جزائريو كاليدونيا الجديدة

جزائريو كاليدونيا الجديدة هم مجموعة من الجزائريين الذين قد تم نفيهم من الجزائر إلى كاليدونيا الجديدة من طرف الاستعمار الفرنسي بين عامي 1864 و1921 بسبب مشاركاتهم في المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وهم كذلك أحفاد وأبناء المقاومين الجزائريين المنفيين الذين يعيشون حاليا بكاليدونيا الجديدة ويزيد عددهم عن 15 ألف نسمة.[1]

بعد استعمار فرنسا للجزائر سنة 1830، قام الجزائريون بعدة ثورات ومقاومات للدفاع عن أرضهم ووطنهم، ولكي تمنعهم فرنسا من القيام بثورات أخرى قامت بترحيل 2166 مقاوم جزائري، أغلبهم من الشباب، خلال 42 رحلة إلى الجزء الآخر من المعمورة، إلى مستعمرتها كاليدونيا الجديدة التي استعمرتها سنة 1853 وتقع في قارة أوقيانوسيا جنوب المحيط الهادي. كما قامت باستغلال الجزائريين المبعدين في خدمتها وخدمة المعمرين مجبرتهم على القيام بأعمال شاقة.


مقاومة الشيخ المقراني

أبرز المنفيين أولئك الذين شاركوا في مقاومة الشيخ المقراني سنة 1871 التي بدأت في أقصى شرق الجزائر بمدينة سوق أهراس وانتشرت إلى غاية مدينة برج بوعريريج  ثم  بعد انضمام الآلاف من المقاومين انتشرت عبر كل ربوع أرض الجزائر وانتهت باستشهاد الشيخ المقراني واعتقال الشيخ محمد أمزيان الحداد وتعذيبه إلى غاية استشهاده  ونفي الآخرون إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة.

بتعبير أدق، بعد إلقاء القبض على المقاومين، حوكموا بالمحكمة العليا للجنايات بقسنطينة خلال ربيع سنة 1873. كان عدد المحاكمين يبلغ 213 وانتهت بمحاكمة الشيخ الحداد وابنه بالسجن وبإعدام بومرزاق المقراني وأفراد آخرين من عائلته، غير أن الحكم قد خفف لاحقا إلى النفي إلى كاليدونيا.

نقل المنفيين

حسب أرشيف بلدية بوريل، فإن أول رحلة  من الجزائر إلى كاليدونيا الجديدة وصلت في عام 1864 وكان على متنها رجل واحد يدعى براهم بن محمد أما آخر رحلة فكانت سنة  1921 وتحمل رجلين هما حسن أحمد المحمود ومصطفى آغا محمود.[2]

مجموع عدد الرحلات التي تمت بين 1864 و1924 يساوي 42 رحلة. نقل من خلالها 2166 منفي ونجا منهم 2016. وقد تمّ نقل أكبر عدد من المنفيين بين عامي 1867 و 1895. [3]

اتُخِذًتْ ثلاثة مسارات للوصول إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة، عبر رأس الرجاء الصالح ، عبر كيب هورن وعبر قناة السويس مع محطات توقف للتزويد بالمنتجات الطازجة وخاصة المياه العذبة.

تم القيام بالرحلات على متن مراكب شراعية مصممة خصيصا لنقل السجناء واستمرت هذه الرحلات ما بين 140 و 150 يومًا.  قطعوا فيها 16,700 ميل بحري أي 30,928 كيلومترًا.

صُنِّفَ نقل المنفيين إلى ثلاث فئات:

نقل المذنبون: 18 قافلة بحرية، حاملة لـ 1822 رجل من  سنة 1864 إلى سنة 1897.

نفي معاودي الإجرام: 14 قافلة، حاملة لـ 164  رجل من سنة 1888 إلى سنة 1897.

ترحيل السياسيون: 11 قافلة، حاملة لـ 180 رجل من سنة 1874 إلى سنة 1921.

أي بمجموع 42 قافلة من السفن مع 2166 رجل وتوفي منهم 60 شخص.

