطلق. إذ أن بروسيا مثلت سيادة الدولة وفكرة أن على الدولة أن تتبنى مصالح المجتمع المدني بأكمله. الأمر الذي لم يكن بالامكان تصوره لدى النازيين الذين كانوا يطمحون إلى انشاء كيان عنصري قومي مكان الدولة.… كانت نظرية الدرب الألماني- البروسي المتميز مثمرة، لأنها أشغلت بها أكثر العقول ذكاء. لقد حققت غرضا تربويا شعبيا، إذ سمحت لوضع مجالات مختلفة مثيرة للنقاش خارج مفهوم بروسيا مع النازية سويا، مثل النزعة العسكرية، والطاعة العمياء، وعبادة الحاكم. الأمر الذي سهل نشأة الجمهورية الاتحادية الليبرالية. ولكن حان الآن الوقت لمواجهة مسائل أخرى، وإفساح المجال لوجهات نظر جديدة"

—المؤرخ الأسترالي كرستوفر كلارك في حوار مع در شبيغل 21 آب 2007

رموز الدولة

  • لونا دولة بروسيا الأسود والأبيض موجودان من قبل في شعار أسرة الهوهنتسلرن.
  • العقاب الأسود هو الحيوان الرمزي في بروسيا.[72][73][74]
  • شعار بروسيا منذ زمن الإصلاحات هو باللاتينية:Suum cuique - لكل ما له.[75] ويقابله من حيث المغزى بالعربية، من القرآن الكريم: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ.

الجغرافيا والسكان

خريطة لولايات ألمانيا الحالية، والتي كانت تدخل كليّا أو جزئيّا في مملكة بروسيا (اللون الأخضر الداكن).

نشأت بروسيا في بادئ الأمر كإقيلم، في المنطقة التي أصبحت تُعرف لاحقا باسم «بروسيا الشرقية»، المقسمة اليوم بين محافظة فارمينسكو-مازورسكي في بولندة، مكتنف كالينينغراد أوبلاست في روسيا، ومنطقة كلايبيدا في لتوانيا. كانت بروسيا في الأصل أوسع من هذا، ولكنها تقلصت بسبب بروز دول جديدة مجاورة مثل ماسوفيا وبولندة. إن مقاطعات سودوفيا ويوتفينغيا البروسية أصلا، تم الاستيلاء عليها لاحقا ووزعت بين بولندة، ليتوانيا، بيلاروسيا، وغيرها من الدول.

سكن المنطقة البروسيون القدماء البلطيقيون، الذين اعتنقوا الدين المسيحي، في بادئ الأمر، ومن ثم أصبحت المنطقة مركز استقطاب للمهاجرين الألمان (البروتستنتيون لاحقا)، بالإضافة للبولنديين والليتوانيين الذين قطنوا المناطق الحدودية.

كانت المنطقة التي وجدت فيها مملكة بروسيا، قبل أنحلالها، تشمل «بروسيا التامة» (بروسيا الغربية والشرقيةبراندنبورغ، مقاطعة سكسونيا (التي تشمل معظم أنحاء ولاية سكسونيا-أنهالت وأجزاء من ولاية تورنغن في ألمانيابوميرانيا، راينلاند، وستفاليا، سيليسيا (باستثناء سيليسيا التشيكية)، لوساتيا، شليسفيش هولشتاين، هانوفر، هيس-ناسو، ومنطقة صغيرة منفصلة في هوهنتسلرن، أي الموطن التاريخي للأسرة الحاكمة البروسية.

ديمغرافيا

بلغ عدد سكان بروسيا عام 1871، 24.69 مليونا،[76] وبالتالي فقد كانوا يشكلون 60% من سكان الإمبراطورية الألمانية،[77] وبحلول عام 1910 كانت النسبة قد ارتفعت لتصل إلى 40.17 مليون نسمة،[78] أي 62% من سكان الإمبراطورية.[77] بلغت مساحة بروسيا عام 1914 354,490 كم²، وفي أيار 1939 وصلت مساحة الدولة إلى 297,007 كم²، وبلغ عدد سكانها 41,915,040 نسمة. كانت إمارة نيونبورغ، التي أصبحت تعرف حاليّا بكانتون نيوشاتل في سويسرا، جزءًا من المملكة البروسية من عام 1707 حتى 1848.

