زيادة الأحرف في الرسم العثماني

الزيادة في الرسم العثماني: هي الزيادات التي وردت في الرسم الذي انتهى عليه أمر القرآن في العرضة الأخيرة، في جمع عثمان للقرآن الكريم، وهذه الزيادة تدور في الألف والياء والواو، كزيادة الألف بعد الميم في مئة نحو: {مِائَةَ} [البقرة: 259]، {مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] حيث وقعت، وزيادة الألف في قوله: {لأاْذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21]، وزيادة الياء في نحو: {تِلۡقَآيِٕ} [يونس: 15]. و{وَإِيتَآيِٕ} [النحل: 90]. وزيادة الواو في نحو: {وَأُوْلَٰتُ} [الطلاق: 6].[1][2]

وتفسير ذلك أن المصحف كتب هكذا لحكمة لم نفهمها وإشارة لم ندركها، اندثرت مع أصحابها.

تعريف الرسم العثماني

الرسم في اللغة: الأثر، وقيل: بقية الأثر، ويرادفه: الكتابة، والزبر، والسطر، والخط.

وأما في الاصطلاح: فينقسم إلى قسمين: رسم قياسي ورسم اصطلاحي.

فالرسم القياسي يعرف بأنه: تصوير اللفظ بحروف هجائه، بتقدير الابتداء به والوقف عليه.

أما الرسم الاصطلاحي، فقد عرف بتعاريف كثيرة، منها: هو علم تعرف به مخالفة الرسم العثماني للرسم القياسي.

وعرف أيضا: بأنه علم بكيفية كتابة الحروف والكلمات القرآنية بما يوافق ما استقر عليه أمر القرآن في العرضة الأخيرة، في جمع عثمان القرآن الكريم.

والأصل في المكتوب: أن يكون مطابقا تماما للمنطوق من غير زيادة ولا نقص، لكن المصاحف العثمانية خالفت هذا الأصل في بعض كلمات القرآن.[1][3][4]

نشأة الرسم العثماني

لما شاع اختلاف القراء في قراءة القرآن على عهد عثمان بن عفان، خاف من تحريف القرآن الكريم فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلي بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن الزبير أن انسخوا الصحف في المصاحف، وقال للرهط القرشيين الثلاثة: ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوها، وأمر بسوى ذلك في صحيفة أو مصحف أن يحرق، وهذه كانت بداية انتشار المصاحف العثمانية والرسم العثماني.[5]

قواعد الرسم العثماني

تنحصر مخالفة الرسم العثماني للرسم القياسي في ست قواعد، وهي: الحذف، والزيادة، والهمز، والإبدال، والوصل، والفصل.

قاعدة الزيادة

وهي ما زيد في الخط ولكنه لا يلفظ، وهي تدور في الألف والياء والواو على النحو التالي:

1. زيادة الألف، ومن المواضع التي تزاد فيها:

- تزاد الألف بعد الميم في مئة، نحو: {مِائَةَ} [البقرة: 259]، {مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] حيث وقعت.

- وتزاد الألف بعد النون، نحو: {لَكُنَّا} [الصافات: 169]، {أَنَا} [البقرة: 258] حيث وقعت، {الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10].

- وتزاد الألف بعد الشين في نحو: {لِشَاىءٍ} [الكهف: 23].

- وتزاد الألف بعد اللام في نحو: {الرَّسُولَا}، {السَّبِيلَا} [الأحزاب: 66، 67]، {سَلْسَبِيلَا} [الإنسان: 4].

- وتزاد الألف بعد واو الجمع المتطرفة المتصلة بالفعل أو باسم الفاعل، نحو:

{آمَنُوا} [البقرة: 9]، {فَاسْعَوْا} [الجمعة:9]، {ومُرْسِلُوا} [القمر: 57].

- وتزاد الألف بعد الواو المتطرفة في: (بنو إسرائيل، وأولوا) حيث وقعت.

وكذا زيادة الألف في قوله: {لأاْذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21].

2 - زيادة الياء:

زيدت الياء في رسم المصاحف في هذه الكلمات:

{تِلۡقَآيِٕ} [يونس: 15].

{وَإِيتَآيِٕ} [النحل: 90].

{ءَانَآيِٕ} [طه: 130].

{وَرَآيِٕ} [الشورى: 51].

{بِأَييِّكُمُ} [القلم: 6].

{بِأَيۡيْدٖ} [الذاريات: 47].

{أَفَإِيْن} [الأنبياء: 34، آل عمران: 144].

{نَّبَإِيْ} [الأنعام: 34].

وتزاد الياء في كلمة {مَلَأٌ} إذا خفضت وأضيفت إلى ضمير، نحو:

{وَمَلَإِيْهِۦ } [الأعراف: 103].

3 - زيادة الواو:

زيدت الواو في أربع كلمات:

{وَأُوْلِي} [النساء: 83] حيث وقعت.

{وَأُوْلَٰتُ} [الطلاق: 6].

{أُولاءِ} [آل عمران: 119] كيف جاءت.[6][7][8]

تفسير الزيادة في الرسم العثماني:

عندما كتب الصحابة القرآن وافقوا الرسم القياسي الإملائي في أغلب قواعده، وجاء اختلافهم في اليسير منها كزيادة بعض الأحرف، وقد علل العلماء ذلك بعلل، منها: ليكون رسم المصاحف مميزا ولا يكون الأخذ إلا منها، فلا يهتدي المرء إلى تلاوة القرآن إلا بطريق العرض والمشافهة، أو للدلالة على وجه من أوجه القراءات، أو أن زيادة الألف في الفعل؛ لأن الفعل أثقل من الاسم، وغير ذلك من العلل كلها لا تعد أن تكون ظنية ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن التسليم به: أن المصحف كتب هكذا لحكمة لم نفهمها وإشارة لم ندركها.[9][10]

انظر أيضا:

مراجع

  1. مقدمات في علم القراءات، محمد القضاة، دار عمار، الطبعة الأولى، 1422ه، (69)
  2. معجم علوم القرآن، إبراهيم الجرمي، دار القلم، الطبعة الأولى، 1422ه، (162 - 163)
  3. لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، الطبعة الثالثة، 1414ه، (12/241)
  4. "ص159 - كتاب معجم علوم القرآن - الرسم العثماني - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2022.
  5. "ص88 - كتاب المصاحف لابن أبي داود - جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2022.
  6. رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة، شعبان محمد إسماعيل، دار السلام، الطبعة الثانية، (38)
  7. معجم علوم القرآن، إبراهيم الجرمي، دار القلم، الطبعة الأولى، 1422ه، (162-163)
  8. "ص264 - كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن - حكم زيادة الألف والواو والياء في بعض الكلمات - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2022.
  9. عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل، ابن البناء المراكشي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1990م، (57)
  10. معجم علوم القرآن، إبراهيم الجرمي، دار القلم، الطبعة الأولى، 1422ه، (129)
  • بوابة الخط العربي
  • بوابة الأبجدية العربية
  • بوابة علوم اللغة العربية
  • بوابة القرآن
  • بوابة الإسلام
  • بوابة اللغة العربية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.