سليمان بن خالد بن الوليد
سليمان بن خالد بن الوَلِيد المخزومي القرشيّ (نحو 10 ق.هـ - 21 هـ / 612 - 642م): صحابي، وهو الابن الأكبر لخالد بن الوليد، وبه كان يكنى. وكان فارساً مقداماً من الشجعان، شهد مع أبيه الفتوحات العربية الإسلامية أيام خلافة عمر بن الخطاب، وقتل في فتح صعيد مصر سنة 21 هـ.[1]
سليمان بن خالد بن الوليد | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | سليمان بن خالد بن الوليد |
الميلاد | 2 يناير 612 مكة المكرمة |
الوفاة | 3 فبراير 642 (30 سنة)
البهنسا، مصر |
الديانة | مسلم |
الأب | خالد بن الوليد |
الأم | كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو العذرية. |
أقرباء | المهاجر بن خالد، عبد الرحمن بن خالد. |
الحياة العملية | |
النسب | المخزومي القرشي |
حياته وسيرته
نسبه
- أبوه: خالد بن الوليد بن المُغِيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش.
- أمه: كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو بن عدي بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كثير بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة.[2]
نشأته
نشأ سليمان في مكة المكرمة، وهو الابن الأكبر لخالد بن الوليد أحد أعظم القادة في تاريخ العرب العسكري، والذي أسلم في السنة السابعة للهجرة، وكان له دور مميز في المعارك مع النبي محمد، حتى لقَّبه الرسول ﷺ بـ«سيف الله». ولسليمان أربعة أخوة - غير أشقاء - وهم كالآتي:
- المهاجر بن خالد: له صحبة، ويعد من غلمان الصحابة، شهد مع والده فتوح الشام في خلافة عمر، وشهد مع علي بن أبي طالب حروبه، وفقئت عينه يوم الجمل وقتل في يوم صفين.[3]
- عبد الله الأكبر بن خالد: له صحبة، شهد مع أبيه الفتوحات، وقتل على الأشهر في فتح ابيه للعراق سنة 12 هـ،[4][5] وزعم ابن حجر أنه قتل في معركة اليرموك.[6]
- عبد الرحمن بن خالد: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه. شهد مع أَبيه في فتوح الشام، وكان معاوية يستعمله على غزو الروم في خلافة عمر.[7] ولاه عثمان بن عفان ولاية حمص، وشهد مع معاوية حرب صفين ضد الخليفة علي بن أبي طالب.[8]
- عبد الله الأصغر بن خالد: أصغر أخوة سليمان، وسمى على اسم أخيه عبد الله الذي قتل في الفتوحات، وقد سُمّي عبد الله الأصغر لأنه ولد بعد وفاة أخيه عبد الله الأكبر.[9]
ولجميع أخوة سليمان - عدا عبد الله الأصغر - رؤية للنبي ﷺ وهم غلمان،[10] ويعدهم المؤرخون من صغار الصحابة،[11] فبذلك لسيلمان صحبة أقدم من أخوته، حيث أجمع المؤرخون أنه أكبر أبناء خالد بن الوليد، قال ابن حجر: «سليمان بن خالد بن الوليد بن المُغيرة المخزوميّ: كان أبوه يُكْنَى به، وكان أكبر ولده».[12]
وفاته
شهد سليمان وأخوته مع ابيهم فتوح العراق والشام، وهو أحد الأبطال كأبيه. وفي فتح وردان أحاطت به فرقة من الروم من كل جهة، وقاتلهم حتى قطعت يده اليمنى فتناول السيف بيده اليسرى وصار يضرب بها حتى قطعت الأخرى، ثم طعنوه في صدره وسقط قتيلاً، وأنشد عمار بن ياسر فيه:.[13]
يا عين أذري الدمع منك الصبيب | ثم اندبي يا عين فقد الحبيب | |
وانعي لمقتولٍ غدا في الفلا | مجندلاً وسط الفيافي غريب | |
وابكي سليمانَ ولا تغفلي | فأمره واللَه أمرٌ عجيب | |
قد كان لا يفكرُ كل العدى | إن سلَّ من غمدٍ السيفَ قضيب | |
