تاريخ نيجيريا قبل عام 1500

قُسم جزء كبير من نيجيريا الحديثة قبل وقت طويل من العام 1500م إلى ولايات مرتبطة بمجموعات إثنية معاصرة. تضمنت هذه الولايات الأولى مملكة نري الإيغبية، ومملكة بينين، ومملكة إيغالا، ومدن الهاوسا، ونيوبي. بالإضافة إلى امتصاص عدد كبير من الولايات الصغيرة غرب وجنوب بحيرة تشاد أو تهجير سكانها في عملية توسع كانيم، التي كان مركزها في الشمال الشرقي من بحيرة تشاد. استقلت بورنو، التي كانت في البدء المقاطعة الغربية من كانيم، في أواخر القرن الرابع عشر. ربما وُجدت ولايات أخرى لكن غيابها عن البيانات الأثرية يحجب تاريخها الدقيق. كانت مملكة نري الإيغبية أقدم الممالك الناشئة في الجنوب.

تاريخها المبكر

أظهرت البعثات الأثرية، بريادة تشارلز ثيرستان شو أن البشر عاشوا مسبقًا في جنوب شرق نيجيريا (خصيصًا إيغبو أوكو، ونسوكا، وأفيكبو وأغويلي) منذ 100,000 عام. تظهر التنقيبات في أغويلي وأفيكبو ونسوكا أدلة على تجمعات سكنية قديمة ترجع للعام 6,000 ق.م. مع ذلك، بحلول القرن التاسع الميلادي، بدا واضحًا أن شعب الإيغبو قد استوطنوا إيغبولاند. أزاحت تنقيبات شو في إيغبو أوكو، نيجيريا النقاب عن حضارة أصلية عائدة للقرن التاسع أبدعت أعمالًا برونزية ومعدنية متقدمة للغاية، بصورة مستقلة عن أي تأثير العربي أو أوروبي وقبل قرون من مواقع أخرى كانت أكثر شهرة في وقت ذاك الاكتشاف. 

وُجد أقدم نموذج معروف لأحفورة هيكل عظمي بشري عُثر عليه في أي مكان في غرب افريقيا، البالغة من العمر 13,000 عام، في آيو – إيليرو في إيزارون، غرب نيجيريا ويؤكد ذلك على عراقة سكنى البشر في المنطقة.[1]

اكتُشف قارب الكانو خاصة دوفونا في عام 1987 بضعة كيلومترات بعيدًا عن قرية دافونا، في موقع غير بعيد عن نهر كومادوغو غانا، في ولاية يوب، نيجيريا.[2][3] يُرجع تأريخ الكربون المشع لعينة من الفحم وُجدت قرب الموقع عمر القارب إلى 8000 – 8500 عام، ما يربط الموقع ببحيرة ميغا تشاد.[4] هو أقدم القوارب المكتشفة في افريقيا، وثاني أقدمها على مستوى العالم.[5]

حضارة النوق وأوائل العصر الحديدي

كشفت التنقيبات عن أدلة صهر حديدٍ أيضًا في مواقع ضمن منطقة نسوكا جنوب شرق نيجيريا في ما يعرف اليوم بإيغبولاند: تعود إلى عام 2,000 ق.م في موقع ليجا (إزي – أُزوماكا 2009)[6][7] وإلى عام 750 ق.م في موقع أوبي (هول 2009).[7]

ازدهرت حضارة النوق بين عامي 1,500 ق.م و200 م، وأنتجت أشكالًا من الطين النضيج بالحجم الطبيعي شكلت بعض أقدم المنحوتات المعروفة في افريقيا جنوب الصحراء، وتضمنت رؤوسًا وأشكالًا بشرية وحيوانات. بحلول العام 500 ق.م كانت حضارة النوق قد صهرت الحديد، ومن المرجح قبل ذلك.[8][9][10][11][12] تلاشت حضارة النوق بحلول العام 200 م. بناءً على التشابهات الأسلوبية مع أشكال التين النضيج النوقية، فيُعتقد الآن أن التماثيل البرونزية لمملكة يوروبا في ايفي وقريناتها من مملكة بيني وبينين استمرار لتقاليد حضارة النوق الأقدم منها.[13] متضمنة الرؤوس البشرية، والفيلة، وحيوانات أخرى.

