تداعيات ما بعد الحرب العالمية الثانية
تُعرف فترة ما بعد الحرب العالمية بعصر تراجع القوى العظمى القديمة وصعود قوتين عظيمتين: الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.[1] وبعد ان كانا حلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية، أصبحا منافسين على الساحة العالمية. وأنتج هذا التنافس ما يعرف بالحرب الباردة. سمية كذلك لان الصراع بينمها لم يتحول إلى حرباً علينه بل كانت حرب جواسيس، سياسة تخريب وحرب بالوكالة. ثم أعيد بناء أوروبا الغربية واليابان من خلال خطة مارشال الأمريكية في حين بقيت أوروبا الشرقية تحت النفوذ السوفيتي مما ادي الي خلق حاجز معنوي عُرف ب "الستار الحديدي" وذلك نسبة الي تقسيم أوروبا إلى كتلة غربية بقيادة الولايات المتحدة وكتلة شرقية بقيادة السوفيات.
على الصعيد الدولي، فضلت بعض الدول المتحالفة لكل المعسكرين الحياد بالبقاء خارج الحرب الباردة، فظهر نتيجة لذلك (حركة عدم الانحياز)
وشهدت الحرب الباردة أيضا سباق تسلح نووي بين القوتين العظميين. وكان من الاسباب الرئيسيه في أن الحرب الباردة لم تتحول الي حربا "ساخنة-تقليديه” ، هو أن كلا القوتين ـ الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدةـ لديهما نظام رادع نووي ضد بعضها البعض، مما كان سيؤدي الي مواجهات الدمار المتبادل حتماً.
ونتيجة للحرب العالمية الثانية، أنشأ الحلفاء هيئة الأمم المتحدة، وهي منظمة للتعاون الدولي والدبلوماسية، على غرار عصبة الأمم. واتفق الدول الأعضاء في الهيئة على حظر حروب العدوان في محاولة لتجنب حرب عالمية ثالثة.
ومن النتائج أيضا، ان شكلت القوى العظمى المتضررة في أوروبا الغربية (هيئة الفحم والحديد الأوروبي)، والتي تطورت لاحقا إلى (السوق الأوروبية المشتركة) لتطور في نهاية المطاف إلى ما يُعرف اليوم ب (الاتحاد الأوروبي). وقدكان الهدف في المقام الأول من تشكيل هذه الهيذة هو محاولة لتفادي نشوب حرب أخرى بين ألمانيا وفرنسا وذلك عن طريق التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدين، وسوق مشتركة للموارد الطبيعية الهامة.
و من نتائج نهاية الحرب أيضا أن كانت البداية لنهايه الاستعمار ومنح الاستقلال دول كثيره حول العالم، حيث استقلت الهند من بريطانيا، واستقلت اندونيسيا من هولندا والفليبين من امريكاد، كما استقلت عدد من الدول العربيه من حكم الانتداب الذي فُرض عليها من قبل القوى العظمى بعد الحرب العالميه الأولى. كذلك شكلت دولة الاحتلال الإسرائيلي عملاً بقرار وعد بلفور مستغلة تعاطف المجتمع الدولي بعد انتهاكات الدولة الألمانية ضد يهود أوروبا على الأراضي الفلسطينية التي كانت تقع تحت الانتداب الإنكليزي وقتها في السنوات التي تلت الحرب مباشرة. وجاء الاستقلال لدول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ببطء أكبر.
كما شهدت فترة نهاية الحرب العالمية الثانية صعود النفوذ الشيوعي في جنوب شرق آسيا، مع جمهورية الصين الشعبية، حيث خرج الشيوعيون الصينيون منتصرا من الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.
النتائج المباشرة
أما النتائج المباشرة والواضحه هو مقتل الملايين من البشر وتشريد ملايين آخرين، كذلك انهيار الاقتصاد الأوروبي، ودمار كبير للبنية التحية الصناعية الأوروبية. لذلك الحال تأثر اقتصاد الاتحاد السوفياتي بشكل جسيم. في إطار الجهود لمواجهة هذا الدمار الاقتصادي، في عام 1947، وضع وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال برنامجاُ لإعادة إعمار أوروبا عُرف ب (مشروع مارشال)، وبموجب هذا البرنامج، خصصت حكومة الولايات المتحدة خلال الفترة 1948-1952 مبلغ 13 مليار دولار (ما يعادل 139 مليار دولار في عام 2016) لإعادة إعمار أوروبا الغربية...
المملكة المتحدة البريطانية
في ربيع عام 1945، انسحب حزب العمال من الحكومة الائتلافية التي تأسست أيام الحرب والمطالبة بإجراء انتخابات عامة، وذلك في محاولة للإطاحة ب ويسترن تشرشل من رئاسة الوزراء. وبعد الانتصار الساحق الذي حققه الحزب، شغل حزب العمال أكثر من 60% من المقاعد في مجلس العموم وشُكلت حكومة جديدة برئاسة كلمينت أتلي في 26 يوليو 1945
بعد الحرب كان الاقتصاد البريطاني منهارأ بشكل كبير، إذ ان أكثر من ربع ثرواتها الوطنية قد اُستهلك خلال الحرب. وحتى صدور مشروع المساعدة الأمريكية المعروف ب (قانون الإعارة والإستئجار)عام 1941، كانت بريطاينا قد انفقت اصولها وممتلكاتها لشرا المعدات والالات الأمريكية بما في ذلك الطائرات والسفن وغيرها- أكثر من 437 مليون جنيه استرليني على الطائرات وحدها. وعليه فقد جاء صدور مشروع (قانون الإعارة، الإستئجار) في الوقت المناسب قبل ان تستنفذ بريطانيا كامل احتياطاتها. وقد وضعت بريطانيا 55٪ من إجمالي القوى العاملة في إنتاج الحرب.
وصف البعض في الإدارة الأمريكية الدين البريطاني الناجم من الحرب ب (القيد القثيل حول عنق الاقتصاد البريطاني) وبرغم توجود اقترحات لعقد مؤتمر دولي لمعالجة هذه المشكلة، الا ان الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس عام 1945 اعلنت وبشكل مفاجأ إنهاء برنامج (قانون الإعارة والاستئجار) وبشكل فوري.
كان القرار بالانسحاب المفاجئ للدعم الأمريكي ضرباً قاسية لخطط الحكومة الجديدة التي كانت تسعى لإجاد حلول لتقليص ديونها. ولم تبدأ بوادر استقرار الاقتصاد البريطاني يظهر إلا باكتمال برنامج القرض الذي قدمته أمريكا لبريطانيا المعروف ب (برنامج القرض الأنجلو- أمريكي) وذلك في 15 تموز/ يوليه 1946. كان الغرض من هذا القرض في المقام الأول هو لدعم نفقات بريطانيا في الخارج في الفترة المباشرة للحرب وليس لتنفيذ سياسيات حكومة العمال للاصلاحات الداخلية وتأميم الصناعات الاساسية. وعلى الرغم من ان القرض تم الاتفاق عليه بين الطرفين بشروط مقبوله، الا انه اشتمل على بعض البنود الحقت ضرراً بالجنيه الاسترليني مما ادى ببريطانيا الي تقنين حصص خبر على المواطنين من عام 1946 إلى 1948. وهو مالم يحدث حتى في أيام الحرب.
الاتحاد السوفياتي
عانى الاتحاد السوفييتي من خسائر فادحة بسبب الحرب مع ألمانيا. إذ انخفض عدد سكان الاتحاد السوفييتي بنحو 27 مليون من مواطنيها خلال الحرب. منهم 8.7 مليون قتلى حرب، ونحو 19 مليون ماتوا لأسباب مختلفة ومنها: التجويع التي حدث في حصار لينينغراد، بالإضافة إلى الأوضاع السيئة في السجون الألمانية ومعسكرات الاعتقال، واطلاق النيران الجماعي على المدنين. والوفيات بسبب الاشغال الشاقة في المصانع الألمانية، وانتشار الأمراض، والاوضاع السيئة في المعتقلات السوفييتة، والخدمة في الوحدات العسكرية الألمانية وغيرها من الأسباب. ولم يعد التعداد السكاني إلى مستواه السابق لمدة 30 عام.
