تيار المجتمع المدني

تيار المجتمع المدني Civil Society Movement هو حركة وقوة ضاغطة تأسست في لبنان في العام 1998، تتألف الحركة من متطوعين شباب ينشطون لبناء الدولة المدنية في لبنان، وتقوم مبادئه على الأفكار التي وضعها المطران غريغوار حداد.[1][2]

تيار المجتمع المدني
البلد لبنان 
التأسيس
تاريخ التأسيس 1998
المؤسسون غريغوار حداد
الأفكار
الأيديولوجيا العلمانية الحيادية
معلومات أخرى
الموقع الرسمي http://secularist.org/

تيار المجتمع المدني هو حركة سياسية مجتمعية تسعى بالتعاون والتشارك مع هيئات وأفراد المجتمع إلى بناء مجتمع الإنسان عبر سياسة القضايا لا سياسة الأشخاص، وبالطرق اللاعنفية.

العلمانية

هي من أهم مبادئ تيار المجتمع المدني ويعرفها التيار بأنها نظرة شاملة للعالم (المجتمع والإنسان والفكر) تؤكد استقلالية العالم بكل مقوماته وأبعاده وقيمه وسلوكيته تجاه جميع المذاهب الدينية أو اللادينية والفلسفات على أنواعها، نظرة تتطلب الممارسة الفعلية ولا تكتفي بالأفكار التجريدية المحض. والاستقلالية تعني أن للعالم قيمة ذاتية فعلية. وإذا كانت للعلمانية أشكال تاريخية مختلفة فبالإمكان ارجاعها في صورة رئيسية إلى ثلاثة هي:

  • العلمانية الملحدة، المعادية للدين.
  • العلمانية المنسجمة مع الدين.
  • العلمانية الحيادية تجاه الدين.

والعلمانية التي وقع اختيار تيار المجتمع المدني عليها هي العلمانية الحيادية ذات الحياد الإيجابي والاحترام الكامل تجاه كل الأديان والتيارات الأخرى. إن هذه العلمانية هي عنصر أساسي من عناصر إقامة مجتمع لبناني تسوده الوحدة والمساواة والعدالة والحرية والسلام والديمقراطية. إنها الطريق الأصلح لنشوء وطن يملك قاعدة قانونية واحدة موحدة استناداً إلى المساواة والحرية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

ويساهم تيار المجتمع المدني في بناء المواطن الحر الديموقراطي العلماني من خلال مبادئ أساسية هي العلمانية والديمقراطية والتشارك والسيادة والعدالة والتنمية الشاملة المتكاملة والشفافية والعروبة.

إن تيار المجتمع المدني يسعى للوصول إلى وطن ديمقراطي علماني قوامه مواطن حر يشارك في بناء مجتمع عادل ومنفتح على محيطه والعالم انطلاقاً من أن للإنسان قيمة مطلقة واستناداً إلى مبادئ التيار وآلية عمله.

1- المجتمع المدني: مفهوم «المجتمع المدني» الذي يتوخى تيار المجتمع المدني الوصول اليه، والذي حمل اسمه، هو المجتمع الذي يقوم على أساس نظرية «التعاقد بين الفرد والمجتمع» والذي يُلـَخص واقع جماعة من الناس اختارت أن يضمها مجتمع واحد، وسلّمت بأن تلتزم بقوانين واحدة تجمع وتساوي بين أفرادها.

2- الحركة المجتمعية: تختلف كلمة «مجتمعية» عن كلمة «اجتماعية»، في أنّ الأولى تفيد العمل من أجل تطوير وتحسين بنية المجتمع على صعيد معين (مثلاً: البرامج والمشاريع التنموية). بينما تفيد الثانية اقتصارها على إنجاز عمل ينتهي في حينه دون تأثيرات مستقبلية (مثلاً: المساعدات الاجتماعية الموسمية)

3- «مجتمع الإنسان، كل إنسان وكل الإنسان»: المقصود بعبارة «كل إنسان»: (جميع الناس بدون أي استثناء أو مفاضلة أو تمييز، جميعهم، الأذكياء والمتخلفين عقلياً، الأغنياء والفقراء، الرجال منهم والنساء...)، أمّا عبارة «كل الإنسان» فتعني: (كل ما يكوِّن الإنسان، وما يجعل منه إنساناً متميزاً عن الجماد والنبات والحيوان). هذا الشعار إذن، يهدف إلى تغيير ما يمكن تغييره في الذهنيّات والبنيات والقوانين، لكي يصبح المجتمع مؤنسناً حقاً، و«مؤنسِناً» للجميع، ولكي لا ينمو إلا ما هو لأجل الإنسان، وهذا ما يساعد على وضع مخطط موضوعي للتنمية الشاملة المتكاملة للمجتمع.