سكن بروسيا الملايين من الكاثوليك، على الرغم من أن أكثرية السكان كانوا يتبعون المذهب البروتستانتي، وكذلك وجد فيها العديد من الأقليات، وبشكل خاص البولنديون. ففي منطقة مازورن الجنوبية في بروسيا الشرقية كان أغلبية السكان، إن لم يكن جميعهم يتبعون المذهب البروتستانتي، وكان هناك مجموعة لا يُستهان بها من الكاثوليك الرومانيون في راينلاند ووستفاليا، وكذلك في إيرملاند، سيليزيا، ومحافظة بوسن. كانت مملكة بروسيا قد اكتسبت هذه المناطق من دول ذات أغلبية كاثوليكية رومانية وهي مملكة بولندة والإمبراطورية النمساوية.

كان هناك قرابة 2.4 مليون بولندي عام 1871 يعيشون في بروسيا، وبهذا فقد كانوا أكبر الأقليات،[77] التي شملت بالإضافة إليهم: الدنماركيون، الفريزيون، الكشوبيون (بلغ تعدادهم 72,500 نسمة عام 1905)، المازوريون (بلغوا 248,000 نسمة عام 1905)، الليتوانيون (101,500 نسمة عام 1905)، الوالونيون، التشيكيون، والصرب.[77]

تحولت المنطقة، التي تُعتبر الموطن الأم للأمة البولندية، والتي كانت تتبع دولة «بولندة الكبرى»، إلى مقاطعة بوزن بعد تقسيم بولندة، وفي هذه المنطقة ذات الأغلبية البولندية (62% بولنديون، 38% ألمان) كان السكان يرفضون الحكم الألماني لهم، وكذلك كان الحال في القسم الجنوبي من سيليزيا (سيليزيا العليا). تظهر الوثائق أن الكاثوليك، البولنديون وغيرهم من السلاف، بالإضافة لليهود، لم يكونوا يحظوا برتب وأوضاع اجتماعية مماثلة لتلك التي كان يتمتع بها البروتستنتيون.[79]

تمّ منح المنطقتين السابقتين إلى الجمهورية البولندية الثانية، وفقا لمعاهدة فرساي عام 1919، وكذلك بضعة مناطق أخرى ذات أغلبية ألمانية في مقاطعة بروسيا الغربية. وبعد الحرب العالمية الثانية تمّ اقتسام بروسيا الشرقية، سيليزيا، معظم بوميرانيا، وجزء من براندنبورغ، بين الإتحاد السوفياتي وبولندة.[80]

