تخمر معوي

التخمر المعوي هو عملية هضم حيوية تقوم خلالها الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في أمعاء الحيوان وجهازه الهضمي بتكسير الكربوهيدرات وتحويلها إلى جزيئات بسيطة لكي يسهل امتصاصها في مجرى الدم للحيوان. تُعتبر عملية التخمر المعوي أحد العوامل التي تساهم في زيادة انبعاثات غاز الميثان نظراً لاعتماد الإنسان الزراعي في أجزاء كثيرة من العالم على تربية الحيوانات التي تعتمد على التخمر المعوي كآلية للهضم.

تجربة في أستراليا لالتقاط غاز الميثان من زفير الأغنام

الحيوانات المجترة

تُعرف الحيوانات المجترة بإنها تلك الحيوانات التي لها لكرش. والكرش هو عبارة عن معدة متعددة الحجرات توجد بشكل حصري تقريبًا في بعض الثدييات ذات الأصابع، مثل الأبقار والأغنام والغزلان، مما يمكنها من أكل نباتات وحبوب صلبة غنية بالسليلوز، والتي لا تستطيع الحيوانات أحادية المعدة (أي أن لها معدة ذات حجرة واحدة) مثل الإنسان والكلاب والقطط التغذي عليها وهضمها. وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأن الإبل من الحيوانات المجترة، إلا أنها ليست حيوانات مجترة حقيقية.[1]

يحدث التخمر المعوي عندما يتم إنتاج غاز الميثان في الكرش حيث يحدث التخمر الميكروبي، وعلى الرغم من أن هناك ما يزيد عن 200 نوع من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في كرش الحيوان، إلا أن حوالي 10٪ فقط منها تلعب دورًا مهمًا في عملية الهضم. يتجشأ الحيوان بعد ذلك معظم النواتج الثانوية للميثان، إلا أن نسبة صغيرة من الميثان تنتج أيضًا في الأمعاء الغليظة للحيوان وتنتقل على شكل انتفاخ. تعتبر انبعاثات غاز الميثان أحد العوامل الرئيسية المهمة التي تساهم بشكل فعال في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتسبب في زيادة الاحتباس الحراري العالمي.

تشير تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن غاز الميثان أكثر فاعلية بعشرين مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون في حبس الحرارة في الغلاف الجوي، على الرغم من ملاحظة أن غاز الميثان يتم إنتاجه بكميات أقل بكثير من غاز ثاني الكربون. يمثل الميثان أيضًا خسارة كبيرة في الطاقة للحيوان تتراوح من 2 إلى 12٪ من إجمالي مدخول الطاقة.[2] لذلك، فإن تقليل إنتاج الميثان المعوي من الحيوانات المجترة دون تغيير الإنتاج الحيواني أمر مرغوب فيه على حد سواء كاستراتيجية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وكوسيلة لتحسين كفاءة تحويل العلف.[3] تساهم الحيوانات المجترة في أستراليا في إنتاج ما يزيد عن نصف غازات الاحتباس الحراري الناتجة من غاز الميثان.[4] نفذت أستراليا برنامج تحصين طوعي للماشية بهدف المساعدة في تقليل غاز الميثان الناتج عن انتفاخ البطن في الحيوانات المجترة.

توجد في أستراليا أيضاً أنواعاً مجترة من حيوانات الكنغر تكون قادرة على إنتاج غاز ميثان أقل بنسبة 80٪ من الأبقار.[5]

المراجع

  1. Fowler (2008)، "Camelids Are Not Ruminants"، Zoo and Wild Animal Medicine، ص. 375–385، doi:10.1016/B978-141604047-7.50049-X، ISBN 978-1-4160-4047-7، PMC 7152308، S2CID 88757236.
  2. Johnson؛ Johnson (01 أغسطس 1995)، "Methane emissions from cattle"، Journal of Animal Science، 73 (8): 2483–2492، doi:10.2527/1995.7382483x، PMID 8567486.
  3. Martin؛ Morgavi؛ Doreau (2010)، "Methane mitigation in ruminants: from microbe to the farm scale"، Animal، 4 (3): 351–365، doi:10.1017/S1751731109990620، PMID 22443940.
  4. Australian Greenhouse Office, "National Greenhouse Gas Inventory", Canberra ACT, March 2007.
  5. Pope؛ Smith؛ Denman؛ Tringe؛ Barry؛ Hugenholtz؛ McSweeney؛ McHardy؛ Morrison (29 يوليو 2011)، "Isolation of Succinivibrionaceae Implicated in Low Methane Emissions from Tammar Wallabies"، Science، 333 (6042): 646–648، Bibcode:2011Sci...333..646P، CiteSeerX 10.1.1.904.7749، doi:10.1126/science.1205760، JSTOR 27978358، PMID 21719642، S2CID 206534060.
  • بوابة علم الأحياء الخلوي والجزيئي
  • بوابة زراعة
  • بوابة علم البيئة
  • بوابة علم الحيوان
  • بوابة بيطرة
  • بوابة علم الأحياء
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.