تفسير السدي (كتاب)
تفسير السدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، أبو محمد السدي الكبير الحجازي، ثم الكوفي الأعور المفسر، مولى قريش، رأى أبا هريرة، والحسن بن علي، قال النسائي: صالح الحديث، وقال يحيى القطان: لا بأس به، وقال أحمد: مقارب الحديث، وقال مرة: ثقة.[1]
تفسير السدي الكبير | |
---|---|
معلومات الكتاب | |
المؤلف | إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب |
اللغة | اللغة العربية |
الناشر | دار الوفاء - المنصور |
الموضوع | تفسير القرآن |
الفريق | |
المحقق | الدكتور محمد عطا يوسف |
وتفسير السدي من الأهمية بمكان، فإنما يسنده بأسانيد إلى عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وروى عن السدي الأئمة مثل: الثوري، وشعبة.[2]
والسُّدي أكثر التابعين بإطلاق حكاية للإسرائيليات، بل فاق الإخباريين عن بني إسرائيل؛ ككعب الأحبار ووهب بن منبه وأمثالهم.
وله اجتهاداتٌ ونظرٌ، وهو غير حجة فيما ينفرد فيه من دعاوى النسخ.[3]
التعريف بصاحب الكتاب السدي
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، الإمام أبو محمد السدي الكبير الحجازي، ثم الكوفي الأعور المفسر، مولى قريش.
تتلمذ عند: أنس بن مالك، وابن عباس، وعبد خير الهمداني، ومصعب بن سعد، وأبي صالح باذان، وأبي عبد الرحمن السلمي، ومرة الطيب، وخلق.
وطلابه كثر منهم: شعبة، والثوري، وزائدة، وإسرائيل، والحسن بن صالح، وأبو عوانة، وأسباط بن نصر، والمطلب بن زياد، وأبو بكر بن عياش، وآخرون.
وقد رأى أبا هريرة، والحسن بن علي.
قال النسائي: صالح الحديث.
وقال يحيى القطان: لا بأس به.
وقال أحمد: مقارب الحديث، وقال مرة: ثقة.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال أبو زرعة: لين.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: هو عندي صدوق، ويروى أن السدي كان عظيم اللحية جدا.
قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي.
وقال خليفة: مات السدي سنة سبع وعشرين ومائة.[1]
اعتماد المفسرين الكبار على تفسير السدي
وتفسير السدي يورد منه ابن جرير كثيرا من طريق السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وناس من الصحابة هكذا، ولم يورد منه ابن أبي حاتم شيئا؛ لأنه التزم أن يخرج أصح ما ورد، والحاكم يخرج منه في مستدركه أشياء ويصححه، لكن من طريق مرة، عن ابن مسعود وناس فقط، دون الطريق الأول، وقد قال ابن كثير: إن هذا لإسناد يروي به السدي أشياء فيها غرابة.[4]
أهمية تفسير السدي
وتفسير السدي من الأهمية بمكان، فإنما يسنده بأسانيد إلى عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وروى عن السدي الأئمة مثل: الثوري، وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه رواه عنه أسباط بن نصر، وأسباط لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير تفسير السدي.[2]
الانتقادات الموجهة لتفسير السدي
ذكر أبو حيان: أن الشعبي كان لا يعجبه تفسير السدي، ويطعن عليه وعلى أبي صالح؛ لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.
وروى ابن جرير: أن الشعبي كان يمر بأبي صالح باذان فيأخذ بأذنه فيعركها ويقول: تُفسِّر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن، وروى ابن جرير أيضا عن صالح بن مسلم قال: مَرَّ الشعبي على السدي وهو يفسِّر فقال: لأن يُضرب على إستك بالطبل خير لك من مجلسك هذا.[5]
والسُّدي أكثر التابعين بإطلاق حكاية للإسرائيليات، بل فاق الإخباريين عن بني إسرائيل؛ ككعب الأحبار ووهب بن منبه وأمثالهم.
وله اجتهاداتٌ ونظرٌ، وهو غير حجة فيما ينفرد فيه من دعاوى النسخ، فهو جسر في هذا الباب جدا.[6]
نموذج من تفسير السدي
سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}[سورة المائدة، الآية: 1] قال السدي في قوله تعالى: { أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } هي العهود.
و{ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ } الأنعام كلها.
و{ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ } الميتة، والدم، ولحم الخنزير.
{ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [سورة المائدة، الآية: 2]
قال السدي: إن العرب كانوا يتقلدون من لحاء شجر مكة، فيقيم الرجل بمكانه، حتى إذا انقضت الأشهر الحرم، فأراد أن يرجع إلى أهله قلَّد نفسه وناقته من لحاء الشجر، فيأمن حتى يأتي أهله.
قال السدي: أقبل الحُطم بن هند البكري، ثم أحد بني قيس بن ثعلبة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وحده، وخَلَّف خيله خارجة من المدينة. فدعاه، فقال: إلام تدعو؟ فأخبره، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «يدخل اليوم عليكم رجل من ربيعة، يتكلم بلسان شيطان»
فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم قال: انظر، ولعلّي أسلم ولي من أشاوره.
فخرج من عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعَقِب غادرٍ» فمرَّ بسَرْح من سَرْح المدينة فساقه، فانطلق به وهو يرتجز:
قد لفها الليل بسواق حطم *** ليس براعي إبل ولا غنم
ولا بجزار على ظهر الوضم **** باتوا نياما وابن هند لم ينم
بات يقاسيها غلام كالزلم *** خدلج الساقين ممسوح القدم.[7]
المراجع
- [تاريخ الإسلام، المؤلف: شمس الدين الذهبي (المتوفى: 748هـ)، المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى، 2003 م، (3/371) https://shamela.ws/book/35100] نسخة محفوظة 2021-12-26 على موقع واي باك مشين.
- [الإرشاد في معرفة علماء الحديث، المؤلف: أبو يعلى الخليلي، (المتوفى: 446هـ)، المحقق: د. محمد سعيد عمر إدريس، الناشر: مكتبة الرشد – الرياض، الطبعة: الأولى، 1409، (1/396) https://shamela.ws/book/12993] نسخة محفوظة 2021-09-26 على موقع واي باك مشين.
- [أسانيد التفسير، للشيخ : عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي، محاضرة مفرغة ألقيت عام 1427، صـ36]
- [الإتقان في علوم القرآن، المؤلف: جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: 1394هـ/ 1974 م، (4/238) https://shamela.ws/book/11728] نسخة محفوظة 2021-11-20 على موقع واي باك مشين.
- [التفسير والمفسرون، المؤلف: الدكتور محمد الذهبي (المتوفى: 1398هـ)، الناشر: مكتبة وهبة، القاهرة، (1/92) https://shamela.ws/book/12393] نسخة محفوظة 2022-07-27 على موقع واي باك مشين.
- [أسانيد التفسير، للشيخ: عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي، محاضرة مفرغة ألقيت عام 1427، صـ36]
- [تفسير السدي الكبير، إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب السدي، تحقيق: الدكتور محمد عطا يوسف، دار الوفاء. صـ 221]
- بوابة الإسلام
- بوابة كتب
- بوابة القرآن