حديقة الحيوان البشرية
حديقة الحيوان البشرية (بالإنجليزية: Human zoo) (وتدعى أيضا المعارض العرقية أو مستعمرات الزنوج) مابين القرن التاسع عشر والعشرين كان يتم عرض البشر على العامة عادة في ما يسمى دولة طبيعية أو بدائية.[1] العرض دائما يكون للتأكيد على اختلاف الحضارة بين الأوربيين الغربين وغير الأوروبيين. حدائق الأنثولوجي (علم الرسم العرقي) تكون كثيراً مبنية على علم العنصرية والداروينية الاجتماعية. وكثيراً منها وضع السكان الأصوليين (خاصة من الأصل الأفريقي) في موضع مابين القردة العليا وجنس البشر الأوروبي. المعارض البشرية تعرضت لانتقادات كونها مهينة جداً وعنصرية للغاية.
| ||||
---|---|---|---|---|
، و، و | ||||
المعلومات | ||||
الخسائر | ||||
السيرك والعروض المرافقة له
ظهرت في نصف الكرة الغربي واحدة من أقدم حدائق الحيوان المعروفة، وهي حديقة موكتيزوما في المكسيك، لكن هذه الحديقة لم تتكون فقط من مجموعة كبيرة من الحيوانات، بل عرضت البشر أيضًا مثل الأقزام والأشخاص المصابين بالبهاق أو الذين يعانون من الحدب.[2]
خلال عصر النهضة صمم أمراء ميديشي حديقة حيوان كبيرة في الفاتيكان، وفي القرن السادس عشر كان لدى الكاردينال هيبوليتوس ميديشي مجموعة من البشر من أعراق مختلفة بالإضافة إلى حيوانات غريبة، إذ يقال إنه كان لديه فرقة من الهمج الذين يتحدثون أكثر من عشرين لغة، بالإضافة لمجموعة من التتار والهنود والأتراك والأفارقة.[3] عرض الإنجليزي ويليام دامبير في عام 1691 مواطنًا موشومًا من ميانغاس اشتراه عندما كان في مينداناو، وكان ينوي أيضًا عرض والدة الرجل لكسب المزيد من الأرباح، لكن الأم ماتت أثناء الرحلة البحرية قبل الوصول لإنجلترا. ُسمي الرجل جيولي، وقد وُصف بأنه (الأمير جيولو) لجذب المزيد من الجمهور، وقد عرض لمدة ثلاثة أشهر متتالية حتى وفاته بسبب مرض الجدري في لندن.[4]
خلال خمسينيات القرن التاسع عشر عُرض ماكسيمو وبارتولا، وهما طفلان قزمان من السلفادور، في الولايات المتحدة وأوروبا، ومع ذلك لم تصبح حدائق الحيوان البشرية شائعة إلا في سبعينيات القرن التاسع عشر خلال عصر الإمبريالية الجديدة.[5][6][7]
ظهور المعارض البشرية
أصبحت معارض ما يسمى بالمجموعات السكانية الغريبة شائعة في جميع أنحاء العالم الغربي في سبعينيات القرن التاسع عشر، وظهرت حدائق الحيوان البشرية في العديد من أكبر المدن الأوروبية مثل باريس وهامبورغ ولندن وميلانو وكذلك المدن الأمريكية مثل نيويورك وشيكاغو. كان تاجر الحيوانات كارل هاجنبيك من أوائل المؤيدين لهذه المعارض عندما قرر في عام 1874، بناءً على اقتراح هاينريش لوتمان، أن يقيم معرضًا تميز عن بقية المعارض أنه أظهر مجموعات من البشر مع الحيوانات والنباتات بشكل يظهرهم أنهم جزء من بيئتهم الطبيعية، واستغنى الناس عن السفر إلى هذه المناطق من العالم من خلال مشاهدة عروض هاجنبيك.[8] حققت هذه العروض نجاحًا هائلًا، وأصبحت أكبر وأكثر تفصيلًا مع مرور الوقت. بدأت هذه المعارض البشرية تتجه نحو تصنيف البشر وإظهار التفوق الغربي. روجت هذه المعارض للأفكار الإمبريالية، مثل أن هؤلاء البشر تجب السيطرة عليهم، ورسخت العنصرية العلمية، وصنفت البشر المعروضين على أنهم (متحضرون) أكثر من القردة العليا ولكن أقل من الأوروبيين الغربيين.[9] استمر هاجنبيك في إطلاق معارضه والتي عرفت باسم معرض نوبي في عام 1876، ومعرض إنويت في عام 1880، وحققت جميعها نجاحات كبيرة.[10]
