توافق زواجي
توافق زواجي (Adjustment Marital): التوافق الزواجي من أبرز مؤشرات الصحة النفسية في الأسرة، وهو يعني قدرة الزوجين على التكيّف مع الحياة الزوجية، وهو من المفاهيم التي ظهرت حديثًامع التغيرات الاجتماعية التي أصبحت تركز على التوافق الإنساني، وهو مركب من لفظين مفردين بإضافة لفظ: «توافق» (Adjustment) إلى لفظ: «زواجي»، والتوافق يعني قدرة الإنسان على التواؤم مع النفس (توافق نفسي)، ومع البيئة الاجتماعية (توافق اجتماعي)، وهي عملية مستمرة ليحصل التوازن بين الفرد وبيئته.[1]، وأما الزواج فهناك من عرّفه من خلال معيارين هما: الشرعية و، نية الاستمرار في العلاقة الزوجية، فالشرعية تستلهم من تشريع سماوي، أو قـانون وضـعي. أمـا نيـة الاسـتمرار فهـي تبـدأ بالإشـهار لهذا الزواج[2] ، وأنه نسق اجتماعي لعلاقة دائمة بين الرجال والنساء لتنظيم العلاقات الإنسانية الحميمة ومن ضمنها إشباع الحاجات الجنسية لدى الزوجين بطريقة مشروعة، وتتصف هذه العلاقة بقدر من الثبات والامتثال للمعايير الاجتماعية، فهي الوسيلة التي يعتمد عليها المجتمع لتنظيم المسائل الجنسية، وتحديد مسؤولية صـور التزاوج الجنسي بين البالغين مثل حقوق الزوجة، وحقوق الزوج، والإنجاب، والميـراث.[3] ومفهوم التوافق الزواجي يعني الاتفاق النسبي بين الزوجين في علاقتهما الزوجية والتفاعل الإيجابي في تحقيق أهدافهما المشتركة في حياتهما الزوجية.
تعريف التوافق
التوافق كما يعرفه العبيدي ((محمد جاسم العبيدي، 2009، ص14)): هو قدرة الفرد على تحقيق إنجازاته وإشباع حاجاته ومواجهة صراعاته بطريقة سوية يرضى عنها المجتمع والثقافة التي يعيش ضمن إطارها، ومن ثم يعيش الفرد متوافقا في الأسرة والعمل وفي التنظيمات التي ينخرط فيها وهو في حالة انسجام وتناغم.[4]
تعريف التوافق الزواجي
- عرفه كمال دسوقي بأنه «يتعلق بالرضا عن النفس وراحة البال والاطمئنان نتيجة الشعور بالقدرة الذاتية على التكيف والتفاعل مع الطرف الآخر».[5]
- هو شعور الطرفين بالانسجام والانتماء العاطفي والمودة والمحبة والرحمة المتبادلة لكلاهما والشعور بالرضا والسعادة والاتفاق في حياتهم الزوجية والقدرة على التعامل الناجح مع مشكلات الحياة الزواجية.[6]
- هو حلة وجدانية، تشير إلى تقبل العلاقة الزوجية، وتعد محصلة لطبيعة التفاعلات المتبادلة بين الزوجين في جوانب متنوعة، منها: التعبير عن المشاعر الوجدانية للطرف الآخر، واحترامه هو وأسرته، والثقة فيه، والحرص على استمرار العلاقة معه.فضلاً عن مقدار التشابه بينهما في القيم والعادات ومدى الاتفاق حول أساليب تنشئة الأطفال، وأوجه إنفاق ميزانية الأسرة، بالأضافة إلى الشعور بالإشباع الجنسي في العلاقة.[7]
أنواع التوافق الزواجي
للتوافق الزواجي أنواع عديدة تبين جوانبه وتكون مفهومه الكلي ومن أبرزها:
أولًا: التوافق النفسي: ويعني توافق الزوجان في الصفات النفسية وسمات الشخصية.
ثانياً: التوافق الأخلاقي: وهو التوائم من حيث الصفات الأخلاقية والسلوكية ومنها قوله تعالى: ﴿ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ﴾ .
ثالثاً: التوافق العمري: أي أن يكون الزوجان متقاربين من حيث السن، وبفضل أن يكون الرجل أكبر سناً من المرأة ليمكنه ذلك من إدارة الأسرة بشكل إيجابي.
رابعاً: التوافق الشأني (الاجتماعي والمالي والفكري).[8]
جوانب التوافق الزواجي
أولا: الجانب العاطفي: وجود قدر من التبادل العاطفي بين الزوجين ومدى الإشباع العاطفي الذي يشعر به كلا الطرفين والذي يعتبر مؤشرًا على درجة التوافق بينهما.
