جيمس باركنسون

جيمس باركنسون (بالإنجليزية: James Parkinson)‏ هوَ طَبيب وجَراح وصَيدلاني وجيولوجي وناشط سياسي بريطاني وُلد عام 1755م، يُعتبر أول من وَصف مَرض «الشلل الرعاش» حَيث كَتب مَقالاً مُفصلاً حول المَرض تَحت اسم: «مقالة حول الرعشة غير الإرادية» (An Essay on the Shaking Palsy) وذلك في عام 1817،[7] تمت إعادة تسمية مَرض مرض باركنسون باسمه من قِبل جان مارتن شاركو وذلك تيمناً بالجراح جيمس باركنسون. تُوفي باركنسون في عام 1824.[8]

جيمس باركنسون
James Parkinson
معلومات شخصية
الميلاد 11 أبريل 1755 [1][2][3] 
شورديتش [4] 
الوفاة 21 ديسمبر 1824 (69 سنة) [1][2][3] 
هوكستون[5] 
سبب الوفاة سكتة دماغية[5] 
مواطنة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا 
الزوجة ماري دايل
عدد الأولاد 6 [5] 
الحياة العملية
المدرسة الأم مدرسة بارتس ولندن للطب وطب الأسنان 
المهنة طبيب،  وإحاثي[5]،  وطبيب أعصاب،  وعالم نبات،  وجيولوجي،  وسياسي،  وصيدلي،  وجراح 
اللغات الإنجليزية[6] 
مجال العمل جيولوجيا،  وجراحة 
أعمال بارزة أَول من وَصف مرض باركنسون
التوقيع
 

حياته المبكرة

وُلد جيمس باركنسون في شورديتش، في لندن، في إنجلترا. وهو ابن جون باركنسون، عطار وجراح زاول مهنته في هوكستون سكوير في لندن، وهو الأكبر بين خمسة أشقاء، ومن ضمنهم شقيقه ويليام وشقيقته ماري سيدغويك. في عام 1784، أقرت مؤسسة مدينة لندن به جراحًا.[9]

في 21 مايو 1783، تزوج من ماري ديل، وأنجبا بعد ذلك ثمانية أطفال، توفي اثنان أثناء طفولتهما. بعد فترة وجيزة من زواجه، تبع باركنسون والده بمزاولة مهنته في هوكستون سكوير.[10]  

السياسة

بالإضافة لمزاولته المزدهرة لمهنة الطب، كان باركنسون ذا اهتمام شديد في الجيولوجيا وعلم الأحياء القديمة، وفي سياسة ذلك الوقت أيضًا.[11]

كان باركنسون مناصرًا قويًا للمحرومين، وناقدًا صريحًا لحكومة بيت. اتسمت مسيرته المهنية المبكرة بانخراطه في مجموعة من القضايا الاجتماعية والثورية، ويظن بعض المؤرخين بأنه كان على الأرجح مؤيدًا قويًا للثورة الفرنسية. نشر نحو 20 منشورًا سياسيًا في فترة ما بعد الثورة الفرنسية، في حين كانت بريطانيا في فوضى سياسية. اعتاد الكتابة تحت اسمه واسمه المستعار «أولد هوبير»، دعا لإصلاحات اجتماعية متطرفة واقتراع عمومي.[12]

دعا باركنسون إلى تمثيل الشعب في مجلس العموم، وهي مؤسسة للبرلمان السنوي. كان عضوًا في عدد من الجمعيات السياسية السرية، من ضمنها جمعية المراسلات اللندنيّة وجمعية المعلومات الدستورية. في عام 1794، أدت عضويته في المنظمة إلى مساءلته تحت القسم أمام ويليام بيت والمجلس الخاص لإعطاء دليل حول مكيدة ملفقة لاغتيال الملك جورج الثالث. رفض الإدلاء بشهادته بشأن دوره في مؤامرة بندقية الفلين حتى كان متيقنًا من أنه لن يُرغم على إدانة نفسه. اقتضت الخطة باستخدام سهم مسمم مُطلق من بندقية فلين لوضع نهاية سابقة لأوانها لعهد الملك. لم توجه أي تهم في أي وقت من الأوقات ضد باركنسون، في حين قبع العديد من أصدقائه في السجن لعدة أشهر قبل تبرئتهم. 