كانت هذه المعارض ناجحة للغاية، إذ دُمجت في المعرض العالمي الباريسي في عامي 1878 و1889، والذي قدم (قرية الزنوج). عرض المعرض العالمي في باريس عام 1889 أكثر من 400 شخص إفريقي، شكلو عامل جذب رئيسي للمعرض الذي زاره أكثر من 28 مليون شخص. وعرض كذلك المعرض الدولي للاستعمار والتصدير أمستردام أشخاص من سورينام في عام 1883، وفي عام 1886 عرض الإسبان مجموعة من السكان الأصليين الفلبينيين في معرض، وأضاف هذا الحدث حافزًا إضافيًا إلى ثورة الفلبين في عام 1896.[11] منحت ملكة إسبانيا ماريا كريستينا طابعًا رسميًا لأعمال حدائق الحيوان البشرية، وبحلول عام 1887 أرسل البشر والحيوانات من إيغوروت إلى مدريد وعرضوا في حديقة حيوانات بشرية في بالاسيو دي كريستال ديل ريتيرو الذي شُييد حديثًا.[12] أما في أواخر القرن التاسع عشر فقد ظهرت معارض بشرية في ألمانيا، واعتبرت دراسة تجريبية للثقافة الإنسانية، إذ كانت تحتوي على قطع أثرية من ثقافات حول العالم مرتبة حسب القارة بالإضافة للبشر، ما يسمح للزوار برؤية أوجه التشابه والاختلاف بين المجموعات والثقافات البشرية وتكوين أفكارهم الخاصة عنها. [13][14]
وصلات خارجية
- وجه آخر لبشاعة العنصرية.. عن حدائق الحيوان البشرية http://www.sasapost.com/human-zoos
مراجع
- "معلومات عن حديقة الحيوان البشرية على موقع d-nb.info"، d-nb.info، مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 2020.
- Mullan, Bob and Marvin Garry, Zoo culture: The book about watching people watch animals, University of Illinois Press، أوربانا, Second edition, 1998, p.32. (ردمك 0-252-06762-2)
- Mullan, Bob and Marvin Garry, Zoo culture: The book about watching people watch animals, University of Illinois Press، أوربانا, Second edition, 1998, p.98. (ردمك 0-252-06762-2)
- Mangubat, L. (2017). The True Story of the Mindanaoan Slave Whose Skin Was Displayed at Oxford. Esquire Publications.
- "The Museum of Hoaxes"، مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2013، اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2016.
- روبرتو أغيري, Informal Empire: Mexico And Central America In Victorian Culture, Univ. of Minnesota Press, 2004, ch. 4
- "On A Neglected Aspect Of Western Racism" by Kurt Jonassohn, December 2000, Montreal Institute for Genocide and Human Rights Studies نسخة محفوظة 2014-10-25 على موقع واي باك مشين.
- Welle (www.dw.com), Deutsche، "Human zoos: When people were the exhibits | DW | 10.03.2017"، DW.COM (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 07 سبتمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 02 ديسمبر 2020.
- Conklin, Alice L.؛ Fletcher, Ian Christopher (1999)، European imperialism, 1830-1930: climax and contradiction، Boston، ISBN 0-395-90385-8، OCLC 41211098.
- Lewis, R. Barry؛ Jurmain, Robert؛ Kilgore, Lynn (2010)، Understanding humans: introduction to physical anthropology and archaeology (ط. 10th)، Belmont, CA: Wadsworth Cengage Learning، ISBN 978-0-495-60417-4، OCLC 276822759.
- Arcilla, Jose S. (1991)، "The Enlightenment and the Philippine Revolution"، Philippine Studies، 39 (3): 358–373، JSTOR 42633263.
- Limos, M. A. (2020). The Story Behind Spain's Infamous Zoo That Featured Philippine Animals... And Then Filipinos. Esquire Publications.
- Anne Maxell, "Montrer l'Autre: Franz Boas et les soeurs Gerhard", in Zoos humains. De la Vénus hottentote aux reality shows, Nicolas Bancel, Pascal Blanchard, Gilles Boëtsch, Eric Deroo, Sandrine Lemaire, edition La Découverte (2002), pp. 331-339, in part. p. 333,
- See Charles Dudley Arnold's photo نسخة محفوظة 2008-07-05 على موقع واي باك مشين. similar human displays had been seen of six men dressed in Native-American costume, in front and on top of a reconstruction of a Six-Nations Long House.
- بوابة حقوق الإنسان
- بوابة علم الاجتماع