سلامة بيولوجية
السلامة البيولوجية أو السلامة الأحيائية (بالإنجليزية: Biosafety) هي الوقاية من فقدان الصحة البيولوجية، مع التركيز على علم البيئة وصحة الإنسان[1] على نحو سواء. تتضمن آليات الوقاية هذه إجراء مراجعات منتظمة للسلامة البيولوجية ضمن إعدادات المختبر، بالإضافة إلى إرشادات صارمة يجب اتباعها. تُستخدم السلامة البيولوجية للحماية من الحوادث الضارة. تستخدم العديد من المختبرات التي تتعامل مع المخاطر البيولوجية عملية تقييم وتنفيذ مستمرة لإدارة السلامة البيولوجية. يمكن أن يؤدي عدم اتباع هذه البروتوكولات إلى زيادة خطر التعرض للأخطار البيولوجية أو مسببات الأمراض. يساهم الخطأ البشري والتقنيات الرديئة في التعرض غير الضروري لهذه الأخطار وإضعاف التدابير الوقائية المُتخذة للحماية من الخطر.
يتناول بروتوكول قرطاجنة بشأن السلامة الأحيائية التعريف الزراعي في المقام الأول، ولكن تسعى العديد من جماعات الضغط إلى توسيع نطاقه ليشمل تهديدات التعديل الجيني: جزيئات جديدة، وأشكال الحياة الاصطناعية، وروبوتات قد تنافس مباشرة في السلسلة الغذائية الطبيعية.
قد تتطلب السلامة البيولوجية في الزراعة والكيمياء والطب وبيولوجيا الفضاء وغيرها تطبيق المبدأ الوقائي، وتعريفًا جديدًا يركز على الطبيعة البيولوجية للكائن المهدّد بدلًا من طبيعة التهديد.
عندما يُنظر في الحرب البيولوجية أو التهديدات الجديدة، الافتراضية حاليًا (أي الروبوتات والبكتيريا الاصطناعية الجديدة)، لا تُعد احتياطات السلامة البيولوجية كافية بشكل عام. يعالج مجال الأمن البيولوجي الجديد هذه التهديدات المعقدة.
يشير مستوى السلامة البيولوجية إلى التشديد على احتياطات الاحتواء الحيوي التي تعتبر ضرورية من قبل مراكز مكافحة الأمراض واتقائها للعمل مع المواد المعدية في المختبرات.
بشكل عام، يكون للمؤسسات التي تجري تجارب على مواد بيولوجية ضارة أو تنتجها، لجنة أو مجلس من المشرفين يتولى مسؤولية السلامة البيولوجية للمؤسسة. وهي تنشئ وتراقب معايير السلامة البيولوجية التي يجب أن تلبيها المعامل لمنع الانبعاث العرضي للمواد البيولوجية التي قد تكون مدمرة. في الولايات المتحدة، تشارك عدة مجموعات وتبذل الجهود لتحسين العمليات الخاصة بالمختبرات التي تديرها الحكومة، لكن لا توجد سلطة تنظيمية موحدة لجميع المختبرات.
ترتبط السلامة البيولوجية بعدة مجالات:
- في علم البيئة (تشير إلى أشكال الحياة الواردة من خارج حدود المناطق البيئية)،
- في الزراعة (الحد من مخاطر الجينات الغريبة الفيروسية أو المعدلة وراثيًا، أو الهندسة الوراثية أو البريونات مثل مرض جنون البقر، والحد من خطر التلوث الغذائي الجرثومي)،
- في الطب (تشير إلى الأعضاء أو الأنسجة من أصل بيولوجي، أو منتجات العلاج الوراثي، والفيروسات؛ تُقاس مستويات بروتوكولات الاحتواء المخبري بالقيم 1، 2، 3، 4، إذ يزداد الرقم بازدياد الخطر)،
- في الكيمياء (وجود النترات في الماء، ومستويات ثنائي الفينيل متعدد الكلور التي تؤثر على الخصوبة)،
- في علم الأحياء الفلكي (سياسة وكالة ناسا لاحتواء الميكروبات الغريبة التي قد توجد في عينات الفضاء)،
- في علم الأحياء التركيبي (تشير إلى المخاطر المرتبطة بهذا النوع من الممارسة المخبرية).
