بهيج بن ذبيان الزبيدي الطائي
بهيج بن ذبيان الزبيدي المذحجي آخر أمراء زبيد مذحج في حائل في القرن العاشر الهجري، وكانت عاصمة حكمه بلدة عقدة من قرى حائل، وتولى إمارة حائل وجبال طيء من بعده آل علي من قبيلة شمر الطائية.[1][2][3][4][5]
بهيج بن ذبيان الزبيدي الطائي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
هجرة زبيد من حائل
كان آخر أمراء زبيد في حائل هو بهيج بن ذبيان الزبيدي المذحجي، الملقب بسلطان البر. وقد نص على ذلك المؤرخ ابن عقيل الظاهري والعلامة عباس العزاوي والدكتور المؤرخ عبد الله الصالح العثيمين والدكتور علي الشواخ الشعيبي والمؤرخ عبد الرحمن السويداء ومؤرخ الجزيرة العربية العلامة حمد الجاسر وغيرهم.[1][2][3][4][5]
وفي عهد بهيج بن ذبيان الزبيدي كانت قد وصلت آنذاك من الجنوب إلى حائل قبيلة عبدة الضيغمية المشهورة بالسناعيس، لتنضم إليها قبيلتي الأسلم وزوبع الطائيتين، مشكلين بذلك جبهة كبيرة وقوية ضد بهيج وقومه الزبيد وحلفائهم من قبيلة بني لام الطائية، لينتهي الأمر بإجلاء بهيج عن حكم الجبلين[6]، والذي كان يتخذ من قرية عقدة التي ينتسب لها العقيدات الزبيد عاصمة لها. وليرحل نحو العراق، ولتنشأ بعد ذلك إمارة قبيلة شمر بزعامة الضياغم وأمرائهم آل علي ثم آل الرشيد.
وبعد خروج بهيج بن ذبيان من عقدة تتابع لحاق الزبيد له نحو الشمال؛ من فرق الجبور والدليم والعزة واللهيب والبو سلطان وغيرها. وكان آخر من هاجر من الزبيد نحو الشمال هم الزبيد من أبناء علي السالم الصهيبي الذين كانوا يسكنون في عقدة ونواحيها، فسمووا بالعقيدات تمييزا لهم عمن سبقهم من أبناء عمومتهم إلى وادي الفرات الأوسط في سوريا والعراق. وكانت هجرتهم في بدايات القرن الحادي عشر الهجري؛(1010إلى 1030 هجرية)، الموافق لبدايات القرن السابع عشر الميلادي؛ (1600 إلى 1630 ميلادية). فيما يعرف بآخر الهجرات البدوية الكبرى التي ذكرها العلامة وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام.
وقد قال الأمير بهيج بن ذبيان الزبيدي قصيدته المشهورة عندما تم تحديره من عاصمته عقدة في حائل:
يقول بهيج بن ذبيان مثايل | ودمعه على الأملاك غادي شلايل | |
جلونا عن ديارنا العذيّات شمّر | قراح وبرد ماء يداوي الغلايل | |
نحينا رقاب القود عنهم وغربنا | وعيون الزبيديات لنجد مايل | |
وليا صار ما عدل يعادل عديله | ما ينقعد بالدار والشيل مايل | |
وليا صار ما حكم الفتى بذراعه | هبيت يا حكم يجي بالدخايل |
النسخة الاصلية للقصيدة كما قالها الأمير بهيج بن ذبيان رحمه الله امير عقدة
بهيج بن ذبيان قال المثايل | وحزنه على الأملاك غادٍ شلايل | |
جلوه من داره هل الشر عبده | دارً مواردها تداوي الغلايل | |
ضياغم ياوي والله قبيلة | اليا تعلوا مكرمات الاصايل | |
ضياغم قطيع والجد قحطان | بعاد الهقاوي من كرام القبايل | |
وانحت رقاب القود عنها وقفت | وعين الزبيدية لنجدٍ تخايل | |