ثانيًا: الجانب الجنسي: ويعتمد التوافق فيه على فهم الزوجين للأهمية العلاقة ودوافعها وأهدافها وحرص كل طرف على إشباع صاحبه.
ثالثًا: الجانب المالي: التفاهم حول القضايا المالية وسبل المعيشة والقناعة والرضا بما يتوفر لديهما من مال.و قيام الزوج بالنفقة على زوجته وحرص الزوجة على الترشيد، ووجود قدر من التفاهم على أولويات الإنفاق.
رابعاً: الجانب الثقافي والاجتماعي: تكيف الزوجين للتعامل مع الخلفية الثقافية لكل منهما واحترام العادات والتقاليد والاعراف والتسامح في القضايا التي يختلفان فيهما نتيجة لاختلاف التنشئة الاجتماعية لكل منهما.[9]
خامساً: التوافـق الدينـي: هو تحكيم لدين الله في الحقوق والواجبات لكل من الزوجين وهذا يقطع دابر الخلاف ويتيح للسعادة مجالا في بيت الزوجية، ذلك أن الاحتكام إلى مقاييس ربانية صنعها رب العالمين يجعل في النفس راحة في الأخذ بها والوقوف عند حدودها، ولن يكون هناك كآبة أو خصام أو خلاف إذا روعيت من الطرفين كليهما.[10]
العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي
أولًا: العوامل الداخلية: وهي المتعلقة بالزوجين ومن أهمها:
1- التنشئة الأسرية للزوجين: فاستقرار الأسرة التي إنحدر منها الزوجان له ارتباط وثيق يؤثر غالبًا على التوافق بينهما.
2- عمر الزوجين وتقاربهما ومدى النضوج والرشد في شخصيتهما.فقد وجد أن حالات الزواج المبكر 21 سنة للزوج و18 للزوجة، أبانـت عـن حـالات الطـلاق والتوتر وسوء التفاهم[11] (مؤمن،2004:70 .
3- إدراك الزوجين للحياة الأسرة وجديتهما وقدرتهما على تحمل المسؤوليات.
4- حسن الاختيار قبل الزواج والوضوح في التعرف على بعضهما.
ثانيا: العوامل الخارجية:
1- علاقة الزوجين بالأقرباء لا سيما أهل الزوجة وأهل الزوج، ومدى استقلاليتهما في إدارة شؤونهما الأسرية.
2- النظام الاجتماعي السائد ولانظم السياسية.
3- الإعلام وأثره على علاقتهما.
4- ظروف العمل وطبيعته لكلا الزوجين أثره على علاقتهما.[12]
مواضيع ذات صلة
وصلات خارجية
المراجع
- التوافق الزواجي واستقرار الأسرة ،د سناء محمد سليمان،ص 20
- التوافق الزواجي كما يدركه الأبناء وعلاقته بالنضج الخلقي لدى طلبة المرحلة الثانوية في مدينة غزة ، أكرم أبوعمرة، ص 26 ، رسالة ماجستير ، بكلية التربية بجامعة الأزهر بغزه .
- لزواج والأسرة في عـالم متغيـر ، سناء الخولي ، ص 55 ، دار المعرفـة الجامعيـة ، الإسكندرية.
- الضغوط المهنية وعلاقتها بالتوافق الزواجي لدى المرأة العاملة بولاية بسكــرة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في علم النفس ، جامعة محمد خيضر، إبراهيمي أسماء ،2014 - 2015 م ، ص 137
- المساندة الاجتماعية واتخاذ قرار الزواج واختيار القرين وعلاقتهمـا بالتوافق الزواجي ، علي علي ، مجلة دراسات نفسية ، العدد الأول ،جامعة بنها ، مصر
- التوافق الزواجي وعلاقته ببعض سمات الشخصية لدى المعاقين ، سمية أبو موسى ، ص 6 ، رسالة مقدمة لقسم علم النفس بكلية التربية بالجامعة الإسلامية ،غزة
- التوافق الزواجي واستقرار الأسرة ، سناء محمد سليمان ،9، ط1، عالم الكتب، القاهرة.
- انظرالتوافق الزواجي واستقرار الأسرة ، د. سناء محمد سليمان، ص 31-33 .
- التوافق الزواجي،سناء محمد سليمان،34-35
- الضغوط المهنية وعلاقتها بالتوافق الزواجي لدى المرأة العاملة بولاية بسكــرة ،جامعة محمد خيضر ـ بسكرة ـ كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم: العلوم الاجتماعية ، إبراهيمي أسماء ،145
- الأسرة والعلاج الأسري، داليه مؤمن ، ص 70 .
- التوافق الزواجي ، د.سناء محمد سليمان ،ص37 ،
- بوابة علم النفس
- بوابة علم الاجتماع