انظر أيضًا

مصادر

  1. يانوش مالك: Die Ständerepräsentation im Deutschordensstaat (1466–1525) und im Herzogtum Preußen (1525–1566/68). In: هارتموت بوكمان: Die Anfänge der ständischen Vertretungen in Preußen und seinen Nachbarländern. دار ألدنبورغ للنشر، ميونيخ 1992, ISBN 3-486-55840-4, S. 101–115, hier: S. 101.
  2. Clark, Christopher (2006): Iron Kingdom: The Rise and Downfall of Prussia, 1600-1947.
  3. ... the old Prussian virtues were virtues, and remain so. Industry; piety; frugality; self-discipline; physical courage; a capacity for self-subordination to a common cause - Michael Eliot Howard, Michael Howard: The Lessons of History, 1991, Yale University Press, ISBN 0-300-05665-6
  4. History Today: Brandenburg-Prussia [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 8 فبراير 2010 على موقع واي باك مشين.
  5. "Danish Kings · Christian 4."، www.danskekonger.dk، مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2016، اطلع عليه بتاريخ 24 مايو 2008.
  6. Lockhart, Paul Douglas (2007)، Denmark, 1513-1660: the rise and decline of a Renaissance monarchy، جامعة أوكسفورد Press، ص. 166، ISBN 0199271216، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 07 أغسطس 2009.
  7. The Thirty Years War: Home page, The Swedish Phase of the Thirty Years War نسخة محفوظة 02 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. Absolute Astronomy: George William, Elector of Brandenburg نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  9. Infoplease, Frederick William نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  10. "::The Thirty Years War::"، Chris Atkinson، مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2008.
  11. "The Thirty Years War: The Peace of Westphalia"، www.pipeline.com، مؤرشف من End of the Eighty Years War الأصل في 6 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار= (مساعدة)
  12. "Germany History Timeline"، www.countryreports.org، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2010، اطلع عليه بتاريخ 24 مايو 2008.
  13. "The Thirty Years War (1618-48)"، Twentieth Century Atlas، مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 24 مايو 2008.
  14. Thirty Years’ War: Battle of Breitenfeld, HistoryNet نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. "Germany  — The Thirty Years' War  — The Peace of Westphalia"، About.com، مؤرشف من الأصل في 1 أغسطس 2016، اطلع عليه بتاريخ 24 مايو 2008.
  16. Prussia in the later 17th Century, University of Wisconsin-Madison نسخة محفوظة 20 يوليو 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  17. Coins of the Thirty Years War, The Wonderful World of Coins, Journal of Antiques & Collectibles January Issue 2004 نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  18. Gieysztor, Alexander, Stefan Kieniewicz, Emanuel Rostworowski, Janusz Tazbir, and Henryk Wereszycki. History of Poland. PWN. Warsaw, 1979. ISBN 83-01-00392-8
  19. Infoplease: Frederick I نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  20. A Royal Student Steinنسخة محفوظة 22 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  21. تشارلز سبنسر, معركة بلاينام, Chapter 22: Vindication, p.316
  22. Williams, Ernest Neville (1970)، The Ancien Régime in Europe: Government and Society in the Major States, 1648–1789، رئيس بدلي (ناشر)، ص. 305. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  23. Ostpreußen: The Great Trek
  24. Answer.com: Biography: Frederick William I نسخة محفوظة 11 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  25. Hugo Rachel: Der Merkantilismus in Brandenburg-Preußen, in: Otto Büsch, Wolfgang Neugebauer (Hrsg.): Moderne Preußische Geschichte, Bd. 2, S. 951 ff.
  26. Rothbard, Murray N. (1999)، [http://mises.org/story/2226 Education: Free & Compulsory]، Auburn, Alabama: معهد ميزس، ص. 24–27، ISBN 0945466-22-6، مؤرشف من الأصل في 3 مايو 2009، اطلع عليه بتاريخ 23 سبتمبر 2019. {{استشهاد بكتاب}}: روابط خارجية في |عنوان= (مساعدة)
