حالة عاطفية جماعية
الحالة العاطفية الجماعية التفاعلات العاطفية المتسقة أو المتجانسة داخل المجموعة.[1][2]
الحالة العاطفية الجماعية عبارة عن مجموع أمزجة أفراد المجموعة وتشير إلى المزاج على المستوى الجماعي للتحليل. إذا كانت أمزجة أفراد المجموعة متناغمة، يمكن معاملة الحالة العاطفية الجماعية كخاصية جماعية، فعلى سبيل المثال، إذا كان أفراد المجموعة يميلون إلى التحلي بالإثارة والنشاط والحماس، يمكن عندئذ وصف المجموعة نفسها بالإثارة والنشاط والحماس، وإذا كان الأفراد يميلون إلى الحزن والارتياب والعصبية، فعندها يمكن أيضًا وصف المجموعة بهذه الصفات. لا تملك جميع المجموعات حالة عاطفية حيث يمر أفراد بعض المجموعات بأمزجة غير متشابهة، وعلى الرغم من هذا، يشير بحث قديم إلى أن غالبية المجموعات لها حالة عاطفية.[2] تم تحديد بعدين للحالة العاطفية الجماعية هما: الحالة العاطفية الإيجابية والحالة العاطفية السلبية،[1][2] حيث تظهر الأبحاث نشأة بعدي العاطفة كعوامل مستقلة[3][4] وتأخذ أنماطًا مستقلة من العلاقات التي تربطها مع المتغيرات الأخرى.[5][6][7]
يميل أفراد المجموعة إلى المرور بأمزجة متشابهة بناءً على العديد من الآليات النظرية منها انتقاء أفراد المجموعة وتكوينهم والتنشئة الاجتماعية لأفرادها وتعرضهم لنفس الأحداث العاطفية مثل متطلبات المهام والنتائج.[2][8]
هناك أيضًا ميل لتشاطر الأمزجة بين أفراد المجموعة عبر عمليات مثل العدوى المزاجية[9] وإدارة الانطباعات.[10] ترتبط الحالة العاطفية الجماعية بنتائج تنظيمية مختلفة مثل السلوك الاجتماعي للمجموعة.[2][10]
يقول إثبات جورج (1990)[1] أن المستويات المميزة لسمات الشخصية للعاطفة الإيجابية (PA) والعاطفة السلبية (NA) في مجموعات العمل ترتبط ارتباطًا إيجابيًا مع الحالات العاطفية (الإيجابية والسلبية) المقابلة، لذا تتأثر الحالة العاطفية الجماعية بالمستويات المميزة للسمات الشخصية داخل المجموعات. وتم وضع نظرية لهذه المستويات المميزة للشخصية تقول بأنها تحدث نتيجة تشابه الأفراد الناتج عن عمليات الانجذاب والانتقاء والانكماش التي وصفها شنايدر (1987).[11] وإلى جانب الشخصية، تم افتراض عدد من العوامل الأخرى لتفسير سبب ميل أفراد مجموعات العمل إلى مشاطرة المزاج والمشاعر [2][12][13] مثل: (أ) تجارب التنشئة الاجتماعية العامة والتأثيرات الاجتماعية العامة،[14] و(ب) تشابه المهام والتكاتف في إنهاء المهام،[15][16] و(ج) استقرار مجموع الأفراد، و(د) قواعد ومعايير تنظيم المزاج،[17] و(هـ) العدوى العاطفية.[18]
يعتقد جورج أن الحالة العاطفية للجماعة ستحدد مدى ابتكار (وفعالية) المجموعة، والدليل على هذا أنه عند شعور الأفراد بحالة إيجابية، فإنهم يميلون إلى التواصل ودمج الحوافز المختلفة أي أنهم يصبحون أكثر إبداعًا.[19][20][21]
يقول جورج أنه إذا شعر جميع أفراد إحدى مجموعات العمل أو معظمهم بحالة إيجابية في العمل (تتمتع المجموعة «بحالة عاطفية إيجابية مرتفعة»)، عندها ستتضاعف المرونة المعرفية لديهم نتيجة التأثير الاجتماعي والعمليات الجماعية الأخرى. ونتيجة لهذه العمليات على مستوى الأفراد والمجموعة، سوف تطور المجموعة نماذج عقلية مشتركة (ومرنة)، وفي حقيقة الأمر، ستتسم المجموعات التي تتمتع بحالة عاطفية إيجابية مرتفعة بالإبداع.