4- «سياسة القضايا لا سياسة الأشخاص»:«سياسة القضايا» تقوم على مساهمة كل فرد، من خلال مجموعة، في اقتراح وتنفيذ سياسة معينة تلبي حاجات المجتمع. فالقضية هي المحور في هذا البناء القائم على تشارك الأفراد، والمشروع إذن لا يتعلق بأحد هؤلاء الأشخاص، بل يقوم ويستمر برغبة التعاون عند الجميع. أما «سياسة الأشخاص» (التي يحذر منها التيار)، فهي التي تقوم على ترئيس أو تزعيم شخص ما وكأنه يختصر الجماعة بكاملها، وهذا ما يؤدي غالباً إلى انقسام الجماعة على نفسها واهتمامها بجزئيّات تبعدها عن القضية التي شكلت موضوع التقائها.

5- اللاعنف طاقة تغييرية: النضال اللاعنفي هو الطاقة الإنسانية التغييرية للواقع العنفي، التي تتوجه لتغيير أي واقع ظالم، من خلال مشروع عمل متكامل عند الإنسان، الفرد والجماعة والمجتمع. ويرتكز مبدأ اللاعنف على الاحترام الكامل للإنسان (أكان فرداً أو جماعةً أو مجتمعاً)، على اعتباره القيمة الأساسية من بين كائنات العالم. يسعى تيار المجتمع المدني، من خلال اللاعنف، إلى بناء مشروع يرتكز على تحويل الأفراد والجماعات، قدر المستطاع، من اعتماد العنف في تصرفاتهم إلى اعتماد طرق الممارسة اللاعنفية في المجتمع، كالسبيل الأرقى لمعالجة الواقع الظالم، بما تؤمّنه هذه الطاقة لكل فرد من تناغم بين قدراته الجسدية والعقلية.

6- المواطن الحر: هو الفرد داخل الدولة، الذي ينتمي إليها، ويشارك في بنائها، ويدافع عنها، والذي يتمتع، داخلها، بحرية كاملة، أكان لجهة التعبير عن أفكاره، أو لجهة تصرفاته بالتماس مع جميع ما يحيط به، على أن يحترم حرية الغير.

7- تـُمثل كامل هذه الفقرة «رؤية التيار».

المبادئ الأساسية

إن «تيار المجتمع المدني» يسعى إلى التطوير والتغيير على كل الصعد بنشر الثقافة وتعميم الوعي وصـولاً إلى تكوين المواطن الحر الديمقراطي العَلماني وبناء مجتمع الإنسان، انطلاقاً من المبادئ التالية:

أولاً- العَلمانية: بما هي نظرة شـاملة للمجتمع والإنسـان والفكر هدفها تأكيد استقلالية العالم المدني بكل مقوماته وأبعاده وقيمه وسلوكه تجاه جميع المذاهب الدينية والفلسـفية. وهي ذات مضمون حيادي بمعناه الإيجابي تجـاه الأديان كافة. لذلك فإن من أهم مميزاتها استقلالية الدين عن الطائفيَّة واستقلالية الطائفة عن الدولة، وإعادة الاعتبار للمواطن كقيمة إنسانية وإعادة الاعتبار للقيم المؤنسنة في الإنسان فوق الغرائز والعصبيات، ترسيخاً لقيم الحق والخير والجمال. ومدخلاً إلى المواطنية الحقيقية.

ثانياً- الديمقراطية: هي في أساس أي نظام سياسي مجتمعي حر. إنها الوسيلة التي تمكّن الشعب من حكم نفسه بنفسه، عبر انتخاب ممثليه في الهيئات التي ينبغي أن تمارس السلطة باسمه ولمصلحته وبمشاركته. إنّ حق الانتخاب والاختيار هو أساس الديمقراطية، والديمقراطية لا تستقيم بدون قوانين ومؤسسات ومناخ وممارسة.

ثالثاً- التشارك: هو تفاعل المجتمع بين أعضائه ومع الدولة في الاقتراح والتفكير وعملية صنع القرار وتنفيذ السياسات والقوانين. إنه إقرار وتطبيق اللامركزية من أجل تمكين المجتمع الأهلي من المراقبة ومن المحاسبة ومن الانخراط في الشأن العام عبر مجالس محلية مختارة على صعيد الحي والقرية والمدينة والقضاء والمحافظة. هو بكل بساطة إدارة الناس لشؤونهم، وهو أرقى أشكال الديمقراطية.

رابعاً- السيادة: لبنان وطن مستقل سيّد، يعيش فيه المواطن بالتفاعل والحوار بحرية تامة، ويتمتع بحقوقه كاملة، ويؤدي واجباته. فلا سيادة ولا حرية في ظل النظام الطائفي والمذهبي والعشائري.

خامساً- العدالة: هي في تلبية الحقوق التي توفِّر مصلحة الإنسان عبر تطور المجتمع. وهي في أساس قيام علاقات صحية بين أفراد المجتمع. إنها تقوم على المواطنية الحقة التي تتناقض مع جميع أشكال التمييز السلبي بين المواطنين، كما تقوم على مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة على جميع الصعد وفي مختلف المجالات، بدءاً من حق المواطن في بيئة نقية صالحة وصولاً إلى العيش الكريم. إن ضمانة العدالة قيام دولة القانون والمؤسسـات التي تصون حقوق المواطن.