  27. Auswirkungen beschreibt Klaus Schwieger: Militär und Bürgertum. Zur gesellschaftlichen Prägkraft des preußischen Militärsystems im 18. Jahrhundert, in: Dirk Blasius (Hrsg.): Preußen in der deutschen Geschichte, Königstein/Ts. 1980, S. 179 ff.
  28. كان فريدريش الثاني، ثالث وأخر"ملك في بروسيا"؛ فمنذ عام 1772 أخذ يستعمل لقب "ملك بروسيا".
  29. Reiners, pp.247-248
  30. Koch, p. 126
  31. Klaus Zernack: Friedrich, Rußland und Polen, in: Wilhelm Treue (Hrsg.): Preußens großer König, Freiburg/Würzburg, 1986, S. 197 ff.
  32. MacDonogh, p. 78
  33. Ducal Prussia and the Kingdom of Prussia, to 1786 نسخة محفوظة 08 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  34. هورست مولر: Fürstenstaat oder Bürgernation. Deutschland 1763–1815, Siedler, Berlin 1989, bes. Kap. I Vom österreichisch-preußischen Dualismus zur revolutionären Herausforderung, S. 13–64
  35. Peter H. Wilson, The Holy Roman Empire, 1495-1806 (Basingstoke: Macmillan, 1999) p. 1.
  36. Georg Kotowski: Wilhelm von Humboldt und die deutsche Universität, in: Otto Büsch, Wolfgang Neugebauer (Hrsg.): Moderne Preußische Geschichte, Bd. 3, S. 1346 ff.
  37. Gordon A. Craig: Stein, Scharnhorst und die Preußischen Reformen, in: Ders.: Die preußisch-deutsche Armee 1640–1945. Staat im Staate, Düsseldorf 1960, S. 56–72
  38. Charles Ingrao, The Habsburg Monarchy, 1618-1815 (Cambridge: مطبعة جامعة كامبريدج, 2000) pp. 229-230.
  39. Zur historischen Perspektive noch in der Kaiserzeit siehe Otto Hintze: Das monarchische Prinzip und die konstitutionelle Verfassung (Erstpublikation 1911), in: Otto Büsch, Wolfgang Neugebauer (Hrsg.): Moderne Preußische Geschichte, Bd. 2, S. 731 ff
  40. Zum Folgenden vgl. Thomas Nipperdey: Deutsche Geschichte 1800–1866. Bürgerwelt und starker Staat, Beck, München 1998, Kapitel III Restauration und Vormärz 1815–1848, S. 272–402, bes. auch den Abschnitt Preußen, S. 331 ff.
  41. Richard H. Tilly: Die politische Ökonomie der Finanzpolitik und die Industrialisierung Preußens, 1815–1866, in: Dirk Blasius (Hrsg.): Preußen in der deutschen Geschichte, Königstein/Ts. 1980, S. 203 ff.
  42. William Otto Henderson: Prussia and the Founding of the German Zollverein, in: Otto Büsch, Wolfgang Neugebauer (Hrsg.): Moderne Preußische Geschichte, Bd. 2, S. 1088 ff.
  43. Heinrich Lutz: Zwischen Habsburg und Preußen. Deutschland 1815–1866, Siedler, Berlin 1985, bes. S. 385–474
  44. krige.htm "Militærmusikalske minder fra de slesvigske krige 1848-50 og 1864" (باللغة الدنماركية)، مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2012، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2007. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  45. ICRC: The German-Danish war (1864) نسخة محفوظة 01 يوليو 2009 على موقع واي باك مشين.
  46. History of Warfare: The German-Danish War of 1864, Diplomatic Solution and Legacy نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  47. History-world: Austro-Prussian War, Author: Fyffe, Charles A. نسخة محفوظة 31 مايو 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  48. Prussia allies in the Austro-Prussian War were: Anhalt, Bremen, Brunswick, Lauenburg, Lippe-Detmold, Lübeck, Hamburg, Mecklenburg-Schwerin, Mecklenburg-Strelitz, Oldenburg, Saxe-Altenburg, Saxe-Coburg and Gotha, Schwarzburg-Sondershausen, Waldeck-Pyrmont
  49. Causes of the Franco-Prussian War نسخة محفوظة 22 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  50. Taithe, Bertrand (2001)، Citizenship and Wars: France in Turmoil 1056-1871، Routledge.
  51. Michael Stürmer: Das ruhelose Reich. Deutschland 1866–1918, Siedler, Berlin 1983, bes. Kapitel II Machtstaat in der Mitte, S. 143 ff.
  52. Imanuel Geiss, Der polnische Grenzstreifen 1914-1918. Ein Beitrag zur deutschen Kriegszielpolitik im Ersten Weltkrieg, Hamburg/Lübeck 1960
  53. Georg Franz-Willing: Der große Konflikt: Kulturkampf in Preußen, in: Otto Büsch, Wolfgang Neugebauer (Hrsg.): Moderne Preußische Geschichte, Bd. 3, S. 1395 ff.
