دختنوس بنت لقيط
دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زُرارة الدارمِية (؟ - نَحو 30 ق هـ - ؟ - نَحو 594 م) شاعِرة جاهلية مُجيدة مُحسنة، من بني تميم ولها شِعْرٌ كثير منه الهجو، والمديح، والرّثاء.[1]
دختنوس بنت لقيط | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | نجد |
تاريخ الوفاة | سنة 594 |
الأب | لقيط بن زرارة التميمي |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعرة |
بوابة الأدب | |
نسبها
- هي: دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زُرارة بن عُدُس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التميمية.[2]
- أُمها: زينب بنت قيس بن مسعود.
أزواجها
تزوجت ثلاث رجال وهُم:
- أبي شريح عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم وهو ابن عمها.
- عُمَيْر بن معبد بن زرارة وهو ابن عمها أيضاً.
- خالد الزراري.[3]
حياتها
هي حفيدة زُرارة بن عُدَس سيد بني تميم وابنة لقيط بن زُرارة فارِس مضر، قيل أن أبيها كان يأتي كسرى فيحبوه ويكسوه ويكرمه، وكان لملك الفرس هذا بنت تدعى دخترنوش - أي بنت الهنيء - فَعرب لقيط الاسم وسمى إبنته على إسمها،[4] وكانت ذات جمال أخّإذ وبهاء ودهاء، وقد سطرت كتب المُؤرخين عدة مواقف في حياتها منها:
دختنوس في يوم شعب جبلة
حضرت يوم شعب جبلة قبل مولد نبي الإسلام بتسع عشرة أو بسبع عشرة سنة حيث كان القتال بين بني عبس وبني عامر بن صعصعة وقومها بني تميم بقيادة أبيها لقيط بن زُرارة الذي كان يأخذها معه في كل غزوة ويرجع إلى رأيها.[5] وفي أثناء زحف جيش بني تميم ساروا في جمعٌ عظيم لا يشكون في قتل عبس وعامر فلقي لقيط في طريقه كرب بن صفوان بن الحباب السعدي وكان شريفًا فقال:
- «ما منعك أن تسير معنا في غزاتنا ؟»
قال:
- «أنا مشغول في طلب إبلٍ لي[6]».
قال:
- «لا بل تريد أن تنذر بنا القوم ولا أتركك حتى تحلف أنك لا تخبرهم».
فحلف له ثم سار عنه وهو مُغضب، وعاد كرب بن صفوان فلقي لقيطًا فقال له:
- «أأنذرتَ القوم ؟؟!»
فأعاد الحلف له أنه لم يكلم أحدًا منهم فخلى عنه.
فقالت دختنوس لأبيها لقيط:
فأستحمقها وساءه كلامها وردها ولم يسمع مشورتها بإن كرب بن صفوان أنذر بني عامر بن صعصعة منهم وأنهم سينهزمون في المعركة فتجاهل أبوها رأيها وسار بالجيش فاقتتلوا مع بني عبس وبني عامر قتالًا شديدًا وكثرت القتلى في تميم وقتل رؤساء الجيش وتم آسر زوجها عمرو بن عدس وعمها حاجب ابن زُرارة ومعاوية بن الجون وأبيها لقيط بن زُرارة وقع في الأسر أيضاً وطعنه شريح بن الأحوص العامري فَتذكر ما قالته دختنوس فَجعل يرثيها عند احتضاره:
يا ليت شعري عنك دخنتوس | إذا أتاها الخبر المرموس | |
أتحلق القرون أم تميس | لا بل تمس إنّها عروس |
وعندما مات جعل بنو عبس يضربون جثته فبلغ ذلك دختنوس فقالت:
- لَقد عفّروا وَجهاً عليه مهابةٌ وَما تحفلُ الصمّ الجنادلُ من ثوى: فَلَو أنّكم كُنتم غَداة لقيتمُ لَقيطاً ضَربتم بِالأسنّة والقنا: عُذرتُم وَلكن كنتمُ مثل ظبيةٍ أَضاءت لها القُنّاص مِن جانبِ الشرا: فَما ثأرهُ فيكم وَلكنّ ثأرهُ شُريجٌ أَأردَته الأسنّة أَم هوى: فَإن تُعقبِ الأيّام من فارسٍ نكن عَليكم حَريقاً لا يرام إذا سما: وَلَو قَتَلتنا غالبٌ كان قَتلها عَلَينا منَ العارِ المجدّعِ للعلا: لَقَد صَبرت لِلموتِ كعبٌ وَحافَظت بني كِلابٌ وَما أَنتم هناك لِمن رأى: فَما جَبنوا بالشعبِ إِذ صبرت لهم رَبيعة يدعى كَعبها وَكِلابها[8]