الطب

ابتعد باركنسون عن عمله السياسي المضطرب، وبين عامي 1799 و1807، فنشر عددًا من الأعمال الطبية، من ضمنها عمل حول النقرس في عام 1805. كان مسؤولًا أيضًا عن الكتابات المبكرة حول التهاب الزائدة الدودية.[13][14]

اهتم باركنسون بتحسين صحة الشعب العامة وسلامته. كتب عدد من النظريات الطبية التي كشفت عن رغبة بصحة الأشخاص ورفاهيتهم كتلك التي أعرب عنها في نشاطه السياسي. كان محاربًا في سبيل الحماية القانونية للمرضى العقليين، وأطبائهم وعائلاتهم أيضًا.

في عام 1812، ساعد باركنسون ابنه في أول حالة موصوفة باللغة الإنجليزية لالتهاب الزائدة الدودية، وأول حالة تبين فيها أن الانثقاب هو سبب الوفاة.[15]

آمن أن الجراح الجدير بالاهتمام ينبغي عليه معرفة الستينوغرافي، وكان بارعًا في ذلك.      

داء باركنسون

كان باركنسون أول شخص يصف على نحو منهجي ستة أفراد يعانون من أعراض المرض الذي يحمل اسمه. في بحث حول الشلل الرعاشي (1817)، قدّم تقريرًا عن ثلاثة من مرضاه وثلاث أشخاص رآهم في الطريق. أشار إلى المرض الذي حمل اسمه بعد ذلك بالشلل الارتجاجي أو الشلل الرعاشي. ميز بين رعاش الراحة والرعاش الحركي. صاغ جان مارتن شاركو مصطلح «داء باركنسون» بعد مضي نحو 60 عامًا.[16][17][18]

اقترح باركنسون عن طريق الخطأ أن الرعشات في أولئك المرضى كانت بسبب إصابات في الحبل الشوكي العنقي.[19]

العلوم

تحول اهتمام باركنسون تدريجيًا من الطب إلى الطبيعة، لا سيما المجالات الجديدة نسبيًا في الجيولوجيا وعلم الأحياء القديمة. بدأ بجمع عينات المستحاثات ورسوماتها في الجزء الأخير من القرن الثامن عشر. أخذ أطفاله وأصدقاءه في رحلات لجمع النباتات والحيوانات الأحفورية ورصدها. أُحبطت محاولاته لتعلم المزيد حول تحديد المستحاثات وتفسيرها بسبب الافتقار للمؤلفات المتاحة باللغة الإنجليزية، ولذلك اتخذ قرارًا بتحسين الأوضاع عبر كتابة مقدمته الخاصة لدراسة المستحاثات.

في عام 1804، نُشر المجلد الأول من بقايا عضوية من عالم قديم. أشاد غيديون مانتل به واصفًا إياه «بالمحاولة الأولى لإعطاء سرد مألوف علمي عن المستحاثات». نُشر مجلد ثاني في عام 1808، وثالث في عام 1811. وضح باركنسون كل مجلد وعملت ابنته إيما على تلوين بعض اللوحات. وأعاد غيديون مانتل استخدام اللوحات. في عام 1822، نشر باركنسون مختصرًا بعنوان «الخطوط العريضة لعلم الحفريات: مقدمة إلى دراسة بقايا المستحاثات العضوية، لا سيما تلك الموجودة في الطبقات البريطانية».[20]

ساهم باركنسون بعدة أوراق علمية في «مجلة الفلسفة الطبيعية والكيمياء والفنون» لويليام نيكلسون، وفي المجلد الأول والثاني والخامس من «معاملات الجمعيات الجيولوجية». كتب مجلدًا واحدًا من الخطوط العريضة لعلم الحفريات في عام 1822، وهو عمل أكثر شهرة. في 13 نوفمبر 1807، التقى باركنسون بمجموعة من السادة الموقرين في حانة الماسونيين في لندن. تضمن اللقاء أسماء عظيمة مثال السير همفري ديفي وآرثر أيكين وجورج بيلاس غرينو. وكان ذلك أول اجتماع لجمعية لندن الجيولوجية.[21]

انتمى باركنسون لمدرسة فكرية، نظرية الكارثة الجيولوجية، التي تعنى بحد ذاتها باعتقاد أن جيولوجية الأرض والغلاف الجوي تشكلا بفعل الكوارث التي حدثت مؤخرًا على نطاق واسع. واستشهد بالطوفان المذكور في سفر التكوين مثالًا على ذلك، وكان يؤمن بقوة بأن الخلق والفناء عمليتان موجهتان بيد الله. كانت وجهة نظره حول الخلقية بأن كل «يوم» كان فترة أطول بكثير فعليًا، وأنها استمرت ربما لعشرات آلاف السنين.       

