دانيال 7 في الإسلام
يرى دانيال في هذه الرؤيا وحوشاً أربعة تخرج متتابعة من البحر المتوسط، أسد مجنح ثم دب في فمه ثلاثة أضلاع ثم فهد ذو أربعة رؤوس وأربعة أجنحة، ثم وحش رابع هائل ومرعب لم يحدد له اسماً، ويفسر المَلَاك لدانيال أن هذه الوحوش الأربعة هي أربع ممالك (إمبراطوريات) ستقوم متتابعة على الأرض بدءاً من زمانه أثناء عصر مملكة البابليين (فهي المملكة الأولى)، والتي تلتها تاريخياً هي مملكة فارس وميديا (المملكة الثانية) وتبين «دانيال 8» أن هذه المملكة الثانية مملكة ذات قرنين قرن يرمز لفارس وقرن يرمز لميديا، وأما الأضلاع الثلاثة فهي ثلاثة فتوحات كبيرة قام بها كورش الكبير والمعروف في القرآن الكريم باسم «ذي القرنين»، واحدة باتجاه مملكة بابل، وواحدة باتجاه مملكة ليديا، وواحدة باتجاه «بين السدين».. ويتضح من تمثيل الثالثة بفهد ذو أربعة رؤوس وأربعة أجنحة إنها مملكة الإغريق فهي التي قضت على المملكة الفارسية، وقد صرح سفر دانيال نفسه باسمها عندما مثلت في الإصحاح الثامن بعنزة ذات قرن كبير بارز من بين عينيها، ينكسر ويقوم مكانه أربعة قرون أخرى تمثل الأجزاء الأربعة التي انقسمت إليها مملكة الإغريق من بعد وفاة الإسكندر المقدوني.. وقد مثلت هذه الأجزاء الأربعة في هذه الرؤيا «دانيال 7» بأربعة رؤوس وأربعة أجنحة.. والأجنحة ترمز إلى سرعة تمددها.[1]
ثم تلي مملكة الإغريق مملكة رابعة هي الإمبراطورية الرومانية التي انتزعت الأرض من بعد الإغريق، وحكمت «الأرض المقدسة (القدس وما حولها)» من 63 ق.م وحتى 638 م، وتشترك مع مملكة بابل في أنهما اللتين قامتا بتدمير وحرق مدينة القدس والهيكلين الأول ثم الثاني، ولهذا يشار إلى مدينة روما في سفر الرؤيا كما لو أنها بابل الثانية «العظيمة»:
ووصف دانيال هذا الوحش الرابع بأنه وحش مرعب وهائل وخطير، له أسنان ضخمة من حديد، يبطش ويفترس ويدوس برجليه، وله عشرة قرون، وقد فسر الملَاك هذه القرون العشرة بأنها ترمز لعشرة ملوك «أباطرة» هم من بين ملوك هذه المملكة الرابعة.. وهؤلاء هم الأباطرة الرومان العشرة الذين أداروا ما عرف في التاريخ باسم «الاضطهادات العشرة»:[2]
أوريليان |
ويرى دانيال في الرؤيا قرناً آخر هو «القرن الحادي عشر» قد اقتلع ثلاثة قرون من أمامه، وكان في هذا القرن عيون كعيون الإنسان، وفم يتكلم.
وهذا القرن الحادي عشر هو قسطنطين الأول الإمبراطور الروماني الذي أتى بعد «الأباطرة العشرة»، وغلب على ثلاثة أباطرة رومان هم «مكسينتيوس» و «ليسينيوس» و «مكسيميان»، ودام حكمه 34 سنة قمرية (ثلاث أوقات ونصف الوقت)، وهو الذي حاول تغيير التقويم والشرائع فأنتج «قانون الإيمان المسيحي» واستبدل يوم الأحد «يوم عبادة إله الشمس Sunday» بيوم السبت، وتكلم ضد الله العلي وظلم قديسي الله الذين رفضوا أفعاله وفي مقدمتهم آريوس ومن معه.[بحاجة لدقة أكثر][انحياز][3]
انظر أيضاً
مصادر
- تباشير الإنجيل والتوراة بالإسلام ورسوله محمد، الطبعة الرابعة، نصر الله أبوطالب، 1430هـ ص81
- الأباطرة العشرة الذين أداروا الاضطهادات العشرة نسخة محفوظة 19 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- تباشير الإنجيل والتوراة بالإسلام ورسوله محمد، الطبعة الرابعة، نصر الله أبوطالب، 1430هـ ص84
المراجع
- Abu Talib, Nasrullah، تباشير الإنجيل والتوراة بالإسلام ورسوله محمد [The Good News of the Coming of Muhammad in the Gospel and the Torah] (PDF) (ط. 4th 2009)، Egypt: Dar al-Wafaa، مؤرشف من الأصل (PDF) في 03 مارس 2016.
- بوابة الإسلام
- بوابة محمد