المخاطر
تشمل المخاطر الكيميائية التي توجد عادةً في البيئات المخبرية المواد المسرطنة والذيفانات والمهيجات والمواد الأكالة والمواد المثيرة للحساسية. تشمل المخاطر البيولوجية الفيروسات والبكتيريا والفطريات والبريونات والذيفانات البيولوجية التي قد تكون موجودة في سوائل وأنسجة الجسم وعينات زرع الخلايا والحيوانات المخبرية. تشمل طرق التعرض للمخاطر الكيميائية والبيولوجية الاستنشاق والابتلاع والتماس مع الجلد والعين.[2]
تتضمن المخاطر الفيزيائية المخاطر البشرية والإشعاعات المؤينة وغير المؤينة والمخاطر الضوضائية. تشمل مخاطر السلامة الإضافية الحروق والجروح الناتجة عن الموصدات والإصابات الناتجة عن أجهزة الطرد المركزي وتسرب الغازات المضغوطة والحروق الباردة نتيجة التبريد العميق، والمخاطر الكهربائية والحرائق والإصابات الناجمة عن الآلات وحوادث السقوط.[2]
في الطب وإعدادات الرعاية الصحية والمختبرات
تشير السلامة البيولوجية، في إعدادات الطب والرعاية الصحية، بالتحديد إلى التعامل السليم مع الأعضاء أو الأنسجة من أصل بيولوجي أو منتجات العلاج الوراثي والفيروسات فيما يتعلق بالبيئة،[3] لضمان سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية والباحثين والمخبريين والمرضى وعامة الناس. يتحدد مستوى السلامة البيولوجية في المختبرات من 1 إلى 4 بناءً على مستوى المخاطر البيولوجية المحتملة.[4] تكون سلطة التوظيف، الذي يحددها مدير المختبر، مسؤولة عن ضمان الرقابة الكافية لصحة العاملين في المختبر.[5] الهدف من هذه الرقابة هو رصد الأمراض المكتسبة ضمن البيئة المهنية. تعزو منظمة الصحة العالمية الخطأ البشري والتقنيات الرديئة[6] كسبب رئيسي لسوء التعامل مع المواد البيولوجية الخطرة.
أصبحت السلامة البيولوجية أيضًا مصدر قلق عالمي وتتطلب موارد متعددة المستويات وتعاونًا دوليًا لرصد ومنع وإصلاح حوادث الانبعاث غير المقصودة والمقصودة وأيضًا لمنع حصول الإرهابيين البيولوجيين على عينة من المستحضرات البيولوجية لصنع أسلحة بيولوجية واستخدامها لعمليات التدمير الشامل. يجب أن يشارك الجميع، حتى الأشخاص خارج القطاع الصحي، كما في حالة تفشي فيروس إيبولا، إذ تطلب التأثير الذي أحدثه على الأعمال والسفر أن تخصص القطاعات الخاصة مع البنوك الدولية معًا أكثر من ملياري دولار لمكافحة الوباء.[7] يُعد مكتب الأمن الدولي للحد من الانتشار مسؤولًا عن إدارة مجموعة واسعة من سياسات الولايات المتحدة وبرامجها واتفاقياتها ومبادراتها المتعلقة بعدم الانتشار، وتُعد الأسلحة البيولوجية أحد شواغلهم. للسلامة البيولوجية مخاطرها وفوائدها. يجب على جميع أصحاب المصالح محاولة إيجاد توازن بين فعالية تكاليف تدابير السلامة واستخدام ممارسات وتوصيات السلامة القائمة على الأدلة، وقياس النتائج وإعادة تقييم الفوائد المحتملة التي تمثلها السلامة البيولوجية على صحة الإنسان باستمرار. تستند تعيينات مستويات السلامة البيولوجية إلى مجموعة من ميزات التصميم والبناء ومرافق الاحتواء والمعدات والممارسات والإجراءات التشغيلية اللازمة للعمل مع وكلاء من مختلف مجموعات المخاطر.[6]
تصنيف المواد الحيوية هو أمر شخصي وتُقيم المخاطر من قبل الأفراد الأكثر دراية بخصائص الكائن الحي.[6] هناك العديد من العوامل التي تؤخذ في عين الاعتبار عند تقييم الكائن الحي وعملية التصنيف.