سادساً- التنمية الشاملة المتكاملة: إن تنمية الإنسان، كل إنسان، بتكامله وتوازنه مع الطبيعة، هي الهدف الأسمى للتطور البشري. التنمية الشاملة هي التي تطال كل إنسان على امتداد الوطن، وتغطي الحقول الإنسانية كافة والمجالات التربوية والثقافية والمجتمعية والاقتصادية والبيئية والسياسية. إنّ التنمية بمفهومها هذا لا بدّ أن تكون متكاملة، عبر تنظيمها وتسيير عملياتها بطرق متوازنة ومنسجمة لتلبية أهدافها، متعاونة ومتفاعلة، بحيث لا يسبق أي جانب الآخر أو أي بعد إنساني سواه.

سابعاً- الشفافية: هي مبدأ التعامل والتفاعل في العلاقات البشرية. وهي من ثم عنصر مكمّل للعملية الديمقراطية، بعد حق الانتخاب وحق الرقابة. فالشفافية رديف ملازم للتشارك والتنمية باعتبارها أداة معرفة ورقابة وتقييم، وهي تجسيد لحق وواجب المواطن والسلطة في الاطلاع وكشف الحقائق وقول الحقيقة. بدون شفافية لا حرية إلا حرية الاختيار بين السيئ والأسوأ. فحيث لا معرفة لا حرية.

ثامناً- العروبة: بما هي مشروع لبناء مجتمع عربي حر ديموقراطي علماني، لا طائفي، بدءاً بتحقيق تكامل اقتصادي وتواصل اجتماعي وثقافي بين شعوبه.

إن هذه المبادئ بتوازنها وتكاملها وتفاعلها تشكل مصدراً لتفكير ونهج يهدف التيار إطلاقه من أجل ضخ روح الحياة في شرايين المجتمع، انطلاقاً من البحث عن مناهل فكرية غير تقليدية تجد جذورها في مجتمعنا المدني وتجاربه. كما ويستلهم شكله التنظيمي من بسـاطة فكرة الحاجة إلى العمل والتفاعل في قلب دائرة العمل نفسها، من أجل التغيير وإسعاد الإنسان.

النشأة

نشأة تيار المجتمع المدني تمت على الشكل التالي:

  • سنة 1998: بدأ الإعداد لتيار سياسي له مواصفات جديدة، على صعيد المبادئ الأساسية، القيم والمقاييس، الأهداف الاستراتيجية، الخيارات المرحلية والمشاريع العملية.
  • سنة 1999: تكونت لجنة تأسيسية تدارست وثائق أساسية، وأطلقتها في كتيبات نشرت بتاريخه.
  • سنة 2001: تقدمت اللجنة التأسيسية من وزارة الداخلية بالعلم والخبر. وفي 25 تموز من العام 2001 تسجل «تيار المجتمع المدني» في وزارة الداخلية.
  • سنة 2006: نال تيار المجتمع المدني بيان علم وخبر بتأسيسه كجمعية سياسية. ونشر هذا البيان في عدد الجريدة الرسمية رقم 53 الصادر في 9/11/2006، تحت «بيان علم وخبر رقم 529/أد».

أدواتـه

يتألف تيار المجتمع المدني من:

  • الهيئة العامة: التي تتألف من أعضاء التيار.
  • المجلس التنفيذي للتيار: المؤلف من سبعة أعضاء أصيلين وثلاثة أعضاء احتياطين ومستشارين.
  • نوى التيار في المناطق والجامعات: لكل منها منسق من أعضاء التيار وتضم أعضاء وأصدقاء التيار.
  • لجان التيار: لكل منها منسق من أعضاء التيار. اللجان الأساسية الدائمة هي: اللجنة الثقافية، اللجنة الإعلامية، اللجنة المالية. وهنالك لجان أخرى مختلفة.
  • مجلس أمناء التيار.

أحد مؤسسي تيار المجتمع المدني المطران غرغوار حداد

ينشط تيار المجتمع المدني حول مواضيع الزواج المدني في لبنان والضمان الصحي وقانون الانتخابات والتربية على المواطنية في المدارس، وقد استقبل مركزه في بيروت الأعمال التحضيرية لمظاهرات حراك إسقاط النظام الطائفي في لبنان منذ انطلاقه في 22 شباط 2011 وشارك بالتحضير لمظاهراته التي كان اولها في 27 شباط 2011.[3] [4][5][6]

مراجع

  1. "التعريف والرؤية"، تيار المجتمع المدني، 12 سبتمبر 2011، مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 يوليو 2020.
  2. "جمعية باسم "جمعية تيار المجتمع المدني""، lkdg.org، مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 أغسطس 2021.
  3. "المجتمع المدني ودع غريغوار حداد بمسيرة حاشدة"، LebanonFiles (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 أغسطس 2021.
  4. "الوكالة الوطنية للإعلام - الألبومات - ورشة عمل تيار المجتمع المدني للطلاب عن العلمانية"، nna-leb.gov.lb، مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 أغسطس 2021.
  5. "الحماية الاجتماعية"، lebaneselw-legalgate.org، مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 أغسطس 2021.
  6. "ورشة عمل لتيار المجتمع المدني حول "مشروع نظام التقاعد""، LebanonFiles (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 أغسطس 2021.
  • بوابة السياسة
  • بوابة لبنان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.