وبعد الحرب، اشتبه الاتحاد السوفييتي من وجود علاقة بين اسرى الحرب السابقين والمدنيين السوفييت العائدين، بعدان فروا خارجاً اثناء الحرب، وبين النازيين. وعلى اثر هذه الشكوك، عمد الاتحاد السوفييتي إلى إرسال حوالي 226,127 منهم إلى معسكرات الأعمال الشاقة بعد التفحص الدقيق من قبل الاستخبارات السوفييتية ونفي أي علاقة لهم مع النازيين. كما جُند العديد من الأسرى، المدينيين الشباب في الجيش الأحمر، وتشغيل آخرين في برامج اعاد بناء البنية التحتية التي دُمرت خلال الحرب.
اما الاقتصاد السوفييتي، فقد لحقه دمار بشكل جسيم. حيث دمرت ربع موارد رأس مال الدولة، كما انخفض الإنتاج الزراعي والصناعي في عام 1945 عن مستويات ما قبل الحرب. وفي محاولة لاعادة بناء الدولة السوفييتية، حصلت روسيا على قروض محدودة من بريطانيا والسويد في حين رفضت المُساعدات المُقدمة لها من الولايات المتحدة الأمريكية بموجب خطة مارشال. بدلا من ذلك، اجبر الاتحاد السوفييتي دول شرق أوروبا، المحتلة من قبلهِ على توفير الدعم وتوريد المواد الخام والآلات لها. كما قدمت ألمانيا والدول التابعة للنازية تعويضات إلى روسيا كتعويضات حرب. وقد انصب تركيز برنامج إعادة الاعمار في الاتحاد السوفييتي في مجال الصناعات الثقيلة على حساب الزراعة والسلع الاستهلاكية. وبحلول عام 1953 وصل مستوى إنتاج الحديد إلى ضعف مستواه السابق في عام 1940، ولكن بقي إنتاج العديد من السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية إلى أقل من مستواه لعام 1920.
عقب الحرب مباشرةً، ضم الاتحاد السوفييتي الأراضي التي استولي عليها الجيش الاحمر للاتحاد أو حول منها إلى دول (الجمهوريات الاشتراكية). ومن الدول الاشتراكية التي أصبحت تبعاُ لتكتل الاتحاد السوفيتي: بولندا، بولغاريا، تشيكوسلوفاكيا، رومانيا، البانيا، وكانت ألمانيا الشرقية آخر المناطق المُنضمة للجمهوريات الاتحادية. في حين بقيت يوغسلافيا دولة شيوعية مستقلة متحالفة مع السوفييت وليست تابعة له. ويرجع السبب في ذلك إلى النجاحات العسكرية بقيادة جوزيف بروز تيتو- زعيم الحزب الشيوعي اليوغسلافي-
انشأت دول التحالف ما يعرف ب (لجنة الشرق الاقصى) لمناقشة كيفية إدارة احتلالهم اليابان عقب الحرب، كما انشأت (مجلس الحلفاء) لمناقسة كيفية إدارة احتلالهم ألمانيا. وإعمالا بما نتج عنه مؤتمر بودستدام، ثم احتل الاتحاد السوفيتي جزيرة سخالين الاستراتيجية وضمها إليه بعد هزيمة اليابان.
ألمانيا
قررت اللجنة الاستشارية الأوروبية إلى إعادة رسم الحدود الألمانية إلى ما كانت عليهِ في 31 كانون الأول / ديسمبر 1937. وعلى اثره، عادت مقاطعة الألزاس - لورين الواقعة غرب ألمانيا إلى فرنسا. كما عادة سوديت لاند الي تشيكوسلوفاكيا. وترتب على ذلك، أن طرد ما يقرب من 10 ملايين ألماني من هذا الإقليم أو لم يسمح لهم بالعودة إليها إذا فروا منها أثناء الحرب. حوالي 10 ملايين ألمانياً اما هُجروا من هذه المقاطعة أو منعهم من العودة لها ان كانوا فروا منها أيام الحرب. أما بقية مساحة ألمانيا، قفد قسمت إلى أربع مناطق للاحتلال، بتنسيق من مجلس مراقبة الحلفاء. كما فصلت منطقة سار ووضعت تخت الوصاية الفرنسية في عام 1947. وفي عام 1949، واسست جمهورية ألمانيا الاتحادية من المناطق الغربية. أما المنطقة الشرقية الخاضعه للاتحاد السوفيتي فلقد أصبحت الجمهورية الديمقراطية الألمانية من نفس السنة.
دفعت ألمانيا تعويضات لكل من المملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفياتي، وكانت التعوضيات بالأساس على شكل مصانع تفكيك، والعمل القسري، والفحم. كما خفض مستوى المعيشة الألماني إلى مستواه عام 1932. وبدءاً من الاستسلام الالمانى واستمراراً العامين القادمين، واصلت الولايات المتحدة وبريطانيا تنفيذ برنامج “التعويضات فكرية" لحصاد والحصول على كل المعرفة التكنولوجية والعلمية وكذا جميع براءات الاختراع في ألمانيا. وبلغت قيمة هذه الاستثمارات حوالي 10 مليارات دولار أمريكي (ما يعادل 123 مليار دولار أمريكي في عام 2016)
ووفقا لمعاهدات باريس للسلام لعام 1947، فقد اتفق على مبالغ التعويضات أيضا من بلدان إيطاليا ورومانيا وهنغاريا وبلغاريا وفنلندا.
كانت سياسة أمريكا لألمانيا في فترة ما بعد الحرب من أبريل 1945 حتى يوليو 1947 بمنع تقديم لها أي نوع من المعونات التي قد تساعد الألمان على بناء المجتمع لهم، باستثناء الحد الأدنى المطلوب للتخفيف من المجاعة. اما المشروع المباشر الذي تبنته دول التحالف تجاه ألمانيا فكان (مشروع تفكيك صناعة الاسلحة). ونفذ ذلك من خلال تدمير كامل أو جزئي للمصانع حتى تشل قدرة ألمانيا على شن الحرب مرة أخرى. وكانت الخطة الأولى فقد وقعت عام 1946، وهي تقضي بتدمير ما يقارب من 1500 مصنعاً لتصنيع وإنتاج الصناعات الثقيلة في محاولة لخفض مستوي الإنتاج الألماني للصناعات الثقيلة إلى ما يقرب من 50% من مستواها في عام 1939. وانتهى مشروع تفيكيك الصناعة في ألمانيا الغربية في عام 1951. وتم في عام 1950 ازالة المُعدات في ما يقارب من 706 مصنعا. كما تم خفض الطاقة الإنتاجية للصلب الي 6.7 مليون طن .
وبعد ممارسة مجموعة من الضغوط علي الإدارة الأمريكية قام بها كلاً من هيئة الاركان المشتركة ولوسياس كلاي وجورج مارشال، قبلت اخيراً إدارة الرئيس ترومان بفكرة بأن الانتعاش الاقتصادي في أوروبا لا يمكن أن يمضي قدماً دون إعادة بناء القاعدة الصناعية الألمانية التي كانت تعتمد عليها سابقا. وعليه، قام الرئيس ترومان في يوليو 1947، بإلغاء قانون " مقتضيات الأمن القومي" والتي كان عبارة عن التعليمات التي اُعطيت لقوات الاحتلال الأمريكي " بعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها إعادة تأهيل الاقتصاد الألماني”. من جانب آخر اعتمد تعلميات جديدة تنص على "إن أوروبا المزدهرة تتطلب مساهمات اقتصادية من ألمانيا مستقرة ومنتجة وترتب على ذلك، أن بدأت ألمانيا تتلقى المساعدات من الحكومة الأمريكية. فمنذ منتصف عام 1946، تلقت ألمانيا المساعدات الأمريكية من خلال برنامج المساعدات الحكومية والإغاثة في المناطق المحتلة . كما بدأت ألمانيا الغربية تستفيد من خطة مارشال منذ عام 1946 فصاعداُ. وإن كان ممنوعاً على المنظمات التطوعية في البداية من إرسال الأغذية، الا انه في أوائل عام 1946 تم تأسيس مجلس وكالات الإغاثة المرخصة للعمل في ألمانيا. كما تم إلغاء حظر إرسال حزم الرعاية – وهي عبارة حزمة تتكون من المواد الغذائية والامدادات تُرسل لاغراض الإغاثة لأماكن المنكوب - إلى الأفراد في ألمانيا في 5 يونيو 1946،
و قد كان أن مُنع الصليب الاحمر الدولي من تقديم مساعدات مثل الغذاء أو زيارة معسكرات الاسرى للالمان داخل ألمانيا بعد الاستسلام الألماني. إلا أنه، وبعد إجراءات المقاربات مع الحلفاء في خريف عام 1945، سُمح لصليب الاحمر بالدخول للمخيمات والتحقيق في مناطق الاحتلال البريطاني والفرنسي في ألمانيا، فضلا عن السماح ب توفير الإغاثة للسجناء المحتجزين هناك. وفي 4 فبراير 1946، سُمح للصليب الأحمر بزيارة ومساعدة السجناء في منطقة الاحتلال الأمريكية في ألمانيا، برغم من وجود كميات قليلة جدا من الأغذية. كما قدم الصليب الأحمر التماساً لإدخال تحسينات على الظروف المعيشية لأسرى الحرب الألمان ونحج في ذلك.