  54. Judd, Denis (1976)، Eclipse of Kings، Stein & Day، ص. 13، ISBN 978-0685701195، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2022.
  55. Kurtz, Harold (1970)، The Second Reich: Kaiser Wilhelm II and his Germany، McGraw-Hill، ص. 60، ISBN 978-0070356535.
  56. Free Base: Prussian Crown Jewels نسخة محفوظة 27 يناير 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  57. History of the free state of prussia نسخة محفوظة 15 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  58. Hajo Holborn: Prussia and the Weimar Republik, in: Otto Büsch, Wolfgang Neugebauer (Hrsg.): Moderne Preußische Geschichte, Bd. 3, S. 1593 ff.
  59. Hagen Schulze: Preußen als Stabilitätsfaktor der deutschen Republik, in: Dirk Blasius (Hrsg.): Preußen in der deutschen Geschichte, Königstein/Ts. 1980, S. 311 ff.
  60. Die verschiedenen Transformations- und Auflösungsetappen des alten Preußens zwischen 1871 und 1947 schildert Golo Mann: Das Ende Preußens, in: Hans-Joachim Netzer (Hrsg.): Preußen. Portrait einer politischen Kultur, München 1968, S. 135–165
  61. "Council Control Law 46: Abolition of the State of Prussia"، 25 فبراير 1947، مؤرشف من الأصل في 5 يونيو 2011.
  62. PRUSSIA—YESTERDAY AND TOMORROW, Symposium at the GHI, March 27, 2001. Conveners: Dieter Dettke (Friedrich Ebert Foundation), Christof Mauch (GHI). Speakers: Manfred Stolpe (minister president of Brandenburg), David E. Barclay (Kalamazoo College). Moderator: Robert Gerald Livingston (GHI).
  63. Saxony-Anhalt (Germany) Coat of arms نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  64. Der Landtag des Landes Baden Württemberg (1967)، "Gesetz über das Wappen des Landes Baden-Württemberg vom 3. Mai 1954"، Gesetzblatt für Baden-Württemberg، ص. 69، مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2013
  65. The Prussian Cultural Heritage Foundation نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  66. Prussian Palaces and Gardens Foundation Berlin-Brandenburg, 400 years of history [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  67. Official Page of Preußen Münster [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 2 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
  68. PreußenJahrBuch – Ein Almanach. MD Berlin, Berlin 2000, S. 36
  69. PreußenJahrBuch – Ein Almanach. MD Berlin, Berlin 2000, S. 37
  70. PreußenJahrBuch – Ein Almanach. MD Berlin, Berlin 2000, S. 38
  71. إذاعة ألمانيا - رحلة عبر الزمن - ارث بروسيا الثقيل نسخة محفوظة 16 مايو 2011 على موقع واي باك مشين.
  72. Siebmacher, Grosses Wappenbuch, Band 1, 1. Abteilung, 1. Teil, Nuremberg 1856 and 4.Teil, Nuremberg 1921
  73. Terence Wise, Military Flags of the World, Blandford Press, Poole, Dorset, 1977
  74. Gerhard Schön, Deutscher Münzkatalog. 18. Jahrhundert, Battenberg Verlag, Munich, 1984
  75. Einen ersten Überblick bietet Wolfgang Neugebauer: Die Geschichte Preußens, München, 2. Aufl. 2006. Ausführlicher: Christopher Clark: Preußen, München 2007, und Hans-Joachim Schoeps: Preußen, Frankfurt/M., Berlin 1992. Auf diese drei Darstellungen wird in diesem Artikel grundsätzlich Bezug genommen.
  76. "Königreich Preußen (1701-1918)" (باللغة الألمانية)، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2007.
  77. Büsch, Otto (1992)، Otto Büsch (المحرر)، Handbuch der preussischen Geschichte (باللغة الألمانية)، Berlin: de Gruyter، ج. 2، ص. 42، ISBN 978-3110083224.
  78. "German Empire: administrative subdivision and municipalities, 1900 to 1910" (باللغة الألمانية)، مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2007.
  79. "Staat von Blut und EisenDer Spiegel (باللغة الألمانية) (4)، 22 يناير 2001.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
  80. Genealogy & Poland - a guide PolishRoots [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 11 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.