وفاته والنصب التذكارية

توفي باركنسون في 21 ديسمبر 1824، بعد إصابته بسكتة دماغية أثناء إلقائه خطابًا ما. ورّث منزله في لانغ ثورن لابنه وزوجته، ومتجره للعطارة لابنه جون. أُعطيت مجموعته من البقايا العضوية لزوجته، وبيع معظمها في عام 1827، ولم يُعثر على قائمة المبيعات أبدًا. دُفن في كنيسة سانت ليونارد، شورديتش.[22]

تُحيا ذكرى حياة باركنسون بلوح حجري داخل كنيسة سانت ليونارد، شورديتش، حيث كان عضوًا في الطائفة، وموقع قبره غير معروف تحديدًا وقد يكون راقدًا في ضريح أو في فناء الكنيسة. تمثل لوحة زرقاء في هوكستون سكوير موقع منزله. وسُمي عدد من المستحاثات تيمنًا به. لا يوجد لوحة تصويرية معروفة له. ويوجد صورة يُقال إنها له، إلا أنها لطبيب أسنان يحمل نفس الاسم، توفي قبل اختراع التصوير.[23]

يُقام يوم باركنسون العالمي كل عام في تاريخ ميلاده، 11 أبريل. علاوة على الداء المسمى باسمه، يُحيا باركنسون في العديد من أسماء الأحياء الأحفورية، ومن ضمنها صدفة الأمونايت البركينسونية، وزنبق البحر إيبيوكرونيس البركينسوني، وحلزون روستلاريا البركينسوني، وشجرة نيبا البركينسيونية.    [24]  

أعماله

  • نصائح طبية موجهة للأسر، بشأن مزاولة الطب المنزلي، والحفاظ على الصحة لندن، 1799. الطبعة الخامسة، 1812
  • نصائح لتحسين الدعامات؛ بهدف جعل استخدامها أقل إزعاجًا، ولمنع ضرورة وجود رباط تحتي. مع وصف دعامة البناء السهل بنفقات ضئيلة [كما وردت]، لاستخدام الفقراء. لندن: سيموندز. 1802.
  • أصدقاء وفيزيائيو البلدة والدولة. فيلادلفيا، 1803.
  • بقايا عضوية من عالم قديم. دراسة البقايا المعدنية للخضروات والحيوانات في العالم البدائي، تُدعى عادة المستحاثات الدخيلة. لندن: روبسون. يحتوي المجلد الأول على مملكة الخضروات، 1804. الطبعة الثانية 1833. يحتوي المجلد الثاني على مستحاثات الحيوان النباتي، 1808. الطبعة الثانية 1833. يحتوي المجلد الثالث على مستحاثات النجم البحري وقنفذ البحر والأصداف والحشرات والبرمائيات والثديات. 1811.
  • باركنسون، جيمس (1805) ملاحظات حول طبيعة النقرس وعلاجه، على عُقد المفاصل، وتأثير مقالات معينة حول الحمية، على النقرس والروماتيزم والحصباء. لندن: سيموندز.
  • رياضات خطرة. حكاية موجهة للأطفال. لندن: سيموندز. 1807.
  • بحث حول الشلل الرعاشي. لندن: شيروود نيلي وجونز. 1817.
  • الخطوط العريضة لعلم الحفريات: مقدمة إلى دراسة بقايا المستحاثات العضوية، لا سيما تلك الموجودة في الطبقات البريطانية: بغرض مساعدة الطالب في استفساراته بشأن طبيعة المستحاثات، وصلتها بتشكيل الأرض. لندن: شيروود نيلي وجونز. 1822. الطبعة الثانية، 1830.

