تمرد الفلاحين الشوام (1834–1835)

كان تمرد الفلاحين الشوام[1] تمرد مسلحة لطبقات الفلاحين في الشام ضد حكم إبراهيم باشا في مصر في الفترة من 1834 إلى 1835. وقعت التمرد في مناطق من الشام العثمانية عندما كان يحكمها حاكم مصر شبه المستقل، الذي غزا المنطقة من القوات العثمانية الموالية في العام 1831.

بما يتماشى مع المواقف المعادية لمصر من الموالين العثمانيين المحليين. تطورت الساحة الرئيسية للتمرد في إيالة دمشق - القدس،[2] ونابلس والخليل (في فلسطين أو جنوب سوريا)، بالإضافة إلى تمرد بدوي قبلي رئيسي في الكرك (شرق الأردن)؛[3] اندلعت ثورات أخرى من الفلاحين في إيالة صيدا - بقيادة المسلمين والدروز وقد شملت جبل لبنان،[2] وحوران والجليل؛ وتمرد[2] في إيالة حلب - بقيادة العلويين من الساحل السوري. كان سبب الثورات أساسًا رفض الفلاحين الشوام التجنيد وأوامر نزغ السلاح من الحكام المصريين الجدد من سلالة محمد علي،[2] تمشيًا مع المواقف المعادية لمصر من الموالين العثمانيين المحليين.[4]

الخلفية

كانت الحرب المصرية العثمانية الأولى (1831-1833) نزاعًا عسكريًا نشأ بسبب عندما طلب محمد علي باشا من الدولة العثمانية السيطرة على سوريا الكبرى مكافأةً له بسبب مساعدته في جزيرة كريت ضد اليونان. نتيجة لذلك، سيطرت قوات محمد علي مؤقتًا على الشام، وتقدمت شمالًا حتى أضنة.

الساحات

ثورات الفلاحين في فلسطين وشرق الأردن

كان تمرد الفلاحين[5][6] تمردًا على سياسة التجنيد الإجباري والضرائب المصرية في فلسطين. كان التمرد رد فعل جماعي على الإلغاء التدريجي للحقوق والامتيازات غير الرسمية التي كانت تتمتع بها في السابق مختلف الجماعات المجتمعية في المنطقة تحت الحكم العثماني[7] وفي حين شكل الفلاحين المحليين الجزء الأكبر من قوات المتمردين، إلا أن وجهاء المدن والقبائل البدوية شكلت أيضًا جزءً لا يتجزأ من التمرد.

تمرد إيالة صيدا (1834)

وبالتوازي مع انتفاضة الفلاحين في فلسطين (جنوب إيالة دمشق) ، استولى المتمردون في الجليل على صفد وطبريا في الجليل الشرقي.[3] لقد شمل التمرد حوران أيضًا.

وقعت الأحداث الأكثر شدةً في الجليل، وبلغت ذروتها مع نهب صفد عام 1834 والذي كان في الغالب هجومًا على المجتمع اليهودي في صفد. الأحداث بدأت يوم الأحد 15 يونيو 1834 واستمرت لمدة 33 يومًا.[8][9] أُسر حاكم صفد وثلاثة عشر من زعماء العصابة، وقد حوكموا بإجراءات موجزة ثم أُعدموا. حاول حاكم المنطقة إخماد التمرد العنيف لكنه فشل في ذلك وهرب.[10]

لدى وصول محمد علي إلى إيالة دمشق، طلب مساعدة عسكرية من الأمير بشير الثاني الشهابي من جبل لبنان، عبر مبعوثه، أمين بن الأمير شهاب. وصلت قوات بشير الدرزية بعد تدخل القناصل الأجانب. وفي أواخر يوليو من العام 1834، قاد الأمير بشير قواته نحو الجليل، ولكن وقبل أن يتقدم جنوبًا، أصدر عددًا من التصريحات ينصح فيها متمردي صفد بالاستسلام. وافقت قيادة المتمردين في صفد على التفاوض وأرسلت الشيخ صالح الترشيحي مبعوثًا لبشير لترتيب لقاء. دعا بشير قادة صفد إلى قرية بنت جبيل حيث وافقوا على الاستسلام والخضوع للسلطة المصرية. بعد ذلك، وصل بشير إلى صفد حيث رتب لقادة المتمردين من المناطق القريبة للاستسلام كذلك.[11] دخلت قوات الدروز التابعة لبشير بقيادة ابنه أمين،[12] إلى صفد دون مقاومة في 18 يوليو 1834 مما أتاح المجال أمام النازحين من حيها اليهودي للعودة.[13] في وقت لاحق، أُلقي القبض على المحرضين حيث أُعدموا في عكا.[بحاجة لمصدر]

التمرد العلوي

بين عامي 1834 و1835 شاركت قوات بشير بقيادة خليل وأقاربه في قمع التمردات في عكار وصافيتا وكراك ديس شوفالييه وتمردٌ علوي في منطقة اللاذقية الجبلية.

انظر أيضًا

المراجع

  1. Kimmerling, Baruch (14 أغسطس 2012)، "Clash of Identities: Explorations in Israeli and Palestinian Societies"، Columbia University Press، مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2018.
  2. Capar, A. Thesis: The History of Nusayris ('Alawis) in Ottoman Syria, 1831-1876. University of Arkansas. 2013. نسخة محفوظة 23 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. Rood, 2004, p. 131 نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. Talhamy, “The Nusayri and Druze Minorities in Syria in the Nineteenth Century: The Revolt against the Egyptian Occupation as a Case Study,” 983.
  5. Baer, 1982, p. 254 نسخة محفوظة 25 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. Grossman, 2011, p. 47 نسخة محفوظة 12 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  7. Rood, 2004, p. 139 نسخة محفوظة 12 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. Bloch, Abraham P. One a day: an anthology of Jewish historical anniversaries, 1987. pg. 168. نسخة محفوظة 29 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. Louis Finkelstein (1960)، The Jews: their history, culture, and religion، Harper، ص. 679، مؤرشف من الأصل في 29 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 فبراير 2012. Rabbi Isaac b. Solomon Farhi records that the pillage continued for 24 days.
  10. Andrew G. Bostom (2008)، The legacy of Islamic antisemitism: from sacred texts to solemn history، Prometheus Books، ص. 594، مؤرشف من الأصل في 2 أغسطس 2019.
  11. Safi, Khaled M. (2008)، "Territorial Awareness in the 1834 Palestinian Revolt"، في Roger Heacock (المحرر)، Of Times and Spaces in Palestine: The Flows and Resistances of Identity، Beirut: Presses de l'Ifpo، ISBN 9782351592656، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019
  12. Farah 2000, p. 22.
  13. Lieber, Sherman (1992)، Mystics and Missionaries: The Jews in Palestine, 1799-1840، University of Utah Press، ص. 215، ISBN 9780874803914، مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2019.
  • بوابة التاريخ
  • بوابة الدولة العثمانية
  • بوابة الشرق الأوسط
  • بوابة سوريا
  • بوابة فلسطين
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.