حراق أصبعه

حيث يُحكى أن رجلا من الشّام، كان شرِها مُحِبّا للطعام، لم يكن يستطيع أن يضبط نفسه وينتظر حتى تقدِّم زوجته الطّعام بسبب حبّه له، فكانت تراه دائما في المطبخ يتذوّق الطّعام قبل وضعه على المائدة، وذلك بسبب شراهته.

وفي مرّة من المرّات عندما كانت الزّوجة تعدّ طبقًا جديدًا من إختراعها لوجبة الغداء، دخل زوجها على عادته، ووضع أصبعه بالقدر ليتذوّق الطّعام، ولكن لسوء حظّه كان الطّعام حارّا،  فحُرِقت أصبعه.

وعندما دخل ابنهما ليسأل عن الأكلة، ظنت الأم أنّ ابنها يسأل عما حلَّ بوالده، فقالت له: (حرق أصبعه) فظنّ الابن أنّ (حرق أصبعه) هو اسم الأكلة التي حضرتها امه، وتمّ تداول اسم الاكلة من يومها وتحريفه فيما بعد إلى (حرّاق إصبعه).[1]

كانت هناك امرأة تعمل في تنظيف البيوت، لكي تجني المال لتعتاش منه هي وأبنائها، فقد كان زوجها متوفى، وكان عليها أن تعمل. وفي أحد الأيام بعد عودتها من العمل من أحد بيوت تجّار التّوابل، وقد حصلت على حقها من المال وعلى شوال عدس ورطلا من التّمر الهنديّ، تعثرت أثناء العودة وأضاعت النّقود التي حصلت عليها.عندما وصلت إلى المنزل أدركت أنّها أضاعت النقود، وحزنت لأنّها لن تستطيع أن تشتري الطّعام لأولادها في ذلك اليوم. وبعد ساعات بدأ أبناؤها بالصّراخ نتيجة للجوع، فقد اضطرّت إلى سلق كميّة من العدس وخلطها مع معصور التّمر الهنديّ، وعندما انتهت من تحضير الطّبق أتى ابنها ليتذوّق الطّعام، ولكنّ الطّعام كان حارًّا فحرق إصبعه، وصرخ من شدّة الألم فأُطلق على الطّبق بالإسم (حرّاق إصبعه).[2]

إن طبق الحرّاق إصبعه كان يستغرق وقتًا طويلًا من النّساء لتحضيره، حيث كانت النّساء يَتَفَرَّغنَ يومًا كاملًا لتحضيره، ولانه كان يستغرق الكثير من الوقت كانت النساء تتعرض إلى حروق في أصابعهِنَّ، فَسُمِيَ الطبق ب (حرّاق إصبعه).[2]