انظر أيضاً

روابط خارجية

مراجع

  1. المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسيةhttp://data.bnf.fr/ark:/12148/cb13050517q — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  2. مُعرِّف الشبكات الاجتماعية ونظام المحتوى المؤرشف (SNAC Ark): https://snaccooperative.org/ark:/99166/w6k73b17 — باسم: James Parkinson — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  3. مُعرِّف فرد في قاعد بيانات "أَوجِد شاهدة قبر" (FaG ID): https://www.findagrave.com/memorial/3195 — باسم: James Parkinson — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  4. https://www.parkinsons.org.uk/sites/default/files/publications/download/english/is_jamesparkinson.doc
  5. المحرر: كولن ماثيو — العنوان : Oxford Dictionary of National Biography — الناشر: دار نشر جامعة أكسفورد — رقم فهرس سيرة أكسفورد: https://doi.org/10.1093/ref:odnb/21371
  6. المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسيةhttp://data.bnf.fr/ark:/12148/cb13050517q — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  7. An Essay on the Shaking Palsy نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. Lewis, Cherry؛ Knell, Simon J. (2009)، The making of the Geological Society of London، Geological Society، ص. 62 & 83، ISBN 978-1-86239-277-9.
  9. Goldman, Jennifer G.؛ Goetz, Christopher G. (2012)، "James Parkinson"، في Pfeiffer, Ronald F.؛ Wszolek, Zbigniew K.؛ Ebadi, Manuchair (المحررون)، Parkinson's Disease, Second Edition، CRC Press، ص. 3–12، ISBN 978-1-4398-0714-9.
  10. Factor, Stewart A.؛ Weiner, William J. (2007)، "James Parkinson: The Man and the Essay"، Parkinson's Disease: Diagnosis & Clinical Management: Second Edition، Demos Medical Publishing، ص. 3–13، ISBN 978-1-934559-87-1.
  11. Yahr, MD (أبريل 1978)، "A physician for all seasons. James Parkinson 1755–1824"، Archives of Neurology، 35 (4): 185–8، doi:10.1001/archneur.1978.00500280003001، ISSN 0003-9942، PMID 346008.
  12. Jeremy R. Playfer؛ John V. Hindle (1 يناير 2008)، Parkinson's Disease in the Older Patient، Radcliffe Publishing، ص. ISBN 978-1-84619-114-5، مؤرشف من الأصل في 6 يوليو 2014.
  13. Parkinson, James (1805)، Observations on the nature and cure of gout; on nodes of the joints; and on the influence of certain articles of diet, in gout, rheumatism, and gravel، London: Symonds، مؤرشف من الأصل في 9 يناير 2020.
  14. Jefferson, M (يونيو 1973)، "James Parkinson, 1775–1824"، British Medical Journal، 2 (5866): 601–3، doi:10.1136/bmj.2.5866.601، ISSN 0007-1447، PMC 1592166، PMID 4576771.
  15. Parkinson, John (1812)، "Case of diseased Appendix Vermiformis"، Medico-Chirurgical Transactions، 3: 57–58، PMC 2128895، PMID 20895178.
  16. McCall, Bridget (يناير 2003)، "Dr. James Parkinson 1755–1824" (PDF)، Parkinson's Diseas Society، مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 فبراير 2006، اطلع عليه بتاريخ 10 سبتمبر 2009.
  17. Currier, RD (أبريل 1996)، "Did John Hunter give James Parkinson an idea?"، Archives of Neurology، 53 (4): 377–8، doi:10.1001/archneur.1996.00550040117022، ISSN 0003-9942، PMID 8929162.
  18. Naheed Ali (26 سبتمبر 2013)، Understanding Parkinson's Disease: An Introduction for Patients and Caregivers، Rowman & Littlefield Publishers، ص. 4–، ISBN 978-1-4422-2104-8، مؤرشف من الأصل في 10 مارس 2020.
  19. Robert H. Wilkins؛ Irwin A. Brody (1997)، Neurological Classics، Thieme، ص. 87، ISBN 978-1-879284-49-4، مؤرشف من الأصل في 10 مارس 2020.
  20. Mantell, Gideon Algernon (1850)، Pictorial Atlas of Fossil Remains consisting of coloured Illustration selected from Parkinson's "Organic Remains of Former World" and Arti's "Antediluvian Phytology".، London: Bohn، مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2016.
  21. History of the Geological Society, UK. نسخة محفوظة 7 سبتمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  22. Lewis, Cherry؛ Knell, Simon J. (2009)، The making of the Geological Society of London، Geological Society، ص. 83، ISBN 978-1-86239-277-9.
  23. Gardner-Thorpe, Christopher (1987)، James Parkinson (1755–1824)، Neurology, Royal Devon and Exeter Hospital، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2018.
  24. "Parkinsons.co.za"، مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2013، اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2013.
  • بوابة أعلام
  • بوابة السياسة
  • بوابة المملكة المتحدة
  • بوابة تاريخ العلوم
  • بوابة طب
  • بوابة علم الأحياء القديمة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.