تعليم معكوس
التعليم المقلوب (بالإنجليزية: Flipped Learning) (أو قلب واقع الفصل الدراسي) هو شكل من أشكال التعليم المدمجٍ الذي يشمل استخدام التكنولوجيا للاستفادة من نقل المحاضرات الدراسية خارج الفصول الدراسية وتغيير طريقة التعلم داخل الفصول الدراسية، بحيث يمكن للطلاب قضاءالمزيد من الوقت في التفاعل مع الطلاب تحت إشراف وتوجية المعلم. وهذا يتم بشكل أكثر شيوعًا باستخدام الفيديوهات التي يقوم بإعدادها المدرس والتي يشاهدها الطلاب خارج الأوقات الدراسية في الفصول. ويُعرف أيضًا باسم الفصل الدراسي الخلفي والتعليم العكسي وعكس الفصل الدراسي والتدريس العكسي.[1]
وقد تم تعريف التعليم المقلوب من قبل (Flipped Learning Network,2017)على أنه:
نموذج تعليمي يقوم بتغيير طريقة التدريس المباشرة من البيئة التعليمية الجماعية إلى البيئة التعليمية المفردة والتي تؤهل الطالب وتساعده على الاندماج في البيئة التعليمة الفعالة داخل الفصل والتي يكون دور المعلم فيها هو ارشاد الطلاب لتطبيق وممارسة ما تعلموه خارج الفصل في البيئة التعليمة المفردة والاندماج في الأنشطة الجماعية داخل الفصل.
لقد كان النمط التقليدي للتدريس هو تكليف الطلاب بقراءة قسم من كتاب مدرسي عقب اليوم الدراسي، لتتم مناقشته في اليوم التالي في الفصل. ويتم بعد ذلك إعطاء الطالب واجبًا للتقييم كواجب منزلي لإثبات إتقانه للموضوع. وفي نظام التعليم المعكوس، يقوم الطالب أولاً بدراسة الموضوع من تلقاء نفسه، عادة باستخدام دروس عبر الفيديو يتم إعدادها من قِبل المدرس[2][3] أو مشاركتها من قِبل مدرس آخر، مثل تلك الفيديوهات المتاحة من قِبل أكاديمية خان.هناك طريقة أخرى لإنشاء محتوى الدورة وهي التنسيق من الموارد عبر الإنترنت.[4] وفي الفصل، يحاول التلميذ بعد ذلك تطبيق المعرفة من خلال حل المسائل والقيام بالأعمال التطبيقية.[5][6][7] ودور مدير الفصل يتمثل بعد ذلك في توجيه الطالب عندما يواجه صعوبة ما بدلاً من القيام بتدريس الدرس الأولي. وهذا يتيح وقتًا داخل الفصل يمكن استخدامه للأنشطة التعليمية الإضافية, [8]؛ بما في ذلك استخدام التلقين المتمايز والتعليم القائم على المشروعات.[9]
والتعليم المعكوس يتيح وقتًا أكبر للتعليم العملي مع توجيه المدرس للطلاب، الأمر الذي يتيح لهم مساعدة الطلاب على استيعاب المعلومات وخلق أفكار جديدة (النهاية الأسمى لتصنيف بلوم).[10]
نبذة تاريخية
بعض أولى الأعمال في هذا المجال تمت من قِبل إيريك مازور (Eric Mazur) في هارفارد، الذي ابتكر نموذج التعليم بالأقران في تسعينيات القرن الماضي. ووجد الأستاذ مازور أن التعليم بمساعدة الحاسوب أتاح له التدريب بدلاً من إلقاء المحاضرات، وقد كتب “ونتيجة لذلك، يمكنني أنا والمدرسين المساعدين معالجة العديد من المفاهيم الخاطئة الشائعة التي من الممكن أن تستمر في النماذج الأخرى دون كشفها.”[11] وأضاف، “أعتقد إننا نشهد مجرد بداية لعملية وسوف يصبح الكمبيوتر قريبًا جزءًا لا يتجزأ من التعليم. ولن تحل أجهزة الكمبيوتر محل المدرسين، ولكنها بالتأكيد سوف تزودهم بأداة حيوية هامة لتحسين جودة التعليم.”