- مجموعة الخطر 1: (مخاطر معدومة أو قليلة على الفرد والمجتمع) حالة ميكروب من غير المرجح أن يسبب أمراضًا بشرية أو حيوانية.[8]
- مجموعة الخطر 2: (مخاطر متوسطة على الفرد، مخاطر قليلة على المجتمع) عامل ممرض قد يسبب مرضًا بشريًا أو حيوانيًا لكن من غير المحتمل أن يشكل مخاطر شديدة على المخبريين أو المجتمع أو الماشية أو البيئة. قد يسبب التعرض في المختبر حدوث عدوى خطيرة، لكن العلاج الفعال والتدابير الوقائية متاحة ومخاطر انتشار العدوى محدودة.[6]
- مجموعة الخطر 3: (مخاطر كبيرة على الفرد، مخاطر قليلة على المجتمع) عامل ممرض يشبب عادةً مرضًا بشريًا أو حيوانيًا خطيرًا لكنه لا ينتشر عادةً من فرد مصاب إلى آخر. العلاج الفعال والتدابير الوقائية المتاحة.[6]
- مجموعة الخطر 4: (مخاطر كبيرة على الفرد والمجتمع) عامل ممرض يسبب عادة مرضًا بشريًا أو حيوانيًا خطيرًا ويمكن أن ينتقل بسهولة من فرد لآخر، بشكل مباشر أو غير مباشر. العلاج الفعال والتدابير الوقائية ليست متاحة عادةً.[6]
أظهرت الأبحاث أن هناك المئات من حوادث السلامة البيولوجية غير المبلغ عنها، إذ تمارس المختبرات رقابة ذاتية على المواد البيولوجية الخطرة دون الإبلاغ عنها.[9] يؤدي سوء حفظ السجلات والتخلص غير السليم منها وسوء التعامل مع المواد البيولوجية الخطرة إلى زيادة مخاطر التلوث الكيميائي على البشر والبيئة.[10]
إلى جانب الاحتياطات التي تُتخذ أثناء التعامل مع المواد الخطرة بيولوجيًا، توصي منظمة الصحة العالمية بما يلي: ينبغي أن يتضمن تدريب الموظفين دائمًا معلومات عن الطرق الآمنة للإجراءات شديدة الخطورة التي يصادفها جميع المخبريين.
انظر أيضاً
مراجع
- Biosafety and the environment: An introduction to the Cartagena Protocol on Biosafety (PDF)، GE.03-01836/E، United Nations Environment Programme، ص. 8، مؤرشف من الأصل (PDF) في 15 فبراير 2020.
- "Laboratory Safety Guidance" (PDF)، U.S. Occupational Safety and Health Administration، 2011، ص. 9, 15, 21, 24–28، مؤرشف من الأصل (PDF) في 15 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 يناير 2019.
- "Definition of BIOSAFETY"، مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 8 أكتوبر 2016.
- "International classification schemes for micro-organisms based on their biological risks # UNITED STATES"، 14 يناير 2013، مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 9 أكتوبر 2016.
- "Laboratory Biosafety Manual - Third Edition" (PDF)، World Health Organization، WHO، مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 18 أكتوبر 2016.
- "Laboratory Biosafety Manual" (PDF)، World Health Organization، World Health Organization، مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 08 أكتوبر 2016.
- "Biosecurity in the Time of Ebola"، مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 24 يونيو 2017.
- SBB©2003، "International Classification Systems for Micro-organisms"، مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 15 نوفمبر 2016.
- Young A؛ Penzenstadler N, TODAY (28 مايو 2015)، "Inside America's secretive biolabs"، USA Today، مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 1 سبتمبر 2016.
- Steenhuysen, Julie (29 أكتوبر 2015)، "White House issues report on improving biosafety at federal labs"، Reuters، مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 3 سبتمبر 2016.
- بوابة علم الأحياء
- بوابة طب