إيطاليا
في الاستفتاء الدستوري الإيطالي عام 1946 والذي به أُلغيت الملكية الإيطالية، بعد أن ارتبطت بالحرمان من الحرب والحكم الفاشي، وخاصة في الشمال.
أما عام 1947، فقد أعلنت معاهدة السلام مع إيطاليا نهاية الإمبراطورية الاستعمارية الإيطالية، إلى جانب تعديلات في الحدود الحدودية. كما دفعت معاهدات السلام بباريس عام 1947 إيطاليا إلى دفع 360 مليون دولار (ما يعادل دولار أمريكي بسعر 1938 دولار) ك تعويضات الحرب مقسمة على الشكل التالي: 125 مليون دولار إلى يوغوسلافيا و 105 مليون دولار لليونان و 100 مليون دولار للاتحاد السوفيتي و 25 مليون دولار لإثيوبيا و 5 ملايين دولار لألبانيا.
وعلى عكس ألمانيا واليابان، لم تُجري محاكم جرائم حرب ضد القادة العسكريين والسياسيين الإيطاليين، على الرغم من أن المقاومة الإيطالية أعدمت بعضهم بإجراءات موجزة (مثل موسوليني).
و في عام 1946، صدر عفواً عن جميع جرائم الحرب والسياسات المشتركة وكان يُعرف ب (عفو تولياتي) نسبة الي سكرتير الحزب الشيوعي الإيطالي في ذلك.
النمسا
إعادة ألمانيا ضم النمسا عام 1938 بعد ان قضة اتفاقية فرساي بعد الحرب العالمية الاولي بفصل النمسا عن ألمانيا. وبإعاده ضمها الي ألمانيا إنتهى ما كان يُعرب ب (فكرة الانضمام) . ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم فصل النمسا عن ألمانيا ثانيةً وتقسيمها الي اربع مناطق احتلال. ولاحقا في عام 1955، تم توقيع معاهدة الدولة النمساوية والتي من خلالها اُعيد توحيد المناطق الاربع لتصبح جمهورية النمسا.
اليابان
بعد الحرب، ألغى الحلفاء ما كانت اليابان قد ضمتها لها قبل الحرب مثل منشوريا، كما أصبحت كوريا مستقلة. وعادت الفلبين وغوام إلى الولايات المتحدة. وعادت بورما ومالايا وسنغافورة إلى بريطانيا وفرنسا الصينية الهندية إلى فرنسا. وكان من المقرر تسليم الجزر الهندية الشرقية إلى الهولنديين، إلا ان حركة مُقاومة نشطت بعد الحرب أدت الي ما عُرف ب حرب اندونيسا للأستقلال.
في مؤتمر يالطا، كان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت قد تداول سرا ان جزر كوريل اليابانية وجنوب ساخالين ستُعطى للاتحاد السوفييتي مقابل دخول السوفياتي في الحرب مع اليابان. وبعد الحرب قام الاتحاد السوفياتي بضم جزر الكوريل اليه، مما أثار نزاع جزر الكوريل، وهو أمر مستمر، حيث تواصل روسيا احتلال الجزر.
ادى هذا الاستلاء ان اضطر مئات الآلاف من اليابانيين إلى الانتقال إلى الجزر اليابانية الرئيسية. كما أصبحت أوكيناوا نقطة انطلاق الولايات المتحدة الرئيسية. غطت الولايات المتحدة مساحات واسعة منها بقواعد عسكرية واستمرت في احتلالها حتى عام 1972، أي بعد سنوات من انتهاء احتلال الجزر الرئيسية.
ولا تزال القواعد قائمة. ولتجنب اتفاقية جنيف، صنف الحلفاء العديد من الجنود اليابانيين (كأفراد مستسلمين) بدلا من أسرى الحرب واستخدموهم للإعمال الشاقة حتى عام 1947. كما قامت بريطانيا وفرنسا وهولندا بتجنيد بعض القوات اليابانية لمحاربة المقاومة الاستعمارية في أماكن أخرى في آسيا. أنشأ الجنرال دوغلاس ماك آرثر المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى. كما حصل الحلفاء على تعويضات من اليابان.
وفي محاولة لأزالة أي خطر عسكري محتمل في المستقبل من اليابان، قررت لجنة الشرق الأقصى إلغاء التصنيع في اليابان وتم تنفيذ برنامج بإزالة المصانع في اليابان ولكن بدرجة أقل من برنامج الذي اتبعوه في ألمانيا. وكان الهدف من وراء هذه القرار السعي في تقليص مستوي المعيشة في اليابان الي ما كان سائداً ما بين عام 1930 ال 1934
ومع بداية عام 1946، تلقت اليابان مساعدات طارئة من (غاريوا)، على غِرار ما حدث في ألمانيا. إذ سُمح لوكلات الإغاثة المصرحة في اسيا بتقديم المساعدات للشعب الياباني من طعام وملابس.
و في أبريل من عان 1947، اوصت لجنة جونستون الي الحاجة لإعادة بناء الاقتصاد الياباني نظرا لارتفاع التكلفة علي دافعي الضرائب الأمريكيين على المساعدات الطارئة المستمرة.
ونبذ المجتمع الياباني الناجون من القصف الذري لهيروشيما وناغازاكي، المعروفين باسم هيباكوشا (被 爆 者). ولم تُقدم اليابان أي مساعدة خاصة لهؤلاء الأشخاص حتى عام 1952. وبحلول الذكرى السنوية ال65 للتفجيرات، بلغ مجموع الضحايا من الهجوم الأولي والوفيات اللاحقة حوالي 270,000 في هيروشيما و 150,000 في ناغازاكي. وكان حوالي 230,000 هيباكوشا لا يزالون على قيد الحياة حتى من عام 2010، حوالي 2200 كانوا يعانون من الأمراض الناجمة عن الإشعاع حتى من عام 2007.
فنلندا
في الشتاء 1939-1940 اجتاحت الجيوش السوفييتيه فنلندا، والتي كانت الي ذلك الوقت محايده ولم تدخل الحرب. وضُمت بعضٍ من مناطقها للأتحاد السوفييتي. ونتيجةً لهذها الاحتلال انضمت فيلندا مع النازية الألمانيا من 1941 حتى 1944، في محاولة فاشلة منها لأستعاده اراضيها من الروس. واحتفظت فنلندا باستقلالها بعد الحرب، ولكن لم تسلم من تدخلات الاتحاد السوفييتي في سياساتها الداخلية .
دول البلطيق
في عام 1940 اجتاح الاتحاد السوفيتي دول البطليق المحايدة، استونيا، لافيا وليتوانيا وضمها للاتحاد . وفي عام 1941، نفذت الحكومات السوفييتيه في البلطيق عملية تهجير جماعي لمن وصوفتهم ب (اعداء الشعب). ونتيجة لهذا الفعل، رحب الكثير من سكان هذه الدول بالغزو النازي لبلادهم والذي حدث بعد اسبوع واحد من دخول السووفيت إذ اعتبروا القوات النازيين محررين لهم من بطش السوفييت.
في عام 1941، اقر ميثاق الاطلسي، الذي اصدرة كلاً من رئيس الوزراء البريطاني ويسترن تشرشل والرئيس الأمريكي روزفليت، اقر حق تقرر المصير لكل الدول الذين حُرموا منها اثناء الحرب العالمية الثانية. لكن رئيس الوزراء البريطاني صرح لاحقا بأن الميثاق اٌسيء فهمه في محاولة منه لتلاعب في نفسيره ليُسمح للاتحاد السوفيتي بمواصلة فرض سيطرتها على جمهورية البلطيق . وفي مارس 1944 قبِلت الولايات المتحدة الأمريكية وجهة نظر تشرشل للميثاق بأنة بأن ميثاق الأطلسي لا يُطبق على دول بحر البلطيق.