ونشر مورين لارج (Maureen Lage) وغلين بلات (Glenn Platt) ومايكل تريجليا (Michael Treglia) الورقة البحثية “Inverting the Classroom: A Gateway to Creating an Inclusive Learning Environment” (قلب نظام الفصل الدراسي: مدخل لخلق بيئة تعليمية شاملة) عام 2000. وقد ناقشوا التعليم المعكوس (الذي يُسمى "التدريس المقلوب" أو "الفصل الدراسي المعكوس") في مقررات دراسية تقديمية في جامعة ميامي. وأكد المؤلفون على كيف أن التعليم المعكوس أتاح تلقينًا متمايزًا لاستيعاب مجموعة متنوعة من أنماط التعليم، على الرغم من عدم الإشارة إلى "التعليم المعكوس" و"التلقين المتمايز" بهذه الأسماء.[12]
وقدم جي ويسلي بيكر (J. Wesley Baker) الورقة البحثية “The classroom flip: using web course management tools to become the guide by the side” (قلب نظام الفصل الدراسي: باستخدام أدوات إدارة المقرر الدراسي عبر الويب لتصبح الدليل) عام 2000 في المؤتمر الدولي الحادي عشر حول التدريس والتعليم الجامعي. وقد تم الاستشهاد مرات عديدة بعبارة "كن دليلاً على الجانب" بدلاً من "الحكيم على المسرح" - شعار حركة قلب نظام الفصول المدرسية. وفي هذا الإطار، يقدم بيكر نموذج قلب نظام الفصول الدراسية حيث يستخدم فيه المدرسون أدوات ويب وبرامج إدارة المقررات عبر الويب لتقديم التعليم عبر الإنترنت في حين يقوم الطالب بتقييم "الواجب المنزلي". وفي الفصل الدراسي، يكون لدى المدرسين الوقت الكافي للتعمق أكثر مع الأنشطة التعليمية الفعالة والجهود التعاونية مع طلاب آخرين.[13]
مراجع
- Tina Barseghian (5 فبراير 2011)، Three Trends That Define the Future of Teaching and Learning، KQED، مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2012
- Marco Ronchetti (June 2010)، "Using video lectures to make teaching more interactive"، International Journal of Emerging Technologies in Learning (iJET)، مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020
{{استشهاد}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - Greg Topp (06 أكتوبر 2011)، "Flipped classrooms take advantage of technology"، USA Today، مؤرشف من الأصل في 9 مارس 2016
- Sohrabi, Babak؛ Iraj, Hamideh (2016)، "Implementing flipped classroom using digital media: A comparison of two demographically different groups perceptions"، Computers in Human Behavior، Elsevier BV، 60: 514–524، doi:10.1016/j.chb.2016.02.056، ISSN 0747-5632.
- "Flipping the classroom"، ذي إيكونوميست، 17 سبتمبر 2011، مؤرشف من الأصل في 04 فبراير 2018
- Diana Mehta (08 سبتمبر 2011)، "Video in the class keeps savvy students engaged"، The Canadian Press، مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 2011، اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020
{{استشهاد}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - Daniel Pink (12 سبتمبر 2010)، "Flip-thinking - the new buzz word sweeping the US"، ديلي تلغراف، مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 2019
- Alvarez, Brenda، "Flipping the Classroom: Homework in Class, Lessons at Home"، National Education Association، مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2012.
- Bill Tucker (Winter 2012)، "The Flipped Classroom"، EducationNext، مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2019
- Bennett, Bergmann, Cockrum, Fisch, Musallam, Overmyer, Sams, Spencer (26 يناير 2012)، "The Flipped Class Manifest"، The Daily Riff، مؤرشف من الأصل في 26 مايو 2019
{{استشهاد}}
: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link) - Eric Mazur (فبراير 1991)، Can We Teach Computers to Teach? (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 15 فبراير 2017
- Maureen Lage, Glenn Platt, Michael Treglia (2000)، Inverting the Classroom: A gateway to Creating an Inclusive Learning Environment (PDF)، Journal of Economic Education، مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 فبراير 2020
{{استشهاد}}
: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link) - J. Wesley Baker (2000)، The classroom flip: using web course management tools to become the guide by the side، مؤرشف من الأصل في 06 يونيو 2012
- بوابة تربية وتعليم
- بوابة علم النفس