وأيضاً تقول في رثاء أبيها:
- بَكَرَ النعيّ بِخيرِ خندَفَ كَهلُها وَشَبابُها: وَأَضرّها لِعدوّها وَأفكّها لِرقابِها: وَقريعِها وَنجيبها عندَ الوَغى وَشهابها: وَرئيسها عندَ المُلوكِ وَزين يومِ خِطابها: وَأتمّها نَسباً إِذا رجعَت إِلى أَنسابها: فَرعٌ عمودٌ للعشيرَةِ رافعٌ لِنِصابِها: كَالكوكبِ الدرّيّ في ظلماء لا يَخفى بِها: عبث الأغرُّ بِه وكلُ منيّةٍ لِكتابها: فَرّت بنو أسدٍ فرارَ الطيرِ عَن أَربابِها: لَم يَحفظوا حَسباً وَلم يَأووا لِفيء عقابِها: عَن خَيرِها نَسباً إِذا نُصّت إِلى أَنسابِها: وَهوازنٌ أصحابهم كَالفأرِ في أَذنابِها[9]
ولها قصيدة هجاء تُعير فِيها النعمان بن قهوس التيمي - من تيم الرباب - لِفراره من القتال يوم شعب جبلة، وكان حامل لواء قومه في ذلك اليوم.[10] فتقول:
- فرّ اِبنُ قهوسٍ الشجاعُ بكفّه رمحٌ مِتَلُّ: يعدو به خاظي البضيع كأنه سمع أذل: وَلأنتَ من تيمٍ فدع غَطفانَ إِن ساروا وحلّوا: لا منكَ عدّهم ولا آباك إِن هلكوا وذلّوا: فَخُرَ البغيّ بحدجِ رب بَتِها إِذا الناسُ اِستقلّوا: لا حدجَها ركبت ولا لرعاكَ فيها مستظلُّ: وَلَقد رَأيت أباكَ وسطَ القومِ يبزو أو يجلُّ: مُتقلّداً ربقَ الفرار كأنّه في الجيدِ غلِّ[11]
دختنوس وعمرو بن عدس
تزوجت ابن عمها عمرو بن عدس بعدما أسن وأصبح عجوزاً، وكان أكثر قومه مالاً وأعظمهم شرفاً وكان رجلاً شهمًا كريمًا، يُغدق عليها طعاماً وشراباً ومالاً مع حِسن معاملة وإجلال وإكرام ولكنه كان شيخاً كبيراً قبيحاً رديء الفم [12] وأبرص أبخر أعرج،[13] فلم تزل تولع به وتؤذيه وتسمعه ما يكره وتهجره، فوضع رأسه ذات يوم في حجرها فهي تُهمهُم وتُفلي في رأسه فأغفى ونام عمرو فَسال لعابه وهو بين النائم واليقظان فإنتبه لِذلك فلقى دختنوس تَتأفف منه، فقال:
- «أيسرك أن أفارقك وأطلقك ؟»
قالت:
- «نعم».
فَطلقها وكان ذَلِكَ في الصيف.[14]
دختنوس وعُمَير بن مَعبد بن زرارة
نكحت بعد الطلاق ابن عمها عُمير بن مَعبد بن زرارة وكان شاب يتبجح بالشجاعة وكان ينام طيلة الصباح وإذا نبّهته دختنوس للصبّوح[15] يقول لها:
- «لو لغادية[16] أو غزو أو حرب نبّهتني سأفيق من النوم».
وفي أحد الأيام أغارت بني بكر بن وائل على قومها بني دارم[17] وكان زوجها نائِماً يشخر فنبهته وهي تظن أن فيه خيراً فقالت له:
- «الغارة الغارة والغزو الغزو يا عُمير».
فلم يزل الرجل يحبق في مكانه من الخوف والجبن حتى أتى أحد فرسان بني بكر بن وائل فقَتله فسُمي المنزوف ضرطاً فأصبح العرب يضربون به المثل في الجبن فيقال:
- «أجبن من المنزوف ضرطاً[18]».
وسُبيت دختنوس فأدركهم الحي وبني تميم ولحقوا بهم وعندما هزمُهم طلب طليقها عمرو بن عدس أن يردوا دختنوس فأبوا ورفضوا فقتل منهم ثلاثة رهط وكان في السرعان[19][20] ثم طلب وسل منهم دختنوس وجعلها أمامه وهو يقول:
ثم ردها إلى أهلها فقالت تُرثي عمير بن معبد بن زرارة:
في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دختنوس
ثم بعد ذلك تزوجت خالد الزراري وهو فتى ذا جمال وشباب جسيماً وسيماً ولكنه فقيراً قليل المال،[25] وذات عام أجدبت الأرض وأصبحت قاحلة وكان الوقتُ صيفاً قائضاً فمرت إبل عمرو بن عدس عليها كأنها الليل من كثرتها فقالت دختنوس لخادمتها:
- «ويلك إنطلقي إلى أبي شريح - وكان عمرو يكنى بأبي شريح - فقولي له فليسقنا من اللبن».
فأتت الخادمة تطلب منه حلوبة[26] فقالت له:
- «إن بنت عمك دختنوس تقول لك إسقِنا من لبنك».