ومع عودة الجيوش السوفييتيه في نهاية الحرب، صعد جماعة اخوة الغابة شنت جماعة أخوة الغابات حرب العصابات استمرت الي الخمسينات من القرن العشرين .
نزوح السكان
ونتيجة للحدود الجديدة التي رسمتها الدول المنتصرة، وجد عدد كبير من السكان انفسهم فجأة وقد اصبحوا في اراضي معادية. حيث استولي الاتحاد السوفييتي على مناطق كانت تحت سيطرة ألمانيا، فيلندا، اليابان. علي سبيل المثلا، فقدت بولندا منطقة (كريزي) وهي تعادل حوالي نص مساحتها قبل الحرب . في المقابل، حصلت علي المناطق شرق ألمانيا الواقعة عند خط نهر الاورد- نايس، كما حصلت علي المنطقة الصناعية في مقاطعة سيليزيا. وسُلمت فرنسا ولاية سار وكانت تحت وصايتها حتي عادت الي ألمانيا. . وكما هو متفق عليه في بوتسدام، تم طرد ما يقرب من 12 مليون شخص من ألمانيا، منهم سبعة ملايين من ألمانيا نفسها، وثلاثة ملايين من سوديتنلاند. خلال الحرب، قامت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بعتقال ما يقارب 110,000 من الامريكيين اليابانيين ومن اليابانين الذين كانوا يعيشون في أمريكا علي الساحل المحيط الهادي في اعقاب الهجوم الذي قامت به اليابان علي ميناء بيرل هاربور. كما فعلت الشي نفسه كندا. اذ قامت بتعقال ما يقارب من 000 22 من الكنديين اليابانيين و 000 14 منهم من مواليد كندا . وبعد الحرب ، اختار بعض المعتقلين العودة الي ايابان في حين بقي الاغلبية في أمريكا الشمالية.
بولندا
قام الاتحاد السوفييتي بطرد ما لا يقل عن مليوني بولندي من شرق الحدود الجديدة القريبه من خط (خط كورزون) ولكن هذا التقدير يبقي غير دقيق، اذ لم تقم حكومة بولندا الشيوعية أو لاتحاد السوفييتي بتوثيق عدد المطرودين
و وفقا للاحصاذيات البولنديه الرسمية، بلغ عدد المواطنين البولنديين الذين يسكنون الأراضي الحدوديه (منطقة كريسي) حالي ال 13 مليون نسمة قبل ان اندلاع الحرب العالمية الثانية. وقد تم اعتبار المواطنين البولنديين الذين قتلوا في الحرب التي نشأت علي الأراضي الحدودية البولندية (الذين قتلهم كل من النظام النازي الألماني والنظام السوفياتي أو طردوا إلى أجزاء بعيدة من سيبيريا) اُعتُبروا من الروس أو الأوكرانيين أو البيلاروسيين في التاريخ السوفيتي الرسمي. ولذلك ادت هذه الحقيقة الي صعوبات إضافية في إجراء التقدير الصحيح لعدد المواطنين البولنديين الذين نُقلوا بالقوة بعد الحرب من مناطقهم .
كما عكس تغيير الحدود على نتائج الحرب البولندية السوفياتية التي وقعت بين 1919-1920. اذ وقعت المدن البولندية السابقة مثل لفيف تحت سيطرة الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الأوكرانية. وبالإضافة إلى ذلك، نقل الاتحاد السوفيتي أكثر من مليوني شخص داخل حدودهم ؛ وشملت هذه الألمان، الفنلنديين، والتتار القرم، والشيشان.
في أوروبا
ارتكبت القوات السوفييتيه بدخولها للبلقان عمليات اغتصاب وسرقة في عده مناطق : في رومانيا والمجر وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا. في حين نجا سكان بلغاريا إلى حد كبير من هذه التعديات ، وربما يرجع ذلك إلى الشعور بالقرابة العرقية بين الروس والبلغار أو بسبب قيادة المارشال فيودور تولبوخين (القائد في الجيش السوفييتي) اما سكان ألمانيا فقد كانت تعامل الروس معهم سيئ بشكل كبير. إذ كانت حالات الاغتصاب وقتل المدنيين الألمان سيئة جدا وأحيانا أسوأ مما كان متوقعا في الحملات الدعاية النازية. وكانت حالات التعديات الوحشية التي يقوم بها الجيش الروسي تلقي ترحيب وتشجيع من قبل الضباط السياسيون القوات السوفياتية معتبرينها أفعالاُ للانتقام وترويع السكان الألمان.
ووفقاُ لـ هوخغيشنونق (التوقعات أو التقديرات) "حوالي 1.9 مليون امرأة ألمانية تم اغتصابها في نهاية الحرب من قبل جنود الجيش الأحمر ". وفي برلين وحدها، تعرضت حوالي ثلث النساء الألمانيات للاغتصاب من قبل القوات السوفياتية، كما تم اغتصاب عدد كبيرة منهم عدة مرات. وتشير سجلات المستشفيات المعاصرة في برلين إلى أن ما بين 95,000 و 130,000 امرأة تعرضت للاغتصاب من قبل القوات السوفياتية: حوالي 10,000 من هؤلاء النساء لقوا مصرعهم، ومعظمهم من منتحرات. وقد ادت هذه الأعمال الوحشية الي فرار أكثر من 4.5 مليون ألمانياً نحو الغرب.
لم يكن لدى السوفيات في البداية قوانين تضبط تعاملات الجيش الروسي مع النساء الألمان، ولكن بحلول عام 1947 بدأوا بعزل القوات عن السكان الألمان في محاولة لوقف حالات الاغتصاب والسطو من عناصر الجيش.” لم يشارك جميع الجنود السوفيات في هذه الأنشطة”.
و برغم ذلك ، نددت تقارير الخارجية بأن الافعال الوحشية المنسوبة للقوات السوفياتية كذبة وان اللوم في حالات الاغتصاب والسرقة والقتل التي انتشرت انما قام بها لصوص المان نتحلوا شخصيات الجنود السوفيات. في حين برر البعض التصرفات الوحشية التي قام بها القوات السوفياتية تجاه المدنيين الألمان على انها رد فعل لما قامت به القوات الألمانية سابقا اثناء الحرب تجاه المدنيين الروس. وحتى تاريخ اعلان توحيد ألمانيا، تجاهلت ألمانيا الشرقية بشكل فعلي التصرفات الوحشية التي قامت بها القوات السوفيتية. اما التاريخ الروسي فلا يزال يفضل تجاهلها. ويُعلل الكثير ان التقارير التي تم نشرها من قصص الاغتصاب الجماعي التي قام بها القوات السوفيتية انما هي دعاية معادية للشيوعية أو نتيجة ثانوية للحرب.
كما سُجلت حالات اغتصاب قامت بها قوات احتلال الأخرى، على الرغم من أن الأغلبية ارتُكبت من قبل القوات السوفياتية .فقد كان سلوك القوات الفرنسية المغربية تتطابق مع سلوك القوات السوفياتية فيما يتعلق بالاغتصاب، وخاصة في الايام الأولى لاحتلالها منطقة لبادن وفورتمبيرغ الالمانيتين. وفي رسالة إلى محرر تايم نُشرت في سبتمبر 1945، كتب رقيب في الجيش الأمريكي " لقد كان لجيشنا والجيش البريطاني نصيباً في عمليات النهب والاغتصاب ... الآن ان هذا التصرف المشين لم يكن تصرفا عام لكل قواتنا، ولكن نسبة المذنبين كبيرة بما فيه الكفاية لإعطاء جيشنا اسما أسود للغاية، وعليه، نحن أيضا نُعتَبر جيشا من المغتصبين ". وقد ادت التحليلات التي قام بها روبرت ليلي للسجلات العسكرية لاستنتاج ان حوالي 14,000 حالة اغتصاب وقعت في بريطانيا، فرنسا، وألمانيا على يد جنود أمريكيين بين عامي 1942 و 1945
وقد افترض ليلي أن 5٪ فقط من حالات الاغتصاب من قبل الجنود الأمريكيين تم الإبلاغ عنها، في حين يقدر المحللون أن 50٪ من حالات الاغتصاب (التي وقت السلم) يتم الإبلاغ عنها.
كما ترك الجنود الألمان العديد من أطفال الحرب خلفهم في دول مثل فرنسا والدنمارك، التي احتلتها لفترة طويلة. وبعد الحرب، عانى كثيراً الأطفال وأمهاتهم من الاتهامات. في النرويج، عاني الأطفال الالمان (ما يعرفون ب "تيسكيرونجر) كثيرا.