لا صار ما عدل يعادل عديله | ما ينقعد بالدار والشيل مايل | |
ان ماخذيت قضاي منهم بسيفي | هبيت يا حكم يجي بالدخايل | |
صبار من عقدة ومن سو ميله | والا النسب مامثلهم بالقبايل | |
بوار لو حججتهم مكة الهدى | جازوك عنها ببايرات الفسايل | |
ولابد من يوم نشد السرايا | وندكها بالمكرمات الاصايل | |
اضرب بواسلها وايتم عيالها | ونمشي نهار ولانجي بالختايل | |
وكل يعرف سيوفنا لانتخينا | اليا انتهى وقت الرضى والرسايل | |
من باسها وصيت قومي وصية | لايهلكون اطفال والا عوايل | |
نمشي على سلم السلف مانجنب | منهاج قدوه الجدود الاوايل | |
دكاكة الاروام وارض الاعاجم | الدم منهم في نهاوند سايل | |
واخذت بالنهرين دار ودولة | بدلتها في طيبات البدايل | |
واكبّر حماها وارحل خصيمها | ومجردين السيف لاعال عايل | |
سرنا نباري للبحر في جنوبها | ايامٍ مشيناها مهي بالقلايل | |
وجينا لواحات العيون ونخيلها | حلو ثمرها دانيات ثقايل | |
جانا العهد منها بعز ومعزة | وصارت حمانا بالشيم والفضايل | |
وفيها كسرنا جيش طامع بخيرها | من زنجبار وكل صوب يهايل | |
شمنا وحاربنا لتاديب ظالم واجب | علينا مانعده جمايل | |
ويوم امنت سرنا إلى غرب بابل | ومنها شمال لطيبات المسايل | |
وقمنا بثالث حول للثار قومة | ودارت على بقعا رحاة الهوايل | |
عنوا رمكهم للوغى واعتلوها | نعم بهدتهم ونعم السلايل | |
صوت الربيعية بتالي صفوفهم | لجة كراوين على الما نزايل | |
يوم دعيت عيال عمر وتهدلوا | وانا تقدمت السرايا صمايل | |
انقى من خيار الرجاجيل روسها | ورّدت رمحي في نحر كل صايل | |
تكثر جنايزهم مع كل كرّة | وقصت على الاموات سود الجدايل | |
الحمد للوالي على كل والي | نصرٍ من الله واصبح الوجه طايل | |
لو الضياغم ماغزونا بغدرة | ماكان يتمنا عيال الحمايل | |
لاصار ما للحق سيف يرده | الذل مارافق عظيم الخصايل | |
وانا بهيج بن الزحول المردد | ولو طالت الايام فالعمر زايل |
إلا أنّ بهجياً بعد ذلك قد غزا حائل مع بعض قومه لأخذ الثأر، فقتل تسعين رجلاً من الجعفر الضياغم وتيتّم أبناؤهم، وسُمّي هذا الفخذ من الجعفر باليُتمان، ولا يزالوا يعرفون به حتى الآن، ثمّ رجع لدياره الجديدة في الجزيرة الفراتية في سوريا والعراق. وقد ذكر هذه الحادثة كل من المؤرخ عبد الرحمن بن زيد السويداء والعلامة حمد الجاسر. وهي مشهورة عند قبيلة عبدة الضيغمية.
المراجع
- موسوعة عشائر العراق، العلامة عباس العزاوي، الجزء الأول، صفحة129
- آل الجرباء في التاريخ والأدب، ابن عقيل الظاهري، صفحة 19و 21
- نشأة امارة آل الرشيد، الدكتور عبد الله الصالح العثيمين، صفحة 4و30
- أقوال ومسائل في أخبار منطقة حائل، عقيل بن ضيف الله القويعي، صفحة 100
- القشعم من كبريات القبائل العربية، الدكتور علي الشواخ الشعيبي، صفحة 135.
- قبيلة شمر العربية مكانتها وتاريخها السياسي، جون فريد، صفحة 134
- بوابة العرب
- بوابة أعلام