زاد الراكب
زاد الراكب: هو فرس أسطوري خيالي لا وجود له،[1] وفي مزاعم الإخباريون هو من بقية جياد النبي سليمان بن داوود. وفي مختلقات الإخباريون أن زاد الراكب أصل الخيل العربي، وفي مزاعم أبو عبد الله بن الأعرابي وأَبُو البختري وهب بْن وهب الأنصاري أن زاد الراكب أصل خيل العرب حصلوا عليه من سليمان بن داود، وقالوا: «يقال إن أصل خيل العرب من فرس زوده سليمان عليه السلام، ناسا من العماليق يقال له: زاد الركب».[2]
أما الأدلة الأثرية حتى تسعينات القرن الماضي ترجع أصول الخيول العربية إلى 4,500 – 5,000 سنة،[3][4]وتزعم تلك الدراسات أن البدو استطاعوا تَرْوِيض الخيل العربي في صحراء الجزيرة العربية قبل 4,000 سنة تقريبا،[5]وقد دحضت تلك الدراسات عندما عثر على تماثيل للخيول في حضارة المقر ودلائل على استئناس الخيل العربي قبل 8 آلاف سنة، مما ترتب على ذلك مراجعة للدراسات القديمة، كما تم العثور على رسوم نقوش للخيل على نطاق واسع في الجزيرة العربية.[6] أما مزاعم أن سليمان الذي عاش في القرن التاسع قبل الميلاد هو من أهدى العرب فرساً فعرفوا الخيل بفضله، وقبل ذلك لم يكن يعرفوه، هي من الإسرائيليات والأساطير والميثولوجيا، وقد تسللت تلك الميثولوجيا من الإسرائيليات ومن دلائل ذلك نقل ابن الكلبي أساطير خيول سليمان المجنحة، وغير ذلك.[7]
مزاعم الرواة
اشتهرت بعض الجياد في الجاهلية بشدة عَدوها فلا تدانيها في العدو خيول أخرى، ومنها فرس تدعى «زاد الركب» «زاد الراكب»، قالوا: إن أصل خيل العرب من نتاجه. وقد زعم أبو عبد الله بن الأعرابي وابن الكلبي عن أبيه - وهو متروك الحديث - عن ابن عباس أن زاد الراكب من بقية جياد سليمان بن داود، وأن وفدًا من عماليق الأزد،[2] وفدوا عليه، فلما فرغوا من حوائجهم سألوه أن يعطيهم فرسًا من تلك الخيل، فأعطاهم فرسًا كانوا لا ينزلون منزلًا إلا ركبه أحدهم للقنص، فلا يفلته شيء وقعت عينه عليه من ظبي أو بقر أو حمار، إلى أن قدموا بلادهم فقالوا: ما لفرسنا هذا اسم إلا زاد الراكب، فسموه زاد الراكب، فأصل فحول العرب من نتائجه.[9]
وزعم إخباريون آخرون أن سليمان بن داود لما كان يمسح أعناق خيله ويسوقها طار منها ثلاثة أفراس لما رأت أباها يقتل؛ فوقع فرس في ربيعة، وفرس في خُشَيْن، وفرس في بهراء، فحملوهم على خيولهم وكانت هُجْناً، فلما نُتِجَتْ تلك الأفراس طارت فرجعت إلى البحر، وتناتجت الخيل بعضها من بعض.[10]
والأغرب من تلك الروايات، هو ما حكاه ابن الكلبي عن قصة امتلاك سليمان للخيل، قائلاً:«إن الله تعالى أخرج له مائة فرس من البحر لها أجنحة. وكان يقال لتلك الخيل: الخير. فكان يراهن بينها ويجريها. ولم يكن شيء أعجب إليه منها».[7]وتظهر الأسطورة جليا في روايات ابن الكلبي عن نشأة الخيل العربي، وقد كانت روايته مادة لكثير من بعده فتناقلها الإخباريون العرب دون إعمال العقل في النقل.
مصادر
- كتاب أنساب الخيل لابن الكلبي.
مراجع
- الخيل في الشعر الجاهلي: دراسة في ضوء الميثولوجيا والنقد الحديث - الدكتور حمود الدغيشي - الصفحة 24، 25، 26
- أسماء خيل العرب وفرسانها - ابن الأعرابي - الصفحة ٢٥. نسخة محفوظة 2022-05-30 على موقع واي باك مشين.
- Arabian Horses "Poetry in Motion" For Kids - John Davidson - Page 7. نسخة محفوظة 2022-05-30 على موقع واي باك مشين.
- Horses & Ponies - DK - Page 46. نسخة محفوظة 2022-05-30 على موقع واي باك مشين.
- Horses - katie kubesh - Page 10. نسخة محفوظة 2022-05-30 على موقع واي باك مشين.
- Horses: The Ultimate Treasury - John Woodward - Page 26. نسخة محفوظة 30 مايو 2022 على موقع واي باك مشين.
- أنساب الخيل - ابن الكلبي - الصفحة 27. نسخة محفوظة 2022-05-30 على موقع واي باك مشين.
- Upton, Peter and Amirsadeghi, Hossein (editor), Rik van Lent, photographer. (2006) [1998]. Arabians. Lincoln: First Chronicle Books. ISBN 978-0-8118-5401-6.
- أنساب الخيل - ابن الكلبي - ج1 - الصفحة 28. نسخة محفوظة 2022-05-30 على موقع واي باك مشين.
- حلية الفرسان - ابن هذيل- الصفحة 3. نسخة محفوظة 2022-05-30 على موقع واي باك مشين.
- بوابة خيول