في اليابان
في الأسابيع القليلة الأولى من الاحتلال العسكري الأمريكي لليابان، انتشرت حالات الاغتصاب وغيرها من الجرائم العنيفة في الموانئ البحرية مثل يوكوهاما ويوكوسوكا، لكنه تراجع بعد ذلك بقليل.
وقد سُجلت 336 1 حالة اغتصاب خلال الأيام العشرة الأولى من احتلال في محافظة كاناغاوا. ويعلق المؤرخ توشيوكي تاناكا بقوله أنه في يوكوهاما، عاصمة الولاية، كان هناك 119 حالة اغتصاب معروفة في أيلول / سبتمبر 1945. كما يذكر المؤرخان إيجي تاكيماي وروبرت ريكيتس أنه “عقِب هبوط المظليين الأمريكيين في سابورو، عصفت أعمال النهب الاعتداءات الجنسية والقتل ، كما انتشرت حالات الاغتصاب الجماعي وغيرها من الفظائع الجنسية" مما ادي الي انتحار بعض ضحايا الاغتصاب.
وسجل الجنرال روبرت ل. إيشلبرجر، قائد الجيش الثامن الأميركي، أنه عندما شكل اليابانيون لجانا ذاتية ليليه للمساعدة في حماية النساء من الجيوش الأمريكية، أمر الجيش الثامن بمركبات المدرعة لنزول الشوارع وأُلقي القبض على القادة وحُكم عليهم فترات سجن طويلة.
ووفقا لما ذكره تاكيماي وريكيتس، فإن أعضاء قوة احتلال الكومنولث البريطاني شاركوا أيضا في عمليات اغتصاب:
إذ أشارت بائعة هوى سابقة أنه بمجرد وصول القوات الأسترالية إلى كوري في أوائل عام 1946، "قاموا بسحب النساء الشابات إلى سيارات جيب، واقتادوهن إلى الجبل، ثم اغتصبوهن، كنت اسمعهم صراخهم طلباُ للمساعدة كل ليلة تقريبا" مثل هذه التصرفات كان أمراً شائعاً ، ولكن تم قمع الأخبار عن النشاط الإجرامي من قبل قوات الاحتلال بسرعة.
كما كانت حالات الاغتصاب التي ارتكبها الجنود الأمريكيون في جزيرة أوكيناوا ظاهرة بارزة ايضاُ. كتب المؤرخ أوكيناوان أوشيرو ماساياسو (المدير السابق لأرشيفات أوكيناوا التاريخية) :
“بعد هبوط قوات المارينز الأمريكية مباشرة، وقعت جميع النساء في قرية على شبه جزيرة موتوبو في أيدي الجنود الأمريكيين. في ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى النساء والأطفال والمسنين في القرية، إذ تم حشد جميع الشبان للحرب. وبعد وقت قصير من الهبوط، قام جنود المارينز "بمسح” القرية بأكملها، ولكنهم لم يجدوا أي علامات على وجود قوات يابانية. مستغلين ذلك الوضع، بدأوا "باصطياد النساء” في وضح النهار، كما تم سحب وصيد ا من كان منهن يختبئن في القرية أو في ملاجئ الغارات جوية القريبة واحدة تلو الآخرى.
ووفقا لتوشيوكي تاناكا، تم الإبلاغ عن 76 حالة اغتصاب أو اغتصاب وقتل خلال السنوات الخمس الأولى من الاحتلال الأمريكي لأوكيناوا. غير أنه يدعي أن هذا الرقم على الأرجح ليس الرقم الحقيقي، لأن معظم الحالات لم يبلغ عنها.
توترات ما بعد الحرب
بدات بوادر الخلاف والتوتر بين الحلفاء (المعسكر الغربي والاتحاد السوفيتي) تظهر قبل نهاية الحرب. وكانت بداية التوترفي العلاقات تعود ال المحادثات التي تمت بين ستالين، تشرشل وروزفيلت بخصوص أي من الحكومتين البولندتين التي يجب الاعترف بها : حكومة بولندا في المنفي (المدعومه من قبل المعسكر الغربي) أو الحكومة المؤقتة (المدعومة من قبل الاتحاد السوفيتي). وفي النهاية نجح ستالين في فرض الحكومة المؤقته والاعتراف بها. ونتيجة لذلك، شعر بعض زعماء الدول الحليفة بأن حرباً وشيكة ستقوم بين أمريكا والاتحاد الروسي. . وفي 19 مايو 1945، ذهب وكيل وزارة الخارجية الأميركي جوزيف غريو إلى حد القول أنه كان لا مفر منه.
و في خطاب القاه تشرشل في 5 آذار / مارس 1946في جامعة ويسمنستر يعرف ب (خطاب فولتون- الستار الحديدي) قال فيه: (لقد خيم ظلام على أوروبا) وذكر في الخطاب ان ستالين وضع ستار حديدي بين شرق وغرب. من جانبه، علق ستالين على ان التعايش بين الدول الشيوعية ودول غرب أوروبا أصبح مستحيلاً. وفي عام 1948 ضرب الاتحاد السّوفيتي حصاراً على برلين الغربية اثر غضبه من مطالبة دول الحلفاء (أمريكا ، فرنسل وبريظانيا) خلال مؤتمر لندن بتشكيل حكومة مركزية. و نتيجةً التوتر المتصاعد في أوروبا والمخاوف بشأن التوسع السوفياتي، قامت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1949 بوضع خطة طوارئ أطلق عليها اسم (عملية الدروب شوت) وذلك اثر تكهنها من نشوب حرباً نووية وتقليدية مع السوفييت وحلفائيها عام 1957. وكانت الخطة تسري ب قصف السوفييت بستخدام القنابل الذرية والمتفجرة شديدة وثم غزوها واحتلال كامل روسيا. في السنوات اللاحقة، وفي مساعي خفض النفقات العسكرية في مواجهة القوة التقليدية السوفياتية، قرر الرئيس دوايت ايزنهاور بأنه سيعتمد إستراتيجية انتقامية واسعة النطاق، اعتمادا على التهديد بضربة نووية أمريكية لمنع التوغلات غير النووية من قبل الاتحاد السوفييتي في أوروبا وأماكن أخرى. وينطوي تحقيق هذه الاسترايجية، بتعزيز كبير للقوات الذووية الأمريكية وفي المقابل خفض في القوة الأمريكية غير النووية والقوة البحرية، مما دفع الاتحاد السوفياتي ان ترى في هذه التطورات بأنها "ابتزاز ذري"
في اليونان، انلعت الحرب الاهلية عام 1946بين الحكومة الملكية المدعومة من مقبل القوة الانجلو-امريكيه والجناح العسكري للحزب الشيوعي، وانتهت بنتصار القوات الجيش الحكومي. وعلى اثر هذا الانتصار، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات عسكرية واقتصاديه كبيرة لليونان ولتركيا المجاورة لها في محاولها منها لوقف مساعي الاتحاد السوفييتي في التوغل في الشرق الأوسط الغنية بالنفط، والتي تعتبر خطاً دفاعياً اقامه حلف الناتو للحد من توسع الاتحاد السوفييتي .