مملكة نري

أُسست مملكة نري في منطقة أوكا نحو عام 900 م في شمال وسط إيغبولاند، وتُعتبر أقدم مملكة في نيجيريا. يُقال إن محور نسوكا – أوكا – أورلو أقدم منطقة استوطن فيها شعب الإيغبو وبالتالي، هي موطن شعب الإيغبو الأم. كانت مركزًا روحيًا وتعليميًا وتجاريًا. كانوا رعاة سلام ووئام امتد تأثيرهم إلى ما بعد إيغبولاند. كان نفوذ شعب نري في الأراضي المجاورة لا سيما في شمال إيغالالاند ومملكة بينين بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر. مثلما كانوا رحالة عظام، كانوا أيضًا شعب تجارة انخرطوا في التجارة بعيدة المدى العابرة للصحراء. يتضح تطور الحضارة وتقدمها في المسبوكات البرونزية التي وُجدت في إيغبو أوكو، أحد مناطق نفوذ شعب نري. أصبحت مملكة بينين تهديدًا في القرن الخامس عشر تحت حكم أوبا يواري. لكونهم معادين للعبيد والعبودية، انتكست سطوتهم وقتما كانت تجارة العبيد في ذروتها في القرن الثامن عشر. أصبحت إمبراطوريتي بينين وإيغالا المغيرتين بغية الاسترقاق النافذ الرئيسي في علاقتهم مع الإيغبو الغربيين والشماليين مناطق نفوذهم وعملياتهم الرئيسية السابقة. استخدمت مجموعات الإيغبو في أعلى الشمال الغربي عبر النهر مثل تحالف الآرو وشعوب الأوهافيا، إضافة إلى شعبي الأوكا والأُمونوها نشاطات تنبؤية وفرص تجارية أخرى بعد انحسار نري في القرن الثامن عشر لتصبح النفوذ الرئيسي في إيغبولاند وكافة المناطق المتاخمة لها. هذا يتضمن أجزاء من إيغبولاند والمناطق غرب نهر نيجر المتأثرة بها بصورة غير مباشرة. لمعلومات أكثر عن شعوب إيغبو انظر: لغة إيغبو، نيجيريا، إيغبو الأمريكيتين، إيغبولاند.

مملكة إيدو

في القرن الخامس عشر، كانت بينين أول متلقي التجار الأجانب. نُفي آخر أبناء عائلة أوغيسو الذي كان مقدرًا له خلافة والده من إيدو ووصل إلى مملكة يوروبا وتوّج ملكًا عليهم، وسمى العرش لّيفي إيزوداوا بلغة إيدو وانحرف الاسم إلى لّي – إيفي أودودوا في يوروبا. كانت المملكة النافذة في نيجيريا وأول إمبراطورية تعرف عليها التجار الأجانب (أوبيني) مملكة إيدو. احتل ملك إيدو العديد من البلدات مثل إيكو التي أصبحت الآن لاغوس وإيجيبو أيضًا وامتدت إمبراطورية إيدو من إيجيبو ولاغوس إلى جمهورية دارهومي التي صارت الآن إلى جمهورية بينين. كان احترام الوظائف الكهنوتية لأوني الإيفيّ عاملًا حاسمًا في تطور الانتماء العرقي ليوروبا. كان نمط حكم إيفي بارعًا واستمد قوته العسكرية من قوات سلاح الخيالة خاصته، التي هيمنت على مملكتي نوبي وبورغو المتاخمتين مستحدثة بذلك طرقًا تجارية أبعد نحو الشمال.