وتحذرُ الأعداءُ من بأسهِ | لو أنهم أعدادُ رملِ الكثيب | |
فيا حمامَ الأيك نُوحي إذاً | على فتىً قد كان غُصناً رطيب | |
وأعلمي بما جرى خالداً | لعلهُ يبكي بدمعٍ صبيب |
ولمَا وصل الخبر إلى خالد بن الوليد، هطلت مدامعه على وجنتيه أحَرَّ من الجمر، ثم جعل يسترجع ويقول في رثاء ابنه سليمان:[14]
جَرَى مدمعى فوق الْمَحَاجِرِ وانْهَمَلْ | وحَرُّ الغَضَا قدْ زَادَ في القَلْبِ واشْـتَعَلْ | |
وهَدَّ فُؤَادِى يَوْمَ أُخْـبِرْتُ نَعْيَهُ | وضَاقَتْ بِيَ الدُّنيا ودَمْعِيَ قد هَطَلْ | |
وزَادَتْ بِيَ الأحْـزَانُ والْهَمُّ ضَرَّنِي | وعَنْ قَـلْبِيَ الْمَحْزُونِ بِاللهِ لا تَسَـلْ | |
سَـأَبْكِى عَلَيْهِ كُلَّمَا أَظْـلَمَ الدُّجَى | وما ابْتَسَمَ الصُّبـْحُ الْمُنِيرُ وما اسْـتَهَلْ | |
لقَدْ كانَ بَدْرًا زَائِدَ الْحُسْنِ طَـالِعًا | فأَصْبَحَ بَعْدَ النُّورِ والزَّهْوِ قدْ أفَـلْ | |
وكانَ كَرِيمَ العَمِّ والْخَـالِ سَـيِّدًا | إذَا قَامَ سوقُ الْحَرْبِ لَمْ يَعْرِفِ الْوَجَلْ | |
أحَاطَتْ بِهِ خَيْلُ اللِّئَامِ بِأَسْـرِهِمْ | وقَدْ مَكَّنـُـوا مِنْهُ الْمُهَنَّدَ والأسَـلْ | |
فَوَا أسَفَا لَوْ أنَّـنِى كُنتُ حَاضِرًا | بِأبْيَضَ مَاضٍ لِلْجَنَاحَيْنِ مُنتَصِـلْ | |
تَرَكْـتُهُمُ وَسْطَ الْمَعَامِعِ جِيـفَةً | عَلَيْهَا تُسَاقُ الطَّـيْرُ في السَّـهْلِ والْجَبَلْ | |
وحَقِّ الَّذِى حَجَّتْ قُرَيْشٌ لِبَيْتِهِ | وأرْسَـلَ طَـهَ الْمُصْطَفَى غَايةَ الأمَلْ | |
لأقْتُلَ مِنْـهُمْ في الوَغَى ألفَ سَيِّدٍ | إذَا سَـلَّمَ الرَّحـمنُ واتَّسَـعَ الأجَـلْ |
مراجع
- فتوح الشام - الواقدي - ج 1 - الصفحة 49. نسخة محفوظة 4 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 33 - الصفحة 463. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٤٢٣. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- نسب قريش - الزبير بن بكار - الصفحة 327. نسخة محفوظة 4 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- جمهرة أنساب العرب - ابن حزم - الصفحة 147. نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الإصابة - ابن حجر - ج ٤ - الصفحة ٦٤. نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- الإصابة - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٢٧. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٨٢٩. نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- خالد وعمر بحث نقدي في مصادر التأريخ الإسلامي - كلاوس كلير - الصفحة 182. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٤٥٤. نسخة محفوظة 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٢٨٩. نسخة محفوظة 4 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- الإصابة - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ٢٠١. نسخة محفوظة 4 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- فتوح الشام - الواقدي - الصفحة 245، 246. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- فتوح الشام - الواقدي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٧. نسخة محفوظة 27 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- بوابة العرب
- بوابة صحابة
- بوابة الإسلام
- بوابة أعلام
- بوابة محمد
- بوابة التاريخ الإسلامي