نقل المذنبون - 18 قافلة - 1822 شخص
السفينةتاريخ الوصولعدد المرحلين
Iphigénie09/05/18641
Sibylle[4]23/09/1867118
Fleurus11/02/186896
Néréïde04/05/186838
Fontenoy01/08/18851
Ville de-Saint-Nazaire12/11/1889144
Calédonien27/09/1890160
Calédonie07/05/1891130
Calédonie19/12/189184
Calédonie25/07/189298
Calédonie19/02/1893111
Calédonie29/09/1893137
Calédonie02/05/1894123
Calédonie17/12/1894164
Calédonie08/08/1895122
Calédonie07/04/1896127
Calédonie25/02/1897168
ترحيل السياسيون - 11 قافلة - 180 شخص
السفينةتاريخ الوصولعدد المرحلين
Loire [5]16/10/187434
Calvados [6]
Navarin24/01/187867
Navarin30/10/18812
Loire26/03/18826
Fontenoy13/09/18824
Tage15/02/18832
Navarin28/06/18831
Loire24/11/18831
El Kantara05-05-19202
El Kantara07-09-19212
نفي معاودي الإجرام - 14 قافلة - 164 شخص
السفينةتاريخ الوصولعدد المرحلين
Magellan04/03/18886
Calédonien04/01/18896
Magellan05/08/18891
Ville de Saint-Nazaire04/01/189110
Calédonie07/05/18919
Calédonie20/12/189112
Calédonie25/07/18929
Calédonie19/02/189321
Calédonie29/09/189313
Calédonie02/05/189414
Calédonie17/12/189411
Calédonie08/08/189511
Calédonie07/04/189618
Calédonie25/02/189723

الحياة في كاليدونيا الجديدة

شارك السجناء الجزائريون في خدمة الأرض والزراعة والبستنة وكذلك في العمل في مناجم الكوبالت والقصدير وفي بناء الطرق. كانوا يعيشون في ثكنات ولديهم غرفة مشتركة للصلاة. أما الاتصالات بينهم وبين الفرنسيين فكانت ممنوعة، كما أنه كان ممنوعا عليهم إعطاء أسماء مسلمة لأطفالهم.

يعد الجزائريون المنفيون أول من زرع  نخيل التمر بكاليدونيا الجديدة حيث أن البعض منهم قد أحضر معه حبات تمر ثم قاموا بزراعة نواته.[7]

بعد الإفراج عنهم، مُنِحَ أكثر «المستحقين» أراضي مساحتها من 4 إلى 5 هكتارات قابلة للزراعة.

وفي سنة 1897 خصص المنفيون قطعة أرض لتصبح مقبرة للمسلمين هناك، مقبرة العرب في نيساديو ثم بُنِيَ أمامها مسجدا.  وللحفاظ على عادات العرب والمسلمين، أنشأت سنة 1967 جمعية العرب وأصدقاء العرب.

المراجع

  1. Condamnés aux bagnes coloniaux نسخة محفوظة 26 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. "Mairie de Bourail - LISTES DES « ARABES » TRANSPORTÉS, DÉPORTÉS ET RELÉGUÉS EN NOUVELLE-CALÉDONIE (1864-1921)" en، مؤرشف من الأصل في 6 يناير 2015، اطلع عليه بتاريخ 26 يناير 2020. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير صالح |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  3. "études-coloniales - Page 21 - études-coloniales"، etudescoloniales.canalblog.com، مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2019.
  4. "la Sybille puis l'Alceste"، اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2014. {{استشهاد ويب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغs: |month= و|citation= (مساعدة)
  5. "la Loire"، اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2014. {{استشهاد ويب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغs: |month= و|citation= (مساعدة)
  6. "le Calvados"، اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2014. {{استشهاد ويب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغs: |month= و|citation= (مساعدة)
  7. Ouennoughi, Mélica (01 يناير 2006)، Les déportés maghrébins en Nouvelle-Calédonie et la culture du palmier dattier: (1864 à nos jours) (باللغة الفرنسية)، Editions L'Harmattan، ISBN 9782296420700، مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020.
  • بوابة القرن 19
  • بوابة الجزائر
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.