مراجع

  • Acta Borussica
  • Allgemeines Archiv für die Geschichtskunde des Preußischen Staates (Leopold v. Ledebur, Hrsg.). Erster Band, 390 Seiten. Mittler, Berlin/Posen/Bromberg 1830, online.
  • Scriptores Rerum Prussicarum - Die Geschichtsquellen der preußischen Vorzeit (T. Hirsch, M. Töppen und E. Strehlke, Hrsg.), mit deutschsprachigen Anmerkungen.
  • Die preußische Landesgesetzgebung - Sammlung von Textausgaben (Max Apt, Hrsg.). Buchhandlung des Waisenhauses, Halle/S. u. Berlin 1933–1935. Etwa 14 Bände (mit Nachträgen).
  • Kurt Adamy, Kristina Hübener (Hrsg.): Geschichte der Brandenburgischen Landtage. Von den Anfängen 1823 bis in die Gegenwart. Verlag für Berlin-Brandenburg, 1999, ISBN 3-930850-71-0.
  • Dirk Blasius (Hrsg.): Preußen in der deutschen Geschichte. Verlagsgruppe Athenäum, Hain, Scriptor, Hanstein, Königstein/Taunus 1980, ISBN 3-445-02062-0. Mit Auswahlbibliografie und Personenregister.
  • Peter Brandt, Reiner Zilkenat (Hrsg.): Preußen. Ein Lesebuch. LitPol Verlag, Berlin 1981, ISBN 3-88279-021-0.
  • Handbuch der preußischen Geschichte, hrsg. im Auftrag der Historischen Kommission zu Berlin:
    • Band 1: Wolfgang Neugebauer (Hg.): Das 17. und 18. Jahrhundert und große Themen der Geschichte Preußens. Berlin, New York 2009.
    • Band 2: Otto Büsch (Hg.): Das 19. Jahrhundert und große Themen der Geschichte Preußens. Berlin, New York 1992.
    • Band 3: Wolfgang Neugebauer (Hg.): Vom Kaiserreich zum 20. Jahrhundert und große Themen der Geschichte Preußens. Berlin, New York 2000.
  • Otto Büsch, Wolfgang Neugebauer (bearb. u. Hg.): Moderne Preußische Geschichte 1648–1947. Eine Anthologie. 3 Bde., Walter de Gruyter, Berlin, New York 1981 (Veröffentlichungen der Historischen Kommission zu Berlin, Bd. 52/1-3. Forschungen zur Preußischen Geschichte), ISBN 3-11-008324-8.
  • Otto Büsch, Monika Neugebauer-Wölk (Hrsg.): Preußen und die revolutionäre Herausforderung seit 1789. Ergebnisse einer Konferenz. Berlin 1991 (Veröffentlichungen der Historischen Kommission zu Berlin, Bd. 78. Forschungen zur preußischen Geschichte), ISBN 3-11-012684-2.
  • Christopher Clark: Preußen. Aufstieg und Niedergang 1600–1947. dva, Stuttgart 2007, ISBN 3-421-05392-8.
  • Beate Engelen: Soldatenfrauen in Preußen. Münster 2005 (Herrschaft und soziale Systeme in der Frühen Neuzeit, Bd. 7), ISBN 3-8258-8052-4.
  • Gerhard Friedrich: Fontanes preußische Welt. Armee – Dynastie – Staat. Baltica Verlag, Flensburg 2001, ISBN 3-934097-12-X.
  • Klaus Herdepe: Die Preußische Verfassungsfrage 1848. ars et unitas, Neuried 2003 (Deutsche Universitätsedition, Bd. 22), ISBN 3-936117-22-5.
  • Reinhart Koselleck: Preußen zwischen Reform und Revolution. Allgemeines Landrecht, Verwaltung und soziale Bewegung von 1791 bis 1848. Klett-Cotta, Stuttgart 1987, ISBN 3-608-95483-X.
  • Wolfgang Neugebauer: Die Geschichte Preußens. Von den Anfängen bis 1947. Piper, München 2006, ISBN 3-492-24355-X.
  • Hans-Joachim Schoeps: Preußen. Geschichte eines Staates. Bilder und Zeugnisse. Ullstein, Frankfurt a.M., Berlin 1992 (zuerst Frankfurt a.M., Berlin: Propyläen Verlag, 1966, 1967), ISBN 3-550-08585-0.
  • Julius H. Schoeps: Preußen, Geschichte eines Mythos. 2. erw. Aufl., Bebra Verlag, Berlin 2001, ISBN 3-89809-030-2.
  • Eberhard Straub: Eine kleine Geschichte Preußens. Siedler, Berlin 2001, ISBN

3-88680-723-1.