في 12 مارس 1947، للحصول على دعم الكونغرس للمعونة، وصف الرئيس ترومان المساعدات بأنها تعزيز الديمقراطية في الدفاع عن "العالم الحر"، وهو مبدأ أصبح يعرف بمبدأ ترومان
و في 12 مارس 1947، في محاولة لكسب دعم الكونجرس لتقديم المزيد من المساعدات، وصف الرئيس ترومان المساعدات المُقدمة لدول على انها السيبل لتعزيز الديمقراطية والدفاع عن (عالم حُر) وهو مبدأ أصبح يعرف بمبدأ ترومان
كما سعت الولايات المتحدة الامريكيه لتعزيز قوة سياسية واقتصادية موحدة في أوروبا الغربية لتتصدى تهديدات السوفييت . وقد تم ذلك من خلال برامج نفُذت كبرنامح إعادة اعمار أوروبا الذي شجع على دمج الاقتصاد الأوروبي. ولكن برغم كل المساعي الي النهوض بالصناعة في أوروبا الغربية ، استمرت دول التحالف على خفض مستوي الصناعة الألمانية والسيطرة عليها تماما اثر القرار المُتخذ في لقاء (السلطة الدولية لحوض الرور)، والذي تطور لاحقا ليصبح (اللجنة الأوروبية للفحم والحديد) الدعامة الأساسية لـ (الاتحاد الأوروبي). و من صور دعم الولايات المتحدة الأمريكية لوحدة دول غرب أوروبا تشكيل اللجنة الأمريكية الاوروبيه لتحويل الاموال إلى الحركات الفدرالية الاوروبيه لتصدي التهديد العسكري السوفياتي على أوروبا من خلال تعزيز الوحدة العسكريه الاوروبيه ز كذلك، شكُل الاتحاد الأوروبي الغربي عام 1948، ومن ثم حلف الناتو عام 1949. وقد أعلن الأمين العام الأول لمنظمة حلف الناتو ، لورد إسماي، ان الهدف الرئيسي للمنظمة هو " ابعاد روسيا، وابقاء أمريكا ، واضعاف ألمانيا (ابقاء ألمانيا تحت السيطرة)" . ولكن ايقنت أمريكا انه لن يكون ممكنا خلق منظومة دفاع لغرب أوروبا بدون قوى عاملة وناتج صناعي من ألمانيا الغربية . ولتدارك ذلك، سعت أمريكا لدعم هئية الدفاع الأوروبية عام 1950 لاعاده تسليح ألمانيا الغربية .ولكن هذه المحاولة تبددت برفض البرلمان الفرنسي التصديق على هذه القرار وذلك نتيجه لمخاوفها من اعاده تسليح ألمانيا . في التاسع من مايو لعام 1955، تم قبول عضوية ألمانيا الغربية بدلا من ذلك في الناتو ، وكانت النتيجة المباشرة لهذه القرار ، تشكيل حلف وارسو ، المنظمة العسكرية السابقة لدول أوروبا الوسطى والشرقية الشيوعية، بعد خمسة أيام فقط. وشهدت الحرب الباردة أيضا إنشاء منظمات للدعاية والتجسس مثل: راديو أوروبا الحرة، وإدارة بحوث المعلومات، ومنظمة غهلن، ووكالة الاستخبارات المركزية، وشعبة الأنشطة الخاصة، ووزارة أمن الدولة.
اسيا
كما تم الاتفاق علية في مؤتمر يالطا ، دخل السوفييت الحرب ضد اليابان بعد 3 شهور من هزيمة ألمانيا واجتاحت مدينة مانشوريا. مما ترتب عليه نهاية دولة مانشوكو ، الدولة العميلة لليابان. وعلى اثره، اضطر سُكانها للمغادرة الصين ، كما قام السوفييت بفكيك القاعدة الصناعية التي أنشأها اليابانيون في السنوات السابقة . ولاحقا تحولت مانشوريا الي قاعدة للقوات الصينية الشيوعية بسبب تواجد السوفييت.
بعد الحرب العالمية الثانية، استُأنفت الحرب الاهلية في الصين بين حزب الكومينيانغ (تحت قيادة القائد العام شيانج كاي-شيل) والقوات الصينية الشيوعية .و قد توقف القتال بين القوتين المتصارعيتين اثناء الحرب العالمية الثانية ليشكلا تحالفا ضد الغزاة اليابانين. وكان من نتائج هذه التحالف ان حضيت قوات حرب العصابات التابعة للقوات الشيوعية بالدعم الشعبي من قبل الصينيين في حين اضعف الكومينيانغ إذ اسنتزف قواة القتال التقليديي ضد اليابانين. وبعد استسلام اليابان، عادت الحرب في النشوب بين الفريقين المتصارعين في يونيو لعام 1946. وبرغم دعم الولايات المتحدة الأمريكية لـ حزب الكومنيناتع، الا ان الانتصار كان حليف قوات الحزب الشيوعي. نتيجة لذلك الانتصار، تأسست الجمهورية الصينية الشعبية وانسحبت قوات الكومينتانغ الي جزيرة تايوان في عام 1949. ادي ذلك الانسحاب الي توقف العداء بينهما بشكل ملحوظ في عام 1950.
بعد انتصار الحزب الشيوعي في الصين، تخلى الاتحاد السوفييتي عن المطالبة بتأسيس قاعدة عسكرية سوفيتية في الصين – وفقا لما تم الاتفاق عليه مع دول التاحلف اثناء الحرب. ولم تمر هزيمة الحزب الصيني المدعوم من قبل الولايات المتحده دون اثارة تسألات ونقاشات في أمريكا عمن كان السبب في الحكومة الأمريكية وراء هذه الهزيمة. وعُرفت هذا المناقشات ب (من فقد الصين). حولت لجان المقاومة الشعبية الصينية انتباها عن تايوان اثر اندلاع الحرب الأهلية الكورية، وفي نفس الوقت عززت الولايات المتحدة الأمريكية الدعم لشيانغ كاي شيك ، وكانا هذان العاملان السببان الرئيسيان اللذين منع جمهورية الصين الشعبية من غزو تايوان.وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان من 1950-1979. بعد ذلك اعلنت تايوان نهاية الحرب الاهلية من جانب واحد في عام 1991 ولكن دون ان يتم التوصل إلى معاهدة سلام أو هدنة رسمية بينهما. لذلك، ترى جمهورية الصين الشعبية رسميا ان تايوان ما تزال مقاطعة تنتمي اليها معربة عن معارضتها لاستقلال تايوان. ومع ذلك، فإن التوترات بين الدولتين قد انخفضت مع مرور الوقت .
استمرت العلاقات الصينية الأمريكية (بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة) في معظمها كانت علاقات معادية حتى زار الرئيس الأمريكي نيكسون الصين في عام 1972. من هذه التاريخ تحسنت العلاقات بينهما مع مرور الوقت على الرغم من أن بعض التوتر والمنافسة لا تزال حتى مع نهاية الحرب الباردة وابتعاد جمهورية الصين الشعبية عن الايديولوجية الشيوعية.
شبة جزيرة كوريا
اتفقت قوات التحالف اثناء مؤتمر يالطا على ان توضع كوريا غير المجزأة، والتي كانت تحت الوصاية اليابانبة قبل الحرب، تحت وصاية اربع دول عُظمى بعد الحرب. ولكن بعد استسلام اليابان، تم تعديل الاتفاق السابق من خلال ما عُرف (باللجنة الروسية الأمريكية المشتركة) التي ستسمح لهما بإدارة شؤؤون شبه جزيرة كوريا لمده 4 سنوات ثم تحصل على الاستقلال وطبقا لهذا الاتفاق، يخضع الجزء الشمالي من كوريا لسيطرة السوفييت في حين يخضع الجزء الجنوبي لامريكا. وبذلك قٌسمت شبة الجزيرة عند خط عرض 38 بناءاُ علي اوامر من وزارة الحرب الأمريكية.
تبعاَ لذلك التقسيم، شُكلت في جنوب كوريا الحكومة العسكرية الأمريكية واتخذت مدينة سيئول عاصمة لها. كما قام القائد الأمريكي العام بأعادة عدد كبير من الاداريين اليابانين ومساعديهم الكوريين للعمل في الحكومة الناشئه.
اما في الشمال، قامت الإدارة السوفييتية بنزع السلاح وتسريح المقاتلين الوطنيين الكوريين العائدين الذين قاتلوا إلى جانب القوميين الصينيين ضد اليابانيين في منشوريا خلال الحرب العالمية الثانية. وفي الوقت نفسه، سمحت السوفيات من بتعزيز الأسلحة الثقيلة للقوى المؤيدة للشيوعية في كوريا الشمالية . وبرغم كون خط عرض 38 خطاُ عسكرياُ الا انه تحول فيما بعد خطاُ سياسياُ في عام 1949 اثر ظهور جمهوريتين مستقليتين على جانبي الخط – كل حكومة موالية لايدواوجيات السياسية للقوى الاحتلال-. ونتيجة لظهور حكومتين مختلفتين ايدولوجيا ادعت كل وكل جمهورية انها الحكومة الشرعية لكوريا. وبلغ ذروة الصراع بين الحكومتين ان اجتاحت كوريا الشمالية الجارة الجنوبيه مُعلنه بذلك قيام الحرب الاهليه بعد سنتين من هذا الحادث.
شبه جزيرة ملايو
اندلعت الاضطرابات العُمالية والمدنية في مستعمرة مالايا البريطانية عام 1946 ما ادى إلى اعلان حالة الطوارئ من قبل السلطات الاستعمارية في عام 1948 مع اندلاع الأعمال الإرهابية.