ذكرت التحاليل أن الحالة العاطفية الجماعية الإيجابية تتوسط بشكل كامل بين مزاج القائد وأفراد المجموعة بينما تتوسط الحالة العاطفية الجماعية السلبية توسطًا جزئيًا بينهما، لذا يتعين على القادة الناجحين تعديل الحالة العاطفية لمجموعاتهم، كما ينبغي أن يتمتع القادة البارعون في إدارة الحالة العاطفية للمجموعة بتأثير على عمليات المجموعة أكبر من نظرائهم.
المراجع
- George, J. M. (1990). Personality, affect, and behavior in groups. Journal of Applied Psychology, 75, 107–116.
- George, J.M. (1996). Group affective tone. In M. A. West (Ed.), Handbook of work group psychology (pp. 77–93). Chichester, UK: Wiley.
- Organ, D. W., & Near, J. P. (1985). Cognition vs affect in measures of job satisfaction. International Journal of Psychology, 20, 241–253.
- Watson, D., & Tellegen, A. (1985). Toward a consensual structure of mood. Psychological Bulletin', 98, 219–235.
- Costa, P. T., & McCrae, R. R. (1980). Influence of extraversion and neuroticism on subjective well-being: happy and unhappy people. Journal of Personality and Social Psychology, 38, 668–678.
- Warr, P. B., Barter, J., & Brownbridge, G. (1983). On the independence of positive and negative affect. Journal of Personality and Social Psychology, 44, 644–651.
- Watson, D., & Clark, L. A. (1984). Negative affectivity: the disposition to experience aversive emotional states. Psychological Bulletin, 96, 465–490.
- Weiss, H. M., & Cropanzano, R. (1996). Affective events theory: A theoretical discussion of the causes and consequences of affective experiences at work. Research in Organizational Behavior, 18, 1–74.
- Neumann, R., & Strack, F. (2000). "Mood contagion": The automatic transfer of mood between persons. Journal of Personality and Social Psychology, 79, 211–223.
- Kelly, J. R., & Barsade, S. G. (2001). Moods and emotions in small groups and work groups. Organizational Behavior and Human Decision Processes, 86, 99–130.
- Schneider B. 1987. The people make the place. Pers. Psychol. 40(3):437–53
- Bartel CA, Saavedra R. 2000. The collective construction of work group moods. Administrative Science Qoeterly 45(2):197–231
- George JM, Brief AP. 1992. Feeling good doing good: a conceptual analysis of the mood at work-organizational spontaneity relationship. Psychological Bulletin. 112(2):310–29
- Hackman JR. 1992. Group influences on individuals in organizations. In Handbook of I/O Psychology, ed. MD Dunnette, LM Hough, 3:199–267. Palo Alto, CA: Consult. Psychol. Press. 1095 pp.
- Gallupe RB, Bastionatti LM, Cooper WH. 1991. Unblocking brainstorms. J. Appl. Psychol. 76(1):137–42
- Heath C, Jourden FJ. 1997. Illusion, disillusion, and the buffering effect of groups. Organ. Behav. Hum. Decis. Process. 69(2):103–16
- Sutton RI. 1991. Maintaining norms about expressed emotions: the case of bill collectors. Administrative Science Quarterly 36(2):245–68
- Pugh, S. Douglas (2001). Service with a Smile: Emotional Contagion in the Service Encounter. Academy of Management Journal, 44 (5), 1018-27.
- Cummings, A. (1998). Contextual characteristics and employee creativity: Affect at work. Paper presented at the 13th Annual Conference, Society for Industrial Organizational Psychology. Dallas, USA, April.
- Isen, A.M., & Daubman, K.A. (1984). The influence of affect on categorization. Journal of Personality and Social Psychology, 47, 1206–1217.
- Isen, A.M., Daubman, K.A., & Nowicki, G.P. (1987). Positive affect facilitates creative problem solving. Journal of Personality and Social Psychology, 52, 1122–1131.
- بوابة علم النفس