أسست إيدولاند مجتمعًا في المنطقة الناطقة باليوروبية شرق أوبيني قبل أن تصبح تابعة لمملكة بينين في بداية القرن الرابع عشر. أصبحت بحلول القرن الخامس عشر قوة تجارية مستقلة، وحجبت وصول إيفي إلى الأجزاء الساحلية إذ عزلت أويو مدينة سافانا الأم. تجسدت السلطة السياسية والدينية في الأوبا (الملك) الذي كان سليل عائلة أوغيسو في مملكة بينين وفق التقاليد. بينين، التي ربما أسكنت الكثير من السكان في عليائها، امتدت على مساحة كيلومترية مربعة ضخمة مطوقة بحلقات متراكزة من التحصينات. بحلول أواخر القرن الخامس عشر كانت مملكة إيدو قد أصبحت على اتصال بالبرتغال التي اكتشفت إمبراطورية من رجال عظام يمتلكون حضارة وموارد (وزيت النخيل، والعاج، والقطن إلخ.) جرى تداولها في تجارة استيراد وتصدير للموارد الطبيعية أصبحت جزءًا من ثقافة إيدو. في أوجها في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ضمت مملكة إيدو أجزاء من جنوب شرق يوروبلاند، والأجزاء الغربية من ولاية ديلتا الحالية.

المراجع

  1. "Nigeria EARLY HISTORY Sourced from The Library of Congress Country Studies"، مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2010.
  2. Garba, Abubakar (1996)، "The architecture and chemistry of a dug-out: the Dufuna Canoe in ethno-archaeological perspective"، Berichte des Sonderforschungsbereichs، 268 (8): 193–200، مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016.
  3. (16 September 2002). Dufuna Canoe: A Bridge Across 8,000 Years, Daily Trust (All Africa Global Media via COMTEX) نسخة محفوظة 7 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. Gumnior, Maren؛ Thiemeyer, Heinrich (2003)، "Holocene fluvial dynamics in the NE Nigerian Savanna"، Quaternary International، 111: 54، doi:10.1016/s1040-6182(03)00014-4.
  5. Trillo, Richard (2008) "The Rough Guide to West Africa" Penguin. Section: Nigeria Part 3:14.5 the north and northeast Maiduguri (pages unnumbered). نسخة محفوظة 2020-07-07 على موقع واي باك مشين.
  6. Eze–Uzomaka, Pamela، "Iron and its influence on the prehistoric site of Lejja"، Academia.edu، University of Nigeria,Nsukka, Nigeria، مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2014.
  7. Holl, Augustin F. C. (06 نوفمبر 2009)، "Early West African Metallurgies: New Data and Old Orthodoxy"، Journal of World Prehistory، 22 (4): 415–438، doi:10.1007/s10963-009-9030-6، مؤرشف من الأصل في 09 فبراير 2020.
  8. Breunig, Peter. 2014. Nok: African Sculpture in Archaeological Context: p. 21.
  9. Nicole Rupp, Peter Breunig & Stefanie Kahlheber, "Exploring the Nok Enigma", Antiquity 82.316, June 2008. نسخة محفوظة 2016-03-04 على موقع واي باك مشين.
  10. B.E.B. Fagg, "The Nok Culture in Prehistory", Journal of the Historical Society of Nigeria 1.4, December 1959.
  11. Kleiner, Fred S.؛ Christin J. Mamiya (2009)، Gardner's Art Through the Ages: Non-Western Perspectives (ط. 13, revised)، Cengage Learning، ص. 194، ISBN 978-0-495-57367-8، مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 2020.
  12. "Nok Terracottas (500 B.C.–200 A.D.) | Thematic Essay | Heilbrunn Timeline of Art History | The Metropolitan Museum of Art"، Metmuseum.org، 02 يونيو 2014، مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 يوليو 2014.
  13. Shillington, Kevin (2005), p. 39.
  • خطأ في استعمال قالب:شريط بوابات: يلزم إعطاء وسيط واحد على الأقل.
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.