حلقات التحفيظ
تعريف الحلقات القرآنية
الحلقات لغة: جمع حلْقة –بتسكين اللام –وحلَقة –بالفتح –والأوّل أقوى، والثاني جائز على ضعفه، قاله الأصمعي (2).
ومنه: حلْقة الباب، سميت بذلك لاستدارتها. وتحلَّق القوم: جلسوا حلْقةً حلْقة.
وتحلَّق القمر: صارت حوله دوَّارة.
ويُقال أيضاً: حِلق، بكسر الحاء، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله، قال حِلَق الذِّكْر)).
ومما سبق يتضح وجه التسمية اللُّغوية بالحلْقات، إذ هو المشابهة بينها وبين حلقة الباب في الاستدارة والمظهر.
القرآنية
نسبة إلى القرآن الكريم، كتاب الله عز وجل، فيقال: قرآنيّ وقرآنية، وسمي بالقرآن؛ لأنه يجمع السور ويضمُّها، ومنه: قرأَ الشيء؛ أي جمعه وضمَّه. واصطلاحاً: عرَّفها النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أوتي جوامع الكلِم، تعريفاً جامعاً في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة—عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((.. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده..)) (5). واعتماداً على نص الحديث يمكن صياغة تعريف اصطلاحي للحلقات القرآنية، كالتالي: الحلقات القرآنية هي: اجتماع في يبت من بيوت الله، أو في أي مكان طاهر مَرْضيٍّ؛ لتدارس القرآن الكريم مدة من الزمن. ونشرح التعريف فنقول: أولاً: اجتماع: أي لقاء على مائدة القرآن الكريم بين اثنين فأكثر، وهو ما يتحقق به معنى الاجتماع. ثانياً: في بيت من بيوت الله: هو المسجد، أو في أي مكان طاهر مرضي كالمنزل والمدرسة، أوخلة التحفيظ.. ثالثا: لتدارس القرآن الكريم: بشتَّى أنواع التدارس؛ من تلقين، وحفظ، وتسميع، وتعاهد، وتجويد، وتفسير.. رابعاً: مدة من الزمن: معلومة أو غير معلومة، والأَوْلى أن تكون معلومة، لما في ذلك من ضبط الوقت، وحسن الاستفادة من ه فتكون -مثلاً – بين المغرب والعشاء، أو بعد الفجر، أو في مدة محددة متفق عليها. المرجع كتاب الحلقات القرآنية دراسة منهجية شاملة تأليف: عبد المعطي محمد رياض طليمات ص 22-24 .
يختلف هذا المسمى في بعض البلدان عن أخرى؛ فيُطلق على الحلقة القرآنية لفظ: «مكتب» في بلاد تركيا والبلقان، و «خَلْوَة» في أفريقيا، و «مَحْظَرة» في موريتانيا.
(انظر: القاموس المحيط، ص 1130، والمعجم الوسيط 1 / 193 .
- بوابة الإسلام