  • Friedemann Bedürftig (Hrsg.): Preußisches Lesebuch. Bilder, Texte, Dokumente. Unipart-Verlag, Stuttgart 1981, ISBN 3-8122-8101-5.
  • Marion Gräfin Dönhoff: Preußen. Maß und Maßlosigkeit. Goldmann, München 1998, ISBN 3-442-75517-4.
  • Hans Dollinger: Preußen. Eine Kulturgeschichte in Bildern und Dokumenten. Prisma, Gütersloh 1985, ISBN 3-570-09624-6. Mit einem Vorwort von Marion Gräfin Dönhoff und einer synchronoptischen Zeittafel zur Geschichte und Kultur Preußens.
  • Bernt Engelmann: Preußen. Land der unbegrenzten Möglichkeiten. München 1981, ISBN 3-442-11300-8.
  • Joachim Fernau: Sprechen wir über Preußen. Die Geschichte der armen Leute. Herbig Verlag, Berlin und München 1999, ISBN 3-7766-2132-X.
  • Siegfried Fischer-Fabian: Preußens Krieg und Frieden. Der Weg ins Deutsche Reich. Droemer Knaur, München und Zürich 1981, ISBN 3-426-26043-3. Mit 50 Abbildungen, Zeittafel 1786–1871, Literaturverzeichnis, Register und Bildnachweis.
  • Siegfried Fischer-Fabian: Preußens Gloria. Der Aufstieg eines Staates. Lübbe Verlag, Bergisch Gladbach 2007, ISBN 978-3-404-64227-4.
  • Sebastian Haffner: Preußen ohne Legende. Gruner u. Jahr, Hamburg 1979, ISBN 3-442-11511-6. Mit 8 Karten, Zeittafel von 1134 bis 1947, Personenregister und Bildnachweis; Bildteil von Ulrich Weyland.
  • Sebastian Haffner, Wolfgang Venohr: Preußische Profile. Ullstein, Berlin 2001, ISBN 3-548-26586-3.
  • Alwin Hanschmidt, Die Grafschaft Lingen und Brandenburgs-Preußens Expansion nach Westen, in: Emsländische Geschichte Bd. 13, Haselünne 2006, S. 425–440.
  • Ludwig Hüttel: Friedrich-Wilhelm von Brandenburg der Große Kurfürst 1620–1688, Süddeutscher Verlag, München 1981, ISBN 3-7991-6108-2.
  • Ingrid Mittenzwei, Erika Herzfeld: Brandenburg-Preußen 1648 bis 1798. Das Zeitalter des Absolutismus in Text und Bild. Berlin (Ost) 1987, ISBN 3-373-00004-1. Anhang mit Sigelverzeichnis, Personenregister und Bildnachweis.
  • Berthold Maack: Preussen – Jedem das Seine, Grabert Verlag, Tübingen 1980, ISBN 3-87847-048-7.
  • Heinz Ohff: Preußens Könige. Pieper Verlag, München, Zürich 2001, ISBN 3-492-23359-7. Mit 39 S/w-Abbildungen, einer Zeittafel, einer Auswahlbibliografie und einem Personenregister.
  • Wolfgang Ribbe, Hansjürgen Rosenbauer (Hrsg.): Preußen. Chronik eines deutschen Staates. Berlin 2000, ISBN 3-87584-023-2. Begleitbuch zur gleichnamigen sechsteiligen Fernsehreihe, mit zahlreichen Abbildungen.
  • Johannes Rogalla von Bieberstein: Preußen als Deutschlands Schicksal, München 1981, ISBN 3-597-10336-7.
  • Hans-Joachim Schoeps: Preußen gestern und morgen. Preussen Verlag, Eutin-Fissau, Essay.
  • Kerski, Basil (Hrsg.): Preußen – Erbe und Erinnerung. Essays aus Polen und Deutschland. Deutsches Kulturforum östliches Europa e.V., 1. Aufl., 2005, ISBN 978-3-936168-17-4.
  • Preußen. Versuch einer Bilanz. Fünfbändiger Katalog zur gleichnamigen Ausstellung der Berliner Festspiele vom 15. August–15. November 1981 im Martin-Gropius-Bau in Berlin, Rowohlt, Reinbek 1981.
    • Band 1 Preußen. Versuch einer Bilanz. Hg. von Gottfried Korff, 1500-ISBN 3-499-34001-1.
    • Band 2 Preußen. Beiträge zu einer politischen Kultur. Hg. von Manfred Schlenke, 1000-ISBN 3-499-34002-X.
    • Band 3 Preußen. Zur Sozialgeschichte eines Staates. Bearb. von Peter Brandt, 1000-ISBN 3-499-34003-8.
    • Band 4 Preußen. Dein Spree-Athen. Beiträge zu Literatur, Theater und Musik in Berlin. Hg. von Hellmut Kühn, 1000-ISBN 3-499-34004-6.
    • Band 5 Preußen im Film. Eine Retrospektive der Stiftung Deutsche Kinemathek. Hg. von

Axel Marquardt und Heinz Rathsack, 1000-ISBN 3-499-34005-4.

أفلام عن بروسيا

  • Bundeszentrale für politische Bildung: Preußen in Film und Bild. Zeitgenössische Darstellungen und Filme der DDR in Gegenüberstellung. Bonn 1997 (Schriftenreihe Medienberatung), ISBN 3-89331-284-6.
  • Axel Marquardt, Heinz Rathsack (Hrsg.): Preußen im Film. Eine Retrospektive der Stiftung Deutsche Kinemathek. Rowohlt, Reinbek 1981 (Preußen. Versuch einer Bilanz. Bd. 5), 1000-ISBN 3-499-34005-4.

وصلات خارجية

  • بوابة دول
  • بوابة أعلام
  • بوابة ألمانيا
  • بوابة الإمبراطورية الرومانية المقدسة
  • بوابة تاريخ أوروبا

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.