سعادة السفير (رواية)

أما الصورة على الغلاف فهي عنصراً لا يقل أهمية عن العنوان الموجز البراق. انها صورة لفنان بولندي وهو رافال أولبنسكي تمثل لندن. إن ذكر اسم رسام اللوحة يدل على أمانة مصمم الغلاف والكاتب. الجميع يعرف أن كاتبنا كان رسماً فمنعا للاشتباه والشك دون اسم الرسام. الغلاف يحوي حمام يمثل العشق والنجوم تمثل انجلاء الضباب. فهل الوصف الدقيق لحياة الدبلوماسيين المرهقة نابعاً من تجربة الكاتب الحقيقية. يبدو أن الكاتب داخلياً رافض لواقع الحياة الدبلوماسية المرفهة. فنلحظ ونستنبط السخرة الظاهرة والمبطنة.

لجأ الكاتب لتغيير أسماء الاماكن والأشخاص، لكن بطريقة تمكن أي قارئ حتى من ليس له ثقافة سياسية، أن يعرف الأسماء الحقيقة. فمثلا فسعد أباد هي بغداد والاسم هزلي عكس ما اراد الكاتب ان يكشف عنه من تعاسة هذه المدينة. اما الكوت فهي الكويت. وهمام بن سنين هو صدام حسين. اذ هي مسميات محورة تؤشر على الواقع. ففي المدينة التي تجري فيها الخلافات وملابساتها بين السفير ورئيس الدولة، (سعد اباد) [1]ذات  معنى معاكس يدل على المصير التعس الذي تعاني منه هذه المدينة منذ  القدم.

اما الكوت وهي تمثل دولة صغيرة برزت عالميا بسبب الخلاف . لكن الغريب ان الدول ذات العلاقة في الخلاف لم يغير اسمها مثل فرنسا ، المانيا.[2]

حيرت هذه الرواية وأحداثها وشخصياتها واماكنها العديد من النقاد والكتاب. فمنهم من دمج في نقده شخصية المؤلف الدبلوماسية ومنهم من تعامل معها كنص ادبي من منظور النقد الوائي والنصي. انها رواية سياسية تطلعنا على عالم السفراء، ولكن على طريقة الكاتب ومبتغاه.[3]

الرواية فيها جانب حقيقي لكن الجانب الخيالي من صنع الشخصية واضحا كل الوضوح. فالوصف بسيط جذاب يشد القارئ بجميع مستوياته الثقافية. [4] 

فنيا تمثل اسلوب الروائي، في إسرافه في الحوار على حساب السرد، وتقديم الشخصيات بمستوى واحد معروف وهو  الشخصية النمطية والتي يبررها  بقصر مدة الأحداث. كما ان أسلوب الرواية بسيط وشيق، وتملك الإثارة وتقدم المتعة. وتظهر البطل كرجل رومانسي، بارع الحجة، غزير الثقافة، يوصل أفكاره بوضوح وسهولة مع مسحة سخرية لافتة.حيث ان  يوسف الفلكي هو قريب الشبه إلى عدد من أبطال القصيبي الذين يشبهون شخصية الكاتب اللى حد ما.[1]

• بوابة كتب
• بوابة العراق