مع مرور الوقت، تدهورت الحالة العامة في شبة الجزيرة إلى تمرد شامل ضد الاستعمار، أو حرب تحرير وطنية ضد البريطانيين،-كما أشار المتمردون إليها- بقيادة جيش التحرير الوطني الماليزي، الجناح العسكري للحزب الشيوعي الملايالي. واستمرت حالة الطوارئ في شبة جزيرة ملايو 12 سنة، وانتهت في عام 1960. وفي عام 1967، أعاد الزعيم الشيوعي شين بنغ استئناف الأعمال العدائية ضد المستعمرين وبلغ ذروتها في حالة طوارئ ثانية التي استمرت حتى عام 1989.
الهند الصينية الفرنسية
مهدت احداث الحرب العالمية الثانية في مستعمرة الهند الصينية الفرنسية (التي تتألف من الدول الحديثة فيتنام ولاوس وكمبوديا) الطريق للحرب الهند الصينية الأولى التي أدت بدورها إلى حرب فيتنام.
خلال الحرب العالمية الثانية، تعاونت السلطات الاستعمارية الفرنسية الفيشية (التابعة للحزب النازي الألماني) مع الغزاة اليابانيين. وعلى اثره، تم تشكيل الجبهة المشتركة الشيوعية فييت مينه (بدعم من الحلفاء) بين الفيتناميين في المستعمرة في عام 1941 للقتال من أجل استقلال فيتنام ضد كل من القوى اليابانية والفرنسية. وبعد المجاعة الفيتنامية في عام 1945 عُزز الدعم لأئتلاف فييت مينه حيث شرعت ب حركات تمرد، نهب مخازن الأرز وحث الفيتنامية على رفض دفع الضرائب
و نتيجةُ لبدأ السلطات الاستعمارية الفرنسية في إجراء محادثات سرية مع قوات فرنسا الحرة – قُبيل انتهاء الحرب-، قام اليابانيون ب اعتقلهم في 9 مارس 1945. وعندما استسلمت اليابان في آب / أغسطس 1945، أدى ذلك إلى فراغ في السلطة، مما ساعد أئتلاف فييت مينه لاستولاء على السلطة في ما تعُرف ب(ثورة أغسطس) معلينين الاستقلال وقيام جمهورية فيتنام.
ومع ذلك، اتفق الحلفاء (بما في ذلك الاتحاد السوفياتي) بعد نهاية الحرب العالمية الثانية على أن المنطقة تنتمي إلى الفرنسيين. وفي محاولة لاعاده السيطرة على المنطقة، دخلت القوات الصينية القومية من الشمال ودخل البريطانيين من الجنوب (إذ لم يتمكن الفرنسيون من القيام بذلك بأنفسهم على الفور بعد الحرب) ثم سلموا السلطة إلى الفرنسيين، وأكتملت عملية اخضاع المنطقة بحلول مارس 1946. وعقب ذلك حدثت محاولات لدمج جمهورية فيتنام الديمقراطية مع الحكم الفرنسي ولكن المحاولات بأت بالفشل ، فدفع ذلك أئتلاف فييت مينه لتمرد ضد الحكم الفرنسي وكانت شرارة البدءا للحرب الهند الصينية الأولى التي حدثت في نفس العام (نظمت فييت مينه جبهات مشتركة لمحاربة الفرنسيين في لاوس وكمبوديا).
انتهت الحرب الحرب الهند الصينية الأولى في عام 1954 مع الانسحاب الفرنسي وتقسيم الفيتنام ، والذي كان يُفترض ان يكون تقسيماً مؤقتاً حتى تُعقد الانتخابات . شكلت الجزء الشمالي "جمهورية فيتنام الديمقراطية" بينما شكلت الجزء الجنوبيي "جمهورية منفصلة" تحت سيطرة (نغو دينه ديم) الذي كان مدعوماً من قبل الولايات المتحدة في رفضه لاجراء انتخابات. ولكن قام الحزب الشيوعى في الجنوب بتشكيل الجبهة الوطنية الموحدة يعرف ب (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام) للقتال من اجل توحيد الجنوب والشمال في ظل "جمهورية فيتنام الديمقراطية"، وكان اعلاناً لحرب فيتنام والتي انتهت باقتحام جمهورية فيتنام الديمقراطية للجنوب في عام 1975.
جزر الهند الشرقية الهولندية
اجتاحت اليابان اندونيسيا واحتلتها خلال الحرب وحلت مكان الاستعمار الهولندي في اداره الدولة . وبرغم أن اليابانيين كانوا يشغلون المناصب العليا، فإن احتجازهم لجميع المواطنين الهولنديين يعني أن الإندونيسيين كانوا يشغلون مناصب قيادية وإدارية كثيرة. وعقب الاستسلام الياباني في آب / أغسطس 1945، أعلن الزعمان الوطنيان سوكارنو ومحمد حتا استقلال إندونيسيا. وتبع ذلك نضال دام أربع سنوات ونصف عندما حاول الهولنديون إعادة بناء مستعمرتهم، وذلك باستخدام جزء كبير من مساعدات المقدمة لهم من خطة مارشال لتحقيق هذه الغاية. وقد ساعدت القوات البريطانية بشكل مباشر الهولنديين الذين سعوا إلى إعادة تأسيس الهيمنة الاستعمارية في آسيا. كما ابقت المملكة المتحدة ب 35 ألف شخص ياباني من الذين استسلموا تحت السلاح لمحاربة الاندونيسيين.
وعلى الرغم من أن القوات الهولندية أعادت احتلال معظم أراضي إندونيسيا، الا نه أعقب ذلك صراع تمثل في حرب العصابات، ولكن غالبية الإندونيسيين، وفي نهاية المطاف الرأي الدولي، كانوا مؤيدين لاستقلال إندونيسيا. وفي ديسمبر 1949، اعترفت هولندا رسميا بالسيادة الإندونيسية.
العمليات السرية والتجسس
تصاعدت العمليات السرية البريطانية في دول بحر البلطيق بعد الحرب، والتي كانت قد بدأت في عام 1944 ضد النازيين. وفي عملية الادغال، التي تزامنت مع بداية الحرب البارده، قامت المخابرات السرية (MI6) بتجنيد وتدريب الاستونيين واللاتفيين والليتوانيين للعمل السري في دول البلطيق وبولندا، اذ كانا تحت السيطرة السوفييتيه، بين عامي 1948 و 1955. ضمت زعماء العملية: ألفونس ريبان وستاسيس ديمانتاس وريدولفس سيلاراجس. تم نقل الوكلاء تحت غطاء "خدمة حماية مصائد الأسماك في البلطيق البريطانية". أنطلقوا من الجزء ألماني الذي كان تحتله بريطانيا، وذلك باستخدام مقاتلة الحرب العالمية الثانية E-بوت بقيادة وطاقم من أعضاء سابقين في البحرية الألمانية وقت الحرب. كما قامت المخابرات البريطانية بتدريب وتسريب عملاء مناهضين للشيوعية إلى روسيا من جميع أنحاء الحدود الفنلندية، مع أوامر باغتيال المسؤولين السوفيات. في النهاية، قامت الاستخبارات المضادة الروسية- كي بي جي- لجنة أمن الدولة (جهاز الاستخبارات في الاتحاد السوفيتي) من قبل كيم فيلبي بالسماح لل كي بي جي باختراق شبكة المخابرات (MI6) بأكملها في دول البلطيق والسيطرة عليها في نهاية المطاف.