فقال لها عمرو:
فمضى مثلاً مُتداول بين العرب يضرب لمن ضيّع الفرصة، وفوّت الغنيمة[30][31] وقيل أن هذا المثل يروى هكذا:
- «الصيف ضيحت اللبن»
- بالحاء بدلاً من العين وهو من الضياح والضيج، وهو اللبن الممذوق الكثير الماء، يُريد ويقصد: الصيف أفسدت اللبن وحرمته نفسك.[32][33][34]
ثم أرسل إليها بلقوحين ورواية من لبن، فقالت الخادمة:
- «أرسل إليكِ أبو شريح بِهذا»
وهو يقول لكِ:
- «في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دخنتوس».
فقالت دختنوس حين سمعت ذلك وضربت بيدها بخفة على منكب زوجها خالد الزُراري:[35]
- «هذا ومِذقَةُ خيرٌ [36]».
- تقصد وتعني بقولها هذا أن هذا الزوج مع عدم اللبن والمال خيرٌ وأفضل من زوجها السابق عمرو بن عدس - فذهبت كلماتها مثلاً مُتداول بين العرب يُضرب في محبوب يجب أن يحتمل له الشّدّة ولمن قنِع بِاليسير.[37]
مراجع
- "بوابة الشعراء - دخنتوس بنت لقيط"، بوابة الشعراء، مؤرشف من الأصل في 29 أبريل 2021، اطلع عليه بتاريخ 29 أبريل 2021.
- الموسوعة الشاملة - أنساب الأشراف نسخة محفوظة 27 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- في رواية أبي عبيدة أن عمير بن معبد كان ثالث أزواجها؛ ففي القصة اختصار حسب رواية الضبي.
- كتاب: الكامل في التاريخ **|نداء الإيمان نسخة محفوظة 01 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- كتاب المستقصي: ص 121
- كتاب الكامل في التاريخ الجزء الأول. ص:14.
- الموسوعة الشاملة - أنساب الأشراف نسخة محفوظة 01 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- ☆ شعراء العصر الجاهلي > غير مصنف > ديوان دخنتوس بنت لقيط > قصيدة: أَلا يا لَها الويلاتُ ويلة من هوى نسخة محفوظة 23 فبراير 2010 على موقع واي باك مشين.
- ☆ شعراء العصر الجاهلي > غير مصنف > ديوان دخنتوس بنت لقيط > قصيدة: بَكَرَ النعيّ بِخيرِ نسخة محفوظة 23 فبراير 2010 على موقع واي باك مشين.
- "مكتبة الإسلامية - أضخم مكتبة إسلامية على الإنترنت - إسلام ويب"، مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2020.
- ☆ شعراء العصر الجاهلي > غير مصنف > ديوان دخنتوس بنت لقيط > قصيدة: فرّ اِبنُ قهوسٍ الشجاع نسخة محفوظة 23 فبراير 2010 على موقع واي باك مشين.
- المعارف - resource for arabic books نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Al- Hakawati نسخة محفوظة 10 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- كتاب الفاخر: ص 90
- وهو شرب الغداة أو الفجر.
- أي لخيل مغيرة غدوة.
- وهُم عشيرة من بني تميم.
- ما علي افعل من هذا الباب , اجبن من المنزوف ضرطا نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- سرعان الخيل والناس: أوائلهم، وفي حديث حُنين " فخرج سرعان الناس وأخفاؤهم " وابن الأعرابي يسكن الراء من سرعان.
- ARA.BI - Generic Domain Registration - Marcaria.com نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- كتاب الزاهر 2: ص 235 (عن الفضل)
- كتاب المعارف
- وباليد تعني بالسيف والقداح
- حقه أن يقول بالقداح والسيف، لأن ضرب القداح باليدين وضرب السيف باليد؛ في س: بالسيف وبالقداح.
- كتاب جمهرة العسكري المجلد الأول : ص 575
- أي شي من حليب الأبل
- إنما خُص الصيف لأنها طلبت الطلاق فيه
- كتاب المثل في فصل المقال: ص357، ص 359
- الميداني 2: 10
- كتاب الوسيط: 48ص
- كتاب الشربشي 5: 136.ص
- ذكره أبو سليمان
- وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام في الكتاب وجهين في تخصيص الصيف، وهما صحيحان
- يروي أبي عبيد أن " الصيف صيحت اللبن " بالحاء بدل العين يريد: الصيف أفسدت اللبن.
- يضرب للشيء القليل المعجب الموافق للمحبة دون الكثير المبغض، وانظر في المثل: فصل المقال: 358 وجمهرة العسكري 1: 576، 2: 365 والزاهر 2: 236.
- والمذقة شربة ممزوجة.
- ARA.BI - Generic Domain Registration - Marcaria.com نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- انظر الخبر كله في كتاب أمثال الضبي: 6 - 7.
- بوابة السعودية
- بوابة أعلام
- بوابة المرأة
- بوابة أدب عربي
- بوابة شعر
- بوابة العرب