توظيف علماء الأعداء السابقين
عندما بدأت الانقسامات في أوروبا بالظهور، خففت برامج جرائم الحرب وسياسات الإزاحة من بريطانيا والولايات المتحدة لصالح توظيف العلماء الألمان، وخاصة العلماء الصواريخ النووية وبعيدة المدى. وكان العديد من هؤلاء، قبل القبض عليهم، قد عملوا على تطوير الصاروخ الألماني V-2 بعيدة المدى في ساحل البلطيق مركز أبحاث الجيش الألماني بينيموند. وقد أمُر ضباط قوات الاحتلال الحلفاء الغربية في ألمانيا برفض التعاون مع السوفييت في تقاسم الأسلحة السرية التي تم التقاطها في زمن الحرب ، وخاصة فيما يتعلق بتكنولوجيا الطيران الألمانية المتقدمة والموظفين، إذ أرسل البريطانيون (بعثة فدين) إلى ألمانيا لجمع الاستخبارات التقنية حول الطائرات الألمانية ومحركات ايرو. في عملية مشبك الورق، ابتداء من عام 1945، استوردت الولايات المتحدة 1600 من العلماء والفنيين الألمان، كجزء من التعويضات الفكرية المستحقة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بما في ذلك حوالي 10 مليارات دولار (123 مليار دولار في عام 2016 دولار) في براءات الاختراع والعمليات الصناعية. في أواخر عام 1945، وصلت ثلاث مجموعات صواريخ وعالم ألماني إلى الولايات المتحدة للقيام بواجب في فورت بليس بولاية تكساس، وفي وايت ساندز بروفيدينغز، نيو مكسيكو، ك "موظفين خاصين في إدارة الحرب". و بدأ السوفييت عملية أوسوافياخيم في عام 1946. إذ قامت المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية ووحدات الجيش السوفييتي بترحيل الآلاف من المتخصصين التقنيين العسكريين من منطقة الاحتلال السوفيتي من ألمانيا بعد الحرب إلى الاتحاد السوفياتي. واستخدم السوفيت 92 قطارا لنقل المتخصصين وعائلاتهم، ما يقدر بنحو 10,000-15,000 شخص. كما تم نقل الكثير من المعدات ذات الصلة، والهدف من ذلك هو انشأ مراكز البحوث والإنتاج، مثل مركز للصواريخ V-2 المنقولة في ميتلويرك نوردهاوزن، من ألمانيا إلى الاتحاد السوفياتي. ومن بين الأشخاص الذين انتقلوا هم هلموت غروتروب وحوالي مائتي عالم وفني من ميتلويرك. كما تم أخذ الموظفين من مجموعة إيغ، ومجموعة الدفعات النفاثة من طراز ستاسفورت بي إم دبليو، وأعمال ليونا الكيميائية لشركة إيغ فاربين، وجونكرز، وشوت أغ، وسيبيل، وتيليفونكين، وكارل زيس أغ
وقد قاد العملية نكفد نائب الكولونيل جنرال سيروف، [98] خارج سيطرة الإدارة العسكرية السوفياتية المحلية. [102] وكان السبب الرئيسي للعملية هو الخوف السوفيتي من إدانته لعدم الامتثال لاتفاقيات مجلس التحالف المتحالف بشأن تصفية المنشآت العسكرية الألمانية. [103] اعتقد بعض المراقبين الغربيين أن عملية أوسوافياخيم كانت انتقاما لفشل حزب الوحدة الاشتراكية في الانتخابات، على الرغم من أن أوسوفياخيم كان مخططا له قبل ذلك
نهاية عصبة الأمم وتأسيس الأمم المتحدة
كنتيجة عامة للحرب وفي محاولة للحفاظ على السلام الدولي، شكل الحلفاء (الأمم المتحدة) التي دخلت حيز الوجود رسميا في 24 أكتوبر 1945. وقد حلت الأمم المتحدة محل (عصبة الأمم) كمنظمة حكومية دولية. تم حل (عصبة الأمم) رسميا في 20 أبريل 1946، لكنه توقف عمليا عن العمل في عام 1939، إذ لم تتمكن من وقف اندلاع الحرب العالمية الثانية. ورثت الأمم المتحدة بعض من منظمات عصبة الأمم ، مثل منظمة العمل الدولية. وأصبحت الأقاليم التي كانت تخضع لانتداب عصبة الأمم ، ومعظمها من الأقاليم التي تغيرت في الحرب العالمية الأولى، أقاليم تابعة للأمم المتحدة. باستثناء جنوب غرب أفريقيا، التي لا تزال تخضع لأحكام الأنتداب الأصلية. وباعتبارها الهيئة خلفاً لعصبة الأمم، ما زالت الأمم المتحدة تضطلع بدور إشرافي على الإقليم. وأصبحت مدينة الحرة دانتزش، وهي دولة مدية شبه مستقلة، والتي كانت تحت اشراف عصبة الأمم جزئيا، أصبحت الآن جزءا من بولندا.
واعتمدت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 "كمعيار مشترك للإنجاز لجميع الشعوب وجميع الأمم". وامتنع الاتحاد السوفياتي عن التصويت على اعتماد الإعلان. لم تصدق الولايات المتحدة على أقسام الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وقد مُنحت القوى الخمس الكبرى الحليفة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولى. ويمكن للأعضاء الدائمين الاعتراض على أي قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو قرارات الأمم المتحدة الوحيدة الملزمة وفقا للقانون الدولي. وكانت القوى الخمس وقت تأسيسها هي: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والاتحاد السوفياتي، وجمهورية الصين. خسرت جمهورية الصين الحرب الأهلية الصينية وتراجعت إلى جزيرة تايوان بحلول عام 1950 ولكنها ظلت عضوا دائما في المجلس رغم أن الدولة الواقعية التي تسيطر على الصين هي جمهورية الصين الشعبية. وقد تغير هذا في عام 1971 عندما أُعطيت جمهورية الصين الشعبية العضوية الدائمة التي كانت تحتفظ بها جمهورية الصين سابقا. ورثت روسيا العضوية الدائمة في الاتحاد السوفياتي في عام 1991 بعد حل الأتحاد.
النزاعات التي لم يتم حلها
استمرت المتمردين اليابانيين في مختلف الجزر في مسرح المحيط الهادئ حتى عام 1974. على الرغم من أن جميع الأعمال العدائية قد تم حلها الآن، لم يتم توقيع معاهدة سلام بين اليابان وروسيا بسبب نزاع جزر الكوريل.
الآثار الاقتصادية
بنهاية الحرب، انهار الاقتصاد الأوروبي مع تدمير ما يقرب من 70٪ من بنيته التحتية الصناعية. في في الاتحاد السوفيتي تم تدمير بشكل كامل أو جزئي ل 1710 مدينة وبلدة، و 70,000 قرية / قرية، و 31,850 منشأة صناعية. وتفاوتت قوة الانتعاش الاقتصادي في أعقاب الحرب في جميع أنحاء العالم، وإن كانت عموما قوية جدا، ولا سيما في الولايات المتحدة. في أوروبا، وتحديداُ في ألمانيا الغربية، بعد أن استمرت في الانخفاض اقتصاديا خلال السنوات الأولى من الاحتلال الحلفاء لها، شهدت في وقت لاحق انتعاشا ملحوظا. وبحلول نهاية الخمسينات من القرن العشرين تضاعف الإنتاج من مستويات ما قبل الحرب. كما خرجت إيطاليا من الحرب في حالة اقتصادية سيئة، ولكن بحلول الخمسينات، كان الاقتصاد الإيطالي قد تميز بالاستقرار والنمو المرتفع. أما الاقتصاد الفرنسي، قد انتعش بسرعة وتمتع بنمو اقتصادي وحديث في إطار خطة مونيه. المملكة المتحدة، على النقيض من ذلك، كانت في حالة من الخراب الاقتصادي بعد الحرب واستمرت في الانخفاض الاقتصادي النسبي لعقود لمتابعة كما شهد الاتحاد السوفيتي زيادة سريعة في الإنتاج في فترة ما بعد الحرب مباشرة. وشهدت اليابان نموا اقتصاديا سريعا، وأصبحت واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم بحلول الثمانينيات. الصين، وبعد انتهاء الحرب الأهلية، كانت مفلسة تماماُ. وبحلول عام 1953، بدات باستعادة أقتصادها بناجحة إلى حد ما حيث استأنف الإنتاج مستويات ما قبل الحرب.واستمر معدل النمو هذا في معظم الاحيان، على الرغم من تعطلة بعض الاحيان بسبب التجارب الاقتصادية الكارثية التي قامت بها خلال حملة القفزة العظيمة للأمام. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أنتجت بعد الحرب ما يقرب من نصف الناتج الصناعي في العالم. وبطبيعة الحال، فإن الولايات المتحدة قد نجت من الدمار الصناعي والمدني. وعلاوة على ذلك، تم تحويل جزء كبيرمن صناعة ما قبل الحرب إلى الاستخدام في زمن الحرب. ونتيجة لذلك، وبفضل قاعدتها الصناعية والمدنية التي كانت في احسن الأحوال من معظم دول العالم، بدأت الولايات المتحدة في التوسع الاقتصادي لم تُرى مثله في تاريخ. ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من 228 مليار دولار في عام 1945 إلى أقل بقليل من 1.7 تريليون دولار في عام 1975
مراجع
- "معلومات عن تداعيات ما بعد الحرب العالمية الأولى على موقع id.loc.gov"، id.loc.gov، مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2020.
- بوابة الحرب العالمية الثانية